papa-francesco_esortazione-ap_20180319_gaudete-et-exsultate-ar


papa-francesco_esortazione-ap_20180319_gaudete-et-exsultate-ar

1 Pages 1-10

▲back to top

1.1 Page 1

▲back to top
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
ﺍِﻓَﺮﺣﻮﺍ ﻭﺍﺑﺘَﻬِﺠﻮﺍ
ﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ
"ﺍِﻓَﺮﺣﻮﺍ ﻭﺍﺑﺘَﻬِﺠﻮﺍ" )ﻣﺘﻰ ،(١۲ ،٥ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳُﻀﻄﻬﺪﻭﻥ ﻭﻳُﺸﺘﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ .ﺇﻥَّ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﻄﻠﺐ ﻛﻞَّ
.1
ﺷﻲﺀ ،ﻭﻳﻘﺪِّﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺧُﻠﻘﻨﺎ .ﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺑﻼ ﻃﻌﻢ ﻭﻣﺘﻘﻠﺒﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻭﻟﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺪّﻣﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ :"ﺳِﺮْ ﺃَﻣﺎﻣﻲ ﻭﻛُﻦْ ﻛﺎﻣِﻼً" )ﺗﻚ .(۱ ،۱۷
ﻻ ﺗﺸﻜّﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗُﻐﻨﻲ
.2
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻬﺎﻡ ،ﺃﻭ ﻣﻊ ﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺣﻮﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ .ﺇﻥَّ ﻫﺪﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺃُﺭﺟِّﻊ ﻣﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺻﺪﻯ ﺻﻮﺕ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﺴﻴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻣﻊ ﻣﺨﺎﻃﺮﻫﺎ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻓﺮﺻﻬﺎ .ﻷﻥَّ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻛﻞَّ
ﻓﺮﺩ ﻣﻨّﺎ ﻟﻨﻜﻮﻥ "ﻓﻲ ﻧَﻈَﺮِﻩ ﻗِﺪِّﻳﺴﻴﻦ ،َﺑِﻼ ﻋَﻴﺐٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔ" )ﺃﻑ .(٤ ،١
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭّﻝ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺸﺠّﻌﻮﻧﻨﺎ ﻭﻳﺮﺍﻓﻘﻮﻧﻨﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻳُﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺸﺠّﻌﻮﻧﻨﺎ "ﻟﻨَﺨُﺾ ﺑِﺜَﺒﺎﺕٍ ﺫﻟِﻚ ﺍﻟﺼِّﺮﺍﻉَ
.3

1.2 Page 2

▲back to top
2
ﺍﻟﻤَﻌﺮﻭﺽَ ﻋﻠَﻴﻨﺎ" .(۱ ،١۲)ﻭﺇﺫ ﺗُﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺳﺎﺭﺓ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﺟﺪﻋﻮﻥ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ )ﺭﺍ .ﻋﺐ (۱۱ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ
ﻗﺒﻞ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻲ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥَّ "ﺟَﻤًّﺎ ﻏَﻔﻴﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸُّﻬﻮﺩ" (۱ ،١۲)ﻳُﺤﻴﻂُ ﺑﻨﺎ ﻭﻳﺸﺠِّﻌﻨﺎ ﻛﻲ ﻻ ﻧﺘﻮﻗّﻒ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻨﺎ ﻭﻳﺤﺜّﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ .ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻣُّﻨﺎ ﺃﻭ ﺟﺪّﺗﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻗﺮﻳﺒﻮﻥ ﻣﻨﺎ )ﺭﺍ ۲ .ﻃﻴﻢ ،١
.(٥ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺴﻘﻄﺎﺕ ،ﺍﺳﺘﻤﺮّﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻗﺪﻣًﺎ ﻭﺃﺭﺿﻮﺍ
ﺍﻟﺮﺏ
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺸَﺮِﻛﺔ ﻣﻌﻨﺎ .ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ
.4
ﺫﻟﻚ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺸﻔّﻌﻮﻥ "ﺭَﺃَﻳﺖُ ﺗَﺤﺖَ ﺍﻟﻤَﺬﺑَﺢِ ﻧُﻔﻮﺱَ ﺍﻟَّﺬﻳﻦَ ﺫُﺑِﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺳَﺒﻴﻞِ ﻛَﻠِﻤَﺔِ ﺍﻟﻠّﻪِ
ﻭﺍﻟﺸَّﻬﺎﺩَﺓِ ﺍﻟَّﺘﻲ ﺷَﻬِﺪﻭﻫﺎ .ﻓﺼﺎﺣﻮﺍ ﺑِﺄَﻋﻠﻰ ﺃَﺻﻮﺍﺗِﻬﻢ :»ﺣَﺘَّﺎﻡ ،َﻳﺎ ﺃَﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺪُ ﺍﻟﻘُﺪُّﻭﺱُ ﺍﻟﺤَﻖ ،ّﺗُﺆَﺧِّﺮُ ﺍﻹِﻧﺼﺎﻑَ! «" )ﺭﺅ -۹ ،٦
.(١۰ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﻛِّﺪ ﺃﻥ "ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﻨﺎ ﻭﻳﻘﻮﺩﻭﻧﻨﺎ ﻭﻳﺮﺷﺪﻭﻧﻨﺎ ...ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺃﺣﻤﻞ ﻭﺣﺪﻱ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﺑﺪًﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﻤﻠﻪ ﻭﺣﺪﻱ ،ﻷﻥَّ ﺟﻮﻕ ﻗﺪﻳﺴﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻤﻴﻨﻲ ﻭﻳﻌﻀﺪﻧﻲ ﻭﻳﺤﻤﻠﻨﻲ.[1]"
ﻓﻲ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﺗُﺆﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ
.5
ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢُّ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ .ﺗﻌﺒِّﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﻋﻦ
ﺗﺸﺒُّﻪ ﻣﺜﺎﻟﻲٍّ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .[2]ﻧﺬﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻳّﺔ ﻣﺎﺭﻳﺎ ﻏﺎﺑﺮﻳﻴﻼ ﺳﺎﻏِﺪّﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪّﻣﺖ
ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ.
ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﻘﺮﺑﻨﺎ
ﻻ ﻧﻔﻜِّﺮﻥَّ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢَّ ﺗﻄﻮﻳﺒﻬﻢ ﺃﻭ ﺃُﻋﻠِﻨﺖ ﻗﺪﺍﺳﺘﻬﻢ .ﺇﻥَّ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻳﻔﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻣﻜﺎﻥ
.6
ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﺍﻷﻣﻴﻦ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺷﺎﺀ "ﺃﻥ ﻳﻘﺪّﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺨﻠّﺼﻬﻢ ،ﻻ ﻓﺮﺩﻳًّﺎ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺮﺍﺑﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﺑﻞ
ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺷﻌﺒًﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻳﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ .[3]"ﺇﻥَّ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻗﺪ ﺧﻠّﺺ ﺷﻌﺒًﺎ.
ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻮﻳّﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﺐ ﻣﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺨﻠُﺺ ﺃﺣﺪ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ،ﻛﻔﺮﺩ ﻣﻨﻌﺰﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﺬﺑﻨﺎ ﺁﺧﺬًﺍ ﺑﻌﻴﻦ
ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘّﺪﺓ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ :ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺔ
ﺷﻌﺒﻴّﺔ ،ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺔ ﺷﻌﺐ.
ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ :ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺑّﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
.7
ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﻴﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤُﺴﻨَّﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻕ
ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺛﻐﻮﺭﻫﻦ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻗُﺪﻣًﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺃﺭﻯ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤُﺠﺎﻫﺪﺓ .ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ،ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ
ﺍﻟﻤﺮّﺍﺕ ،ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ "ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻦ ﺑﻘﺮﺑﻨﺎ ،"ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﻘﺮﺑﻨﺎ ﻭﻫﻢ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺃﻭ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ
ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺁﺧﺮ ،"ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳِّﻄﺔ ﻟﻠﻘﺪﺍﺳﺔ.[4]"
ﻟﻨﺴﻤﺢ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﻔِّﺰﻧﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪِّﻣﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻮﺍﺿﻌًﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺐ
.8
ﺍﻟﺬﻱ "ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﻤّﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳّﺔ ،ﻓﻴﻨﺸﺮ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴّﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﻳﻤﺎﻥ
ﻭﻣﺤﺒّﺔ .[5]"ﻟﻨﻔﻜِّﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﺍ ﺑﻴﻨﻴﺪﻳﺘﺎ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ،ﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳُﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ :"ﻓﻲ
ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻷﺷﺪَّ ﻇﻼﻣًﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ .ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﻘﻰ ﺧﻔﻴًّﺎ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤُﺤﻴﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴّﺔ .ﺇﻥَّ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ
ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪ ﺗﺄﺛَّﺮﺕ ،ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ،ﺑﺄﻧﻔﺲ ﻻ ﻳﺆﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛُﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .ﻭﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ
ﻧﺸﻜﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ،ﺇﻧّﻪ ﺃﻣﺮ ﺳﻨﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻛﻞُّ ﺧﻔﻲٍّ ﺳﻴُﻜﺸﻒ.[6]"
ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﺟﻤﻞ .ﻭﻟﻜﻦَّ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻳﻮﻟِّﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﻭﻓﻲ ﺑﻴﺌﺎﺕ
.9
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺪًّﺍ ،"ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .[7]"ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺬﻛِّﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺄﻥَّ
"ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺆﺩّﺍﺓ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺣﺘﻰ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺪﻡ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺮﺍﺛًﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛًﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﻭﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺲ ﻭﺍﻷﻧﺠﻠﻴﻜﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺗﺴﺘﺎﻧﺖ .[8]"ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﺳّﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﺑﻴﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟـ ،2000ﺃﻛَّﺪﻭﺍ
ﺃﻥَّ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻫﻢ "ﺇﺭﺙ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ.[9]"

1.3 Page 3

▲back to top
3
ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﺪﻋﻮ
ﻛﻞُّ ﻫﺬﺍ ﻫﺎﻡ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥَّ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃُﺫﻛِّﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻫﻮ ﺃﻭﻻً ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
.10
ﻳﻮﺟّﻬﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﻟﻜﻞِّ ﻓﺮﺩ ﻣﻨّﺎ ،ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟِّﻬﻬﺎ ﻟﻚ ﺃﻳﻀًﺎ :"ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻷﻧّﻲ ﺃﻧﺎ ﻗﺪّﻭﺱ" )ﺃﺡ ٤٥ ،١١؛ ١ﺑﻂ .(١٦ ،١
ﻭﻗﺪ ﺳﻠّﻂ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻘﻮّﺓ :"ﺇﻥ ﻛﻞّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺰﻭّﺩﻳﻦ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺧﻼﺻﻴّﺔ ﻏﺰﻳﺮﺓ
ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﺃﻳًّﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺿﻌﻬﻢ ﻭﺣﺎﻟﻬﻢ ،ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺍﻟﺮﺏ ،ّﻛﻞّ ﺣﺴﺐ ﻃﺮﻳﻘﻪ ،ﺇﻟﻰ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺗﺠﺪ ﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻵﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ
ﻧﻔﺴﻪ.[10]"
"ﻛﻞٌّ ﺣﺴﺐ ﻃﺮﻳﻘﻪ" ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ .ﻓﻼ ﻳﺠﺐ ﺇﺫًﺍ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺄﻣّﻞ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
.11
ﺗﺒﺪﻭ ﻟﻪ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ .ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﺗُﺤﻔِّﺰﻧﺎ ﻭﺗﺤﺜّﻨﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺴﻌﻰ ﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻷﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴّﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﻟﻨﺎ .ﻣﺎ ﻳﻬﻢُّ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻤﻴِّﺰ ﻛﻞُّ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﻭﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ،
ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ )ﺭﺍ ١ .ﻗﻮﺭ (۷ ،١۲ﻭﺃﻟَّﺎ ﻳُﻨﻬﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘَّﺸﺒُﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻟﻢ ﻳُﻌﺪّ ﻟﻪ .ﺇﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ
ﻣﺪﻋﻮّﻭﻥ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺷﻬﻮﺩًﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩﻳّﺔ ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ .[11]ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻀّﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺑﻴِّﻦ ﺃﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳّﺔ ﻗﺪ ﻛُﺘﺒﺖ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞٌّ
"ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ .[12]"ﻷﻥَّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗُﻨﻘﻞ "ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺁﺧﺮ.[13]"
ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩﺓ ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﺪّﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴّﺔ" ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ
.12
ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴّﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺿﺮﻭﺭﻳّﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺣﻮﻝ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢَّ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺇﻗﺼﺎﺀ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ،ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻗﺪّﻳﺴﺎﺕ ﺃﺣﺪﺙ ﺳﺤﺮﻫﻦَّ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎﺕ ﺭﻭﺣﻴّﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻫﻴﻠﺪﻏﺎﺭﺩ ﺩﻱ ﺑﻴﻨﺠﻦ ﻭﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺑﺮﻳﺠﻴﺪﺍ ﻭﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻛﺎﺗﺮﻳﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻧﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﻳﺎ
ﺍﻷﻓﻴﻠﻴّﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﻳﺎ ﺩﻱ ﻟﻴﺰﻳﻮ .ﻟﻜﻦ ﻳﻬﻤّﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﻤﻮﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ،ﻛﻞّ ﻋﻠﻰ
ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ،ﻋﻀﺪﻥ ﻭﺣﻮّﻟﻦَ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺑﻘﻮّﺓ ﺷﻬﺎﺩﺗﻬﻦ.َّ
ﻋﻞَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺤﻤِّﺲ ﻭﻳﺸﺠِّﻊ ﻛﻞَّ ﻓﺮﺩ ﻟﻴﻌﻄﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻔﺮﻳﺪ
.13
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ :"ﻗَﺒﻞَ ﺃَﻥ ﺃُﺻَﻮِّﺭَﻙَ ﻓﻲ ﺍﻟﺒَﻄﻦِ ﻋَﺮَﻓﺘُﻚَ ﻭﻗَﺒﻞَ ﺃﻥ ﺗَﺨﺮُﺝَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮَّﺣِﻢِ ﻗَﺪَّﺳﺘُﻚَ" )ﺇﺭ .(٥ ،١
ﻟﻚ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻀًﺎ
ﻟﻜﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱِّ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺃﻭ ﻛﻬﻨﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﻫﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺭﻫﺒﺎﻧًﺎ .ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﻧﺘﻌﺮّﺽ
.14
ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻻﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ﻟﻴﻜﺮِّﺳﻮﺍ ﻭﻗﺘًﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻠﺼﻼﺓ .ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ
ﻫﻜﺬﺍ .ﻓﺠﻤﻴﻌﻨﺎ ﻣﺪﻋﻮّﻭﻥ ﻟﻨﺼﺒﺢ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻭﻧﻌﻴﺶ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻭﻧﻘﺪِّﻡ ﺷﻬﺎﺩﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻻﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻜﻮﻥ .ﺃﻧﺖِ
ﻣﻜﺮّﺳﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﺖَ ﻣُﻜﺮّﺱ؟ ﻛُﻦ ﻗﺪّﻳﺴًﺎ ﺑﻌﻴﺶ ﺗﻜﺮّﺳﻚ ﺑﻔﺮﺡ .ﺃﻧﺖ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﺰﻭِّﺝ؟ ﻛﻦ ﻗﺪّﻳﺴًﺎ ﺑﺤﺒّﻚ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻚ ﺑﺸﺮﻳﻜﻚ ﻛﻤﺎ
ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﺃﻧﺖ ﻋﺎﻣﻞ؟ ﻛُﻦ ﻗﺪِّﻳﺴًﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺘﻤّﻢ ﻋﻤﻠﻚ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﺧﻮﺓ .ﺃﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪ ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺪﺓ
ﺃﻭ ﺟﺪّﺓ ﺃﻭ ﺟﺪّ؟ ﻛﻦ ﻗﺪّﻳﺴًﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻚ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺼﺒﺮ ﺃﻥ ﻳﺘّﺒﻌﻮﺍ ﻳﺴﻮﻉ .ﺃﻧﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻠﻄﺔ؟ ﻛُﻦ ﻗﺪّﻳﺴًﺎ ﺑﺎﻟﻨﻀﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ.[14]
ﺍﺳﻤﺢ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳّﺘﻚ ﺃﻥ ﺗُﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻗﺪﺍﺳﺔ .ﺍﺳﻤﺢ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﻞُّ ﺷﻲﺀ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ
.15
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﺧﺘﺮﻩ ،ﺍﺧﺘﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻻﺧﺮﻯ .ﻻ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ،ﺃﻧﺖ ﺗﻤﻠﻚ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ
ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺛﻤﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ )ﺭﺍ .ﻏﻼ .(۲۳ -۲۲ ،٥ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺿﻌﻔﻚ ،ﺇﺭﻓﻊ
ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ ﻭﻗُﻞ ﻟﻪ :"ﻳﺎ ﺭﺏ ،ﺃﻧﺎ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻘﻠﻴﻞ ."ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﻮّﻧﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﺄﺓ ،ﺳﺘﺠﺪُ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﻨﻤﻮَ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ؛ ﻓﺎﻟﺮﺏّ ﻗﺪ ﻏﻤﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻬﺎ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻣُﺘﻌﺪّﺩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻳﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺮﺏ"ﻛﺎﻟﻌﺮﻭﺱ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻠّﻰ ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ" )ﺭﺍ :ﺃﺵ .(١۰ ،٦١
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﺍﻟﺮﺏّ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺘﻨﻤﻮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ .ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ :ﺗﺬﻫﺐ ﺳﻴّﺪﺓ
.16

1.4 Page 4

▲back to top
4
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻟﻠﺘﺴﻮﻕ ،ﻓﺘﻠﺘﻘﻲ ﺑﺠﺎﺭﺓ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺗﺼﻼﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ:
"ﻻ ،ﻟﻦ ﺃﺗﻜﻠَّﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ."ﻫﺬﻩ ﺧﻄﻮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ .ﻭﻣﻦ ﺛﻢَّ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﺪّﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﺼﻮّﺭﺍﺗﻪ
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﻬﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﻘﺮﺑﻪ ﻭﺗُﺼﻐﻲ ﺑﺼﺒﺮ ﻭﻣﺤﺒّﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗُﻘﺪِّﺱ .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺨﺘﺒﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺄﺱ ﻭﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﺘﺬﻛّﺮ
ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﺮﻳﻢ ﻓﺘﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳّﺔ ﻭﺗﺼﻠّﻲ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺩﺭﺏ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻘﺪﺍﺳﺔ .ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻭﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻔﻘﻴﺮ
ﻓﺘﺘﻮﻗّﻒ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺧﻄﻮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.
ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓُ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺘﺤﺪّﻳﺎﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﻌﻤﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ
.17
ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ "ﻟِﻨَﻨﺎﻝَ ﻧَﺼﻴﺒًﺎ ﻣِﻦ ﻗَﺪﺍﺳَﺘِﻪ" )ﻋﺐ .(١۰ ،١۲ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﻣﺠﺮﺩّ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻤﻼ ﻟﻌﻴﺶ
ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻪ :"ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻬﺎﻣﺎﺕ ﺗﻤﻴﻞ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻻﻧﺸﻐﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳّﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺑﻜﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ .[15]"ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﺩﻳﻨﺎﻝ ﻓﺮﺍﻧﺸﻴﺴﻜﻮ ﺳﺎﻓﻴﺮﻳﻮ ﺇﻧﻐﻮﻳﺎﻥ ﻓﺎﻥ ﺗﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ،ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺴﺴﻼﻡ ﻣُﻨﺘﻈﺮًﺍ ﺗﺤﺮﻳﺮﻩ؛ ﻭﻛﺎﻥ
ﺧﻴﺎﺭﻩ "ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻣﻠﺆﻩ ﺑﺎﻟﺤﺐ ،"ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻛﺎﻥ :"ﺃﻏﺘﻨﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺪَّﻡ ﻟﻲ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﻟﻜﻲ
ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻋﺎﺩﻳّﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﻴّﺰﺓ.[16]"
ﻫﻜﺬﺍ ،ﻭﺑﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻧﺒﻨﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ
.18
ﻻ ﻛﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻣﻜﺘﻔﻴﺔ ﺫﺍﺗﻴًّﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ "ﻛﻤﺎ ﻳَﺤﺴُﻦُ ﺑِﺎﻟﻮُﻛَﻼﺀِ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤﻴﻦَ ﻋﻠﻰ ﻧِﻌﻤَﺔِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺍﻟﻤُﺘَﻨَﻮِّﻋَﺔ" ١)ﺑﻂ .(١۰ ،٤ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻤﻨﺎ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ
ﻧﻴﻮﺯﻳﻠﻨﺪﺍ ﺃﻧّﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧُﺤﺐّ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺮﺏّ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻃﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳّﺔ ﻣﻊ
ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻬﺸّﺔ :"ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺮﺟﻌﻬﺎ ﺃﺑﺪًﺍ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻼ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﻣﻴﻨﺔ .ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻠًﺎ ﺃﻥ
ﻧﺤﺐ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻷﻧﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺟﺪًّﺍ .ﻟﻜﻦ ﻭﻟﻜﻲ ﻧﺴﻌﻰ ﻷﻥ ﻧﺤﺐَّ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺒّﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻳﺘﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻌﻨﺎ؛ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗُﻈﻬﺮ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻋﻤﻞ ﻗﻮّﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ.[17]"
ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻜِّﺮ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻛﻤﺴﻴﺮﺓ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﻷﻥَّ "ﻣَﺸﻴﺌَﺔَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺇِﻧَّﻤﺎ ﻫﻲ
.19
ﺗَﻘﺪﻳﺴُﻜﻢ" ١)ﺗﺲ .(۳ ،٤ﻛﻞُّ ﻗﺪﻳﺲ ﻫﻮ ﺭﺳﺎﻟﺔ؛ ﺇﻧّﻪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻶﺏ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻜﺲ ﻭﻳﺠﺴِّﺪ ،ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻌﻴّﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،
ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ.
ﺗﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻳُﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻨﻪ .ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻲ
.20
ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣُﺘّﺤﺪﻳﻦ ﺑﻪ؛ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺗّﺤﺎﺩﻧﺎ ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻟﺮﺏّ ﻭﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺮﻳﺪ ﻭﺷﺨﺼﻲ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻌﻪ .ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺮِّﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻷﺭﺿﻴّﺔ:
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﻔﻴّﺔ ﺃﻭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ،ﻓﻘﺮﻩ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺤﺒّﺔ ﺑﻨﺎ .ﺇﻥَّ ﺍﻟﺘﺄﻣُّﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺍﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺩﻱ ﻟﻮﻳﻮﻻ ،ﻳﻮﺟِّﻬﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻧُﺠﺴِّﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻨﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻨﺎ .[18]ﻷﻥَّ "ﻛﻞَّ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﺴﺮِّﻩ [19]"ﻭ"ﻛﻞَّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻫﻲ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻵﺏ ،[20]"ﻭ"ﻛﻞَّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻫﻲ ﺳﺮُّ
ﻓﺪﺍﺀ ،[21]"ﻭ"ﻛﻞَّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻫﻲ ﺳﺮُّ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺷﻤﻞ [22]"ﻭ"ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﻋﺎﺷﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ
ﻭﻳﻌﻴﺸﻪ ﻫﻮ ﻓﻴﻨﺎ.[23]"
ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻵﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ .ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺤﺐُّ ﻓﻴﻨﺎ ﻷﻥَّ "ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ
.21
ﺍﻟﻤﻌﺎﺷﺔ ﺑﻤﻠﺌﻬﺎ .[24]"ﻟﺬﻟﻚ "ﻓﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻳُﻌﻄﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﺼﻮﻍ ،ﺑﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ .[25]"ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞُّ ﻗﺪّﻳﺲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻣﻦ ﻏﻨﻰ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﻭﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﺸﻌﺒﻪ.
ﻟﻜﻲ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺮﺏّ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺪّﻳﺲٍ ﻣﺎ ،ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻨﺪ
.22
ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،ﻷﻥَّ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭﺳﻘﻄﺎﺕ .ﻟﻴﺲ ﻛﻞُّ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻗﺪّﻳﺲ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨًﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ
ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻗﺪّﻳﺲ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺻﻴﻼ ﻭﻛﺎﻣﻼ .ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺄﻣُّﻞ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺟُﻤﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﻘﺪﻳﺴﻪ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ،ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﺗُﻜﺘﺸﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻤﻜَّﻦ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺷﺨﺼﻪ ﺑﻤُﺠﻤﻠﻪ.[26]

