5
.21ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻤﻜّﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺸﺨﻴﺺ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺷﻬﺪﻧﺎ ﺗﻘﺪّﻣًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ.
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺬّﻛﺎﺀ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲّ ﻭﺁﺧﺮ ﺍﻟﺘّﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﺪّ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ
ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﻳﻐﺬّﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺣﺸﻲ.ّ
.22ﻣﻤّﺎ ﻻ ﺷﻚّ ﻓﻴﻪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠّﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻠﻴﺜﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺴّﻴﻠﻴﻜﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻏﻴﺮ
ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬّﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻮﺱ :ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻤّﺎ
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮّﺭﻩ ،ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ،ﻛﻞّ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ﻫﻮ ﻣﺠﺮّﺩ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻭﻛﻞّ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺑﺪﻟًﺎ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻄﻴّﺔ ﺗُﻘَﺪَّﺭ ،ﻭﻟﻪ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﻨﻰ ﺑﻪ ،ﻳﺼﻴﺮ ﻋﺒﺪًﺍ ،ﻭﺿﺤﻴّﺔ ﻷﻱّ ﻧﺰﻭﺓ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺎﺗﻪ.
.23ﺇﻧّﻪ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ ،ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺨِّﻤُﻬﺎ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﻤﻨﺢ "ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﻻﺳﻴّﻤﺎ ﺍﻟﻘﻮّﺓ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ،ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ .ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺃﻧّﻬﺎ ﺳﺘﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ،ﺧﺎﺻّﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ .[...]ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﻣَﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱّ ﺣﺪّ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ؟ ﺇﻧّﻬﺎ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﻫﻲ
ﻓﻲ ﻳﺪ ﺟﺰﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ" .[16]
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﻗُﺪُﺭﺍﺗﻨﺎ
.24ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞّ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘُﺪﺭﺓ ﺗﻘﺪّﻣًﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﻟﻨﻔﻜِّﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺘّﻘﻨﻴّﺎﺕ ”ﺍﻟﻤﺪﻫﺸﺔ“ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻹﺑﺎﺩﺓ ﺷﻌﻮﺏ
ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﺬّﺭﻳّﺔ ،ﻭﺇﺑﺎﺩﺓ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻋﺮﻗﻴّﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ ،ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﻟﺘّﻘﺪّﻡ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ
ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺮﻋﺒﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻗﺎﺋﻢ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﻷﻥّ "ﺍﻟﻨّﻤﻮ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲّ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﺗﻄﻮّﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺣﺲّ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴَﻢ ﻭﺍﻟﻀّﻤﻴﺮ .[...]ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺭٍ ﻭﻣﻜﺸﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻤﻮ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺴّﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺁﻻﺕ ﺳﻄﺤﻴّﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧّﻪ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮّﺍﺳﺨﺔ ﻭﺍﻟﺜّﻘﺎﻓﺔ
ﻭﺍﻟﺮّﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺗﺜﺒِّﺘﻪ ﻓﻲ ﺯﻫﺪ ﺻﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻨّﻔﺲ" .[17]ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﺃﻥّ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥّ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺟﻴّﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﺗﻌﻤﻴﻨﺎ ﻭﻻ
ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ.
.25ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ،ّﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋًﺎ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼﻝ ،ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻄّﻤﻮﺡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ .ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﺘّﻰ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ ﻣﺠﺮّﺩ ”ﺇﻃﺎﺭ“ ﻧﻄﻮّﺭ ﻓﻴﻪ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻨﺎ ،ﻷﻧّﻨﺎ
"ﻣﻨﺪﻣﺠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻧﺤﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺘﺪﺍﺧﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ" ،[18]"ﻓﻼ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺍﺧﻞ" .[19]
.26ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻭﺃﻧّﻪ ﻋﺎﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻲّ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳﻀﺮّ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ .ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺟﺰﺀًﺍ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ .ﺇﻥّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻭﺣﺮّﻳّﺘﻪ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﺗُﺜﺮﻱ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﺪّﺍﺧﻠﻴّﺔ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﻪ.
.27ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴّﻠﻴﻤﺔ ﻫﻲ ﺛﻤﺮﺓ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴّﻴﻦ ﻭﻛﻤﺎ
ﺣﺪﺙ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ .ﻟﻘﺪ ”ﺧﻠﻘﺖ“ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ،
[20]ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻳﻀﻬﺎ ﻟﻠﺨﻄﺮ .ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ
ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﺩﻣّﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴّﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ .ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻳّﺔ ﺣﺎﻝ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺘّﻐﻠّﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ
ﺍﻟﻀّﺎﺭّ ﻭﺍﻟﻤﺪﻣّﺮ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻨّﻈﻢ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﻴّﺔ "ﻣﻊ ﺍﻟﻨّﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ" .[21]
.28ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴّﺔ ﻗُﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ :ﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ؟ ﻷﻥّ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﻤﻮﻡ
ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻓﻘﻂ .ﻟﻘﺪ ﺣﻘّﻘﻨﺎ ﺗﻘﺪّﻣًﺎ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴًّﺎ ﺑﺎﻫﺮًﺍ ﻭﻣﺬﻫﻠًﺎ ،ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻧّﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ
ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ،ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺮّﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺗﻬﺪِّﺩ ﺑﻘﺎﺀﻧﺎ ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻧﻜﺮّﺭ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﻮﻝ ﺳﻮﻟﻮﻓﻴﻴﻒ (Soloviev)ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ :"ﺇﻧّﻪ ﻗﺮﻥ ﻣﺘﻘﺪّﻡ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈّﻪ ﺃﻧّﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮ" .[22]ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