1.5 Page 5

▲back to top
5
ﺇﻧﻬﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﻗﻮﻳّﺔ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ .ﺃﻧﺖَ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻔﻬﻢ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﻛﺮﺳﺎﻟﺔ .ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
.23
ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮُّﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻘﺪِّﻣﻬﺎ ﻟﻚ .ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﻨﻚ
ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺧﻴﺎﺭ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﻤﻴِّﺰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻠُّﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ؛ ﻭﺍﺳﻤﺢ ﻟﻪ
ﺃﻥ ﻳﺼﻘﻞ ﻓﻴﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺮّ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻜﺲ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﻟﻴﺘﻚ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺎﺗﻚ.
.24
ﺍﺳﻤﺢ ﻟﺬﺍﺗﻚ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﺤﻮّﻝ ،ﻭﺍﺳﻤﺢ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺑﺄﻥ ﻳﺠﺪّﺩﻙ ،ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻭﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻫﻜﺬﺍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ.
ﺇﻥَّ ﺍﻟﺮﺏّ ﺳﻴُﺘﻤِّﻤﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﺳﻂ ﺃﺧﻄﺎﺋﻚ ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻚ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴّﺔ ﺷﺮﻁ ﺃﻻّ ﺗﺘﺮﻙ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﻨﻔﺘﺤًﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻬِّﺮ ﻭﻳﻨﻴﺮ.
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻘﺪِّﺱ
ﺑﻤﺎ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺤﻤﻠﻪ ،ﻓﺮﺳﺎﻟﺘﻚ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ:
.25
"ﺍﻃﻠُﺒﻮﺍ ﺃَﻭَّﻻ ﻣَﻠَﻜﻮﺗَﻪ ﻭﺑِﺮَّﻩ" )ﻣﺘﻰ .(۳۳ ،٦ﺇﻥَّ ﺗﻤﺎﺛﻠﻚ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺄﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻌﻪ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺒﺮِّ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻣﻌﻚ ،ﻣﻊ ﻛﻞِّ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺮّﺩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱّ ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ
ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪِّﻣﻬﺎ ﻟﻚ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻠﻦ ﺗﺘﻘﺪّﺱ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻠِّﻢ ﺫﺍﺗﻚ ﺟﺴﺪًﺍ ﻭﻧﻔﺴًﺎ ﻟﺘُﻌﻄﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ.
ﻟﻴﺲ ﺳﻠﻴﻤًﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺐَّ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﻧﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺃﻥ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﺃﻥ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ
.26
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻧُﻘﻠِّﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻥِ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﻛﻞَّ ﺷﻲﺀ ﻭﻧﺪﻣﺠﻪ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﻧﺪﺭﺟﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ .ﻧﺤﻦ ﻣﺪﻋﻮّﻭﻥ ﻟﻨﻌﻴﺶ ﺍﻟﺘﺄﻣُّﻞ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻭﻧﺘﻘﺪّﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﻴّﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻨﺎ.
ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻟﻨﻘﻮﻡ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺃﻥ ﻧﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ
.27
ﻧﺘﺤﺎﺷﻰ ﺑﺬﻝ ﺫﺍﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ؟ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺸﻌﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺿﻊ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﺍﻟﺮﺍﻋﻮﻱ ﺃﻭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻛﻤﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﻧّﻬﻤﺎ "ﻳﺼﺮﻓﺎﻧﻨﺎ" ﻋﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ؛ ﻭﻧﻨﺴﻰ
ﺃﻥَّ "ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ.[27]"
ﺇﻥَ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮّﻛﻪ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺃﻭ ﺣﺐُّ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣُﻘﺪِّﺳًﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ
.28
ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺠﻬﻮﺩ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻧﺠﻴﻠﻲّ ﻭﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺸﺒّﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻴﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺗُﺴﺘﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﻭﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻹﻛﻠﻴﺮﻭﺱ ﺍﻷﺑﺮﺷﻲ ،ﻭﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ؛ ﻭﻟﻠﺴﺒﺐ ﻋﻴﻨﻪ
ﺃﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﺘﻢ ﺑﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛُﻦ ﻣُﺴﺒَّﺤًﺎ ﺑﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ
ﺇﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ .ﻷﻥَّ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﻤُﺴﺘﻤِﺮَّﺓ
.29
ﻟﻸﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻭﺟﺎﺫﺑﻴّﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻭﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻓﺴﺤﺎﺕ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺣﻴﺚ
ﻳﺘﺮﺩّﺩ ﺻﺪﻯ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ .ﻓﻜﻞُّ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻣﻠﺬّﺍﺕ ﺳﻄﺤﻴّﺔ ﻭﺿﺠﻴﺞ ،ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ .ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺴﻮﺩ
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﺎﺀ ﻣَﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻴﺶ .ﻛﻴﻒ ﻻ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺇﺫًﺍ ﺃﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔٍ ﻹﻳﻘﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻡ
ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻓﺴﺤﺔ ﺷﺨﺼﻴّﺔ ،ﺃﻟﻴﻤﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺧﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ
ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺎ ،ﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻨﺴﻤﺢ ﻟﻠﺮﺏّ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺇﻥ "ﻟﻢ ﻳﺮَ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ
ﺷﻔﻴﺮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﺗﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﺪﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮ ،ﻭﻓﻲ ﻗﻤّﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﻭﺣﻴﺪًﺍ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ .[28]"ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺶ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ.
ﺇﻥَّ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺗﺤﻤﻠﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﺑﻼ ﺭﺍﺩﻉ ﻭﻗﺖَ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ
.30
ﺧﻼﻟﻪ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺪﻭﺩ ،ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪّﻡ ﻟﻨﺎ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﺬّﺍﺕ ﺯﺍﺋﻠﺔ .[29]ﻭﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺗﺘﺄﺛَّﺮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻨﺎ،
ﻭﻳﻀﻌﻒ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺪَّﺓ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻻﻓﺘﻘﺎﺭ .ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳُﻔﺴﺪ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺤﻤﺎﺱ

1.6 Page 6

▲back to top
6
ﺭﻭﺣﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻠﻴﻤًﺎ ﺇﺫ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮﻱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ؟
ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺮﻭﺡ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﻳﻄﺒﻊ ﻛﻞّ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ،ﻭﻛﻞّ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴّﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤُﺒﺸّﺮ ،ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻛﻞُّ
.31
ﻟﺤﻈﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﻋﻦ ﺣُﺐٍّ ﻳُﻌﻄﻰ ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺏﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ،ﺗﺼﺒﺢ ﺟﻤﻴﻊُ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺳﻼﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﻘﺪﻳﺴﻨﺎ.
ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ
ﻻ ﺗﺨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ .ﻟﻦ ﺗﺴﻠﺒﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺡ .ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻷﻧّﻚ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺍﻵﺏ
.32
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻠﻘﻚَ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨًﺎ ﻟﻜﻴﺎﻧﻚ .ﺇﻥَّ ﺍﻻﺗﻜﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺤﺮّﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳّﺔ ﻭﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻨﺎ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺟﻮﺯﻳﺒﻴﻨﺎ ﺑﺨﻴﺘﺎ ﺍﻟﺘﻲ "ﺍﺳﺘُﻌﺒﺪﺕ ﻭﺗﻢَّ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ،ﻭﺗﺄﻟَّﻤﺖ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻱ
ﺃﺳﻴﺎﺩ ﻗُﺴﺎﺓ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻤﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺑﺄﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻻ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴّﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻜﻞِّ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ ﻭﻟﻜﻞِّ ﺣﻴﺎﺓ
ﺑﺸﺮﻳّﺔ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻣﺼﺪﺭ ﺣﻜﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻻﺑﻨﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻫﺬﻩ.[30]"
ﻛﻞُّ ﻣﺴﻴﺤﻲ ،ٍّﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﻘﺪّﺱ ،ﻳُﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺼﻮﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ .ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻤﻨﺎ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴّﺔ :"ﻧﺤﻦ
.33
ﻣﺪﻋﻮّﻭﻥ ،ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺒَﺸَّﺮﻳﻦ ﻭﺃﻥ ﻧُﺒﺸِّﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻤَّﺪﻳﻦ ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺪﻭﺭﻛﻢ
ﻛﻤﻠﺢ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﻧﻮﺭ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭُﺟﺪﺗُﻢ.[31]"
ﻻ ﺗﺨﻒ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳُﺤﺒَّﻚ ﻭﻳﺤﺮِّﺭﻙ .ﻻ ﺗﺨﻒ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺃﻥ
.34
ﻳﺮﺷﺪﻙ .ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻻ ﺗُﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﻳّﺘﻚ ﻷﻧّﻬﺎ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺿﻌﻔﻚ ﻭﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻛِّﺪ ﻟﻴﻮﻥ ﺑﻠﻮﺍ:
"ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺣﺰﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺣﺰﻥ ﺃﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ.[32]"
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻋﺪﻭّﺍﻥ ﻣﺎﻛﺮﺍﻥ ﻟﻠﻘﺪﺍﺳﺔ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﻟﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﻔَﻴﻦ ﻟﻠﻘﺪﺍﺳﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﻮِّﻻﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ :ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﺔ
.35
ﻭﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ .ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻫﺮﻃﻘﺘﺎﻥ ﻭﻟﺪﺗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻟﻜﻨّﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻻﻥ ﺗﺸﻜِّﻼﻥ ﻭﺍﻗﻌًﺎ ﻣﻔﺰﻋًﺎ .ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺃﻳﻀًﺎ،
ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺗﺴﻤﺢ ،ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺩﺭﺍﻙ ،ﺑﺄﻥ ﻳﺠﺬﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻔﺎﻥ ﺍﻟﻤﻀﻠِّﻼﻥ .ﺇﺫ ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺣﻀﻮﺭﻳّﺔ،
ﻣﺤﻮﺭﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﺗﺨﺘﺒﺊ ﺧﻠﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ .[33]ﻧﺮﻯ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺸﻜﻠَﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ
ﻳُﻔﻀﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ "ﻧﺨﺒﻮﻳّﺔ ﻧﺮﺟﺴﻴّﺔ ﻭﺳﻠﻄﻮﻳّﺔ ﺣﻴﺚ ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﻳﺘﻢُّ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻳﺘﻢُّ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻻ ﻳﻬﻢّ ﻓﻌﻼ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻻ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.[34]"
ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ
ﺇﻥ ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﺔ ﺗﻔﺘﺮﺽ "ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﺗﺄﺳُﺮُﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻳﻬﻢُّ ﻓﻘﻂ ﻫﻮ ﺧﺒﺮﺓ ﻣﺤﺪّﺩﺓ ﺃﻭ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ
.36
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻳُﻈَﻦُّ ﺃﻧّﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗُﺸﺠّﻊ ﻭﺗﻨﻴﺮ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻨﻐﻠﻘًﺎ ﻓﻲ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻓﻜﺮﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ.[35]"
ﻋﻘﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺟﺴﺪ
ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻋﺒﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻇﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﺲ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻫﻮ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ
.37
ﺑﻬﺎ ،ﻻ ﻛﻤﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻬﺎ .ﻳﻠﻘﻲ "ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﻮﻥ" ﻏﻤﻮﺿًﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻭﻳﺪﻳﻨﻮﻥ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻋﻤﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪّﺩﺓ .ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﻢ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺴّﺪ ،ﻏﻴﺮ
ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻤﺲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟِّﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻣﺤﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺗﺠﺮﻳﺪﻳّﺔ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﺫ ﺑﺘﺠﺮِّﺩﻫﻢ ﺍﻟﺴﺮَّ ﻣﻦ

1.7 Page 7

▲back to top
7
ﺍﻟﺠﺴﺪ ،ﻳﻔﻀّﻠﻮﻥ "ﺇﻟﻬًﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺴﻴﺢ ،ﻭﻣﺴﻴﺤًﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻛﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻌﺐ.[36]"
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﻄﺤﻴّﺔٍ ﻣﻐﺮﻭﺭﺓ :ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲّ ﻭﻟﻜﻦّ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻻ ﻳﺘﺤﺮّﻙ ﻭﻻ ﻳﺘﺄﺛَّﺮ.
.38
ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺩﻋﺔ ،ﻷﻥَّ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻲ ﺻﺎﺭﻡ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧّﻪ ﻧﻘﻲ ،ّﻭﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ
ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻈﻬﺮًﺍ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡٍ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ.
ﻟﻜﻦ ﻟﻨﺘﻨﺒّﻪ .ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﻴﻦ ﻫﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ .ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﺩﺍﺧﻞ
.39
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴّﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠّﻤﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ .ﻷﻧّﻪ ﺷﺎﺋﻊ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﺪﻯ
ﺍﻟﻐﻨّﻮﺻﻴﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻧّﻬﻢ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺗﻬﻢ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﻔﻬﻮﻣَﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ .ﻓﻨﻈﺮﻳّﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻫﻲ
ﻣُﻄﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻳﺠﺒﺮﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻬﻢ .ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ
ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻲ ﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻲ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻻﺩّﻋﺎﺀ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮَّﺩ ﻣﻨﻄﻖ ﺑﺎﺭﺩ
ﻭﻗﺎﺱٍ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞِّ ﺷﻲﺀ.[37]
ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺑﻼ ﺳﺮّ
ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﺔ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺃﻧّﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﺠّﺪ ،ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺮّﺭ ،ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﺧﺒﺮﺓ ﻣﻌﻴّﻨﺔ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ
.40
ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ،ﺗﺘﻐﺬﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺟﻬﺎﻟﺔ .ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ
ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻀﻠّﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﺣﻠّﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﻣﺠﺮّﺩﺓ .ﻷﻥَّ ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﺔ "ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗُﺨﻀﻊ ﺍﻟﺴﺮ ،[38]"ّﺳﻮﺍﺀ
ﻛﺎﻥ ﺳﺮّ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻤﺘﻪ ﺃﻭ ﺳﺮّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﻭﺃﻧّﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺒﻴًّﺎ
.41
ﻣُﺰﻳَّﻔًﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻭﻟﺨﺪﻣﺔ ﻧﺰﻭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴّﺔ .ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻔﻮﻗﻨﺎ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ
ﻟﻨﺎ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻱّ ﻇﺮﻑٍ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲّ ﻧﻠﺘﻘﻴﻪ ،ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻻ ﺗﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻠﻴﻨﺎ.
ﺇﻥَّ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞُّ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻭﺃﻛﻴﺪًﺍ ﻳﺪّﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻮِّ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻧﺪَّﻋﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧّﻪ ﺣﺎﺿﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮّﻱٍّ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞِّ ﺷﺨﺺ،
.42
ﻫﻮ ﺣﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞِّ ﻓﺮﺩ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻏﺐ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﻜﺮﻩ ﺑﻘﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ .ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ
ﺣﻴﺎﺓ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﻭﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﻭﺍﻹﺩﻣﺎﻧﺎﺕ ﺗﺪﻣِّﺮﻩ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮًﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﺇﻥ ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺏّ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﺸﺮﻳّﺔ .ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺸﻜِّﻞ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮِّ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺮﻓﻀﻪ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴّﺔ ﺍﻟﻐﻨّﻮﺻﻴّﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻮﺻﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴّﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻨﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ ،ّﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺠﺰ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ
.43
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻹﺩّﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻜّﻢ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺃﻭﺩّ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺃﻧّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺮﻋﻲ
ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ،ﻭﻓﻲ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ،"ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺡ ﻛﻨﺰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ."ﻃﺒﻌًﺎ ،"ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﺗﺸﺘﻴﺘًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻮﺣّﺪﺓ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺧﺎﺻﺔ .[39]"ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﻔَّﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﻨّﻮﺻﻴّﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ
ﺗﺴﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻤﺘﺠﺴّﺪ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﻮُّﻉ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﻐﻨﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ،ﺇﻥ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻭﺗﻌﺒﻴﺮﻧﺎ ﻋﻨﻬﺎ "ﻟﻴﺲ ﻧﻈﺎﻣًﺎ ﻣﻨﻐﻠﻘًﺎ ﺧﺎﻟﻴًّﺎ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎﺕ ﻗﺎﺩﺭﺓ
.44
ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻭﺷﻜﻮﻙ ﻭﻧﻘﺎﺷﺎﺕ" ﻭ"ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻭﺁﻻﻣﻪ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻪ ﻭﺃﺣﻼﻣﻪ ﻭﻛﻔﺎﺣﺎﺗﻪ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ،ﺗﻤﻠﻚ ﻗﻴﻤﺔ
ﺗﺄﻭﻳﻠﻴّﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺠﺴّﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪِّﻱ .ﺇﻥ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﺴﺄﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ،ﻭﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻬﻢ
ﺗﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ.[40]"

1.8 Page 8

▲back to top
8
ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ ﺍﻟﺘﺒﺎﺱ ﺧﻄﻴﺮ :ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻘﺪ ،ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌًﺎ ﺃﻭ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺷﺮﺣﻪ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﻣﻌﻴَّﻦ ،ﺃﻧﻨﺎ ﻗﺪّﻳﺴﻮﻥ،
.45
ﻭﻛﺎﻣﻠﻮﻥ ،ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ "ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﺔ ."ﻟﻘﺪ ﺣﺬّﺭ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹَ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻬﻢ "ﺷﻌﻮﺭٌ ﺑﺎﻟﺘﻔﻮُّﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .[41]"ﻟﻜﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻜّﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺣﺎﻓﺰًﺍ ﻟﻜﻲ ﻧﺠﻴﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧﻨﺎ "ﻧﺘﻌﻠّﻢ
ﻟﻜﻲ ﻧﻌﻴﺶ :ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻫﻤﺎ ﺃﻣﺮﺍﻥ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻼﻥ.[42]"
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺍﻷﺳﻴﺰﻱ ﻳﺮﻯ ﺃﻥَّ ﺑﻌﺾ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳُﻌﻠِّﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻨّﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ
.46
ﺍﻟﻐﻨّﻮﺻﻴّﺔ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ ﺍﻟﺒﺪﻭﺍﻧﻲ :"ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠِّﻢ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ،ﺷﺮﻁ ﺃﻻّ
ﺗُﻄﻔﺊ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤّﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ .[43]"ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻧﺰﻭﺍﺕ ﻋﻘﻠﻴّﺔ
ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺈﺑﻌﺎﺩﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ .ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻧﺎﻓﻨﺘﻮﺭﺍ ﻳﺤﺬِّﺭ ﻣﻦ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ
ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ :"ﺇﻥَّ ﺃﻛﺒﺮ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣُﺜﻤﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻤﻠﻜﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻧﺎﻟﻪ ﻷﻥ ﺁﺧﺮ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺇﻳﺎﻩ (...) .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻲ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﺒﺨﻞ ﻫﻮ ﻋﺪﻭُّﻫﺎ.[44]"
"ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺸﺎﻁ ،ﺇﻥ ﺍﺗّﺤﺪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣّﻞ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﻴﻘﻪُ ﺑﻞ ﻳُﺴﻬِّﻠﻪ ،ﻛﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﺃﻓﺔ.[45]"
ﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻐﻨّﻮﺻﻴّﺔ ﻗﺪ ﺃﺩّﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺮﻃﻘﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻳﻀًﺎ .ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ
.47
ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻭ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ،ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ .ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺃَﺩَّﻯ
ﻟﻸﺳﻮﺃ ،ﻣﺤﻮّﻟًﺎ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺧﻄﺄَ ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﻴﻦ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺤّﺤﻪ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴّﻮﻥ ﻳﻌﺰﻭﻧﻬﺎ ﻟﻠﺬﻛﺎﺀ ،ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺈﺭﺟﺎﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ
.48
ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ .ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ ﻭﺷﺒﻪ ﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻞُّ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮِّ
ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ .ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﻥ "ﻟَﻴﺲَ ﺍﻷَﻣﺮُ ﺃَﻣﺮَ ﺇِﺭﺍﺩَﺓٍ ﺃَﻭ ﺳَﻌﻲ ،ٍﺑﻞ ﻫﻮ ﺃَﻣﺮُ ﺭَﺣﻤَﺔِ ﺍﻟﻠّﻪ" )ﺭﻭﻡ (16 ،9ﺍﻟﺬﻱ "ﺃﺣﺒّﻨﺎ ﺃﻭﻻً" )ﺭﺍ.
1ﻳﻮ .(19 ،4
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻮﺍﺿﻊ
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴّﺔ ﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻋﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
.49
ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﻣﻌﺴﻮﻟﺔ ،"ﻻ ﻳﺜﻘﻮﻥ ،ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺇﻻّ ﺑﻘﻮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﻭﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧّﻬﻢ ﻣﺘﻔﻮِّﻗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻷﻧّﻬﻢ
ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﻌﻴّﻨﺔ ﺃﻭ ﻷﻧّﻬﻢ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺯﻡ ﻷﺳﻠﻮﺏ ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ﻣﻌﻴَّﻦ .[46]"ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟّﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ ﺇﻥَّ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻧَّﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻓﻌﻞ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﺑﻔﻀﻞ
ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ﻧﻘﻴﺎ ﻭﻛﺎﻣﻼ ،ﻭﻛﻠّﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ،ﺗُﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ﻳﺪَّﻋﻮﻥ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻧّﻪ "ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﻜﻞِّ ﺷﻲﺀ [47]"ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﺗُﺸﻔﻰ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻧﻬﺎﺋﻴًّﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .[48]ﻋﻠﻰ ﺃﻱّ
ﺣﺎﻝ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻭﻏﺴﻄﻴﻨﻮﺱ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﺑﻮﺳﻌﻚ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ [49]ﺃﻭ ﺃﻥ
ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﺮﺏ"ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﻭﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨّﻲ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ.[50]"
ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ،ﺇﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻭﺍﻟﻤُﺼﻠّﻲ ،ﺑﻤﺤﺪﻭﺩﻳّﺘﻨﺎ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻨﺎ
.50
ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ،ﺇﺫ ﺇﻧّﻪ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﻓﺴﺤﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻮﻟِّﺪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻧﻤﻮ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ.[51]
ﻭﻷﻥَّ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻃﺒﻴﻌﺘﻨﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺤﻮِّﻟﻨﺎ ﻓﻮﺭًﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺧﺎﺭﻗﻴﻦ .ﺃﻥ ﻧﺪّﻋﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺛﻘﺔ ﻣُﻔﺮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .ﻭﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﻮﺍﻗﻔﻨﺎ ،ﺍﻟﻤﺘﻤﺘﺮﺳﺔ ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎﺭ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ،ﺃﻻّ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻧﺆﻛِّﺪﻩ ﺣﻮﻝ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ،
ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻑ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ
ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﻣﻨّﺎ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻟﺤﻈﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺟﺬﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻋﻄﻴّﺘﻪ.
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ ﻭﺗﺤﻮِّﻟﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ .[52]ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﺭﻓﻀﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻴﺔ ،ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﺻّﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻛﺒﺘﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧُﻌﻈِّﻤﻬﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻨﺎ.

1.9 Page 9

▲back to top
9
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :"ﺃَﻧَﺎ ﺍﻟﻠﻪُ ﺍﻟْﻘَﺪِﻳﺮﺳِﺮْ ﺃَﻣَﺎﻣِﻲ ﻭَﻛُﻦْ ﻛَﺎﻣِﻼً" )ﺗﻚ .(۱ ،۱۷ﻟﻜﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ،
.51
ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻭﻣﻐﻤﺮﻭﻳﻦ ﺑﻤﺠﺪﻩ؛ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻴﺮ ﻣُﺘَّﺤﺪﻳﻦ ﺑﻪ ﻭﻣﻌﺘﺮﻓﻴﻦ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ
ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳﻔﻴﺪﻧﺎ .ﺇﻥّ ﺍﻵﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻧﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻳﺤﺒُّﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺒﻠﻪ ﻭﻧﺘﻮﻗَّﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺤﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺪﻭﻧﻪ ،ﻳﺰﻭﻝ ﻳﺄﺱ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ )ﺭﺍ .ﻣﺰ .(۷ ،۱۳۹ﻭﺇﻥ ﺃﺯﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﻋﺸﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭﻩ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻔﺤّﺺ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻟﻴﺮﻯ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ )ﺭﺍ.
ﻣﺰ .(۲٤ -۲۳ ،۱۳۹ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﻨﻌﺮﻑ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﺮﺏّ ﺍﻟﻤُﺤﺒّﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻣِﻠﺔ )ﺭﺍ .ﺭﻭﻡ (۲ -۱ ،۱۲ﻭﺳﻨﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳُﺸﻜّﻠﻨﺎ ﻛﺎﻟﺨﺰّﺍﻑ
)ﺭﺍ .ﺃﺵ .(۱٦ ،۲۹ﻟﻘﺪ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﺮّﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻨﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺇﻧّﻪ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ
ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﻣﺤﺒّﺘﻪ .ﺇﻧّﻪ ﻫﻴﻜﻠﻨﺎ :"ﻭَﺍﺣِﺪَﺓً ﺳَﺄَﻟْﺖُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮَّﺏِّ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻫَﺎ ﺃَﻟْﺘَﻤِﺲﺃَﻥْ ﺃَﺳْﻜُﻦَ ﻓِﻲ ﺑَﻴْﺖِ ﺍﻟﺮَّﺏِّ ﻛُﻞَّ ﺃَﻳَّﺎﻡِ ﺣَﻴَﺎﺗِﻲ،"
ﺇﻥَّ ﻣﺎ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺏّ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻴﺎﺗﻲ )ﻣﺰ .(٤ ،۲۷"ﻷَﻥَّ ﻳَﻮْﻣًﺎ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ ﻓِﻲ ﺩِﻳَﺎﺭِﻙَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻣِﻦْ ﺃَﻟْﻒٍ" )ﻣﺰ
.(۱۱ ،۸٤ﻓﻴﻪ ﻧﺘﻘﺪّﺱ.
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻧﻨﺴﺎﻩ
ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻤﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﺮﺍﺭًﺍ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﺒﺮّﺭ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺃﻭ ﺟﻬﻮﺩﻧﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺮﺏّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ .ﻭﻗﺪ
.52
ﻋﺒّﺮ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ ،ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺃﻭﻏﺴﻄﻴﻨﻮﺱ ،ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴّﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲّ
ﺍﻟﻔﻢ ﻳﺆﻛِّﺪ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻜﺐ ﻓﻴﻨﺎ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ "ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ .[53]"ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﺎﺳﻴﻠﻴﻮﺱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻓﻼﺣﻆ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻂ ﻷﻧَّﻪ "ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮَّ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺃﻧّﻪ ﻳُﺒﺮّﺭ ﻓﻘﻂ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ.[54]"
ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻢ ﻣﺠﻤﻊ ﺃﻭﺭﺍﻧﺞ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺣﺎﺯﻣﺔ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱّ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﻄﻴّﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺤﻘّﻬﺎ ﺃﻭ
.53
ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻫﻮ ﻋﻄﻴّﺔٌ ﻣُﺴﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ :"ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ
ﻧﺼﺒﺢ ﺃﻧﻘﻴﺎﺀ ﺗﺘﻢُّ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﻨﺎ .[55]"ﻭﺑﻌﺪﻩ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻠّﻂ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺘﺮﻳﺪﻧﺘﻴﻨﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﺗﻌﺎﻭﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮّ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ،ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ :"ﻧﺆﻛِّﺪ ﺃﻧّﻨﺎ ﺑﺮّﺭﻧﺎ ﻣﺠّﺎﻧًﺎ ،ﻷﻧّﻪ ﻻ ﺷﻲﺀ
ﻣﻤّﺎ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻳﺴﺘﺤﻖّ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻫﺬﻩ .ﻷﻧﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺇﺫًﺍ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ؛
ﻭﺇﻻّ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻧﻌﻤﺔً ﺑﻌﺪ" )ﺭﻭﻡ .[56]"(٦ ،١١
ﻳﺬﻛِّﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥَّ ﻋﻄﻴّﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ "ﺗﺘﺨﻄّﻰ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻗﻮّﺓ
.54
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،[57]"ﻭﺃﻧّﻪ "ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﺒﺤﺖ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؛ ﺇﺫ ﺃﻥَّ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ
ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻨﺎ ﻻ ﻗﻴﺎﺱ ﻟﻬﺎ .[58]"ﺇﻥَّ ﺻﺪﺍﻗﺘﻪ ﺗﺘﺨﻄّﺎﻧﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻣﺘﻨﺎﻩ ،ٍﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻞ
ﻫﻲ ﻓﻘﻂ ﻋﻄﻴّﺔ ﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﺤﺒّﺘﻪ .ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥ ﻓﺮِﺡ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﺪﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻧﺴﺘﺤﻘَّﻬﺎ ﺃﺑﺪًﺍ ،ﺇﺫ ﺃﻧّﻪ
"ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣُﺴﺘﺤﻘّﺔ .[59]"ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﺘﺤﺎﺷﻮﻥ ﺃﻥ
ﻳﻀﻌﻮﺍ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ :"ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ،ﺳﺄﻣﺜﻞ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ،ﻷﻧﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ،ﻳﺎ ﺭﺏ ،ّﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ
ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ .ﻷﻥَّ ﺍﻟﺒﺮّ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻨﺎ ،ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ.[60]"
ﺇﻧّﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴًّﺎ ،ﻭﻳُﻌﺒَّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ
.55
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺑﻬﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻮﺻﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ،ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻊ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ
ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻷﻥ ﻧﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺣﺴﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻷﻥ ﻧﺤﻮِّﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺡ ﻣُﻌﺪﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥ ﺑﻬﺪﻳّﺔ
ﺻﺪﺍﻗﺘﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺏّ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴّﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥَّ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻷﺭﺿﻴّﺔ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ ﻫﻲ ﻋﻄﻴّﺔ .ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷﻥ "ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﻔﺮﺡ
ﺃﻥَّ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻫﻮ ﺛﻤﺮﺓ ﻋﻄﻴّﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺣﺮﻳّﺘﻨﺎ ﻛﻨﻌﻤﺔ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧّﻪ ﻳﻤﻠﻚ
ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻛﺜﻤﺮﺓ ﻹﺑﺪﺍﻋﻪ ﺃﻭ ﻟﺤﺮﻳّﺘﻪ.[61]"
ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻋﻄﻴّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﺤﺮﻳّﺔ ﻭﻧﻨﺎﻟﻬﺎ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺟﻬﻮﺩﻧﺎ ﻟﻨﺴﻤﺢ ﺑﺄﻥ
.56
ﻧﺘﻐﻴَّﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ .[62]ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺫﺍﺗﻪ،
ﻭﺃﻥ ﻧﺴﻠِّﻤﻪ ﻗﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻨﺎ ﻭﻛﻔﺎﺣﻨﺎ ﺿﺪَّ ﺍﻟﺸﺮِّ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻄﻴّﺘﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴّﺔ ﻭﺗﺘﻄﻮّﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ :"ﺇِﻧِّﻲ ﺃُﻧﺎﺷِﺪُﻛﻢ ﺇِﺫًﺍ،

1.10 Page 10

▲back to top
10
ﺃَﻳُّﻬﺎ ﺍﻹِﺧﻮَﺓ ،ﺑِﺤَﻨﺎﻥِ ﺍﻟﻠّﻪِ ﺃَﻥ ﺗُﻘَﺮِّﺑﻮﺍ ﺃَﺷﺨﺎﺻَﻜﻢ ﺫَﺑﻴﺤَﺔً ﺣَﻴَّﺔً ﻣُﻘَﺪَّﺳﺔً ﻣَﺮْﺿِﻴَّﺔً ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠﻪ" )ﺭﻭﻡ .(١ ،١۲ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠّﻤﺖ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻷﻧّﻪ "ﺇﻥ ﻟَﻢ ﺗَﻜُﻦْ ﻟِﻲَ ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺃَﻧﺎ
ﺑِﺸَﻲﺀ" ١)ﻗﻮﺭ .(۲ ،١۳
ﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﻮﻥ ﺍﻟﺠﺪﺩ
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻮﻥ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ :ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻗﻮﺍﻫﻢ ،ﻭﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ
.57
ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺭﺿﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻧﺎﻧﻲّ ﻭﻧﺨﺒﻮﻱّ ﺧﺎﻝٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺘﺼﺮّﻓﺎﺕ
ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﻳًّﺎ :ﺍﻟﻬﻮﺱ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺳﺤﺮ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ
ﺑﺎﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻴّﺔ ﻭﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺑﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ،ﻭﺍﻻﻧﺠﺬﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺫﺍﺗﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴّﺔ .ﻓﻴﺒﺪّﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﻭﻗﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳُﺸﻐﻔﻮﺍ ﺑﻨﻘﻞ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ
ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤُﺘﻌﻄّﺸﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ.[63]
ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻭﺿﺪّ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﺗﺘﺤﻮِّﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﺘﺤﻒ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻜﻴّﺔ
.58
ﻟﻠﻘﻠﻴﻠﻴﻦ .ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺃﻫﻤّﻴﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﻹﺗّﺒﺎﻉ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﻌﻴّﻨﺔ ﺧﺎﺻّﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻭ ﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺃﻧﻤﺎﻁ .ﻭﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳُﺨﺘَﺰَﻝ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﻭﻳُﻜﺒﺢ ﺇﺫ ﺗُﻨﺘﺰﻉ ﻣﻨﻪ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﻭﻣﺬﺍﻗﻪ .ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ
ﺷﻜﻞ ﺣﺎﺫﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ ،ﻷﻧّﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧّﻪ ﻳُﺨﻀﻊ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻄﺎﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ
ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺮﺡ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺒﺪﺃﻭﻥ ﻣﺮّﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﻨﺘﻬﻮﻥ ﻣﺘﺤﺠِّﺮﻳﻦ ...ﺃﻭ ﻓﺎﺳﺪﻳﻦ.
ﺇﻧﻨﺎ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻧُﺪﺭﻙ ،ﻭﻟﻜﻮﻧﻨﺎ ﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﻛﻞَّ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﻌﻠَّﻖ ﺑﺎﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱِّ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺟِّﻬﻪ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﻫﻴﻜﻠﻴﺎﺕ
.59
ﻛﻨﺴﻴّﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧُﻌﻘِّﺪ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﻧُﺼﺒﺢ ﻋﺒﻴﺪًﺍ ﻟﻤُﺨﻄّﻂ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ ﻟﺘﻌﻤﻞ .ﻳﺬﻛِّﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ
ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗُﻄﻠﺐ ﺑﺎﻋﺘﺪﺍﻝ :"ﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺻﻌﺒﺔ ،"ﻷﻥّ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺩﻳﺎﻧﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ.[64]
ﻣُﻠﺨَّﺺ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻟﻜﻲ ﻧﺘﺤﺎﺷﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴِّﺪ ﺃﻥ ﻧُﺬﻛِّﺮ ﺑﺄﻧّﻪ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﺮﻣﻴّﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺋﻞ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻤّﺎ ﻫﻮ
.60
ﺟﻮﻫﺮﻱ .ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳّﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜّﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻭﻋﻠَّﺘﻬﺎ .ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ .ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ
ﺑﻮﻟﺲ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ "ﻟِﻺِﻳﻤﺎﻥِ ﺍﻟﻌﺎﻣِﻞِ ﺑِﺎﻟﻤَﺤﺒَّﺔ" )ﻏﻞ .(٦ ،٥ﻧﺤﻦ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﻟﻨﻌﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺑﻜﻞّ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ "ﻓﻤَﻦ
ﺃَﺣَﺐَّ ﻏَﻴﺮَﻩ ﺃَﺗَﻢَّ ﺍﻟﺸَّﺮﻳﻌﺔ ...ﻓﺎﻟﻤَﺤﺒَّﺔُ ﺇِﺫًﺍ ﻛَﻤﺎﻝُ ﺍﻟﺸَّﺮﻳﻌﺔ" )ﺭﻭﻡ (۱۰ .۸ ،۱۳ﻷﻥَّ "ﺗﻤﺎﻡَ ﺍﻟﺸَّﺮﻳﻌﺔِ ﻛُﻠِّﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩِ ﺍﻟﻜَﻠِﻤﺔِ
ﺍﻟﻮﺍﺣِﺪﺓ :ﺃَﺣﺒِﺐ ﻗَﺮﻳﺒَﻚَ ﺣُﺒَّﻚَ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻚَ" )ﻏﻞ .(۱٤ ،٥
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ :ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ،ﻳﻔﺘﺢ ﻳﺴﻮﻉ ﺛﻐﺮﺓ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺟﻬﻴﻦ :ﻭﺟﻪ ﺍﻵﺏ ﻭﻭﺟﻪ
.61
ﺍﻷﺥ .ﻫﻮ ﻻ ﻳُﺴﻠِّﻤﻨﺎ ﺻﻴﻐﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﻭﺻﻴّﺘﻴﻦ ﺇﺿﺎﻓﻴّﺘﻴﻦ ،ﺑﻞ ﻳﺴﻠِّﻤﻨﺎ ﻭﺟﻬﻴﻦ ،ﻻ ﺑﻞ ﻭﺟﻬًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ،ﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻓﻲ
ﻭﺟﻮﻩ ﻋﺪﻳﺪﺓ .ﻷﻧَّﻪ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺃﺥ ،ٍﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻷﻋﺰﻝ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﺯ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﻨﻬﺎ .ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺏ ،ّﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ،ﺳﻮﻑ ﻳﺼﻮﻍ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ."ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺒﻘﻰ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﻨﻰ؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ :ﺍﻟﺮﺏّ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺐ .ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻜﻨﺰﺍﻥ ﻻ ﻳﻔﻨﻴﺎﻥ.[65]"!
ﻟﻴُﺤﺮِّﺭ ﺍﻟﺮﺏّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻐﻨﻮﺻﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻘِّﺪﻫﺎ ﻭﺗﻮﻗﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻧﺤﻮ
.62
ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ! ﺇﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﺗَﻈﻬﺮ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺰﺍﺟﻬﺎ ﻭﻣﻴﺰﺍﺗﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺣُﺚُّ ﻛﻞَّ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ
ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻤﻴِّﺰ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ.

2 Pages 11-20

▲back to top

2.1 Page 11

▲back to top
11
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻓﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤُﻌﻠِّﻢ
ﺗﻮﺟﺪ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ،ﻭﺷﺮﻭﺣﺎﺕ ﻣﺴﻬﺒﺔ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﺎﺕ .ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻣُّﻞ ﻣﻔﻴﺪًﺍ
.63
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻴﺮﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻓﻬﻢ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻟﻘﺪ ﺷﺮﺡ ﻳﺴﻮﻉ
ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺗﺎﻣّﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ ۱۲ -3 ،٥؛ ﻟﻮ .(۲۳ -۲۰ ،٦ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺒﻄﺎﻗﺔ
ﺍﻟﻬﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻲ .ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻥ ﺳﺄﻝ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ :"ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻷﻛﻮﻥ ﻣﺴﻴﺤﻴًّﺎ ﺻﺎﻟﺤًﺎ؟" ﻳﺄﺗﻲ
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﺴﻴﻄًﺎ :ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻛﻞٌّ ﺑﺤﺴﺐ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻈﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ .[66]ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ
ﻳُﺮﺳﻢ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠِّﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺩُﻋﻴﻨﺎ ﻟﻨﻌﻜﺴﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ.
ﺗﺼﺒﺢ ﻛﻠﻤﺔ "ﺳﻌﻴﺪ" ﺃﻭ "ﻃﻮﺑﻰ" ﻣﺮﺍﺩﻓًﺎ ﻟﻜﻠﻤﺔ "ﻗﺪّﻳﺲ" ﻷﻧّﻬﺎ ﺗُﺤﺪِّﺩ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ
.64
ﻛﻠﻤﺘﻪ ،ﻳﺒﻠﻎ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺬﻝ ﺫﺍﺗﻪ ،ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ.
ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ
ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺑﺪﺕ ﻟﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﺷﺎﻋﺮﻳّﺔ ،ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤُﻌﺘﺎﺩ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؛
.65
ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺗﺠﺬﺑﻨﺎ ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺓ ﺁﺧﺮ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺑﺪًﺍ ﺃﻣﺮًﺍ
ﺳﻬﻼ ﺃﻭ ﺳﻄﺤﻴًّﺎ؛ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺇﻥ ﺣﻞَّ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺑﻘﻮّﺗﻪ ﻭﺣﺮّﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ
ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ.
ﻟﻨُﺼﻎِ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ﺇﻟﻰ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺑﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﻴﻦ ﻟﻠﻤُﻌﻠِّﻢ .ﻭﻟﻨﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻠﻤﺴﻨﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﻳﺜﻴﺮﻧﺎ ﻭﻳُﺪﻋﻮﻧﺎ
.66
ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﻘﻴﻘﻲ .ﻭﺇﻻ ﻓﺴﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻣﺠﺮّﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ .ﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺘﻰ )ﺭﺍ.
ﻣﺘﻰ .[67](۱۲ -۳ ،٥
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻔُﻘﺮﺍﺀِ ﺍﻟﺮُّﻭﺡ ﻓﺈِﻥَّ ﻟَﻬﻢ ﻣَﻠﻜﻮﺕَ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮﺍﺕ"
ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﺮﻯ ﺃﻳﻦ ﻧﻀﻊ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .ﻋﺎﺩﺓ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﻀﻤﺎﻧﺘﻪ
.67
ﻓﻲ ﻏﻨﺎﻩ ،ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻳﻨﻬﺎﺭ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﺭﺿﻴّﺔ ﻛﻠّﻪ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻟﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ
ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ،ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ،ﻭﻛﻐﺒﻲ ،ٍّﻟﻢ ﻳﻔﻜِّﺮ ﺃﻧّﻪ ﻗﺪ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻴﻨﻪ )ﺭﺍ .ﻟﻮ
.(۲۱ -۱٦ ،۱۲
ﺇﻥ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻻ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻚ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻻ ﺑﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻧّﻪ ﻏﻨﻲ ،ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ
.68
ﻓﺴﺤﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻟﻠﺘﻨﻌُّﻢ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴّﺔ .ﻓﻴﺤﺮﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ؛
ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﻄﻲ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻄﻮﺑﻰ ﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻗﻠﺒًﺎ ﻓﻘﻴﺮًﺍ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺮﺏ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺤﺪﺍﺛﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮّﺓ.
ﺇﻥ ﻓﻘﺮ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃًﺎ ﻭﺛﻴﻘًﺎ ﺑـ "ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺩﻱ ﻟﻮﻳﻮﻻ
.69
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﺒﻠﻎ ﺣﺮﻳّﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴّﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ :"ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴّﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﻠّﻰ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ )ﺑﻜﻞ ﻣﺎ
ﺃُﻋﻄﻲ ﻣﻦ ﺣﺮﻳّﺔ ﻹﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﺮّﺓ ﻭﻟﻢ ﻳُﻤﻨﻊ ﻋﻨﻬﺎ(؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺑﺪﻝ
ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺪﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ.[68]"
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗﺎ ﻻ ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻓﻘﺮ "ﺍﻟﺮﻭﺡ" ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ "ﻓﻘﺮﺍﺀ" ﻭﺣﺴﺐ )ﺭﺍ .ﻟﻮ ،(۲۰ ،٦ﻓﻴﺪﻋﻮﻧﺎ
.70
ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺯُﻫﺪ ﻭﺗﺠﺮُّﺩ .ﻭﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻟﺘﻘﺎﺳﻢ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﺪَّ ﺣﺎﺟﺔ ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻭﻟﻜﻲ ﻧﺘﺸﺒّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﻴﺴﻮﻉ ﺍﻟﻐﻨﻲَّ "ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﻘﺮ" ۲)ﻛﻮ .(۹ ،۸

2.2 Page 12

▲back to top
12
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻠﻮُﺩَﻋﺎﺀ ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﻳﺮِﺛﻮﻥَ ﺍﻷَﺭﺽ"
ﺇﻧّﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻗﻮﻳّﺔ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺪﺍﻭﺓ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻭﺣﻴﺚ
.71
ﺗﻮﺟﺪ ﻛﺮﺍﻫﻴّﺔ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻭﺣﻴﺚ ﻧُﺼﻨِّﻒ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺴﺐ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﺳﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ
ﺍﻟﻠﺒﺲ .ﺇﻧّﻪ ،ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﻞُّ ﺷﺨﺺ ﺃﻧّﻪ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻣﻊ
ﺫﻟﻚ ،ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺑﺪﺍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠًﺎ ،ﻳﻘﺪِّﻡ ﻳﺴﻮﻉ ﺃﺳﻠﻮﺑًﺎ ﺁﺧﺮ :ﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ .ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺎﺷﻪ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﺄﻣّﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ
ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ :"ﻫُﻮَﺫﺍ ﻣَﻠِﻜُﻚِ ﺁﺗﻴًﺎ ﺇِﻟَﻴﻚِ ﻭَﺩﻳﻌًﺎ ﺭﺍﻛِﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃَﺗﺎﻥ" )ﻣﺘﻰ ٥ ،۲۱؛ ﺯﻙ .(۹ ،۹
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻳﺴﻮﻉ :"ﺍِﺣﻤِﻠﻮﺍ ﻧﻴﺮﻱ ﻭﺗَﺘَﻠﻤَﺬﻭﺍ ﻟﻲ ﻓﺈِﻧِّﻲ ﻭَﺩﻳﻊٌ ﻣُﺘﻮﺍﺿِﻊُ ﺍﻟﻘَﻠﺐ ،ﺗَﺠِﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮَّﺍﺣَﺔَ ﻟِﻨُﻔﻮﺳِﻜﻢ" )ﻣﺘﻰ ،۱۱
.72
.(۲۹ﺇﻥ ﻋﺸﻨﺎ ﺑﺘﻮﺗُّﺮ ﻭﻏﺮﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻣُﺘﻌﺒﻴﻦ ﻭﻣﻨﻬﻜﻴﻦ .ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ
ﻣﺤﺪﻭﺩﻳّﺘﻬﻢ ﻭﻧﻘﺎﺋﺼﻬﻢ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﻭﺩﺍﻋﺔ ،ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺸﻌﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺘﻔﻮِّﻗﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻭﻧﺘﺤﺎﺷﻰ ﺗﺒﺪﻳﺪ
ﻃﺎﻗﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺬﻣّﺮﺍﺕ ﻋﻘﻴﻤﺔ .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﻳﺎ ﺩﻱ ﻟﻴﺰﻳﻮ :"ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻧﻘﺎﺋﺺ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺿﻌﻔﻬﻢ.[69]"
ﻳﺬﻛُﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ ﻛﺜﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ )ﺭﺍ .ﻏﻞ .(۲۳ ،٥ﻭﻳﻘﺘﺮﺡ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻹﺧﻮﺓ
.73
ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻠﻘﻠﻖ ،ﺃﻥ ﻧﻘﺘﺮﺏ ﻹﺻﻼﺣﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ "ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ" )ﻏﻞ .(۱ ،٦ﻭﻳُﺬﻛِّﺮ :"ﺣَﺬﺍﺭِ ﺃَﻧﺖَ ﻣِﻦ ﻧَﻔﺴِﻚَ ﻟِﺌَﻼَّ ﺗُﺠﺮَّﺏَ ﺃَﻧﺖَ
ﺃَﻳﻀًﺎ" )ﻥ . .(.ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ "ﺑﻮﺩﺍﻋﺔ" ۱)ﺑﻂ ،(۱٦ ،۳ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ "ﺑﻮﺩﺍﻋﺔ" ۲)ﺗﻴﻢ .(۲٥ ،۲ﻟﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﺮّﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﺒﻞ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻲِّ ﻫﺬﺍ.
ﺗﺸﻜِّﻞ ﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻤﻦ ﻳﻀﻊ ﺛﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
.74
ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ "ﻋﻨﺎﻭﻳﻢ" ﻟﻺﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺩﻋﺎﺀ .ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﺃﺣﺪﻫﻢ :"ﺇﻥ ﻛﻨﺖُ ﻭﺩﻳﻌًﺎ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺳﻴﻌﺘﻘﺪ
ﺃﻧﻨﻲ ﻣﻐﻔَّﻞ ،ﺃﻭ ﺃﻧﻨﻲ ﻏﺒﻲ ﻭﺿﻌﻴﻒ ."ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻨﺪﻉ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﻔﻜِّﺮﻭﻥ ﻫﻜﺬﺍ؛ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ
ﻭﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﺳﺘﺘﺤﻘّﻖ ﺭﻏﺒﺎﺗﻨﺎ ﺍﻷﺳﻤﻰ :ﺍﻟﻮﺩﻋﺎﺀ "ﻳﺮﺛﻮﻥ ﺍﻷﺭﺽ" ﺃﻱ ﺳﻴﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﻤﺎﻡ ﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ .ﻷﻥَّ
ﺍﻟﻮﺩﻋﺎﺀ ،ﺑﻐﺾِّ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺭﺟﺎﺀﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺏ :"ﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟْﻮُﺩَﻋَﺎﺀُ ﻓَﻴَﺮِﺛُﻮﻥَ ﺍﻷَﺭْﺽَ ﻭَﻳَﺘَﻠَﺬَّﺫُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﻛَﺜْﺮَﺓِ
ﺍﻟﺴَّﻼَﻣَﺔِ" )ﻣﺰ .(۱۱ ،۳۷ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻳﺜﻖ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﻴﻬﻢ :"ﻭَﺇِﻟَﻰ ﻫَﺬَﺍ ﺃَﻧْﻈُﺮﺇِﻟَﻰ ﺍﻟْﻤِﺴْﻜِﻴﻦِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﺴَﺤِﻖِ ﺍﻟﺮُّﻭﺡِ ﻭَﺍﻟْﻤُﺮْﺗَﻌِﺪِ
ﻣِﻦْ ﻛَﻼَﻣِﻲ" )ﺃﺵ .(۲ ،٦٦
ﺃﻥ ﻧﺘﺼﺮّﻑ ﺑﻮﺩﺍﻋﺔ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻠﻤَﺤﺰُﻭﻧﻴﻦ ،ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﻳُﻌَﺰَّﻭﻥ"
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻘﺪِّﻡ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﻜﺲ :ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻠﺬُّﺫ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺇﻥَّ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﻴّﺪﺓ.
.75
ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺮﺽ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺣﺰﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻭ ﺣﻮﻟﻪ.
ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻜﻲ :ﻳﻔﻀِّﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻐﻄّﻴﻬﺎ ﻭﻳﺨﻔﻴﻬﺎ .ﺗُﻬﺪﺭ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ
ﻇﺮﻭﻑ ﻳﺤﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻟﻢ ،ﻣُﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺃﻧَّﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﻤﻮﻳﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺑﺪًﺍ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ.
ﺇﻥَّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻸﻟﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﺘﺮﻗﻪ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻤﺲ
.76
ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪًﺍ ﺣﻘًّﺎ .[70]ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻗﺪ ﺗﻌﺰّﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺘﻌﺰﻳﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺘﻌﺰﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺳﻤﺔ ﺃﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻳﻜُﻒَّ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ .ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﺠﺪ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﻪ ،ﻭﻓﻬﻢ ﺣﺰﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻨﻪ .ﻓﻴﺸﻌﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥَّ ﺍﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﻟﺤﻢ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﻪ ﻭﻻ
ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻟﻠﻤﺲ ﺟﺮﺣﻪ ،ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻗﺪ ﺯﺍﻟﺖ .ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻥ
ﻧﻘﺒﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ :"ﺃﺑﻜﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﻦ" )ﺭﻭ .(۱٥ ،۱۲

2.3 Page 13

▲back to top
13
ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻧﺒﻜﻲ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻠﺠﻴﺎﻉِ ﻭﺍﻟﻌِﻄﺎﺵِ ﺇِﻟﻰ ﺍﻟﺒِﺮّ ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﻳُﺸﺒَﻌﻮﻥ"
"ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ" ﻫﻤﺎ ﺧﺒﺮﺗﺎﻥ ﻋﻤﻴﻘﺘﺎﻥ ﻷﻧّﻬﻤﺎ ﺗﻌﻜﺴﺎﻥ ﺣﺎﺟﺘﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴّﺘﻴﻦ ﻭﺗﺘﻌﻠَّﻘﺎﻥ ﺑﻐﺮﻳﺰﺓ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ
.77
ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺸﻮﻕ ﻛﺒﻴﺮ .ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻧّﻬﻢ ﺳﻴُﺸﺒﻌﻮﻥ ،ﺇﺫ ﺇﻥَّ
ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻡ ﺁﺟﻼً ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺸﻮَّﻫﺔ
.78
ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺧﺴﻴﺴﺔ ﻭﻳﺘﻢُّ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻯ .ﻳُﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻛﻢ ﻫﻮ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ﻟﻠـ "ﺃُﻋﻄﻲ ﻟﻜﻲ ﻳُﻌﻄﻮﻧﻲ" ﻭﺣﻴﺚ ﻛﻞُّ ﺷﻲﺀ ﻫﻮ ﺗﺠﺎﺭﺓ .ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻳﺘﺄﻟّﻤﻮﻥ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﻛﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﻮﺍ ﻛﻌﻜﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻜﻔﻮّﻥ ﻋﻦ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ
ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻤﺘﺪﺣﻬﻤﺎ ﻳﺴﻮﻉ.
ﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﻻً ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ،ﻭﻳُﻌﺒَّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻢَّ ﻣﻦ
.79
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ .ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻜﻠﻤﺔ "ﻋﺪﺍﻟﺔ" ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻘًﺎ ﻣﺮﺍﺩﻓًﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻋﺎﻣًّﺎ ﻧﻨﺲَ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ :"ﺗَﻌَﻠَّﻤﻮﺍ
ﺍﻹِﺣﺴﺎﻥَ ﻭﺁﻟﺘَﻤِﺴﻮﺍ ﺍﻟﺤَﻖّ ﻗَﻮِّﻣﻮﺍ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻢَ ﻭﺃَﻧﺼِﻔﻮﺍ ﺍﻟﻴَﺘﻴﻢ ﻭﺣﺎﻣﻮﺍ ﻋﻦِ ﺍﻷَﺭﻣَﻠَﺔ" )ﺃﺵ .(۱۷ ،۱
ﺃﻥ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺑﺠﻮﻉ ﻭﻋﻄﺶ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻠﺮُّﺣَﻤﺎﺀ ،ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﻳُﺮْﺣَﻤﻮﻥ"
ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ ﻭﺟﻬﺎﻥ :ﺃﻥ ﻧﻌﻄﻲ ﻭﻧﺴﺎﻋﺪ ﻭﻧﺨﺪﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻔﺮ ﻭﻧﺘﻔﻬَّﻢ .ﻳُﻠﺨِّﺺ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ
.80
ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺫﻫﺒﻴّﺔ :"ﻛُﻞُّ ﻣﺎ ﺃَﺭَﺩﺗُﻢ ﺃَﻥ ﻳَﻔﻌَﻞَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻟﻜُﻢ ،ﺍِﻓﻌَﻠﻮﻩُ ﺃَﻧﺘُﻢ ﻟَﻬﻢ" .(۱۲ ،۷)ﻳﺬﻛّﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻧّﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ "ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،[71]"ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ "ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺎﻻﺕٍ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺃﻗﻞَّ ﺛﺒﺎﺗًﺎ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﺻﻌﺒًﺎ.[72]"
ﺃﻥ ﻧﻌﻄﻲ ﻭﺃﻥ ﻧﻐﻔﺮ ﻫﻤﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻜﻲ ﻧﺠﺴِّﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻳﻐﻔﺮ
.81
ﺑﻮﻓﺮﺓ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻟﻮﻗﺎ :"ﻛﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ" )ﻣﺘﻰ ،(٤۸ ،٥ﻭﺇﻧﻤﺎ "ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺭُﺣَﻤﺎﺀَ ﻛﻤﺎ ﺃَﻥَّ ﺃَﺑﺎﻛُﻢ ﺭَﺣﻴﻢ .
ﺗَﺪﻳﻨﻮﺍ ﻓَﻼ ﺗُﺪﺍﻧﻮﺍ .ﻻ ﺗَﺤﻜُﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃَﺣَﺪٍ ﻓﻼ ﻳُﺤﻜَﻢَ ﻋﻠَﻴﻜﻢ .ﺃُﻋْﻔُﻮﺍ ﻳُﻌْﻒَ ﻋَﻨﻜﻢ .ﺃَﻋﻄُﻮﺍ ﺗُﻌﻄَﻮﺍ" (۳۸ -۳٦ ،٦)ﻭﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ
ﻟﻮﻗﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻣﺮًﺍ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻠﻪ :"ﻳُﻜﺎﻝُ ﻟَﻜﻢ ﺑِﻤﺎ ﺗَﻜﻴﻠﻮﻥ" .(۳۸ ،٦)ﺇﻥَّ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻟﻨﻔﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻭﻧﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺳﻴُﻄﺒَّﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻟﻴُﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﻜﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻄﺒِّﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺳﻴُﻄﺒَّﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻨُﻜﺎﻓﺄ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ
ﺻﺎﻟﺤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ.
ﻳﺴﻮﻉ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ :"ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳُﺨﻄِّﻄﻮﻥ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﻡ ،"ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻄﻮﺑﻰ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻐﻔﺮﻭﻥ ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ
.82
"ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮّﺓ ﺳﺒﻊ ﻣﺮّﺍﺕ" )ﻣﺘﻰ .(۲۲ ،۱۸ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴّﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻧﻔﻜِّﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻗﺪ ﻏُﻔﺮ ﻟﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﻧُﻈﺮ ﺇﻟﻴﻨﺎ
ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺑﺸﻔﻘﺔ ﺇﻟﻬﻴّﺔ .ﻭﺇﻥ ﺍﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﺑﺼﺪﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻫﺬّﺑﻨﺎ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﺳﻨﺴﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ :"ﺃَﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥَ ﻳﺠِﺐُ
ﻋﻠﻴﻚَ ﺃَﻧﺖَ ﺃَﻳﻀًﺎ ﺃَﻥ ﺗَﺮﺣَﻢَ ﺻﺎﺣِﺒَﻚَ ﻛﻤﺎ ﺭﺣِﻤﺘُﻚَ ﺃَﻧﺎ؟" )ﻣﺘﻰ .(۳۳ ،۱۸
ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻭﻧﺘﺼﺮّﻑ ﺑﺮﺣﻤﺔ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
"ﻃﻮﺑﻰ ﻷَﻃﻬﺎﺭِ ﺍﻟﻘُﻠﻮﺏ ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﻳُﺸﺎﻫِﺪﻭﻥَ ﺍﻟﻠﻪ"

2.4 Page 14

▲back to top
14
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺔ ﺗﺨﺺ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻗﻠﺒًﺎ ﺑﺴﻴﻄًﺎ ﻭﻧﻘﻴًّﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺩﻧﺲ ﻷﻧّﻪ ﻗﻠﺐ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ ﻭﻻ
.83
ﻳﺴﻤﺢ ﻷﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻱُّ ﺷﻲﺀ ﻳﻬﺪِّﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ،ﺃﻭ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻀﻌﻔﻪ ﻭﻳﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺨﻄﺮ .ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺇﻟﻰ ﻧﻮﺍﻳﺎﻧﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﻣﺎ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻌﻼً ﻭﻣﺎ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻨﺎ :"ﻷﻥَّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺏ
ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ" ۱)ﺻﻢ .(۷ ،۱٦ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻴﻜﻠِّﻢ ﻗﻠﺒﻨﺎ )ﺭﺍ .ﻫﻮ (۱٦ ،۲ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ )ﺭﺍ .ﺇﺭﻡ ،۳۱
۳۳(؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻗﻠﺒًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ )ﺭﺍ .ﺣﺰ .(۲٦ ،۳٦
"ﺻُﻦ ﻗﻠﺒَﻚَ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞِّ ﻣﺎ ﺗﺤﻔﻆ" )ﺃﻣﺚ .(۲۳ ،٤ﻷﻥَّ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﻟﻄّﺨﻪ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻫﻮ ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺏ.
.84
ﻓﻬﻮ "ﻳَﻬﺮُﺏُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺨِﺪﺍﻉ ﻭَﻳﺒﺘَﻌِﺪُ ﻋﻦ ﺍﻷَﻓﻜﺎﺭِ ﺍﻟﻐَﺒِﻴَّﺔ" )ﺣﻜﻢ .(٥ ،۱ﻭﺍﻵﺏ "ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ" )ﻣﺘﻰ (٦ ،٦ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ
ﻧﻘﻴًّﺎ ﺃﻱ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺻﺎﺩﻗًﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺠﺮّﺩ ﻗﺸﻮﺭ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﻌﺮﻑ "ﻳَﻌﻠَﻢُ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻹِﻧﺴﺎﻥ" )ﻳﻮ ،2
.(25
ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﻤﺤﺒّﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺤﺒّﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛّﺮﻧﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺑﻰ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﺎ ﺗﻔﺎﻧﻴًﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ
.85
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺥ ﻷﻧّﻪ ﺣﺘﻰ "ﻭﻟَﻮ ﻓَﺮَّﻗﺖُ ﺟَﻤﻴﻊَ ﺃَﻣﻮﺍﻟﻲ ﻹِﻃﻌﺎﻡِ ﺍﻟﻤَﺴﺎﻛﻴﻦ ،ﻭﻟَﻮ ﺃَﺳﻠَﻤﺖُ ﺟَﺴَﺪﻱ ﻟِﻴُﺤﺮَﻕ ،ﻭﻟَﻢ ﺗَﻜُﻦْ ﻟِﻲَ
ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻳُﺠﺪﻳﻨﻲ ﺫﻟﻚَ ﻧَﻔﻌًﺎ" ١)ﻛﻮ .(۳ ،١۳ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺘﻰ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥَّ "ﻣﺎ ﻳَﻨﺒَﻌِﺚُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻘَﻠْﺐ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟَّﺬﻱ
ﻳُﻨَﺠِّﺲُ ﺍﻹِﻧﺴﺎﻥ" (١۸ ،١٥)ﻷﻥَّ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗَﻨﺒَﻌِﺚُ ﺍﻟﻤﻘَﺎﺻِﺪُ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺔ ﻭﺍﻟﻘَﺘْﻞُ ﻭﺍﻟﺰِّﻧﻰ ﻭﺍﻟﻔُﺤْﺶُ ﻭﺍﻟﺴَّﺮِﻗَﺔُ ﻭﺷَﻬﺎﺩﺓُ ﺍﻟﺰُّﻭﺭِ )ﺭﺍ.
.(۱۹ ،١٥ﻓﻲ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮِّﻛﻨﺎ ﻓﻌﻼ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺐ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ (٤۰ -۳٦ ،۲۲ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻧﻴّﺘﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮّﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ
.86
ﻓﺎﺭﻏﺔ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﺎﻫﺮًﺍ ﻭﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻠﻪ .ﻳﺬﻛِّﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻓﻲ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺃﻧﻨﺎ "ﻧَﺮﻯ ﻓﻲ ﻣِﺮﺁﺓٍ
ﺭُﺅَﻳﺔً ﻣُﻠﺘَﺒِﺴﺔ" ١)ﻛﻮ ،(۱۲ ،١۳ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﺤﺐ ﺣﻘًّﺎ ﻧﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ "ﻭﺟﻬًﺎ ﻟﻮﺟﻪ" )ﻥ . .(.ﻓﻴﺴﻮﻉ
ﻳﻌﺪ ﺃﻥَّ ﺃﻃﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ "ﺳﻴﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ."
ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻨﺎ ﻧﻘﻴًّﺎ ﻣﻦ ﻛﻞِّ ﻣﺎ ﻳُﻠﻄِّﺦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻠﺴَّﺎﻋﻴﻦَ ﺇِﻟﻰ ﺍﻟﺴَّﻼﻡ ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﺃَﺑﻨﺎﺀَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻳُﺪﻋَﻮﻥ"
ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺑﻰ ﻧﻔﻜِّﺮ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤُﺘﻜﺮِّﺭﺓ .ﺇﻧّﻪ ﻷﻣﺮ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒًﺎ
.87
ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻗﻠّﻪ ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ؛ ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﻤﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ ﻭﺃﺫﻫﺐ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﻟﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ،ﻻ ﺑﻞ
ﺃﻗﺪِّﻡ ﺻﻴﻐﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺃﻧﺸﺮﻫﺎ .ﻭﺇﻥ ﺗﻤﻜَّﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺒُّﺐ ﺑﻀﺮﺭٍ ﺃﻛﺒﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥَّ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻤﻨﺤﻨﻲ ﺭﺿًﺎ ﺃﻛﺒﺮ.
ﺇﻥ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﻜﻮَّﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺘﻜﺮَّﺳﻮﻥ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ،ﻻ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻫﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻻ ﻳُﻤﻨﺤﻮﻥ ﺍﻟﻄﻮﺑﻰ ﺑﺄﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ.[73]
ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﻮﻥ ﻫﻢ ﻣﺼﺪﺭ ﺳﻼﻡ ،ﻳﺒﻨﻮﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ.ﺇﻥ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻬﺘﻤّﻮﻥ ﺑﺰﺭﻉ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ
.88
ﻛﻞِّ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻳﻘﻄﻊ ﻟﻬﻢ ﻭﻋﺪًﺍ ﺟﻤﻴﻼ"ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﺃَﺑﻨﺎﺀَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻳُﺪﻋَﻮﻥ" )ﻣﺘﻰ .(۹ ،٥ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻟﺪﻯ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻣﺎ :"ﺍﻟﺴَّﻼﻡُ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒَﻴﺖ!" )ﻟﻮ .(٥ ،۱۰ﺇﻥَّ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺤﺚُّ ﻛﻞَّ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ )ﺭﺍ ۲ .ﺗﻴﻢ
،(۲۲ ،۲ﻷﻥّ "ﺛَﻤَﺮَﺓ ﺍﻟﺒِﺮِّ ﺗُﺰﺭَﻉُ ﻓﻲ ﺍﻟﺴَّﻼﻡِ ﻟِﻠَّﺬﻳﻦَ ﻳَﻌﻤَﻠﻮﻥَ ﻟِﻠﺴَّﻼﻡ" )ﻳﻊ .(۱۸ ،۳ﻭﺇﻥ ﺗﻤﻠّﻜﻨﺎ ﺍﻟﺸﻚُّ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻌﻠﻪ :"ﻋَﻠَﻴﻨﺎ ﺇِﺫًﺍ ﺃَﻥ ﻧَﺴْﻌﻰ ﺇِﻟﻰ ﻣﺎ ﻏﺎﻳﺘُﻪ ﺍﻟﺴَّﻼﻡُ" )ﺭﻭﻡ (۱۹ ،۱٤ﻷﻥَّ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﻤﻰ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ.[74]
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺃﻥ ﻧﺒﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﻨﻲ ﺃﺣﺪًﺍ ﺑﻞ ﻳﺪﻣﺞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﻴﻦ
.89
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘّﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﻋﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﺫﺗﻬﻢ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ .ﺇﻧّﻪ ﺃﻣﺮ ﺻﻌﺐ ﻭﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺍﻧﻔﺘﺎﺣًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺘﻌﻠَّﻖ ﺍﻷﻣﺮ "ﺑﺘﻔﺎﻫﻢ
ﺑﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻲ ﺃﻭ ﺳﻼﻡ ﻋﺎﺑﺮ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻗﻠﻴّﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ [75]"ﻭﻻ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ "ﻳﻀﻌﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﻮﺟَّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ .[76]"ﻛﻤﺎ ﻭﺃﻧّﻪ ﻻ
ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ﺑﻞ "ﻗﺒﻮﻝ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻭﺣﻠَّﻪ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﻭﺻﻞ ﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ .[77]"ﺇﻧﻪ
ﺃﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺄﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺻﺎﻧﻌﻲ ﺳﻼﻡ ﻷﻥَّ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﻓﻦٌّ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻫﺪﻭﺀًﺍ ﻭﺇﺑﺪﺍﻋًﺎ ﻭﺇﺣﺴﺎﺳًﺎ ﻭﻣﻬﺎﺭﺓ.

2.5 Page 15

▲back to top
15
ﺃﻥ ﻧﺰﺭﻉ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻠﻤُﻀﻄَﻬَﺪﻳﻦَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒِﺮّ ﻓﺈِﻥَّ ﻟَﻬﻢ ﻣَﻠﻜﻮﺕَ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮﺍﺕ"
ﻳﺸﺪﺩ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ
.90
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻧﻘﺎﺵ ،ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﻣﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻠﻀﺠﺮ .ﻳﺬﻛﺮ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻳُﻀﻄﻬﺪﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﺿﻄُﻬﺪﻭﺍ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻬﻢ
ﻛﺎﻓﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ،ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺯﺍﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧُﺮِﺩ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻲ ﺿﺤﺎﻟﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻓﻼ ﻧﻄﻠﺒﻦَّ
ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻷﻥ "ﺍﻟَّﺬﻱ ﻳُﺮﻳﺪُ ﺃَﻥ ﻳُﺨَﻠِّﺺَ ﺣَﻴﺎﺗَﻪ ﻳَﻔﻘِﺪُﻫﺎ" )ﻣﺘﻰ .(25 ،16
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﻈﺮ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﺶ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺿﺪﻧﺎ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ
.91
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :"ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ »ﻣُﻐﺮَّﺑًﺎ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺒﺔ
]ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ[ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﻤَﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ .[78]"ﻓﻔﻲ
ﻭﺍﻗﻊ ﻛﻬﺬﺍ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻐﺮَّﺏ ﻭﺣﺒﻴﺲ ﺣﺒﻜﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺗﻌﻴﻖ ﺗﻄﻮﺭﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﺻﺎﻟﺔ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺣﺘﻰ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ،ﺑﻞ ﻭﻳﺼﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﺎﻫﺎ
ﺑﻐﻴﻀًﺎ ،ﻣﺜﻴﺮًﺍ ﻟﻠﺸﻚ ﻭﻣﺤﻂ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻫﻮ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟﻌﻴﺶ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ،ﻧﺒﻊ
.92
ﻧُﻀﺞ ﻭﻗﺪﺍﺳﺔ .ﻭﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﻴﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪًﺍ
ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ )ﺭﺍ .ﺭﺳﻞ 41 ،5؛ ﻓﻞ29 ،1؛ ﻗﻮﻝ 24 ،1؛ 2ﻃﻴﻢ 12 ،1؛ 1ﺑﻂ 20 ،2؛ 14 ،4ـ 16؛ ﺭﺅ .(10 ،2
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺎﺩﻳﻬﺎ ،ﻻ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺒﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
.93
ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺧﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻟﻴﺲ ﺷﺨﺼﺎ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ،ﺑﻌﻴﺪًﺍ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺯﻫﻮﻩ ،ﺳﻠﺒﻴﺘﻪ
ﻭﺿﻐﺎﺋﻨﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﺭﺳﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻳﺮﻭﻱ ﺳﻔﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮﺭ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﺣﻈﻮﺓ "ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﻛﻠﻪ" 47 ،2)؛ ﺭﺍ33 .21 ،4 .؛ (13 ،5ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺗﻀﻄﻬﺪﻫﻢ )ﺭﺍ3 -1 ،4 .؛ .(18 -17 ،5
ﻟﻴﺲ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭﺍﻗﻌًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﺱ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ
.94
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ،ﺃﻭ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻭﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ .ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻧﻨﺎ ﺳﻨﻨﺎﻝ ﺍﻟﻄﻮﺑﻰ ﺇﺫﺍ "ﺍﻓْﺘَﺮَﻭْﺍ ﻋﻠَﻴﻜﻢ ﻛُﻞَّ
ﻛَﺬِﺏٍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻲ" )ﻣﺘﻰ .(11 ،5ﻭﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﺨﺮﻳﺎﺕ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺒﺪﻭ ﺃﺷﺨﺎﺻًﺎ ﻣﺜﻴﺮﻳﻦ
ﻟﻠﻀﺤﻚ.
ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺩﺭﺏ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺎﺕ ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.
ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ 25ﻣﻦ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺘﻰ )ﺭﺍ (46 -31 .ﻳﻌﻮﺩ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻴﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻦ
.95
ﺍﻟﻄﻮﺑﻰ ﻟﻠﺮﺣﻤﺎﺀ .ﻭﺇﻥ ﺑﺤَﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤُﺮﺿﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﻓﺴﻨﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺗﺤﺪﻳﺪًﺍ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺳﻠﻮﻙ ﺳﻨﺤﺎﺳَﺐ ﻋﻠﻰ
ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ :"ﻷَﻧِّﻲ ﺟُﻌﺖُ ﻓﺄَﻃﻌَﻤﺘُﻤﻮﻧﻲ ،ﻭﻋَﻄِﺸﺖُ ﻓﺴَﻘَﻴﺘُﻤﻮﻧﻲ ،ﻭﻛُﻨﺖُ ﻏَﺮﻳﺒًﺎ ﻓﺂﻭﻳﺘُﻤﻮﻧﻲ ،ﻭﻋُﺮﻳﺎﻧًﺎ ﻓَﻜﺴَﻮﺗُﻤﻮﻧﻲ ،ﻭﻣَﺮﻳﻀًﺎ
ﻓﻌُﺪﺗُﻤﻮﻧﻲ ،ﻭﺳَﺠﻴﻨًﺎ ﻓﺠِﺌﺘُﻢ ﺇِﻟﻲّ" .(36 -35 ،25)
ﺃﻣﺎﻧﺔً ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﺑﺎﻷﻋﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑٍ ﻣﺰﻋﻮﻡ .ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ
.96
ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ "ﺇﺫﺍ ﻛﻨّﺎ ﺣﻘًﺎ ﺍﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﻣّﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﻠّﻢ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺸﻔﻪ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺃﺭﺍﺩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﺤّﺪ ﺑﻬﻢ .[79]"ﺇﻥ ﻧﺺ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺘﻰ 36-35 ،25ﻟﻴﺲ "ﺩﻋﻮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺻﻔﺤﺔ
"ﻻﻫﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺣِﺰﻣﺔً ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺮّ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .[80]"ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻤﻴﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻷﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻌﻰ ﻛﻞ ﻗﺪﻳﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻬﺎ.

2.6 Page 16

▲back to top
16
ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻮﺓ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻲ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﻧﻔﺘﺎﺡ
.97
ﺻﺎﺩﻕ ،”sine glossa“ ،ﺃﻱ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻨﻤﻴﻖ ﻭﺫﺭﺍﺋﻊ ﺗﻨﺰﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺓ .ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗُﻔﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺵ ﺑﺘﺠﺎﻫﻞ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻫﺬﻩ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻲ "ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ.[81]"
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﺘﻘﻲ ﺑﻔﺮﺩ ﻳﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺟﻮﻳﺔ ﺳﻴﺌﺔ ،ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ
.98
ﻫﻮ ﻋﻘﺒﺔ ﺗﻜﺒﻠﻨﻲ ،ﻣﺠﺮﻡ ﺧﺎﻣﻞ ،ﻋﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻲ ،ﻭﺧﺰﺓ ﻣﺰﻋﺠﺔ ﻟﻀﻤﻴﺮﻱ ،ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻭﺭﺑﻤﺎ
ﺣﺘﻰ ﻗﻤﺎﻣﺔ ﺗﻮﺳﺦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺃﻭ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﺑﺸﺮﻳﺎ ﻟﻪ
ﻛﺮﺍﻣﺘﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻛﺎﺋﻦ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻵﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻪ ،ﺃﺧﺎ ﻓﺪﺍﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ! ﺃﻭ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ
ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﻲ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ؟[82]
ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻋﺪﻡ ﺭﺿﻰ ﺻﺤﻲ ﻭﺩﺍﺋﻢ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺒﺮﺭ ﻛﺎﻓﺔ
.99
ﺟﻬﻮﺩﻧﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ .ﻟﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻨﺪﺍ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﺒﺮﺯﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻴﻮﺑﻴﻞ،
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :"ﻛﻲ ﺗﺘﺤﺮﺭ
ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻭﺟﺐ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺑﻌﺪ.[83]"
ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮﻩ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ
.100ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺄﻳﻦ ﺿﺎﺭﻳﻦ .ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺼﻠﻮﻥ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ
ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺏ ،ﻋﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻌﻪ ،ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ
ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻧُﺰﻋﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﻭﻋﺒَّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻴﺪًﺍ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺍﻷﺳﻴﺰﻱ ،ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ
ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺩﻱ ﺑﻮﻝ ،ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﺩﻱ ﻛﺎﻟﻜﻮﺗﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ .ﻓﻠﺪﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻟﻢ ﺗﻘﻠِّﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻻ ﻣﺤﺒﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﻐﻒ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﻘﺮﻳﺐ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ.
.101ﺿﺎﺭ ﻭﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ ﺇﻳﺎﻩ ﺷﻴﺌًﺎ
ﺳﻄﺤﻴًﺎ ،ﺩﻧﻴﻮﻳًﺎ ،ﻣﻌﻠﻤﻨًﺎ ،ﻣﺤﺎﻳﺜًﺎ ،ﺷﻴﻮﻋﻴًﺎ ،ﺷﻌﺒﻮﻳﺎ .ﺃﻭ ﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻭﻛﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺗﺒﻂ
ﺑﺄﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﻄﻖ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻪ .ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤًﺎ
ﻭﺣﺎﺯﻣًﺎ ﻭﺷﻐﻮﻓًﺎ ،ﻷﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺗﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﻛﻞ
ﺷﺨﺺ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﻤﻮﻩ .ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭُﻟﺪﻭﺍ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﺒﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺆﺱ
ﻭﺍﻟﻬﺠﺮ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ،ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻔﻲ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ،ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ،ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ .[84]ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﻘﺪﺍﺳﺔ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻇﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻔﻞ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﺑﻔﺮﺡ ﻭﺗﻘﺘﺼﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻘﻂ ﻭﺗﻤﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ
ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺎﺋﺴﺔ.
.102ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻧﻘﺎﺋﺺ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﺜﻼ ﻗﻀﻴﺔ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ.
ﻳﺆﻛﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺒﻴﻮﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ "ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ."ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﻬﺬﺍ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ
ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻲ ،ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﻂ ﻣﻜﺎﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻃﺮ
ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻛﻲ ﻳﻤﻨﺢ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ .ﺃﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺄﻭﻳﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻏﺮﻳﺐ؟ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ .(35 ،25ﻟﻘﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺤﻔﻆ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻪ "ﺗﻌﻘﻴﺪ" ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ،ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﺮ "ﻛﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ،[85]"ﻣﻌﺒِّﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ،[86]ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ "ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ.[87]"
.103ﺃﻣﺮ ﺷﺒﻴﻪ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﻝ :"ﻭَﻻَ ﺗَﻀْﻄَﻬِﺪِ ﺍﻟْﻐَﺮِﻳﺐَ ﻭَﻻَ ﺗُﻀَﺎﻳِﻘْﻪُ ﻷَﻧَّﻜُﻢْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻏُﺮَﺑَﺎﺀَ ﻓِﻲ ﺃَﺭْﺽِ ﻣِﺼْﺮَ"
)ﺧﺮ .(21 ،22"ﻭﺇِﺫﺍ ﻧَﺰَﻝَ ﺑِﻜﻢ ﻧَﺰﻳﻞٌ ﻓﻲ ﺃَﺭﺿِﻜﻢ ،ﻓﻼ ﺗَﻈﻠِﻤﻮﻩ .ﻭﻟْﻴَﻜُﻦْ ﻋِﻨْﺪَﻛُﻢُ ﺍﻟﻨَّﺰﻳﻞُ ﺍﻟﻤُﻘﻴﻢُ ﻓﻴﻤﺎ ﺑَﻴﻨَﻜﻢ ﻛﺂﺑﻦِ ﺑَﻠَﺪِﻛﻢ ،ﺗُﺤِﺒُّﻪُ

2.7 Page 17

▲back to top
17
ﺣُﺒَّﻚَ ﻟِﻨَﻔﺴِﻚ ،َﻷَﻧَّﻜﻢ ﻛُﻨﺘُﻢ ﻧُﺰَﻻﺀَ ﻓِﻲ ﺃَﺭْﺽِ ﻣِﺼْﺮَ" )ﺃﺡ .(34-33 ،19ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺇﺫًﺍ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭًﺍ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﻫﺬﻳﺎﻧﺎ ﻋﺎﺑﺮﺍ.
ﻧﺤﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﻟﻌﻴﺶ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﺷﻌﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ
ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ :"ﺃَﻟَﻴﺲَ ﻫﻮ ﺃَﻥ ﺗَﻜﺴِﺮَ ﻟﻠﺠﺎﺋِﻊِ ﺧُﺒﺰَﻙَ ﻭﺃَﻥ ﺗُﺪﺧِﻞَ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﻴﻦَ ﺍﻟﻤَﻄْﺮﻭﺩﻳﻦَ ﺑَﻴﺘَﻚَ ﻭﺇﺫﺍ ﺭَﺃَﻳﺖَ ﺍﻟﻌُﺮْﻳﺎﻥَ ﺃﻥ ﺗَﻜﺴُﻮَﻩ ﻭﺃَﻥ ﻻ
ﺗَﺘَﻮﺍﺭﻯ ﻋﻦ ﻟَﺤﻤِﻚَ؟ ﺣﻴﻨَﺌِﺬٍ ﻳَﺒﺰُﻍُ ﻛﺎﻟﻔَﺠﺮِ ﻧﻮﺭُﻙَ" .(8-7 ،58)
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤُﺮﺿﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻠﻪ
.104ﻗﺪ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻤﺠﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﺃﻭ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ -ﺻﺤﻴﺢ
ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ -ﻭﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻫﻮ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎﻩ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺛﻤﻴﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﺬﻱ ﻋﻄﺎﺀ ﻣﺤﺒﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ .ﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﻭﺣﻴﻦ ﻧﺪﻉ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﺮُّﺳﻨﺎ ﻟﻸﺧﻮﺓ.
.105ﻭﻟﻠﺴﺒﺐ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺑﺄﻱ ﻗﺪﺭ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .ﻷﻥ "ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻵﺏ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ .[88]"ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻲ "ﺍﻟﺪﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .[89]"ﺃﻭﺩ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،"ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻲ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ
ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻪ .[90]"ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻲ "ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.[91]"
.106ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻻ ﺃُﺫﻛِّﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ،ﻣﺎ ﻫﻲ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ ﻟﻠﻪ .ﻟﻘﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ،[92]ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ :"ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﻘﺪﻣﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ
ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺐ :ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﺑﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﺪَّﻡ ﻟﻪ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﺗﻘﻮﻯ ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪَّﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﺒﺆﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻫﻲ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻣُﺮﺿﻴﺔ ﻟﻪ ،ﺇﺫ ﺗﺆﻣّﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻤﻮﺱ.[93]"
.107ﻣَﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﺠﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺣﻘًﺎ ،ﻣَﻦ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻛﻲ ﺗﻤﺠﺪ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ،ﻫﻮ ﻣﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻳﻘﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺒﺬﻟﻬﺎ ،ﻭﻳﺘﻌﺐ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﻋﻴﺶ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺟﺪﺍ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﺩﻱ ﻛﺎﻟﻜﻮﺗﺎ:
"ﻧﻌﻢ ،ﺿﻌﻔﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻭﺑﺆﺳﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺃﻳﻀًﺎ [...] .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ،ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻨﻲ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻚ ،ﻛﻲ ﻧﻜﻮﻥ
ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺷﻔﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺭﻏﻢ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ،ﺭﻏﻢ ﺑﺆﺳﻨﺎ ﻭﻋﻴﻮﺑﻨﺎ .ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻟﻴﺤﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﻛﻢ ﻫﻮ ﻳﺤﺒﻪ .ﺇﻥ
ﺑﺎﻟﻐﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ ﻭﻗﺖ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ.[94]"
.108ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻷﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﻮﺳﻨﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﻧﻜﻮﻥ
ﻣﺮﻛﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻗﺖ ﻓﺮﺍﻍ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻪ .ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻧﻠﺘﺰﻡ ﻭﻧﻜﺮﺱ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺃﺳﻮﺃ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧُﻨﻢِ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ،ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻜﺎﻓﺢ ﺿﺪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤّﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ﻛﻲ ﻳﺒﻴﻌﻨﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺤﻮﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺿﻴﻦ ﻫﻮ
ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺇﻋﻼﻡ ﺳﻄﺤﻲ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ
ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺸﻮﻳﺶ ﻟﻠﺬﻫﻦ ﻳﺴﻠﺒﻨﺎ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻳُﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻢ .ﻭﻭﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻮﺓ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺻﻮﺕ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﺠﺪَّﺩﺍ ﻟﻴﻘﺪﻡ ﻟﻨﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺤﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ.
.109ﺗﻜﻤﻦ ﻗﻮﺓ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻟﻠﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﺑﺴﻴﻄﺔ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﺄﻣﻞ ،ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻛﻲ ﺗﻤﺎﺭَﺱ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ
ﻳﺼﺒﺢ ﺫﺍ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻘﻂ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺶ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .ﺃﻧﺼﺢ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ
ﻫﺬﻩ ﻣﺠﺪَّﺩًﺍ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﻭﺗﺬﻛُّﺮﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ،ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺠﺴﻴﺪﻫﺎ .ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻴﺪﻧﺎ ،ﺳﺘﺠﻌﻠﻨﺎ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﺣﻘﺎ.

2.8 Page 18

▲back to top
18
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﺑﻌﺾ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ
.110ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺘﺮﺣﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ﻭﻧﺺ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺘﻰ ،46 -31 ،25ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﻄﻒ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ،ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ،ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺸﻪ.
ﻟﻦ ﺃﺗﻮﻗّﻒ ﻟﺸﺮﺡِ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ :ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺳِﺮَّﻱ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﻴﻦ ،ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ،ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ،ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ .ﺳﺄﺷﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻤﻨّﻰ ﺃﻥ ﻳُﺴﻤﻊ ﺻﺪﺍﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﻴّﺰ.
.111ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻜّﻞ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ،
ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻠﻘﺮﻳﺐ ،ﺃﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻌﺾ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳّﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﻈﻬﺮ :ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘّﺘﻨﺎ ﻭﻳﻀﻌﻔﻨﺎ؛ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ؛ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ
ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻲ؛ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴّﺔ؛ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺏّ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ" ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ.
ﺍﻟﺘﺤﻤّﻞ ،ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﻋﺔ
.112ﺃﻭﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﺮﻛّﺰﻳﻦ ﻭﺛﺎﺑﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺐّ ﻭﻳﺪﻋﻢ .ﻭﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﻜﺒّﺪ ،ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ،ﻭﻣﺼﺎﻋﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺑﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﺃﻣﺎﻧﺘﻬﻢ
ﻭﺃﺧﻄﺎﺀﻫﻢ :"ﺇِﺫﺍ ﻛﺎﻥَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻣﻌَﻨﺎ ،ﻓﻤَﻦ ﻳَﻜﻮﻥُ ﻋﻠَﻴﻨﺎ؟" )ﺭﻭﻡ .(31 ،8ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺒﻊ ﺳﻼﻡٍ ﻳَﻈﻬﺮُ ﻓﻲ ﺗﺼﺮّﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ .ﻓﻌﻠﻰ
ﺃﺳﺎﺱ ﺛﺒﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻲّ ﻛﻬﺬﺍ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺡ ،ﺗﺘﻜﻮّﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ،ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﻫﺬﺍ "ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ" ﻭﺍﻟﻤﺘﻘﻠّﺐ
ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻲ .ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﻷﻥ ﻣﻦ ﻳﺘّﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ pistis)ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ( ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨًﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻹﺧﻮﺓ pistós)ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ،(ﻓﻼ ﻳﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﺑﺄﻥ
ﻳﺠﺘﺎﺣﻪ ،ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ.
.113ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻳﺪﻋﻮ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻲ ﺭﻭﻣﺎ ﺃﻻّ ﻳُﺒﺎﺩِﻟﻮﺍ "ﺃَﺣَﺪًﺍ ﺷَﺮًّﺍ ﺑِﺸَﺮّ" )ﺭﻭﻡ ،(17 ،12ﻭﺃﻻ ﻳﻨﺘﻘﻤﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ )ﺭﺍ.
ﺁﻳﺔ (19ﻭﺃﻻّ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮّ ﻳﻐﻠﺒﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻷﻥ ﻳﻐﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮّ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ )ﺭﺍ .ﺁﻳﺔ .(21ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﻼ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ "ﻃﻮﻳﻞُ ﺍﻷَﻧﺎﺓ ﻭﻋَﻈﻴﻢُ ﺍﻟﻘُﻮَّﺓ ﻭﻻ ﻳَﺘَﻐﺎﺿﻰ ﻋﻦ ﺷَﻲَﺀ" )ﻧﺤﻮ .(3 ،1ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺤﺬّﺭﻧﺎ:
"ﺃَﺯﻳﻠﻮﺍ ﻣِﻦ ﺑَﻴﻨِﻜﻢ ﻛُﻞَّ ﺷَﺮﺍﺳﺔٍ ﻭﺳُﺨْﻂٍ ﻭﻏَﻀَﺐٍ ﻭﺻَﺨَﺐٍ ﻭﺷَﺘﻴﻤﺔ ﻭﻛُﻞَّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥَ ﺳُﻮﺀًﺍ" )ﺃﻑ .(31 ،4
.114ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱّ ﺃﻥ ﻧﻨﺎﺿﻞ ﻭﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺣﺬﺭﻳﻦ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﻴﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ ﻛﻴﻼ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺬّﺭ :"ﺍِﻏﻀَﺒﻮﺍ،
ﻭﻟَﻜﻦ ﻻ ﺗَﺨﻄَﺄُﻭﺍ؛ ﻻ ﺗَﻐﺮُﺑَﻦَّ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲُ ﻋﻠﻰ ﻏَﻴﻈِﻜﻢ" )ﺃﻑ .(26 ،4ﻋﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﺴﺤﻘﻨﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺩﻭﻣًﺎ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ
ﻣﺮﺳﺎﺓ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩﻧﺎ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑِﻘﺮﺏ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ :"ﻻ ﺗَﻜﻮﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻫَﻢٍّ ﻣِﻦ ﺃَﻱِّ ﺷﻲﺀٍ ﻛﺎﻥ ،ﺑﻞ
ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﺷﻲَﺀٍ ﻟِﺘُﺮﻓَﻊْ ﻃَﻠِﺒﺎﺗُﻜﻢ ﺇِﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑِﺎﻟﺼَّﻼﺓِ ﻭﺍﻟﺪُّﻋﺎﺀِ ﻣﻊ ﺍﻟﺸُّﻜْﺮ ،ﻓﺈِﻥَّ ﺳﻼﻡَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺍﻟَّﺬﻱ ﻳَﻔﻮﻕُ ﻛُﻞَّ ﺇِﺩﺭﺍﻙٍ ﻳَﺤﻔَﻆُ ﻗُﻠﻮﺑَﻜﻢ
ﻭﺃَﺫْﻫﺎﻧَﻜﻢ" )ﻓﻞ .(7 -6 ،4
.115ﻗﺪ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻜﻼﻣﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ.
ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻋﺒﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ،ﻭﻳُﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ،ﻛﺄﻧّﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ
ﻟﻸﺧﻼﻗﻴّﺔ ﻭﻻ ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴّﺔ ﺧﻄﺮﺓ ،ﻷﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻘﺎﻝ ،ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ،ﻏﻴﺮ

2.9 Page 19

▲back to top
19
ﻣﺴﻤﻮﺡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲّ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﺐِّ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻐﻀﺐ،ٍ
ﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢّ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺆﻻﺀ ،ﺇﺫ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺃُﺧَﺮﻯ ،ﺃﻻ ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﺍ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻮﺻﻴّﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ :"ﻻ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺭ ،"ﻣﺪﻣﺮﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫﻨﺎ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱّ ﺗﺤﻜّﻢ ]ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻗﻤﻲ ،[ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻫﻮ "ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﺛﻢ" ﻭ"ﻳُﺤﺮِﻕُ ﺍﻟﻄَّﺒﻴﻌَﺔَ ﻓﻲ ﺳَﻴﺮِﻫﺎ ﻭﻳَﺤﺘَﺮِﻕُ ﻫﻮ ﺑِﻨﺎﺭِ ﺟَﻬَﻨَّﻢ" )ﻳﻊ .(6 ،3
.116ﺇﻥ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻳﺤﻔﻈﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺘﺎﺡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺄﻥ
ﻳﺠﺮﻓﻨﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺗُﻤﻴﺖ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻭﺩﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻤﻜﻨﺔ .ﻓﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻻ ﻳﻬﺪﺭ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻣﺘﺬﻣّﺮًﺍ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺇﻧﻤﺎ
ﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺖ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻹﺧﻮﺓ ،ﻭﻳﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻜﻼﻣﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻣّﺮ ﻭﻳﺴﻲﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﻷﻧّﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺟﺪﻳﺮًﺍ
ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺳﻴًﺎ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻳَﻌُﺪَّﻫﻢ "ﺃَﻓﻀَﻞَ ﻣِﻨﻪ" )ﻓﻞ .(3 ،2
.117ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴّﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻌﺎﻝ ،ٍﻭﺃﻥ ﻧﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﻗﻀﺎﺓ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﻘﺮﺍﺀ،
ﻭﻧﺪّﻋﻲ ﺩﻭﻣًﺎ ﺗﻠﻘﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺩﺭﻭﺳًﺎ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻧﻮﻉٌ ﻣﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ .[95]ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺃﻣﺮًﺍ ﺁﺧﺮ:
"ﻣِﻞْ ﺃﻛﺜﺮ ﻷﻥّ ﻳﻌﻠّﻤﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻣِﻦ ﺃﻥ ﺗُﻌﻠّﻢ ﺣﺘﻰ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﺃﺻﻐﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .[96]"ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻴﻒ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ:
"ﺇﻧﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻔﺮﺡ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﻙ ،ﻭﺗﺤﺎﻭﻝ ﺣﻘًّﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣُﻔَﻀّﻠﻴﻦ ﻋﻨﻚ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮّ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ،ﻭﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻨﻚ ﻭﺗﺴﺘﻤﺪّ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﺮﺣًﺎ ﺭﻭﺣﻴًّﺎ .ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﻻ
ﺳﻴّﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﻢ .ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ،ّﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﺪﺭﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﻟﻦ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ
ﻣﻨﻬﺎ.[97]"
.118ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺬّﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻘﻂ ﻋﺒﺮ ﺍﻹﺫﻻﻝ .ﻓﻤﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﺍﺳﺔ .ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻠﺮﺏ ،ﻓﺄﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌًﺎ ﻭﻟﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ .ﻓﺎﻟﻘﺪﺍﺳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻨﻴﺴﺘﻪ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺇﺫﻻﻝ ﺍﺑﻨﻪ :ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﺭﺏ .ﺍﻻﺫﻻﻝ ﻳﺤﻤﻠﻚ ﻟﻠﺘﺸﺒّﻪ ﺑﻴﺴﻮﻉ ،ﺇﻧﻪ ﺟﺰﺀ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﺠﻨّﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒّﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ :"ﻗَﺪ ﺗﺄَﻟَّﻢَ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢُ ﺃَﻳﻀًﺎ ﻣِﻦ ﺃَﺟﻠِﻜﻢ ﻭﺗﺮَﻙَ ﻟَﻜﻢ ﻣِﺜﺎﻻً ﻟِﺘﻘﺘَﻔﻮﺍ ﺁﺛﺎﺭَﻩ" 1)ﺑﻂ .(21 ،2ﻭﻫﻮ ﺑﺪﻭﺭﻩ
ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﺍﻵﺏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺍﺿﻊ ﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻊ ﺷﻌﺒﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻤّﻞ ﻋﺪﻡ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﺗﺬﻣّﺮﻩ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻓﺮﺣﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻺﻫﺎﻧﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ "ﺃَﻧَّﻬﻢ ﻭُﺟِﺪﻭﺍ ﺃَﻫﻼً ﻷَﻥ ﻳُﻬﺎﻧﻮﺍ ﻣِﻦ ﺃَﺟْﻞِ ﺍﻻﺳْﻢ" )ﺭﺳﻞ .(41 ،5
.119ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻺﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺧﻼﺹ ﺃُﺳَﺮِﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺃﻭ ﻳﺘﺠﻨّﺒﻮﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﻔﻀّﻠﻮﻥ ﻣﺪﺡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺪﻝ ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ،ﻭﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ
ﺍﻷﻗﻞّ ﺃﻫﻤّﻴﺔ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻔﻀّﻠﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺗﻜﺒّﺪ ﺃﻣﻮﺭًﺍ ﻇﺎﻟﻤﺔ ﻛﻲ ﻳﻘﺪّﻣﻮﻫﺎ ﻟﻠﺮﺏ"ﺇِﻥ ﻋﻤِﻠﺘُﻢُ ﺍﻟﺨَﻴﺮَ ﻭﺗَﺄَﻟَّﻤﺘُﻢ ﻭﺻَﺒَﺮﺗُﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻵﻻﻡ ،ﻛﺎﻥَ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣُﻈﻮَﺓٌ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠﻪ" 1)ﺑﻂ .(20 ،2ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺮ ﺑﺮﺃﺱٍ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻜﻠّﻢ ﻗﻠﻴﻠًﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻭﻷﻧﻪ ﻣُﺤﺮَّﺭ ﻣﻦ ﺃﻳّﺔ ﺃﻧﺎﻧﻴّﺔ ،ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺩّﻱ ،ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ،ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺳﻠﺒﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ.
.120ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻔﺮﺡ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﺳﺎﺩﻳﺔ ﻣﺎﺯﻭﺧﻴﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺒّﻪ
ﺑﻴﺴﻮﻉ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮّ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﻌﻪ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ .ﺇﻧّﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔٌ
ﻧﺤﺘﺎﺝُ ﻷﻥ ﻧﻠﺘﻤﺴَﻬﺎ :"ﻳﺎ ﺭﺏ ،ّﻋﻨﺪ ﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ ،ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻛﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻲ ﺃﺳﻴﺮ ﺧﻠﻔﻚ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺩﺭﺑﻚ."
.121ﻣﻮﻗﻒ ﻛﻬﺬﺍ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻗﻠﺒًﺎ ﻗﺪ ﻣﻸﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢُ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﻪ ،ﻣُﺤﺮّﺭًﺍ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟـ "ﺃﻧﺎ"
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .ﺇﻥ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻘّﻘﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻥ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺎﻭﻡ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺜﺒﺖ ﻓﻲ
ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ "ﻭﻟَﻮ ﺳِﺮﺕُ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻈّﻠﻤﺎﺕ" )ﻣﺰ (4 ،23ﺃﻭ ﺃﻳﻀًﺎ "ﺇﺫﺍ ﺍﺻﻄﻒ ﻋﻠﻲَّ ﺟﻴﺶ" )ﻣﺰ .(3 ،27ﺛﺎﺑﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺏ،ّ
ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﻧّﻢ :"ﺑِﺴﻼﻡ ﺃَﺿَّﺠﻊُ ﻭﻣِﻦ ﺳﺎﻋَﺘﻲ ﺃَﻧﺎﻡ ﻷَﻧَّﻚَ ﻭَﺣﺪَﻙَ ﻳﺎ ﺭَﺏُّ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥٍ ﺗُﺴﻜِﻨُﻨﻲ" )ﻣﺰ .(9 ،4ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ،
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ "ﻫﻮ ﺳﻼﻣﻨﺎ" )ﺃﻑ (14 ،2ﻭﻗﺪ ﺃﺗﻰ "ﻟِﻴُﺴَﺪِّﺩَ ﺧُﻄﺎﻧﺎ ﻟِﺴَﺒﻴﻞِ ﺍﻟﺴَّﻼﻡ" )ﻟﻮ .(79 ،1ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻮﺳﺘﻴﻨﺎ
ﻛﻮﻓﺎﻟﺴﻜﺎ ﺃﻥ "ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻟﻦ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﻤﺘﻲ ﺑﺜﻘﺔ .[98]"ﻻ ﻧﻘﻌﻦَّ ﺇﺫًﺍ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ،ﻭﺍﻟﻤﻠﺬّﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ،ﻭﺍﻻﻣﺘﻼﻙ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺴﻮﻉ:
"ﺳَﻼﻣﻲ ﺃُﻋْﻄﻴﻜﻢ" ﻟﻜﻦ "ﻻ ﺃُﻋْﻄﻲ ﺃَﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻳُﻌْﻄﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ" )ﻳﻮ .(27 ،14

2.10 Page 20

▲back to top
20
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ
.122ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻭﺡ ﻣﺤﺒﻄﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﻀﺔ ﺃﻭ ﻛﺌﻴﺒﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ﻭﺑﻼ
ﻗﻮّﺓ .ﻓﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ .ﻭﻫﻮ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﻭﺍﻗﻌﻴّﺘﻪ ،ﻳﻨﻴﺮُ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺮﻭﺡٍ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲّ ﻭﻏﻨﻲّ
ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﺀ .ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ "ﻓﺮﺡٌ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡِ ﺍﻟﻘُﺪﺱ" )ﺭﻭﻡ ،(17 ،14ﻷﻥ "ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺡ .ﻷﻥّ
ﻣﻦ ﻳﺤﺐّ ﻳﺘﻤﺘﻊّ ﺩﻭﻣًﺎ ﺑﺎﺗّﺤﺎﺩﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ [...]ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺡ .[99]"ﻟﻘﺪ ﻧﻠﻨﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻭﺗﻘﺒﻠﻨﺎﻫﺎ "ﺑِﻔَﺮَﺡٍ
ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮُّﻭﺡِ ﺍﻟﻘُﺪُﺱ ،ﻣﻊ" ﺃﻧﻨﺎ "ﻓﻲ ﺷِﺪَّﺓٍ ﻛَﺒﻴﺮَﺓ" 1)ﺗﺲ .(6 ،1ﻓﺈﻥ ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﺮﺏّ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺸﺮﺗﻨﺎ ﻭﻳﻐﻴّﺮ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ،
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﻘّﻖ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ :"ﺍﻓﺮَﺣﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺮَّﺏِّ ﺩﺍﺋِﻤًﺎ ،ﺃُﻛﺮِّﺭُ ﺍﻟﻘَﻮﻝﺍﻓﺮَﺣﻮﺍ" )ﻓﻞ .(4 ،4
.123ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﺯﻣﻦ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻇﻬﻮﺭ ﻟﻠﻔﺮﺡ :"ﺇِﻫﺘﻔﻲ ﻭﺁﺑﺘَﻬﺠﻲ!" )ﺃﺵ ،12
6(؛ "ﺍﺻﻌَﺪﻱ ﺇِﻟﻰ ﺟَﺒَﻞٍ ﻋﺎﻝٍ ﻳﺎ ﻣُﺒَﺸِّﺮَﺓَ ﺻِﻬْﻴﻮﻥ .ﺍِﺭﻓَﻌﻲ ﺻَﻮﺗَﻚِ ﺑِﻘُﻮَّﺓ ﻳﺎ ﻣُﺒَﺸِّﺮَﺓَ ﺃُﻭﺭَﺷَﻠﻴﻢ" )ﺃﺵ 9 ،40(؛ "ﺍﻧﺪَﻓِﻌﻲ ﺑِﺎﻟﻬُﺘﺎﻑِ
ﺃَﻳُّﺘُﻬﺎ ﺍﻟﺠِﺒﺎﻝ ﻓﺈِﻥَّ ﺍﻟﺮَّﺏَّ ﻗﺪ ﻋَﺰَّﻯ ﺷَﻌﺒَﻪ ﻭﺭَﺣِﻢَ ﺑﺎﺋِﺴﻴﻪ" )ﺃﺵ 13 ،49(؛ "ﺍِﺑﺘَﻬِﺠﻲ ﺟِﺪًّﺍ ﻳﺎ ﺑِﻨﺖَ ﺻِﻬْﻴﻮﻥ ﻭﺍﻫﺘِﻔﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﺖَ
ﺃُﻭﺭَﺷَﻠﻴﻢ! ﻫُﻮَﺫﺍ ﻣَﻠِﻜُﻚَ ﺁﺗِﻴًﺎ ﺇِﻟَﻴﻚِ ﺑﺎﺭًّﺍ ﻣُﺨَﻠِّﺼًﺎ" )ﺯﻙ .(9 ،9ﻭﻻ ﻧﻨﺲَ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻧﺤﻤﻴﺎ :"ﻻ ﺗَﺤﺰَﻧﻮﺍ ،ﻷِﻥَّ ﻓﺮَﺡَ ﺍﻟﺮَّﺏِّ ﺣِﺼﻨُﻜﻢ"
)ﻧﺢ .(10 ،8
.124ﻣﺮﻳﻢ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻫﺘﻔﺖ :"ﺗﺒﺘﻬﺞ ﺭﻭﺣﻲ" )ﻟﻮ (47 ،1ﻭﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ
"ﺗَﻬَﻠَّﻞَ ﺑِﺪﺍﻓِﻊٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮُّﻭﺡِ ﺍﻟﻘُﺪُﺱ" )ﻟﻮ .(21 ،10ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺮﻭﺭﻩ "ﺍﺑﺘَﻬَﺞَ ﺍﻟﺠَﻤﻊُ ﻛُﻠُّﻪ" )ﻟﻮ .(17 ،13ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ،ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﺪﻭﻥ "ﻓﺮﺣًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ" )ﺭﺳﻞ .(8 ،8ﺃﻣّﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﺴﻮﻉ ﻳﻄﻤﺌﻨﻨﺎ :"ﺳﺘَﺤﺰَﻧﻮﻥ ﻭﻟﻜِﻦَّ ﺣُﺰﻧﻜﻢ ﺳﻴَﻨﻘَﻠِﺐُ ﻓَﺮَﺣًﺎ.
[...]ﺳﺄَﻋﻮﺩُ ﻓﺄَﺭﺍﻛُﻢ ﻓﺘَﻔَﺮﺡُ ﻗُﻠﻮﺑُﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﻣِﻦ ﺃَﺣَﺪٍ ﻳﺴﻠُﺒُﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔَﺮَﺡ" )ﻳﻮ .(22 .20 ،16"ﻗُﻠﺖُ ﻟَﻜﻢ ﻫﺬﻩِ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀَ ﻟِﻴَﻜﻮﻥَ
ﺑِﻜُﻢ ﻓَﺮَﺣﻲ ﻓﻴَﻜﻮﻥَ ﻓَﺮﺣُﻜﻢ ﺗﺎﻣًّﺎ" )ﻳﻮ .(11 ،15
.125ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ،ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺻﻠﻴﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻣّﺮ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻔﺎﺋﻖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ "ﻳﺘﻜﻴّﻒ
ﻭﻳﺘﻐﻴّﺮ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻛﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﺃﻗﻠّﻪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻮﻟَﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻨﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ّﺑﺄﻧّﻲ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞّ
ﺷﻲﺀ .[100]"ﻫﻮ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴّﺔ ،ﻭﺻﻔﺎﺀ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﺀ ،ﻳﻤﻨﺢ ﺭﺿًﺎ ﺭﻭﺣﻴّﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳّﺔ.
.126ﻳﺘﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻔﺮﺡُ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ،ﺍﻟﺠﻠﻲ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻣﺜﻠًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎﺯﻭ ﻣﻮﺭﻭ ،ﻭﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﺩﻱ ﺑﺎﻭﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﻴﻠﻴﺒﻮ ﻧﻴﺮﻱ .ﻓﺎﻟﻨﻜﺪ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﻟﻠﻘﺪﺍﺳﺔ :"ﺃَﻗﺺِ ﺍﻟﻐَﻢَّ ﻋﻦ ﻗَﻠﺒِﻚَ" )ﺟﺎ .(10 ،11ﻧﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏّ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮَ "ﻟِﻨَﺘَﻤَﺘَّﻊَ ﺑِﻪ" 1)ﻃﻴﻢ (17 ،6ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻣﺘﻨﺎﻧﻨﺎ ،ﻟﺒﻘﺎﺋﻨﺎ ﻣﻨﻐﻠﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺣﺘﻰ
ﻧﺼﺒﺢ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ.[101]
.127ﺇﻥ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺑﻮﻳﺔ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ :"ﻳﺎ ﺑُﻨﻲ [...] ،َّﺃَﻧﻔِﻖْ ﻋﻠﻰ ﻧَﻔْﺴِﻚَ [...]ﻻ ﺗَﺤﺮِﻡْ ﻧَﻔﺴَﻚَ ﻣِﻦ ﻳَﻮﻡٍ ﺻﺎﻟِﺢ" )ﺳﻲ ،14
.(14 .11ﻳﺮﻳﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴّﻴﻦ ،ﻣﻤﺘﻨﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘّﺪﻳﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ :"ﻓﻲ ﻳَﻮﻡ ﺍﻟﺴﺮَﺍﺀ ِﻛُﻦ ﻣَﺴْﺮﻭﺭًﺍ [...]ﺍﻟﻠﻪَ ﺻَﻨﻊً ﺍﻟﺒَﺸَﺮَ
ﻣُﺴﺘَﻘﻴﻤﻴﻦ ﺃَﻣَّﺎ ﻫﻢ ﻓﺒَﺤَﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺃَﺳْﺒﺎﺏٍ ﻛَﺜﻴﺮﺓ" )ﺟﺎ .(29 .14 ،7ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺡٍ ﻣَﺮِﻧﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﺜّﻞ
ﺑﺎﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ :"ﻗﺪ ﺗَﻌﻠَّﻤﺖُ ﺃَﻥ ﺃَﻗﻨﻊَ ﺑﻤﺎ ﺃَﻧﺎ ﻋﻠَﻴﻪ" )ﻓﻞ .(11 ،4ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺍﻷﺳّﻴﺰﻱ ،ﻓﻜﺎﻥ
ﻳﺘﺄﺛّﺮ ﺍﻣﺘﻨﺎﻧًﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺒﺰٍ ﺟﺎﻑ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺒّﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓَﺮِﺣًﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﺴﻤﺔ ﻫﻮﺍﺀ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﻭﺟﻬﻪ.
.128ﻟﺴﺖ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲّ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ .ﻓﺎﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴّﺔ ﻻ ﺗﻮﻟﺪ ﺇﻻّ ﺇﺭﻫﺎﻗًﺎ ﻟﻠﻘﻠﺐ؛ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻤﺴﺮّﺍﺕ ﻋﺮﺿﻴّﺔ ﻭﻋﺎﺑﺮﺓ ،ﻭﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﻔﺮﺡ .ﺇﻧّﻲ ﺃﺷﻴﺮ
ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺎﺵ ﺑﺸﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﺑﻪ ،ﻷﻥ "ﺍﻟﺴَّﻌﺎﺩَﺓُ ﻓﻲ ﺍﻟﻌَﻄﺎﺀِ ﺃَﻋﻈَﻢُ ﻣِﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷَﺧْﺬ"
)ﺭﺳﻞ (35 ،20ﻭ"ﺍﻟﻠﻪَ ﻳُﺤِﺐُّ ﻣَﻦ ﺃَﻋْﻄﻰ ﻣُﺘَﻬَﻠِّﻼً" 2)ﻗﻮﺭ .(7 ،9ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻷﺧﻮﻳّﺔ ﺗﻀﺎﻋﻒُ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ،ﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ
ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ :"ﺇﻓﺮﺣﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﺣﻴﻦ" )ﺭﻭﻡ .(15 ،12"ﺇِﻧَّﻨﺎ ﻧُﺴَﺮُّ ﻋِﻨﺪَﻣﺎ ﻧَﻜﻮﻥُ ﻧﺤﻦُ ﺿُﻌَﻔﺎﺀَ ﻭﺗَﻜﻮﻧﻮﻥَ
ﺃَﻧﺘُﻢ ﺃَﻗﻮِﻳﺎﺀ" 2)ﻗﻮﺭ .(9 ،13ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ "ﺭﻛّﺰﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺮﺡ.[102]"
ﺟﺮﺃﺓ ﻭَﺣَﻤِﻴَّﺔ

3 Pages 21-30

▲back to top

3.1 Page 21

▲back to top
21
.129ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻫﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ (parresia) ،ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ :ﺇﻧﻬﺎ ﺟﺮﺃﺓ ،ﻭﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﺗﺒﺸﻴﺮﻱّ ﻳﺘﺮﻙ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻭﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮًﺍ ﻣﻤﻜﻨﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻌﻮﻧﻨﺎ ﻭﻳﻜﺮّﺭ ﺑﻜﻞّ ﺻﻔﺎﺀ ﻭﺣﺰﻡ :"ﻻ ﺗَﺨﺎﻓﻮﺍ" )ﻣﺮ .(50 ،6
"ﻫﺎﺀﻧﺬﺍ ﻣﻌَﻜﻢ ﻃَﻮﺍﻝَ ﺍﻷَﻳَّﺎﻡِ ﺇِﻟﻰ ﻧِﻬﺎﻳﺔِ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ" )ﻣﺘﻰ .(20 ،28ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻧﺴﻴﺮ ﻭﻧﺨﺪﻡ ﺑﺴﻠﻮﻙ
ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﺤﺜّﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺑﻴﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ،ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺱ،
ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ،ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ،ﻛﻞّ ﻫﺬﺍ ﻧﻔﻬﻤﻪ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ،parresiaﻋﺒﺎﺭﺓ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻟﺘﻌﺒّﺮ ﻋﻦ
ﺣﺮّﻳﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺤﺔ ،ﻷﻧّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻹﺧﻮﺓ )ﺭﺍ .ﺭﺳﻞ 29 ،4؛ 28 ،9؛ 31 ،28؛ 2ﻗﻮﺭ 12 ،3؛ ﺃﻑ ،3
12؛ ﻋﺐ 6 ،3؛ .(19 ،10
.130ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻱ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻳﺤﺼﻲ ﺑﻴﻦ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ :parresia"ﺍﻟﻨﻘﺺ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻷﻧّﻪ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .[103]"ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮّﺓ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻣﺪﻓﻮﻋﻴﻦ ﻟﻨﺮﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔّﺔ
ﺍﻟﻤﺮﻳﺤﺔ! ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻨﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﻟﻨﺮﻣﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(4 ،5ﻫﻮ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻨﺒﺬﻝ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ
ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻪ .ﺑﺘﺸﺒّﺜﻨﺎ ﺑﻪ ﻧﻨﺎﻝ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﻨﻀﻊ ﻛﻞّ ﻣﻮﺍﻫﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ )ﺭﺍ 2 .ﻗﻮﺭ (14 ،5
ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ :"ﺍﻟﻮَﻳﻞُ ﻟﻲ ﺇِﻥ ﻟﻢ ﺃﺑَﺸِّﺮ!" 1)ﻗﻮﺭ .(16 ،9
.131ﻟﻨﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻳﺴﻮﻉ :ﺇﻥ ﺗﻌﺎﻃﻔﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺮًﺍ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻌﺎﻃﻔًﺎ ﻣﻌﻴﻘًﺎ ﺃﻭ ﺧﺠﻮﻟًﺎ
ﺃﻭ ﻣﻠﻴﺌًﺎ ﺑﺎﻟﺨﺰﻱ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻌﻨﺎﻣﺮّﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﺇﻧّﻤﺎ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ .ﻛﺎﻥ ﺗﻌﺎﻃﻔًﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﻘﻮّﺓ ﻛﻲ ﻳﺒﺸّﺮ،
ﻭﻛﻲ ﻳُﺮﺳﻞ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ،ﻳُﺮﺳﻠﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﺸﻔﻮﺍ ﻭﻳﺤﺮّﺭﻭﺍ .ﻟﻨﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺸﺎﺷﺘﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻨﺪﻉ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻳﺮﺳﻠﻨﺎ .ﻧﺤﻦ
ﺿﻌﻔﺎﺀ ،ﺇﻧّﻤﺎ ﻧﺤﻤﻞ ﻛﻨﺰًﺍ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻤّﻦ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺷﺨﺼًﺎ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻭﺳﻌﻴﺪًﺍ .ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴّﺔ ﻫﻤﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﻥ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ.
.132ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ parresiaﻫﻲ ﺧﺘﻢُ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻭﺷﻬﺎﺩﺓٌ ﻟﺼﺪﻕِ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ .ﻫﻲ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥٌ ﻓَﺮِﺡٌ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ
ﺑﺎﻹﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺒﺸّﺮ ﺑﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺛﻘﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﺰﻉ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺑِﻮُﺳﻌِﻪ
ﺃَﻥ "ﻳَﻔﺼِﻠَﻨﺎ ﻋﻦ ﻣَﺤﺒَّﺔِ ﺍﻟﻠﻪِ" )ﺭﻭﻡ .(39 ،8
.133ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻛﻴﻼ ﻳُﻌﻴﻘﻨﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑُ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﻛﻴﻼ ﻧﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺁﻣﻨﺔ.
ﻭﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻐﻠﻘًﺎ ﺗﻔﻮﺡُّ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺭﺍﺋﺤﺔُ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﻳُﻤﺮِﺿﻨﺎ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺷَﻌَﺮ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻗﺪ
ﺗﻌﻴﻘﻬﻢ ،ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻳﺼﻠّﻮﻥ ﻣﻌًﺎ ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ ﺍﻟﺮﺏّ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ :parresia"ﺍﻧﻈُﺮِ ﺍﻵﻥَ ﻳﺎ ﺭﺏُّ ﺇِﻟﻰ ﺗَﻬْﺪﻳﺪﺍﺗِﻬﻢ ،ﻭﻫَﺐْ
ﻟِﻌَﺒﻴﺪِﻙَ ﺃَﻥ ﻳُﻌﻠِﻨﻮﺍ ﻛَﻠِﻤَﺘَﻚَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺟُﺮﺃَﺓٍ" )ﺭﺳﻞ .(29 ،4ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺑﺄﻧﻪ "ﺑَﻌﺪَ ﺃَﻥ ﺻَﻠَّﻮﺍ ﺯُﻟﺰِﻝَ ﺍﻟﻤَﻜﺎﻥُ ﺍﻟَّﺬﻱ ﺍﺟﺘَﻤَﻌﻮﺍ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺍﻣﺘَﻸُﻭﺍ ﺟَﻤﻴﻌًﺎ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮُّﻭﺡِ ﺍﻟﻘُﺪُﺱ ،ﻓﺄَﺧَﺬﻭﺍ ﻳُﻌﻠِﻨﻮﻥَ ﻛﻠِﻤَﺔَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑِﺠُﺮﺃﺓ" )ﺭﺳﻞ .(31 ،4
.134ﻧﺤﻦ ﻧﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ ﻛﺎﻣﻨًﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﻮﻧﺎﻥ ،ﺍﻟﻤﻴﻞَ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺁﻣﻦ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺪﺓ
ﺃﺳﻤﺎﺀ :ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ،ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺻﻐﻴﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ،ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺧﻄﻂ ﻣﺴﺒﻘﺔ،
ﺍﻟﺪﻭﻏﻤﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ،ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺀ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ .ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓًﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻓﻲ
ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻴﺪ .ﻭﻟﻜﻦ ،ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻮﺕ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻳﺒﺴﺖ ﻳﻘﻄﻴﻨﺔ ﻳﻮﻧﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺮﻗﺖ ﺭﺃﺳﻪ؛ ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻋﺎﺩﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻄﻒ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻣﺠﺪّﺩﺓ.
.135ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺠِﺪّﺓ/ﺟﺪﻳﺪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ؛ ﺟِﺪّﺓ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻟﻼﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺑﻬﺪﻑ
ﺗﺨﻄﻲّ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ،ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .ﻫﻮ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻣﺔ ﻭﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ،
ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴّﺔ ﻭﺍﻹﻣﺘﺜﺎﻟﻴﺔ ،ﺗﺒﺤﺚُ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻟﺴﺆﺍﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺨﺎﻑ! ﻻ ﻳﺨﺸﻰ! ﻳﺴﻌﻰ ﺩﻭﻣًﺎ ﺇﻟﻰ
ﻣﺎ ﻳﺘﺨﻄّﻰ ﺗﺼﻮﺭﺗﻨﺎ ﻭﻻ ﻳﻬﺎﺏ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ .ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺎﺣﻴﺔ )ﺭﺍ .ﻓﻞ 8 -6 ،2؛ ﻳﻮ .(14 ،1ﻟﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺮّﺃﻧﺎ ﻭﺫﻫﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺠﺪﻩ ﻫﻨﺎﻙ :ﻫﻮ ﻳﺴﺒﻘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ .ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺴﺒﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺫﺍﻙ ﺍﻷﺥ ،ﻭﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ،ﻭﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ .ﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ.

3.2 Page 22

▲back to top
22
.136ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧّﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻷﻥ ﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻴﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻷﻧّﻪ ﻳﻘﺮﻉ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ )ﺭﺍ .ﺭﺅ .(20 ،3ﻭﻟﻜﻨّﻨﻲ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺇﺫﺍ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻫﻮﺍﺀ ﻣﺮﺟﻌﻴّﺘﻨﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻨﻔﺲ ،ﻳﻘﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻛﻴﻤﺎ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ .ﻭﻧﺮﻯ ﻓﻲ
ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻛﻴﻒ ﺃﻥّ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮ "ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﻣَﺪﻳﻨَﺔٍ ﻭﻗَﺮﻳَﺔ ،ﻳُﻨﺎﺩﻱ ﻭﻳُﺒَﺸِّﺮُ ﺑِﻤَﻠﻜﻮﺕِ ﺍﻟﻠﻪ" )ﻟﻮ .(1 ،8ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬُ ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﻣﻜﺎﻥ "ﻭﺍﻟﺮَّﺏُّ ﻳَﻌﻤَﻞُ ﻣَﻌَﻬﻢ" )ﻣﺮ .(20 ،16ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
.137ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺗُﻐﺮﻳﻨﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝُ ﻟﻨﺎ ﺇﻧّﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻭﺇِﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﻴﺎﻝ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺎﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﻘﺪّﻣﻨﺎ .ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺸﺮ ،ّﻭﻧﺴﻤﺢ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﺑﺄﻥ
"ﺗﺴﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ ،"ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺮّﺭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ .ﻟﻨﺪَﻉ ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﺫًﺍ ﻭﻳﻮﻗﻈﻨﺎ ،ﻭﻳﻨﻬﻀﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺨﺪّﺭﻧﺎ ،ﻭﻳﺤﺮّﺭﻧﺎ
ﻣﻦ ﺟﻤﻮﺩﻧﺎ! ﻟﻨﺘﺤﺪَّ ﺇﺩﻣﺎﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﻭﻟﻨﻔﺘﺢ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻭﺁﺫﺍﻧﻨﺎ ﺟﻴّﺪًﺍ ،ﻭﺑﺎﻷﺧﺺّ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻛﻲ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ
ﻭﻟﺼﺮﺧﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌّﺎﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﺮّﻛﻨﺎ.
.138ﻳﺤﺜّﻨﺎ ﻣﺜﺎﻝُ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮِ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺮّﺳﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﺒﺸﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ،ﻣﺠﺎﺯﻓﻴﻦ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺭﺍﺣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﺇﻥ ﺷﻬﺎﺩﺗﻬﻢ ﺗﺬﻛّﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇّﻔﻴﻦ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻣُﺮﺳﻠﻴﻦ ﺷﻐﻮﻓﻴﻦ ،ﻳﻠﺘﻬﻤﻬﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱُ ﻟﻠﺘﺒﺸﻴﺮ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻘّﺔ.
ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻮﻥ ﻳﻔﺎﺟﺌﻮﻧﻨﺎ ،ﻭﻳﺰﻋﺠﻮﻧﻨﺎ ،ﻷﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﺍﻟﻤُﺮﻳﺢ ﻭﺍﻟﻤُﺨَﺪِّﺭ.
.139ﻟﻨﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺏَّ ﻧﻌﻤﺔَ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﺩّﺩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨّﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺨﻄﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ؛ ﻟﻨﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴّﺔ ﻟﻨﺒﻠِّﻎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻟﻠﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻨﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﺘﺤﻔًﺎ ﻟﻠﺬﻛﺮﻳﺎﺕ .ﻟﻨﺴﻤﺢ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﺃﻥ
ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ .ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻭﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺐ ،ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ
ﺗﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣًﺎ ﻣﺘﻘﺒّﻠﺔ ﻣﻔﺎﺟﺂﺕ ﺍﻟﺮﺏ
ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
.140ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪًّﺍ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻣﻜﺎﺋﺪ ﻭﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﻧﺎﻧﻲ ﺇﻥ ﻛﻨّﺎ ﻣﻨﻌﺰﻟﻴﻦ .ﺇﻥ
"ﺍﻟﻘﺼﻒ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺮﻳﻨﺎ ﻗﻮﻱّ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧّﻨﺎ ،ﺇﻥ ﻛﻨّﺎ ﻭﺣﻴﺪﻳﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻧﻔﻘﺪ ﺑﻜﻞّ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ،
ﻭﻧﺴﺘﺴﻠﻢ.
.141ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻫﻮ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻵﺧﺮ .ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ .ﻓﻘﺪ
ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ُﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻄﻮﻟﻴّﺔ ﺃﻭ ﻗﺪّﻣﺖ ﻟﻠﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﻤﻴﻊ
ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ .ﻧﻔﻜّﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﻣﺆﺳّﺴﻲ ﺭﻫﺒﻨﺔ ﺧﺪّﺍﻡ ﻣﺮﻳﻢ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻳﺎﺕ ﺭﺍﻫﺒﺎﺕ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻷﻭﻝ ﺩﻳﺮ ﻟﻬﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﻳﺪ ،ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻣﻴﻜﻲ ﻭﺭﻓﻘﺎﺋﻪ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻧﺪﺭﻳﺎ ﺗﻴﻐﻮﻥ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ
ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﻳﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺭﻭﻛﻮ ﻏﻮﻧﺰﺍﻟﻴﺲ ﻭﺍﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﺭﻭﺩﺭﻳﻐﻴﺰ ﻭﺭﻓﺎﻗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ .ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻳﻀًﺎ
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺭﻫﺒﺎﻥ ﺗﺒﺤﻴﺮﻳﻦ )ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ( ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻴﺴﺖ ﻣﺆﺧّﺮﺍ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﻀّﺮﻭﺍ ﻣﻌًﺎ ﻟﻼﺳﺘﺸﻬﺎﺩ .ﻭﺑﺎﻟﻤِﺜﻞِ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﺍﻵﺧﺮ .ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﻥ ﺷﻚّ ﺳﺒﻴﻞ ﻧﻤﻮّ ﺭﻭﺣﻲ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ :ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ "ﻛﻴﻤﺎ ﻳﺰﻋﺠﻮﻙ ﻭﻳﺠﻌﻠﻮﻙ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ.[104]"
.142ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﺪﻋﻮّﺓ ﻟﺨﻠﻖ "ﻓﺴﺤﺔ ﻻﻫﻮﺗﻴّﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺴﺮّﻱ ﻟﻠﺮﺏّ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ.[105]"
ﻓﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺳﻮﻳّﺎ ﺑﺎﻻﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﻳﺰﻳﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺃُﺧُﻮَّﺗِﻨﺎ ﻭﺗﺤﻮّﻻﻧﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ ﻭﻣﺒﺸﺮﺓ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﺢ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﻌﻴﺶ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﻭﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺳﻜﻮﻻﺳﺘﻴﻜﺎ ،ﺃﻭ
ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺃﻭﻏﺴﻄﻴﻨﻮﺱ ﻣﻊ ﺃﻣّﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﻮﻧﻴﻜﺎ :"ﻭﻟﻤﺎ ﺩﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻓﻴﻪ
ﺃُﻣﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻨﺠﻬﻠﻪ ،ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻛﻼﻧﺎ ﻫﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺣﺪﻧﺎ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﻨﻚ ﺧﻔﻲ،
ﻣﺘﻜﺌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻜﻨﻪ ...ﻭﻓﺘﺤﻨﺎ ﺷﻔﺎﻩ ﻗﻠﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﺭﻱ ﻳﻨﺒﻮﻋﻚ ،ﻳﻨﺒﻮﻉ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺪﻳﻚ [...]ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﻨّﺎ ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻭﻧﺘﻮﻕ ﻟﻬﺎ ]ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ ،[ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﺎﻧﺪﻓﺎﻉ ﻛﻠّﻲ ﻟﻠﻌﻘﻞ ...]ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ[ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻷﺑﺪﻳّﺔ ]ﺑﺪﺕ ﺗﺸﺒﻪ[ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﺘﻨﻬّﺪ.[106]"

3.3 Page 23

▲back to top
23
.143ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋًﺎ ،ﻭﻻ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤّﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﻴّﺔ،
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻧﻴّﺔ ﺃﻭ ﺃﻳّﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺗﺘﻜﻮّﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻮّﻧﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻣﺮﻳﻢ ﻭﻳﻮﺳﻒ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻷﻗﺪﺱ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴّﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ.
.144ﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺪﻋﻮ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ.
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻠﺨﻤﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻔﻞ.
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻠﺨﺮﻭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ.
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻸﺭﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻴﻦ.
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻻﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻟﻠﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﺇﺫ ﺗﺄﺧّﺮ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ.
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﻛﻢ ﺭﻏﻴﻒ ﻟﺪﻳﻬﻢ.
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ.
.145ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺤﺒّﺔ ،[107]ﻭﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺃﻋﻀﺎﺅﻫﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ،
ﻭﻳﻜﻮِّﻧﻮﻥ ﻓﺴﺤﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﻣﺒﺸّﺮﺓ ،ﻫﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺮﺏّ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪّﺳﻬﺎ ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻵﺏ .ﻭﻳُﻌﻄﻰ ﻟﻨﺎ
ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻛﻬﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺮﺏ ،ّﻭﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ،ﺃﻥ ﻧﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻌﺰّﻳﺔ :"ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﻣﺴﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺘﻮﻳّﺔ ،ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺨﺪﻣﺘﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻛﺎﻟﻤُﻌﺘﺎﺩ [...]ﻓﺴﻤﻌﺖُ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻣِﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﺻﻮﺕَ ﺁﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴّﺔ ﻣﺘﻨﺎﻏﻢ:
ﻓﺘﺨﻴّﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﻣُﻨَﺎﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴّﺪ ﻭﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻳﻠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ،ﻭﻓﺘﻴﺎﺕ ﻳﺮﺗﺪﻳﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﺃﻧﻴﻘﺔ ،ﺗﻘﺪّﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳّﺔ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻟﺒﻌﺾ؛ ﺛﻢ ﻭﻗﻊ ﻧﻈﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺎﻋﺪﻫﺎ؛ ﻭﺑﺪﻝ ﺍﻟﻨﻐﻤﺎﺕ
ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻤﻊ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺗﻨﻬﺪﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ .[...]ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻋﺒّﺮ ﻋﻤّﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ،ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏّ ﺃﻧﺎﺭﻫﺎ ﺑﺄﺷﻌّﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻮﻕ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺻﺪّﻕ ﺳﻌﺎﺩﺗﻲ.[108]"
.146ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻌﺰﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺗﻘﺪﻳﺴﻨﺎ ﺍﻟﻜﻒُّ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻨﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﺬﻩ :ﺑﺄﻥ "ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑِﺄَﺟﻤَﻌِﻬﻢ ﻭﺍﺣِﺪًﺍ :ﻛَﻤﺎ ﺃَﻧَّﻚَ ﻓِﻲ ،َّﻳﺎ ﺃَﺑَﺖ ،ِﻭﺃَﻧﺎ ﻓﻴﻚ"
)ﻳﻮ .(21 ،17
ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮّﺓ
.147ﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺒّﺮ
ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻫﻮ ﺷﺨﺺٌ ﺫﺍﺕُ ﺭﻭﺡ ﻣُﺼﻞٍّ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ .ﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻻﺧﺘﻨﺎﻕ
ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻨﻐﻠﻖ ،ﻭﻳﺘﻮﻕ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﻢّ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﻭﺑﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻳﺨﺮﺝُ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﻳﻮﺳّﻊ ﺣﺪﻭﺩﻩ
ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺏﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻘﺪﺍﺳﺔ ﺩﻭﻥ ﺻﻼﺓ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻷﻭﻗﺎﺕ ﻣﻄﻮّﻟﺔ ﺃﻭ ﻣُﺮﻓﻘﺔ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻗﻮﻳّﺔ.
.148ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺻﻲ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻟﻠﺼﻠﻴﺐ ﺑﺄﻥ "ﻳﺒﻘﻮﺍ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴّﺔ ﺃﻭ ﻋﺒﺮ
ﺍﻻﺗّﺤﺎﺩ ﺑﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ .[109]"ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ ،ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺸﻮﻕُ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻻّ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ ﻋﺒﺮ
ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ :"ﻛﻦ ﻣﺠﺘﻬﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺩﻭﻥ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺧﻀﻢّ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴّﺔ .ﺳﻮﺍﺀ ﻛﻨﺖ ﺗﺄﻛﻞ ﺃﻭ ﺗﺸﺮﺏ،
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺤﺪّﺙ ﺃﻭ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻴﻦ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺸﻲﺀ ﺁﺧﺮ ،ﺗﺸﻮّﻕ ﻟﻠﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻭﺍﺿﻌًﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺤﺒّﺔ ﻗﻠﺒﻚ.[110]"
.149ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻤﻜﻨﺎ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻪ ،ﺑﻮﺣﺪﺓ ﻣﻌﻪ .ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﺍ ﺍﻷﻓﻴﻠﻴﺔ ﻫﻲ "ﻋﻼﻗﺔ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ ،ﻭﻣﺤﺎﺩﺛﺔ ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺒّﻨﺎ .[111]"ﺃﻭﺩّ
ﺃﻥ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﺼﻮﺭًﺍ ﺑﻘﻠّﺔ ﻣﺤﻈﻮﻇﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ،ﻷﻧﻨﺎ "ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﻠﻲﺀ

3.4 Page 24

▲back to top
24
ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ .[112]"ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﻫﻲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬًﺎ ﻟﻮﺟﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺼﻤﺖ ﻛﻞّ
ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ،ﻛﻲ ﻧﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﺏّ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺴﻤﻊ ﺻﺪﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ.
.150ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺮﺏ
ﻭﺇﻻ ،ّﺳﺘﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻨﺎ ﻣﺠﺮّﺩ "ﺯﻳﻨﺔ ،"ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺠّﺪ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻈﻠّﻠﻪ ﻭﺗﺨﻨﻘﻪ .ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻟﻜﻞّ
ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠّﻢ ،ﻭﺍﻻﺻﻐﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻠّﻢ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻠّﻢ ﺩﻭﻣًﺎ .ﺇﻥ ﻛﻨّﺎ ﻻ ﻧﺼﻐﻲ ،ﻓﻜﻞّ ﻛﻠﻤﺎﺗﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮّﺩ
ﺿﺠﻴﺞ ﻏﻴﺮ ﻣُﺠﺪ
.151ﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﺃﻥ "ﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ ﺑﻮﺟﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺋﺖ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺪ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺑﺸﺮﻳّﺘﻨﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻤﺰّﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﻘّﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺃﻭ ﻣﻮﺻﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻜﺒﺢ ﻗﻮّﺓ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .[113]"ﻭﺃﺳﻤﺢُ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺃﻥ ﺍﺳﺄﻟﻚ :ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺗﻘﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺑﺼﻤﺖ ،ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ،ﻭﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻚ؟ ﻫﻞ
ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎﺭﻩ ﺑﺄﻥ ﺗﺸﻌﻞ ﻗﻠﺒﻚ؟ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ،ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻚ ﻧﺎﺭ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻚ
ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﻞ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺸﻬﺎﺩﺗﻚ ﻭﺑﻜﻼﻣﻚ؟ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ،ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺑﺄﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ
ﺑﺸﻔﺎﺋﻚ ﻭﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻚ ،ﻓﺄﺩﺧﻞ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺐَ ﺍﻟﺮﺏ ،ّﺃﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻪ ،ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ.[114]
.152ﻟﻜﻨّﻲ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻻّ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﺼﻠّﻲ ﻛﻬﺮﻭﺏ ﻳُﻨﻜﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ .ﻳﺮﻭﻱ "ﺍﻟﺤﺎﺝّ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ،"ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﺴﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮّﺓ ،ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ"ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﺻﺎﺩﻓﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ،
ﻛﻞّ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺩﻭﻥ ﺗﻔﺮﻗﺔ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﺪﻭﻥ ﻟﻲ ﺃﺣﺒّﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ [...]ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺬﺍﻙ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻔﺴﻲ
ﻭﺣﺴﺐ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺟﻤﻴﻠًﺎ ﻭﺳﺎﺣﺮًﺍ.[115]"
.153ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﺨﺘﻔﻲ .ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﻷﻧّﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺗﺘﻐﺬّﻯ ﻣﻦ ﻋﻄﻴّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﻜﺐ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻭﻣًﺎ ﻏﻨﻴّﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ .ﺇﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻌﺒﻪ .ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺴﻮﺟﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ .ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺎﺓ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ
ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﻟﺮﺏّ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺘﻪ .ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺍﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺩﻱ ﻟﻮﻳﻮﻻ
ﻓﻲ "ﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ،"ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨّﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ ﻛﻞّ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻠﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻚ
ﺣﻴﻦ ﺗﺼﻠّﻲ ﻭﺳﻮﻑ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .[116]ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻐﺬّﻱ ﻫﺬﺍ ﺇﺩﺭﺍﻛَﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻤﻠﻚ ﻓﻲ
ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﺴﺎﻙ ﺃﺑﺪًﺍ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲّ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﻮﺗﻪ.
.154ﺍﻟﺘﻀﺮّﻉ ﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺗّﻜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴّﺔ .ﻧﺠﺪ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺓ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺮّﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺮِﻗّﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﺑﺜﻘﺔٍ ﻋﻤﻴﻘﺔ .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮّﻋﺔ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻬﺪّﺉ ﻗﻠﺒﻨﺎ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲّ ﻗﺪﻣًﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺠﺎﻫﺪ ﺑﺮﺟﺎﺀ .ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺘﺸﻔّﻊ ﻗﻴﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﺛﻘﺔٍ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺒّﺔ ﻟﻠﻘﺮﻳﺐ .ﻳﻔﻜّﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱّ ﺗﺸﺘّﺖ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺗﻤﺜﻞ ﺇﺯﻋﺎﺟًﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻔﺎﺩﻳﻪ .ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺗﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻘﺪّﺳﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﺇﻥ ﻛﻨّﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺸﻔّﻊ ،ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ
ﺍﻟﻮﺻﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻨﺎ .ﻓﺎﻟﺘﺸﻔّﻊ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻷﺧﻮﻱّ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻧﺸﻤﻞَ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺣﻴﺎﺓَ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺷﺪﺍﺋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ .ﻭﻋﻤّﻦ ﻳﺘﻜﺮّﺱ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﻟﻠﺘﺸﻔّﻊ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ :"ﻫﺬﺍ ﻣُﺤِﺐُّ ﺍﻹِﺧﻮَﺓ ،ﺍﻟﻤُﻜﺜِﺮُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺼَّﻠَﻮﺍﺕِ ﻷَﺟﻞِ ﺍﻟﺸَّﻌْﺐ" 2)ﻣﻚ .(14 ،15
.155ﺇﻥ ﻛﻨّﺎ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺣﻘّﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺇﻻّ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪﻩ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﺼﻤﺖ ﻣﻠﺆﻩ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻧﺮﺗّﻞ ﻟﻪ
ﺑﺘﺴﺎﺑﻴﺢ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴّﺔ .ﻧﻌﺒّﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤّﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻱ ﺷﺎﺭﻝ ﺩﻱ ﻓﻮﻛﻮ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ :"ﻣﺎ ﺃﻥ ﺁﻣﻨﺖ ﺃﻧّﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻪ،
ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧّﻨﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ .[117]"ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ،ﺍﻟﻜﺜﻴﺮُ ﻣﻦ
ﺃﻋﻤﺎﻝٍ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ "ﻭﻗﻊ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺤﺎﺝّ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺮﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﻋﻄﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺮﺑﻪ.
ﻓﺘﻮﻗّﻔﺖ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻭﺗﺄﻣّﻠﺖ ﺑﺎﻟﺴﺮ ،ّﻭﺗﺬﻭّﻗَﺘْﻪ ﺑﺼﻤﺖ.[118]"

3.5 Page 25

▲back to top
25
.156ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺼﻠّﻴﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﻠَﻰ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻌَﺴَﻞ )ﺭﺍ .ﻣﺰ (103 ،119ﻭ"ﺳﻴﻒ ﺫﻭ ﺣﺪّﻳﻦ" )ﻋﺐ ،4
،(12ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻧﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺇﺻﻐﺎﺀ ﻟﻠﻤﻌﻠّﻢ ﻛﻴﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺒﺎﺣًﺎ ﻟﺨﻄﺎﻧﺎ ،ﻭﻧﻮﺭًﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ )ﺭﺍ .ﻣﺰ .(105 ،119ﻭﻛﻤﺎ
ﺫﻛّﺮﻧﺎ ﺟﻴّﺪًﺍ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔُ ﺍﻟﻬﻨﺪ :"ﺍﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮّﺩ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ،ﺃﻭ ﺃﻣﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ .ﺑﻞ
ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻫﻮﻳّﺘﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻧﻔُﺴﻬﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.[119]"
.157ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻴﺴﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺫﺭﻭﺓَ ﻓﻌﺎﻟﻴّﺘﻬﺎ،
ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻟﻠﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴّﺔ .ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﻷﻥ ﻣَﻦ ﻳﻘﺪّﻡ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻟﺔ ،ﻧﺠﺪّﺩ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﻣﻌﻪ ﻭﻧﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﻘّﻖ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ
ﻋﻤﻠَﻪ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻲ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﻴﻘّﻆ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
.158ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻫﻲ ﺟﻬﺎﺩ ﺩﺍﺋﻢ .ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻗﻮّﺓ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻟﻠﺒﺸﺎﺭﺓ ﺑﺎﻹﻧﺠﻴﻞ .ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻫﻮ ﺭﺍﺋﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻷﻧّﻪ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻧﺒﺘﻬﺞ ﻛﻞّ ﻣﺮّﺓ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﺮﺏّ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ.
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﻴﻘّﻆ
.159ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔُ ﻓﻘﻂ ﻣﺴﺄﻟﺔَ ﺟﻬﺎﺩ ﺿﺪّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳّﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪﻋﻨﺎ ،ﻭﺗﺪﻫﺸﻨﺎ ،ﻭﺗﺬﻫﻠﻨﺎ ،ﻭﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺩﻭﻥ ﻓﺮﺡ .ﻭﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻫﺸﺎﺷﺘﻨﺎ ﻭﻣﻴﻮﻟﻨﺎ )ﻛﻞّ ﻣﻨّﺎ ﻟﻪ ﻣﻴﻮﻟﻪ :ﺍﻟﻜﺴﻞ ،ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ،
ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ،ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ،ﻭﻫﻠّﻢ ﺟﺮﺍ .(ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﻧﻀﺎﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮّ ﺿﺪّ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺒﺘﻬﺞ
ﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻨﺎ .ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺮﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻗﺎﻫﺮﻳﻦ ﺗﺼﺪّﻱ ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻬﻠّﻞ :"ﻛُﻨﺖُ ﺃَﺭﻯ
ﺍﻟﺸَّﻴﻄﺎﻥَ ﻳَﺴﻘُﻂُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤﺎﺀِ ﻛﺎﻟﺒَﺮْﻕ" )ﻟﻮ .(18 ،10
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ
.160ﻟﻦ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻥ ﺗﺸﺒﺜﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﺒﺮ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴّﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻄﻠّﻌﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ .ﻓﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻨﺎ ،ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺳﺒﺐ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﺸﺮّ
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮَ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳّﺔ .ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻭﺍﺿﻌﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺃﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ،ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻂ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﺜﻼ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼَﺮَﻉ ﻭﺍﻟﻤﺲّ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻲ .ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻨﺆﻛّﺪ ﺃﻥ ﻛﻞّ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﻳﻬﺎ ﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﺮﺍﺿًﺎ ﻧﻔﺴﻴّﺔ ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﻓﺎﻋِﻠﻴّﺔ ﻟﻪ .ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ،ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ .[120]ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺻﻼﺓ "ﺍﻵﺑﺎﻧﺎ" ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻧﻨﻬﻲ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ ﺍﻵﺏ
ﺃﻥ ﻳﻨﺠّﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ .ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮّ ﺑﺎﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻫﻲ "ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮ ."ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻴﺮ
ﺇﻟﻰ ﻛﻴﺎﻥ ﺷﺨﺼﻲّ ﻳﻌﺬّﺑﻨﺎ .ﻭﻗﺪ ﻋﻠّﻤﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻳﻮﻣﻴّﺎ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﻮّﺗﻪ.
.161ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻧّﻪ ﺧﺮﺍﻓﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻤﺜﻴﻞ ،ﺃﻭ ﺭﻣﺰ ،ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ ،ﺃﻭ ﻓﻜﺮﺓ .[121]ﺇﻥ ﺧﺪﺍﻋﺎ ﻛﻬﺬﺍ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﻳﻘﻈﺘﻨﺎ ،ﻭﺇﻫﻤﺎﻟﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ،ﻭﺑﻘﺎﺋﻨﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ .ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﻳﻤﻠﻜﻨﺎ .ﺇﻧﻤﺎ ﻳُﺪﺧِﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻨﺎ ﺳﻢَّ
ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧُﻀﻌِﻒ ﺩﻓﺎﻋﻨﺎ ،ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺃُﺳَﺮِﻧﺎ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺗﻨﺎ،

3.6 Page 26

▲back to top
26
ﻷﻧّﻪ "ﻛﺎﻷَﺳﺪِ ﺍﻟﺰَّﺍﺋِﺮِ ﻳَﺮﻭﺩُ ﻓﻲ ﻃَﻠَﺐِ ﻓَﺮﻳﺴﺔٍ ﻟَﻪ" 1)ﺑﻂ .(8 ،5
ﻣﺘﻴﻘّﻈﻮﻥ ﻭﻭﺍﺛﻘﻮﻥ
.162ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ :"ﺗَﺴﻠَّﺤﻮﺍ ﺑِﺴِﻼﺡِ ﺍﻟﻠﻪ ﻟِﺘَﺴﺘَﻄﻴﻌﻮﺍ ﻣُﻘﺎﻭَﻣﺔَ ﻣَﻜﺎﻳﺪِ ﺇِﺑﻠﻴﺲ" )ﺃﻑ (11 ،6ﻭ"ﺍﺧﻤِﺪﻭﺍ
ﺟَﻤﻴﻊَ ﺳِﻬﺎﻡِ ﺍﻟﺸِّﺮِّﻳﺮِ ﺍﻟﻤُﺸﺘَﻌِﻠَﺔ" )ﺃﻑ .(16 ،6ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺷﻌﺮﻳّﺔ ،ﻷﻥ ﻣﺴﻴﺮﺗﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ﻫﻲ ﻧﻀﺎﻝ
ﻣﺴﺘﻤﺮﻭﻣَﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﺬﺍ ﻓﺴﻴﺘﻌﺮّﺽ ﻟﻠﻔﺸﻞ ﺃﻭ ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ .ﻭﻛﻲ ﻧﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺸﺮ ،ّﻧﺤﻦ ﻧﻤﻠﻚ
ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﺮﺏﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺪّﺍﺱ
ﺍﻹﻟﻬﻲ ،ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺮّﺏ ﻣﻦ ﺳﺮّ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺭﺳﺎﻟﻲ.
ﻭﺇﻥ ﺃﻫﻤﻠﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻐﺮﻳﻨﺎ ﺑﻜﻞّ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ،ﻷﻧﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﺮﻭﺗﺸﻴﺮﻭ:
"ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻋﺪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮﻛﻢ ،ﻻ ﺑﻞ ﻭﺑﻮﺿﻌﻜﻢ ﻭﺳﻂ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻴﺮﺍﺗﻪ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺧﺎﺩﻋﺔ ،ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻴﺮﺍﺕ
ﻣﺴﻤﻮﻣﺔ؟.[122]"
.163ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ،ﻳﺸﻜّﻞ ﻧﻤﻮّ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﺍﻟﺜﻘﻞَ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺮﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗّﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪﻭﺩ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ
ﺗﻔﺎﻥٍ ﺃﺟﻤﻞَ ﻟﻠﺮﺏﻭﺍﻷﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ،ﻷﻥّ "ﻣﻦ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺛﻘﺔ ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﻣﺴﺒﻘًﺎ
ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﺩَﻓﻦ ﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .[...] .ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺻﻠﻴﺐ ،ﻟﻜﻨّﻪ ﺻﻠﻴﺐ ﻫﻮ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﺭﺍﻳﺔُ
ﻇَﻔَﺮ ﻧﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥٍ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺿﺪّ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﺸﺮ.[123]"ّ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
.164ﻣﺴﻴﺮﺓُ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭُ ﺳﻼﻡ ﻭﻓﺮﺡ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺇﻳّﺎﻩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻣﻨّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺃﻥ ﻧُﺒﻘﻲَ ﻋﻠﻰ
"ﻣﺼﺎﺑﻴﺤﻨﺎ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ" )ﺭﺍ .ﻟﻮ (35 ،12ﻭﺃﻥ ﻧَﺒﻘﻰ ﻣﺘﻨﺒّﻬﻴﻦ :"ﺍِﺟﺘَﻨِﺒﻮﺍ ﻛُﻞَّ ﻧَﻮﻉٍ ﻟِﻠﺸَّﺮّ" )ﺍ ﺗﺲ 22 ،5(؛ "ﺍﺳﻬﺮﻭﺍ" )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ ،24
42؛ ﻣﺮ 35 ،13(؛ ﻻ ﻧَﻨﺎﻣَﻦَّ )ﺭﺍ 1 .ﺗﺲ .(6 ،5ﻷﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺟﺪﻳّﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻗﺪ ﻳﻨﺠﺮﻑ ﻓﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺒﺎﺕ .ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧّﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺷﻴﺌًﺎ ﺧﻄﻴﺮًﺍ ﻳﻠﻮﻣﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺬﺍﻙ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎ
ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ.
.165ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻫﻮ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ،ﻷﻧّﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻤﻰ ﻣﺮﻳﺢ ﻭﻣﻜﺘﻒ ﺫﺍﺗﻴًّﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺒﺪﻭ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺟﺎﺋﺰًﺍ :ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ،ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ،ﺍﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴّﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜّﺮﺓ ،ﻷﻥ "ﺍﻟﺸَّﻴﻄﺎﻥُ ﻧَﻔْﺴُﻪ ﻳَﺘَﺰَﻳَّﺎ ﺑِﺰِﻱِّ
ﻣَﻼﻙِ ﺍﻟﻨُّﻮﺭ" 2)ﻗﻮﺭ .(14 ،11ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﻬﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥُ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺨﻄّﻰ ﺑﺆﺳﻪ .ﻭﻗﺪ
ﺣﺬّﺭﻧﺎ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ،ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﺠﺮﻑ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ :ﺗﻜﻠّﻢ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺗﺤﺮّﺭ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮ ﻭﻇﻦّ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﻘﻴّﺔ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔُ ﺃﺭﻭﺍٍﺡ ﺷﺮّﻳﺮﺓ ﺃُﺧﺮ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(26 -24 ،11
ﻳﺴﺘﻌﻤﻞُ ﻧﺺٌّ ﻛﺘﺎﺑﻲٌّ ﺁﺧﺮ ﺻﻮﺭﺓً ﻗﻮﻳّﺔ :"ﻋﺎﺩَ ﺍﻟﻜَﻠْﺐُ ﺇِﻟﻰ ﻗَﻴْﺌِﻪ ﻳَﻠﺤَﺴُﻪ" 2)ﺑﻂ 22 ،2؛ ﺭﺍ .ﻣﺜﻞ .(11 ،26
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
.166ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮٌ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺃﻭ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮ؟ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻓﻘﻂ ﻗﺪﺭﺓ ﺟﻴّﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺲّ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﺇﻧّﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻧﻄﻠﺒﻬﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﻨﺎﻫﺎ ﺑﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻭﺍﺟﺘﻬﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ.
ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤّﺔ
.167ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺃﻳّﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﺮًﺍ ﺿﺮﻭﺭﻳًّﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻّﺔ .ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﻘﺪّﻡ
ﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻠﻬﻲ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻘﺪّﻣﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠّﻬﺎ ﻣﺆﻫّﻠﺔ ﻭﺻﺎﻟﺤﺔ.

3.7 Page 27

▲back to top
27
ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻌﺮّﺽ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻷﺧﺺّ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ،ﻟﺨﻄﺮ "ﺍﻟﺘﻨﻘّﻞ" ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ،ﺑﻴﻦ ﺷﺎﺷﺘﻴﻦ ﺃﻭ
ﺛﻼﺛﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﺩﻭﻥ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﻮّﻝ ﺑﻜﻞّ ﺳﻬﻮﻟﺔ
ﺇﻟﻰ ﺩُﻣﻰ ﺗﺮﺿﺦ ﻟﻠﻤﻴﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ.
.168ﻭﻳﺘّﻀﺢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻّﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﺎﻡٌ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺄﺗّﻰ ﺟﺪﻳﺪٌ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ،ﻭﻳﺠﺐ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ
ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻡ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﺧﺎﺩﻋًﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮ .ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻷﻥّ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﺸﺮّﻳﺮ ﺗﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﺼﻼﺑﺔ ،ﻓﻨﻤﻨﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡَ
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻨﺎ .ﺇﻧﻨﺎ ﺃﺣﺮﺍﺭ ،ﺑﺤﺮّﻳﺔ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻟﻜﻨّﻪ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻨﻔﺤﺺ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ –ﺭﻏﺒﺎﺕ ،ﻗﻠﻘﺎ ،ﻣﺨﺎﻭﻑ ،ﺗﻄﻠّﻌﺎﺕ -ﻭﻣﺎ
ﻳﺤﺪﺙ ﺧﺎﺭﺟﻨﺎ –"ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ -"ﻛﻲ ﻧﺪﺭﻙ ﻃﺮﻕ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﺤﺮّﻳﺔ :"ﺍﺧﺘَﺒِﺮﻭﺍ ﻛُﻞَّ ﺷَﻲﺀٍ ﻭﺗَﻤﺴَّﻜﻮﺍ ﺑِﺎﻟﺤَﺴَﻦ" 1)ﺗﺲ .(21 ،5
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺮﺏّ ﺩﺍﺋﻤًﺎ
.169ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱّ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺤﻞّ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ،ﺃﻭ ﺣﻴﻦ
ﻳﺠﺐ ﺍﺗّﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﺎﺳﻢ .ﺇﻧﻪ ﺃﺩﺍﺓ ﻧﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺗّﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺏّ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ .ﻭﻳﻔﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ :ﻛﻴﻤﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ
ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻤﺘﻪ ،ﻛﻴﻤﺎ ﻻ ﻧﻬﺪﺭ ﺇﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﺮﺏ ،ّﻭﻛﻴﻤﺎ ﻻ ﻧﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻨﻨﻤﻮ .ﻭﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ،
ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺗﺎﻓﻬًﺎ ،ﻷﻥّ ﺍﻷﻧﺎﺓ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ .[124]ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﺿﻊ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ ﻭﻟﻸﻓﻀﻞ
ﻭﻟﻸﺟﻤﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﻟﺬﺍ ،ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ ﺃﻻّ ﻳﻐﻔﻠﻮﺍ
ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻳﻮﻣﻴّﺎ ،ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺏّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺒّﻨﺎ ،ﺑﻔﺤﺺ ﺿﻤﻴﺮٍ ﺻﺎﺩﻕ .ﻓﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ
ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻴﺆﻫﺎ ﺍﻟﺮﺏ ،ّﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﺍﻟﺴﺮّﻱ ،ﻛﻴﻼ ﻧﺘﻮﻗّﻒ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ.
ﻫﺒﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
.170ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲّ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪُ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳّﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴّﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴّﺔ.
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﻤﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻻ ﺗﻜﻔﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ .ﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﺩﻭﻣًﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻫﻮ ﻋﻄﻴّﺔ .ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺷﻤﻞَ ﺍﻟﻌﻘﻞَ
ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔَ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺨﻄﺎﻫﻤﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﺳﺮّ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻜﺮّﺭ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪّﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻞّ ﻣﻨّﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﻓﻲ
ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺗﻨﻮّﻋًﺎ .ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚّ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴّﺔ ﻭﺣﺴﺐ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳُﺮﺿﻲ ﻣﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕٍ ﻣﻔﻴﺪﺓ ،ﺃﻭ
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ .ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚّ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ﻭﻳﺤﺒّﻨﻲ ،ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻖ ،ّﺍﻟﺬﻱ
ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺃﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﺃﻫﺐ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ .ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ،ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﻳﻤﻮﺕ ،ﺃﻱ "ﺃَﻥ ﻳَﻌﺮِﻓﻮﻙَ ﺃَﻧﺖ ﺍﻹِﻟﻪَ ﺍﻟﺤَﻖَّ ﻭﺣﺪَﻙَ ﻭﻳَﻌﺮِﻓﻮﺍ ﺍﻟَّﺬﻱ ﺃَﺭﺳَﻠﺘَﻪ ﻳَﺴﻮﻉَ ﺍﻟﻤَﺴﻴﺢ" )ﻳﻮ .(3 ،17ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻗﺪﺭﺍﺕ
ﺧﺎﺻّﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀً ﺃﻭ ﻋﻠﻤًﺎ ،ﻓﺎﻵﺏ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻠﻤﺘﻮﺍﺿﻌﻴﻦ ﺑﻜﻞّ ﺳﺮﻭﺭ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ ،11
.(25
.171ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﻠّﻤﻨﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻨﺎ ،ﻋﺒﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻓﻲ ﻛﻞّ ﻭﻗﺖ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺇﻏﻔﺎﻝ
ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻄﻮّﻟﺔ ﻛﻲ ﻧﺪﺭﻙ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻛﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻺﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧّﻨﺎ ﻧﻠﻨﺎﻩ،
ﻭﻛﻲ ﻧﻬﺪّﺉ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﻧﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻠﻪ .ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﻮﻻﺩﺓ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ.
ﺗﻜﻠّﻢ ﻳﺎ ﺭﺏّ
.172ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺃﻥ ﻧﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩَ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺮّﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ .ﻳﺠﺐ
ﺍﻟﺘﺬﻛّﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﺼﻠّﻲ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻺﺻﻐﺎﺀ :ﻟﻠﺮﺏ ،ّﻭﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺮﻋﻲ ﺩﻭﻣًﺎ
ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻨﺎ ﺑﻄﺮﻕٍ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺪّ ﻟﻺﺻﻐﺎﺀ ،ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﺤﺮّﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴّﺔ ﻭﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﻋﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻪ .ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﺣﻘًّﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪّ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺩﻋﻮﺓٍ ﺗﻬﺪّﻡ ﺿﻤﺎﻧﺎﺗﻪ ﻭﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ،ﻷﻧﻪ
ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ .ﻓﺮﺑّﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﺪّﻡ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﺇﺿﺎﻓﻴًّﺎ ،ﻭﻧﺤﻦ،

3.8 Page 28

▲back to top
28
ﺑﺘﺸﺘّﺘﻨﺎ ﺍﻟﻜﺴﻮﻝ ،ﻻ ﻧﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻴﻪ.
.173ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ،ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴّﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔٍ ﻹﻳﺠﺎﺩ ،ﻓﻲ ﻛﻨﺰِ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺼﺒًﺎ ﻻﻧﻴِّﺔ ﺍﻟﺨﻼﺹ .ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝَ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻴﺪًﺍ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭٍ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﻔﻴﺪًﺍ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭٍ ﺁﺧﺮ .ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻳﺤﺮّﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻵﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻳّﺔ ﻟﻠﺮﺏّ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ.
ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺪﺧﻞ ﺟﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻜﺔ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﻇﻼﻟﻪ ،ﻛﻴﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﺪﻳﺪُ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺑﻨﻮﺭ
ﺁﺧﺮ.
ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺐ
.174ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺮﻁ ﺃﺳﺎﺳﻲّ ﻟﻠﻨﻤﻮّ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﻤﺮّﻥ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺒﺮِ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ
ﺻﺒﺮﻧﺎ ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻨﺎ .ﻓﻬﻮ ﻻ "ﻳُﻨﺰِﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ" )ﺭﺍ .ﻟﻮ ،(54 ،9ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻐﻴﻮﺭﻳﻦ ﺑﺄﻥ "ﻳﺠﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﺰُّﺅﺍﻥ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻤﻮ
ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻤﺢ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ .(29 ،13ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ،ﻷﻥ "ﺍﻟﺴَّﻌﺎﺩَﺓُ ﻓﻲ ﺍﻟﻌَﻄﺎﺀِ ﺃَﻋﻈَﻢُ ﻣِﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷَﺧْﺬ" )ﺭﺳﻞ ،20
.(35ﻭﻻ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻨﺪﺭﻙ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﻘّﻖ ،ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ،
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋُﻬِﺪَﺕ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳّﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻭﺻﻮﻟًﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻛﻞّ
ﺷﻲﺀ .ﻷﻥّ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻭﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺒﻞ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺴﺮّﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻧﺎﻓﻨﺘﻮﺭﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ :"ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻨﻄﻘﻨﺎ .[125]"ﺇﺫﺍ ﺗﺒﻨّﻰ ﺃﺣﺪٌ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺔ ،ﻓﻠﻦ
ﻳﺪﻉ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻳﺘﺨﺪّﺭ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ.
.175ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻔﺤّﺺ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻣُﺴﺘﺒﻌﺪﺓ .ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ،ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﺃﻥ
ﻧﺴﺘﻤﺮّ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮّ ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺪّﻡ ﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﺇﺿﺎﻓﻴًّﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺨﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﻛﺒﺮ .ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺃﻥ ﻳﺤﺮّﺭﻧﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﻄﺮﺩ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨّﺎ
ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ،ﻳﻬﺒﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻨﺎ ﻛﻴﻤﺎ ﻳﺸﻮّﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻳﻀﻌﻔﻨﺎ ،ﺑﻞ ﻛﻲ ﻳﻬﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﻞﺀ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺮﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﻟﻴﺲ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺫﺍﺗﻲّ ﻣﺘﻌﺠﺮﻑ ،ﻟﻴﺲ ﺍﺳﺘﺒﻄﺎﻧًﺎ ﺃﻧﺎﻧﻴًّﺎ ،ﺑﻞ ﺧﺮﻭﺝ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺳﺮّ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺶ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺧﻴﺮ ﺍﻹﺧﻮﺓ.
***
.176ﺃﺭﻏﺐ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﻮّﺝ ﻣﺮﻳﻢُ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻣّﻼﺕ ،ﻷﻧّﻪ ﻣﺎ ﻣِﻦ ﺃﺣﺪٍ ﻗﺪ ﻋﺎﺵ ﺗﻄﻮﻳﺒﺎﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﻫﻲ .ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻬﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻔﻆ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻠﺴﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﻔﺬَ ﻓﻲ
ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﻳﻨﺎ ﺩﺭﺏَ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻭﺗﺮﺍﻓﻘﻨﺎ .ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ،ﺣﻴﻦ ﻧَﻘَﻊ ،ﺑﺄﻥ
ﻧﺒﻘﻰ ﺳﺎﻗﻄﻴﻦ ﺃﺭﺿًﺎ ،ﺑﻞ ﺗﺤﻤﻠﻨﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﻳﻨﻨﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪّﺙ ﻣﻌﻬﺎ ﻳﻌﺰّﻳﻨﺎ ،ﻭﻳﺤﺮّﺭﻧﺎ ﻭﻳﻘﺪّﺳﻨﺎ .ﺃﻣّﻨﺎ ﻻ
ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﻭﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻷﻥ ﻧﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻨﺎ .ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻬﻤﺲ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﺃﻳﻀًﺎ :"ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ
ﻣﺮﻳﻢ."...
.177ﺃﺗﻤﻨّﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻛﻴﻤﺎ ﺗﺘﻜﺮّﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ .ﻟﻨﻄﻠﺐ ﺃﻥ
ﻳﺴﻜﺐ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻴﻨﺎ ﺭﻏﺒﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﺄﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﻟﻨﺸﺠّﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ.
ﻓﻨﺘﺸﺎﺭﻙ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻋﻬﺎ ﻣﻨّﺎ.
ﺃﻋﻄﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ ،ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮﺱ ،ﻓﻲ 19ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ ،ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،2018ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ
ﺣﺒﺮﻳّﺘﻲ.

3.9 Page 29

▲back to top
29
1ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﻋﻈﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﺒﺮﻳّﺔ ۲٤)ﺃﺑﺮﻳﻞ/ﻧﻴﺴﺎﻥ :(۲۰۰٥ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۰٥) ۹۷.۷۰۸
2ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳُﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻬﺮﺓ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﻭﻋﻴﺶ ﻟﻠﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ،ﺃﻗﻠّﻪ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻋﺎﺩﻳّﺔ :ﺭﺍ .ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺑﺎﺑﻮﻳﺔ ﻣﺤﺒّﺔ ﺃﻋﻈﻢ ١١)ﻳﻮﻟﻴﻮ/ﺗﻤﻮﺯ ،(۲۰١۷ﻣﺎﺩّﺓ ،2ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 12 ،ﻳﻮﻟﻴﻮ/ﺗﻤﻮﺯ ،2017
.8
3ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻢ ﻋﺪﺩ
4ﺭﺍ .ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻣﺎﻟﻴﻎ ،ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ .ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳِّﻄﺔ ﻟﻠﺨﻼﺹ ،ﺑﺎﺭﻳﺲ.١۹٥۸ ،
5][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻢ ﻋﺪﺩ .١۲
[6]ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﻔﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ،ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،XI.145
7][ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴّﺔ ﻧﺤﻮ ﺃﻟﻔﻴّﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ٦)ﻳﻨﺎﻳﺮ/ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(۲۰۰١ﻋﺪﺩ :٥٦ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۰١) ۹۳.۳۰۷
[8]ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴّﺔ ﺇﻃﻼﻟﺔ ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ١۰)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(١۹۹٤ﻋﺪﺩ :۳۷ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ۸۷
،(١۹۹٥).۲۹
[9]ﻋﻈﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻲ ﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ۷)ﻣﺎﻳﻮ/ﺃﻳﺎﺭ :(۲۰۰۰ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
،(۲۰۰۰) ۹۲ﻋﺪﺩ ،5.٦۸۱ -٦۸۰
10][ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻢ ﻋﺪﺩ .١١
[11]ﺭﺍ .ﻫﺎﻧﺲ ﺃﻭﺭﺱ ﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺎﺯﺍﺭ ،ﻻﻫﻮﺕ ﻭﻗﺪﺍﺳﺔ ،ﻣﺠﻠّﺔ ﻛﻮﻣﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﺳﻨﺔ ،۸۷.٤۸۹
[12]ﻧﺸﻴﺪ ﺭﻭﺣﻲ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﻤﻬﻴﺪ :۲ ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﺭﻭﻣﺎ .490 ،1979
[13]ﺭﺍ . . :۲ ،15 -14 ،..575 .
14][ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 19 ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :2014ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .II، 2 (2014)، 555
15][ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺩﻱ ﺳﺎﻟﺲ ،ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ،ﻋﺪﺩ :١١ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،IV ،ﺭﻭﻣﺎ ،2011
.468
16][ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺭﻏﻔﺔ ﻭﺳﻤﻜﺘﺎﻥ .ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ،ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻓﺮﺣﺔ ،ﻣﻴﻼﻧﻮ .20 ،2014
17][ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻧﻴﻮﺯﻳﻠﻨﺪﺍ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ،ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ ١ ،ﻳﻨﺎﻳﺮ/ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .١۹۸۸
18][ﺭﺍ .ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ.۳١۲ -١۰۲ ،
[19]ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ،ﻋﺪﺩ .٥۱٥
[20] ..٥۱٦ ،.
[21] ..٥۱۷ ،.

3.10 Page 30

▲back to top
30
[22] ..٥۱۸ ،.
[23] ..٥۲١ ،.
[24]ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻋﺎﻣﺔ 13ﺃﺑﺮﻳﻞ/ﻧﻴﺴﺎﻥ :(۲۰١١ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ.VII (2011)، 451 ،
[25] ..450 :.
26][ﺭﺍ .ﻫﺎﻧﺲ ﺃﻭﺭﺱ ﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺎﺯﺍﺭ ،ﻻﻫﻮﺕ ﻭﻗﺪﺍﺳﺔ ،ﻣﺠﻠّﺔ ﻛﻮﻣﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﺳﻨﺔ ،۸۷.٤۹۳ -٤۸٦
[27]ﺧﺎﻓﻴﻴﺮ ﺯﻭﺑﻴﺮﻱ ،ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ،ﻣﺪﺭﻳﺪ ،(3)١۹۹۹.٤۲۷
28][ﻛﺎﺭﻟﻮ ﻣﺎﺭﺗﻴﻨﻲ ،ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﺑﻄﺮﺱ ،ﺗﺸﻴﻨﻴﺰﻳﻠﻠﻮ ﺑﺎﻟﺴﺎﻣﻮ .69 ،2017
[29]ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴّﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻧﻤﻴِّﺰ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴّﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﺴﺘﻌﺪٍّ ﻭﺗﺄﻣُّﻠﻲ.
30][ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻋﻈﺔ ﺧﻼﻝ ﻗﺪﺍﺱ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ١)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭّﻝ :5 ،(۲۰۰۰ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۰۰) ۹۲.۸٥۲
31][ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴّﺔ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺭﺍﻋﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ۲۹ ،ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ/ﺷﺒﺎﻁ ،۲۰١٦
ﻋﺪﺩ
[32]ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ،ﺭﻳﺠﻮ ﺇﻳﻤﻴﻠﻴﺎ ،١۹۷۸ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،.375
33][ﺭﺍ .ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺣَﺴُﻦَ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻠﻪ (Placuit Deo)ﺍﻟﻤﻮﺟّﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ
ﺣﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ 22)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ/ﺷﺒﺎﻁ :4 ،(2018ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 2 ،ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ ،2018-4
:5"ﻛﻞّ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼﺟﻴﺔ-ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻐﻨﻮﺻﻴﺔ-ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻳﺸﻮّﻩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ،
ﺍﻟﻤﺨﻠّﺺ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ."ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺠﺮﺍﻓﺎﺕ
ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴﺔ-ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺒﻴﻼﺟﻴﺔ-ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.
[34]ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ۲٤)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(۲۰١۳ﻋﺪﺩ :۹٤ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۱۳) ۱۰٥
.۱۰٦۰
[35] . :.ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۱۳) ۱۰٥.۱۰٥۹
[36]ﻋﻈﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺎﺭﺗﺎ 11 ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :2016ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ12 ،
ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،2016.8
[37]ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻧﺎﻓﻨﺘﻮﺭﺍ ،"ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻤﻠﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﻭﺃﻥ ﺗٌﻨﻘﻞ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ
ﻭﺗﺘﺤﻮّﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ [...]ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺇﻻّ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ،ﻳﺠﺐ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻤﺴﺤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ؛ ﻗﻠﻴﻠًﺎ ﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻠﻔﺮﺡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ؛ ﻗﻠﻴﻠًﺎ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻛﻞّ
ﺷﻲﺀ ﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺃﻱ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ؛ ﻗﻠﻴﻠًﺎ ﺃﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻟﻠﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ،ﻟﻶﺏ ،ﻭﻟﻼﺑﻦ ﻭﻟﻠﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻘﺪﺱ")ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ :VII، 4-5 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻧﺎﻓﻨﺘﻮﺭﺍ ،V/1 ،ﺭﻭﻣﺎ .(567 ،1993
[38]ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺒﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻛﻠِّﻴﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ۳)
ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ :(۲۰۱٥ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 10 -9 ،ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ ،2015.6

4 Pages 31-40

▲back to top

4.1 Page 31

▲back to top
31
39][ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ۲٤)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(۲۰۱۳ﻋﺪﺩ :٤۰ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۱۳) ۱۰٥
.۱۰۳۷
[40]ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺼﻮّﺭﺓ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻼﻫﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺤﺒﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ )ﻣﻦ ۱ﺇﻟﻰ ۳ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ/ﺃﻳﻠﻮﻝ
:(۲۰۱٥ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۱٥) ۱۰۷.۹۸۰
[41]ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻜﺮّﺳﺔ ۲٥)ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ ،(۱۹۹٦ﻋﺪﺩ :۳۸ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
،(۱۹۹٦) ۸۸.٤١۲
[42]ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺒﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻛﻠِّﻴﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ۳)
ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ :(۲۰۱٥ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 10 -9 ،ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ ،2015.6
[43]ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺥ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮﺱ :2 ،ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻓﺮﻧﺴﻴﺴﻜﺎﻧﻴﺔ .251
[44]ﻣﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺴﺒﻊ ،ﺃﻋﺪﺍﺩ .۱٥ ،۹
[45]. ،.ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ.٦ -۳ ،۱ ،۳۷ ،
[46]ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ۲٤)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(۲۰۱۳ﻋﺪﺩ :۹٤ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۱۳) ۱۰٥
.۱۰٥۹
47][ﺭﺍ .ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻧﺎﻓﻴﻨﺘﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﻧﻴﻮﺭﻳﺠﻮ ،ﺣﻮﻝ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮﺍﻓﻴﻢ ﺍﻟﺴﺘﺔ"Non omnes omnia possunt" :۸ ،۳ ،؛
ﻳﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺧﻂّ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ،ﻋﺪﺩ .۱۷۳٥
[48]ﺭﺍ .ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴّﺔ ،ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭّﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :۱ ،۹ ،۱۰۹ ،"ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﻧﻘﺼًﺎ
ﻣﻌﻴّﻨًﺎ ﻷﻧّﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ."
[49]ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ :٥۰ ،٤۳ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻴﻦ .271 ،44
[50]ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ :٤۰ ،۲۹ ،۱۰ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻴﻦ .796 ،32
[51]ﺭﺍ .ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ۲٤)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(۲۰۱۳ﻋﺪﺩ :٤٤ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ۱۰٥
،(۲۰۱۳).۱۰۳۸
52][ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﺗﺴﺒﻖ ﻭﺗﺮﺍﻓﻖ ﻭﺗﺘﺒﻊ ﻛﻞّ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ )ﺭﺍ .ﻣﺠﻤﻊ ﺗﺮﻧﺘﻮ ،ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ،
ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ،ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : . ،(Denzinger-A. Schönmetzer) .ﻋﺪﺩ .(1525
[53]ﻋﻈﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺭﻭﻣﺎ ۱۱ ،۹؛ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ .٤۷۰ ،٦۰
[54]ﻋﻈﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ،ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ .٥۳۰ ،۳١
[55]ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﻋﺪﺩ :4 ..Denzinger-A. Schönmetzer) ۳۷٤) .
[56]ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ،ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ،ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ : ..Denzinger-A. Schönmetzer) 1532) .
[57]ﺍﻟﻌﺪﺩ .١۹۹۸
[58] ..۲۰۰۷ ،.
[59]ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴّﺔ ،ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭّﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ.٥ ،١١٤ ،

4.2 Page 32

▲back to top
32
[60]ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﻳﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻓﻌﻞ ﺗﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ )ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ،(ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺭﻭﻣﺎ
،1997.943
[61]ﻟﻮﺳﻴﻮ ﺧﻴﺮﺍ ،ﺣﻮﻝ ﺳﺮِّ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ،ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺏ .ﻏﺮﻳﻠﻮ- .ﺧﻴﺮﺍ - .ﺩﻭﻣﺎﺱ ،ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ،ﺑﻮﻳﻨﻮﺱ ﺁﻳﺮﺱ .١۰۳ ،١۹٦۲
[62]ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ﺣﻮﻝ "ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ :ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤُﺒﺮَّﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮِّ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ )ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ .(۲۰١۰ ،ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺄﻥ
ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺮﺽ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺑﺸﺮﻱ
[63]ﺭﺍ .ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ۲٤)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(۲۰۱۳ﻋﺪﺩ :۹٥ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ۱۰٥
،(۲۰۱۳).۱۰٦۰
[64]ﺭﺍ .ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴّﺔ ،ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭّﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ،۱۰۷ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
[65]ﻋﻈﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﻮﺑﻴﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ 13 ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :2016ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ15 -14 ،
ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،2016.8
[66]ﺭﺍ .ﻋﻈﺎﺕ ﻗﺪّﺍﺱ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺮﺗﺎ 9 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ/ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :2014ﺃﻭﺳﻴﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻭ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 10 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ/ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ
،2014.8
[67]ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴّﺔ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ.
[68]ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ،ﻋﺪﺩ ،۲۳ﺭﻭﻣﺎ .59 -58 ،(6)1984
[69]ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻁ ﺕ :12 ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺭﻭﻣﺎ .247 ،1997
[70]ﺇﻥَّ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ،ﺗﻌﻄﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻌﻄﻴّﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ "ﻟﻄﻠﺐ ﻧﺪﺍﻣﺔ
ﺍﻟﻘﻠﺐ :""ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻜﻠﻲُّ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻮﺩﻳﻊ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﺟﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﻣﺎﺀ ﺣﻲ ،ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ
ﻗﺴﺎﻭﺓ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﻧﺪﺍﻣﺔ ﻟﻜﻲ ﻭﺇﺫ ﻧﺒﻜﻲ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﻧﻨﺎﻝ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ .")ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ،ﻟﺴﻨﺔ ،1962.
.([110]
[71]ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ ،ﻋﺪﺩ ۱۷۸۹؛ ﺭﺍ .ﻋﺪﺩ .۱۹۷۰
[72] . ،.ﻋﺪﺩ .۱۷۸۷
[73]ﺇﻥ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻻﻏﺘﻴﺎﺏ ﻫﻤﺎ ﻛﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ :ﺗُﺮﻣﻰ ﺍﻟﻘُﻨﺒﻠﺔ ﻭﺗُﺪﻣِّﺮ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤُﻌﺘﺪﻱ ﺳﻌﻴﺪًﺍ ﻭﻫﺎﺩﺋًﺎ .ﺇﻧّﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺟﺪًّﺍ ﻋﻦ ﻧُﺒﻞِ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻟﻠﺘﺤﺎﻭﺭ ﻭﺟﻬًﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻣﻔﻜِّﺮًﺍ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ.
[74]ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳًّﺎ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ،ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺎﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺃﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ .ﻗﺪ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗُﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴّﺔ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺗﺸﻮِّﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﻭﺗﺤﻮِّﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺼّﺔ ﻭﺗﻨﻘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼّﺔ
ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴّﺔ ،ﻓﻴﺪﻣَّﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻻ ﺗُﺤﺘﺮﻡ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻵﺧﺮ.
[75]ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ۲٤)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(۲۰۱۳ﻋﺪﺩ :۲۱۸ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(۲۰۱۳) ۱۰٥
.۱۱۱۰
[76] . ،.ﻋﺪﺩ :۲۳۹.١١١٦
[77] . ،.ﻋﺪﺩ :۲۲۷.۱۱۱۲

4.3 Page 33

▲back to top
33
78][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺌﺔ 1)ﻣﺎﻳﻮ/ﺃﻳﺎﺭ ،(1991ﻋﺪﺩ :41ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(1991) 83.845-844
79][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ 6)ﻳﻨﺎﻳﺮ/ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،(2001ﻋﺪﺩ :49ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2001) 93
.302
[80] ..
[81]ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ 11)ﺃﺑﺮﻳﻞ/ﻧﻴﺴﺎﻥ ،(2015ﻋﺪﺩ :12ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .407 ،(2015) 107
82][ﻓﻠﻨﺘﺬﻛّﺮ ﺭﺩّ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺑﻴﻦ ﺣﻲّ ﻭﻣﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ )ﺭﺍ .ﻟﻮ ،10
.(37 -30
[83]ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻨﺪﺍ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ .ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ
ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ :ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻠﻜﻨﺪﻳﻴﻦ 1)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ/ﺷﺒﺎﻁ ،(2001ﻋﺪﺩ .9
[84]ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻲ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ،ﻋﻠَّﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ "ﻫﻮ ﻣﻘﺪّﺱ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺑﻪ ،ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،"ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ
ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ "ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ" )ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺃﺑﺎﺭﻳﺴﻴﺪﺍ 29ﻳﻮﻧﻴﻮ/ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ 388 ،2007؛
.(464
85][ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ :1 ،53ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻴﻦ .749 ،66
[86] . :7 ،53 .ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻴﻦ .750 ،66
[87] . :15 ،53 .ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻴﻦ .751 ،66
[88]ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ 11)ﺃﺑﺮﻳﻞ/ﻧﻴﺴﺎﻥ ،(2015ﻋﺪﺩ :9ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .405 ،(2015) 107
89][ﻥ . ،.ﻋﺪﺩ :10ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .406 ،(2015) 107
[90]ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺐ 19)ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ ،(2016ﻋﺪﺩ :311ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 108
.439 ،(2016)
91][ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ (2013ﻋﺪﺩ :197ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 105
.1103 ،(2013)
92][ﺭﺍ .ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺒﺤﺚ ،30ﻓﺼﻞ .4
93][ﻥ ..1 ،.
[94]ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻣﺪﺭﻳﺪ 37 ،1981ـ.38 -
95][ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﺮ (bullismo)ﺍﻟﺘﻲ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﻭﻣﺤﺘَﺮِﻣﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺗﺴﺒّﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
[96]ﺗﻨﺒﻴﻬﺎﺕ :13 ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﺭﻭﻣﺎ ،(4) 1979.1070 .
[97]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[98]ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔّ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ .ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻳﺔ ﺍﻷﺧﺖ ﻓﻮﺳﺘﻴﻨﺎ ﻛﻮﻓﺎﻟﺴﻜﺎ ،ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ،1996.132 .

4.4 Page 34

▲back to top
34
[99]ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴّﺔ ،ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭّﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ،70ﺍﻟﻤﺎﺩّﺓ .3
[100]ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :6 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2013) 105
.1221
101][ﺃﻭﺻﻲ ﺑﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻣﻮﺭ :"ﺃﻋﻄﻨﻲ ،ﻳﺎ ﺭﺏ ،ّﻫﻀﻢ ﺟﻴﺪ ،ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻷﻫﻀﻤﻪ.
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺻﺤّﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ،ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﺍﻟﺠﻴّﺪ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﺃﻋﻄﻨﻲ ،ﻳﺎ ﺭﺏ ،ّﺭﻭﺣًﺎ ﻣﻘﺪّﺳﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﺪّﺭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺎﻟﺢ
ﻭﻧﻘﻲ ،ّﻭﻻ ﺗﺨﺎﻑ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺠﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺭﻭﺣًﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﻠﻞ ،ﻭﺍﻟﺘﺬّﻣﺮ،
ﻭﺍﻟﺘﻨﻬّﺪﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻭّﻩ ،ﻭﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺮﻁ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺮﻫِﻖ ﺟﺪًّﺍ ﺍﻟﻤُﺴﻤّﻰ "ﺃﻧﺎ ."ﺃﻋﻄﻨﻲ ،ﻳﺎ ﺭﺏ،ّ
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ .ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ،ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﺇﻳﺼﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﺁﻣﻴﻦ."
102][ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺐ 19)ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ :110 ،(2016ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 108
،(2016).354 .
103][ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 8)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ/ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :80 ،(1975ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .73 ،(1976) 68
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺃﻧّﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ،ّﻳَﺮﺑﻂ ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻱ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟـ .parresiaﻛﻤﺎ ﻭﺃﻧّﻪ
ﻳﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ "ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ،"ﻭﻳﺸﻴﺪ ﺑـ "ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻭﺍﻟﻤﻌﺰّﻱ" ﻭﺍﻟﺬﻱ "ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻧﺪﻓﺎﻉ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﺣﺪ ﻭﻻ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺇﻃﻔﺎﺀﻩ ،"ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ "ﻣﻦ ﻣﺒﺸّﺮﻳﻦ ﺣﺰﻳﻨﻴﻦ ﻭﻣﺤﺒﻄﻴﻦ ."ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻳﻮﺑﻴﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ
ﻟﻌﺎﻡ ،1975ﻛﺮّﺱ ﺑﻮﻟﺲُ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﺍﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺮﺏّ 9)ﻣﺎﻳﻮ/ﺃﻳﺎﺭ (1975ﻟﻠﻔﺮﺡ.
[104]ﺗﻨﺒﻴﻬﺎﺕ :15 ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﺭﻭﻣﺎ .1072 ،(4)1979
[105]ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻜﺮﺳﺔ 25)ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ :42 ،(1996
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .416 ،(1996) 88
[106]ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ :IX، 10، 23- 25 ،ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻴﻦ .775 -773 ،32
107][ﺃﺫﻛﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴّﺔ "ﺃﺗﺴﻤﺢ ﻟﻲ ،ﺷﻜﺮًﺍ ،ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ،"ﻷﻥ "ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻠﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺗﻐﺬّﻳﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ."ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺐّ 19 ،ﻣﺎﺭﺱ/ﺁﺫﺍﺭ
:133 ،2016ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .363 ،(2016) 108
108][ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﻳﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻣﺨﻄﻮﻁ ﺕ :30 – 29 ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺭﻭﻣﺎ .269 ،1997
[109]ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ :2 ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﺭﻭﻣﺎ .1079 ،(4) 1979
110][ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ :9 ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ.1078 ،
[111]ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﺮﻳﺰﻳﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ :5 ،8 ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﺭﻭﻣﺎ .95 ،1981
[112]ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻕ 2)ﻣﺎﻳﻮ/ﺃﻳﺎﺭ :16 ،(1995ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
.762 ،(1995) 87
[113]ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻠﻮﺭﺍﻧﺲ 10 ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :2015ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1284 ،(2015) 107
114][ﺭﺍ .ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﺮﻧﺎﺭ ﺩﻱ ﻛﻴﺎﺭﺍﻓﺎﻟّﻲ ،ﺧِﻄَﺐ ﺣﻮﻝ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ :5 -3 ،61ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻴﻦ .1073 -1071 ،183

4.5 Page 35

▲back to top
35
[115]ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺣﺎﺝّ ﺭﻭﺳﻲ ،ﻣﻴﻼﻧﻮ 41 ،(3)1979؛ .129
[116]ﺭﺍ .ﺭﻳﺎﺿﺎﺕ ﺭﻭﺣﻴﺔ.237 – 230 ،
[117]ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺮﻱ ﺩﻱ ﻛﺎﺳﺘﺮﻱ 14 ،ﺃﻏﺴﻄﺲ/ﺁﺏ :1901ﺷﺎﺭﻝ ﺩﻱ ﻓﻮﻛﻮ ،ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ،ﻣﻘﺘﻄﻔﺎﺕ ،ﺭﻭﻣﺎ
.623 ،(5)1983
[118]ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻲ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺃﺑﺎﺭﻳﺴﻴﺪﺍ 29)ﻳﻮﻧﻴﻮ/ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ
.259 ،(2007
[119]ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ ،ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ 18)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ/ﺷﺒﺎﻁ
.2 .3 ،(2009
[120]ﺭﺍ ﻋﻈﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﺎﺭﺗﺎ 11 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ 2013؛ ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ12 ،
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2013.12 .
[121]ﺭﺍ .ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ،ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻳﻮﻡ 15ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :1972ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ X [1972]، 1168 -
:1170"ﺇﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻫﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮ ،ّﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﻤّﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ [...] .ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮّ ﻣﺠﺮّﺩ
ﻧﻘﺺ ،ﺑﻞ ﻛﻔﺎﺀﺓ ،ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲ ،ّﺭﻭﺣﺎﻧﻲ ،ﻣﻨﺤﺮﻑ ﻭﻣُﻀِﻞﻭﺍﻗﻊ ﺭﻫﻴﺐ .ﻏﺎﻣﺾ ﻭﻣﺨﻴﻒ .ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻲ
ﻭﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﻛﻞّ ﻣَﻦ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ؛ ﺃﻭ ﻣَﻦ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺣﺪّ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺪّ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻛﻞّ
ﻣﺨﻠﻮﻕ؛ ﺃﻭ ﻳﺸﺮﺣﻪ ﻛﺤﻘﻴﻘﺔ ﺯﺍﺋﻔﺔ ،ﻭﺗﺼﻮّﺭ ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ ﻭﺧﻴﺎﻟﻲ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ ﻷﻣﺮﺍﺿﻨﺎ."
[122]ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺧﻮﺳﻲ ﻏﺎﺑﺮﻳﺎﻝ ﺩﻳﻞ ﺭﻭﺯﺍﺭﻳﻮ ﺑﺮﻭﺗﺸﻴﺮﻭ ،ﻋﻈﺔ ﺍﻷﻋﻼﻡ ،ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ ،ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﺮﻭﻛﻴﺮﻭ .ﻋﻈﺎﺕ
ﻭﺧﻄﺐ ،ﺑﻮﻳﻨﺲ ﺃﻳﺮﻳﺲ .71 ،1999
[123]ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :85 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2013) 105
.1056
[124]ﻧﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺍﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺩﻱ ﻟﻮﻳﻮﻻ ﺍﻟﻤﺮﺛﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔNon coerceri a maximo,» :
contineri tamen a minimo divinum est«)ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻟﻬﻲ ،ّﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺪّﻩ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻣﻨﻪ ،ﻟﻜﻨّﻪ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻷﺻﻐﺮ.(
[125]ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺧﻄﺐ .30 ،1
***
© ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ – ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ 2018
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana