papa-francesco_esortazione-ap_20160319_amoris-laetitia-ar


papa-francesco_esortazione-ap_20160319_amoris-laetitia-ar

1 Pages 1-10

▲back to top

1.1 Page 1

▲back to top
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲّ
ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺐّ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻣﺴﺔ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴّﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺮّﺳﻴﻦ
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻴﻦ
ﻭﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻴﻦ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺐّ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
DOWNLOAD PDF
.1ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻫﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﺮﺡُ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻨﺘﻌﺪّﺩ ﻋﻼﻣﺎﺕ
ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،"ﺇﻥّ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﻴّﺔ ،ﻻﺳﻴّﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻔّﺰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .[1]"ﻭﻛﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻄﻠّﻊ ،"ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺣﻘًّﺎ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺳﺎﺭﺓ.[2]"
.2ﻟﻘﺪ ﺳﻤﺤﺘﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ
ﻭﺑﺈﺣﻴﺎﺀ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻤّﻖ ﺑﺤﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ ،ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ،ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ .ﻭﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺮّﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﻴّﻦ ،ﺇﻥ
ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﻨًﺎ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺻﺎﺩﻗًﺎ ،ﻭﺍﻗﻌﻴًّﺎ ،ﻭﺧﻼّﻗًﺎ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻟﻨﺒﻠﻎ ﻗﺪﺭًﺍ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ .ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﺒﺮ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﺃﻭ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻭﺣﺘّﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﺪّﺍﻡ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮّﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﺩﻭﻥ
ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﺃﻭ ﺃﺳﺎﺱ ،ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪّﻋﻲ ﺣﻞّ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ ﻣﺒﺎﻟﻎ
ﺑﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴّﺔ.
.3ﻣّﺬﻛِّﺮًﺍ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﺰّﻣﻦ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ،ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﺃﻛﺮّﺭ ﺑﺄﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱّ ﺣﻞّ ﻛﻞّ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ،
ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺪﺍﺧﻼﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴّﺔ .ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ،ﺇﻧﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔﺃﻣﺮٌ ﺿﺮﻭﺭﻳّﻔﻲ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦّ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻃﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﺣﺘّﻰ ﻳﺒﻠّﻐﻨﺎ ﺍﻟﺮّﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ )ﺭﺍ .ﻳﻮ ،(13 ،16ﺃﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺪﺧﻠُﻨَﺎ ﻛﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ ﺳﺮِّ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ
ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝِ ﻧﻈﺮﺗﻪ .ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺑﻠﺪ ﺃﻭ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺜﻘﺎﻓًﺎ،
ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﺘّﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴّﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،"ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮّﻋﺔ ﺟﺪّﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻛﻞّ ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺎﻡ [...]ﻳﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺜﻘﺎﻑ ،ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺘﺮﻣًﺎ ﻭﻣﻄﺒَّﻘًﺎ."[3]

1.2 Page 2

▲back to top
2
.4ﻋﻠﻰ ﺃﻱّ ﺣﺎﻝ ،ﻻ ﺑﺪّ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥَّ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺣﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﺗِﻬَﺎ ﺟﻤﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮًﺍ ،ﻭﻗﺪّﻣﺖ ﻧﻮﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ .ﻭﺃﺷﻜﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻜﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ .ﺇﻥَّ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﺪﺍﺧﻼﺕ
ﺍﻵﺑﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺩﺍﺋﻢ ،ﺑﺪﺍ ﻟﻲ ﺛﻤﻴﻨًﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺪّﺩ ﻭﺟﻮﻫﻪ ،ﺍﻟﻤﻜﻮّﻥ ﻣﻦ ﻋﺪّﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻭﻣﻦ
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻧﺰﻳﻬﺔٍ ﻭﺻﺎﺩﻗﺔ .ﻟﺬﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺭﺳﻮﻟﻲّ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺳَﻴﻨﺎﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻣﻀﻴﻔًﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺟّﻪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮّﻳﺔ ،ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺗﻤﺪّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻭﺍﻟﻌﻀﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﺎ.
.5ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻳﻮﺑﻴﻞ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﺬﺍ .ﺃﻭّﻻ ،ﻷﻧﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﻛﺎﻗﺘﺮﺍﺡٍ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ،
ﻳﺤﻔّﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻄﺎﻳﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﺐٍّ ﻗﻮﻱٍّ ﻭﻣﻔﻌﻢ ﺑﻘِﻴَﻢ ﺍﻟﻜَﺮَﻡِ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹِ ﻭﺍﻟﺼّﺒﺮ .ﺛﺎﻧﻴًﺎ ،ﻷﻧّﻪ
ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻼﻣﺔ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻗﺮﺏ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺣﻴﺚ ﻻ
ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺴﻼﻡ ﻭﻓﺮﺡ.
.6ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺳّﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ،ّﺳﻮﻓﺄﺑﺪﺃ ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺣﻴّﺔ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،ﺗﻤﻨﺤﻪ ﻧﺒﺮَﺓً ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ .ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﺳﺄﻗﺪﻡ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲّ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﺑﻐﻴﺔ"ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ."ﺛﻢّ ﺳﺄﺫﻛّﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴّﺔ ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺗﺎﺭﻛﺎﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻫﻜﺬﺍ ،ﻟﻠﻔﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻤﻜﺮّﺳﻴﻦ ﻟﻠﺤﺐ .ﻭﻣﻦ ﺛﻢ،َّ
ﺳﻮﻑ ﺃﻋﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﻮﺟّﻬﻨﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﻗﻮﻳّﺔ ﻭﺧﺼﺒﺔ ﻭﻓﻖ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺳﺄﻛﺮّﺱ ﻓﺼﻼ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ .ﺛﻤﺴﺄﺗﻮﻗّﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺎﻻﺕ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺏ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ،
ﻭﺳﻮﻓﺄﺭﺳﻤﺄﺧﻴﺮًﺍ ﺧﻄﻮﻃًﺎ ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ.
.7ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻠﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﺳﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ،
ﺑﺄﻧﻤﺎﻃﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ ﻭﻣﺘﻨﻮّﻋﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﻮﺳّﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﻔﺮّ ﻣﻨﻪ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺃﻧﺼﺢ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ.
ﻓﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺳﻴﺠﻨﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﻓﺎﺋﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﻥ ﺗﻌﻤّﻘﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻐﻒ ﻗﺴﻤًﺎ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺃﻭ ﺇﺫﺍ
ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻌﻨﺪﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻤﻔﻲ ﻛﻞّ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴّﺔ .ﻟﺮﺑﻤﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ،ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻧﺒﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣَﻌﻨِﻴّﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻔﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺩﺱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﻣﻦ ﻗِﺒِﻠَﺎﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﻴﻦ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧّﺎﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻳﻌﻨﻴﻬﻤﻠﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻭﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ،ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﺪﻋﻮ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺗﺒﺤﺐ ،ﻷﻧﻬﺎ "ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ،
ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﻭّﻟًﺎﻓﺮﺻﺔ"[4].
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
.8ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺑﻘﺼﺺ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺑﺎﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍﺀ ،ﻣﻊ ﻋﺐﺀ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻊ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮّ )ﺭﺍ .ﺗﻚ ،(4ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﺮﺱ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ )ﺭﺍ .ﺭﺅ .(9 .2 ،21ﻭﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻧﺎﻟﻤﺒﻨﻴّﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼّﺨﺮ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻣﻞ ،ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ
ﻳﺼﻔﻬﻤﺎ ﻳﺴﻮﻉ ،)ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ ،(27 -24 ،7ﻣﺎ ﻫﻤﺎ ﺇﻻ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺭﻣﺰﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ،ﺍﻟﻤﺘﺄﺗّﻴﺔﻣﻦ ﺣﺮﻳّﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ،ﻷﻧّﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸّﺎﻋﺮ :"ﻛﻞّ ﺑﻴﺖ ﻫﻮ ﺷُﻌﻠﺔ .[5]"ﻓﻠﻨﺪﺧﻞ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ،ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻛﺎﺗﺐ
ﺍﻟﻤﺰﻣﻮﺭ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺸﻴﺪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳُﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱّ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﻋﻠﻰ ﺣﺪّﺳﻮﺍﺀ:
"ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﺠَﻤﻴﻊِ ﺍﻟَّﺬﻳﻦَ ﻳَﺘَّﻘﻮﻥَ ﺍﻟﺮَّﺏّ ﻭﻓﻲ ﺳُﺒُﻠِﻪ ﻳَﺴﻴﺮﻭﻥ.
ﺇِﻧَّﻚَ ﺗﺄﻛُﻞُ ﻣِﻦ ﺗَﻌَﺐِ ﻳَﺪَﻳﻚَ ﻓﺎﻟﻄّﻮﺑﻰ ﻭﺍﻟﺨَﻴﺮُ ﻟَﻚَ!
ﺇِﻣﺮﺃﺗُﻚَ ﻣِﺜﻞُ ﻛَﺮﻣَﺔٍ ﻣُﺜﻤِﺮَﺓ ﻓﻲ ﺟَﻮﺍﻧِﺐِ ﺑَﻴﺘﻚ

1.3 Page 3

▲back to top
3
ﺑَﻨﻮﻙَ ﻛﻐِﺮﺍﺱِ ﺍﻟﺰَّﻳﺘﻮﻥ ﺣَﻮﻝَ ﻣﺎﺋِﺪَﺗِﻚ
ﻫﻜﺬﺍ ﻳُﺒﺎﺭَﻙُ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞُ ﺍﻟَّﺬﻱ ﻳَﺘَّﻘﻲ ﺍﻟﺮَّﺏ
ﻟِﻴُﺒﺎﺭِﻛْﻚَ ﺍﻟﺮَّﺏّ ﻣِﻦ ﺻِﻬْﻴﻮﻥ
ﻓﺘَﺮﻯ ﺃُﻭﺭَﺷَﻠﻴﻢَ ﺗَﻨﻌَﻢُ ﺑِﺎﻟﺨَﻴﺮﺍﺕ ﺟَﻤﻴﻊَ ﺃَﻳَّﺎﻡِ ﺣَﻴﺎﺗِﻚَ
ﻭﺗﺮﻯ ﺑَﻨﻲ ﺃَﺑْﻨَﺎﺋِﻚَ! ﻭﺍﻟﺴَّﻼﻡُ ﻋﻠﻰ ﺇِﺳْﺮﺍﺋﻴﻞ!" )ﻣﺰ .(6 -1 ،128
ﺃﻧﺖَ ﻭﺯﻭﺟﺘﻚ
.9ﻓﻠﻨﻌﺒُﺮ ﺇﺫًﺍ ﻋﺘﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ،ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺴّﺎﻛﻨﺔ ﻓﻴﻪ ،ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺰّﻭﺟﻴﻦ
ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡّ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻗﺼﺔ ﺣﺒّﻬﻤﺎ .ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘّﺼﻤﻴﻢ ﺍﻷﻭّﻟﻲّ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳُﺬﻛِّﺮ ﺑﻬﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﺪّﺓ :"ﺃَﻣﺎ ﻗَﺮﺃﺗُﻢ ﺃَﻥَّ
ﺍﻟﺨﺎﻟِﻖَ ﻣُﻨﺬُ ﺍﻟﺒَﺪﺀِ ﺟَﻌﻠَﻬﻤﺎ ﺫَﻛَﺮﺍً ﻭَﺃُﻧﺜﻰ" )ﻣﺘّﻰ .(4 ،19ﻭﻳﻜﺮّﺭ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻜﺘﺎﺏ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘّﻜﻮﻳﻦ :"ﻟِﺬَﻟِﻚَ ﻳَﺘﺮُﻙُ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞُ
ﺃَﺑﺎﻩُ ﻭﺃُﻣَّﻪ ﻭﻳَﻠﺰَﻡُ ﺍﻣﺮَﺃَﺗَﻪ ﻭﻳﺼﻴﺮُ ﺍﻻﺛْﻨﺎﻥِ ﺟﺴَﺪًﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ" )ﺗﻚ .(24 ،2
.10ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻨﺎﺍﻟﻔﺼﻼﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘّﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺰّﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﻴّﻦ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻬﻤﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺼّﺎﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ،ﺗﺘﺄﻟّﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ.ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﻷﻭّﻝ ،ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﺎﻣﻼ :"َﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﻠﻪُ
ﺍﻹِﻧﺴﺎﻥَ ﻋﻠﻰ ﺻُﻮﺭَﺗِﻪ ﻋﻠﻰ ﺻُﻮﺭَﺓِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺧَﻠَﻘَﻪ ﺫَﻛَﺮًﺍ ﻭﺃُﻧْﺜﻰ ﺧَﻠَﻘَﻬﻢ" .(27 ،1)ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ،ﺃﻥَّ "ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ" ﺗُﻔﺴَّﺮ
ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻳﻔﻴﺎﻟﺰّﻭﺟﻴﻦ"ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ."ﻫﻠﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻪ ﺟﻨﺲ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﺇﻟﻬﻴّﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﺪﻯ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺛﻨﻴّﺔﻭﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ .ﺗﺒﻘﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻣﻴﺔ ﻣُﻨﺰّﻫﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ،ﻭﻟﻜﻮﻧﻪ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ،ﻓﺈﻥ
ﺧﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﻴﻦ ﻫﻲ "ﺻﻮﺭﺓ" ﺣﻴّﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﺔ ،ﻭﻋﻼﻣﺔ ﻣﻨﻈﻮﺭﺓ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ.
.11ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﺘﺤﺎﺑﺎﻥ ﻭﻳﻌﻄﻴﺎﻥِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻤﺎ "ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺔ" ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﺍﻟﺤﻴّﺔ )ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺸﺮ ،(ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻤﺨﻠّﺺ .ﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺨﺼﺒَﻴﺼﺒﺢ ﺭﻣﺰًﺍ ﻟﺤﻘﺎﺋﻖ
ﺍﻟﻠﻬﺎﻟﺤﻤﻴﻤﺔ )ﺭﺍ .ﺗﻚ 28 ،1؛ 7 ،9؛ 16 .5 -2 ،17؛ 3 ،28؛ 11 ،35؛ .(4 -3 ،48ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ "ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻜﻬﻨﻮﺗﻲ ،"ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮّﻋﺔ)ﺭﺍ26 -25 .22 -17 ،4 .؛ 5؛ 10؛ ،11
32 -10؛26 -19 .17 -12 .4 -1 ،25؛ :(36ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻥّ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮﻫﺎ
ﻳﻨﻤﻮﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﻼﺹ .ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺻﻮﺭﺓ ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻭﻭﺻﻒ ﺳﺮِّ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ
ﺃﺳﺎﺳﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮﺙ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻵﺏ ﻭﺍﻻﺑﻦ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﺐ .ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﻫﻮ ﺷﺮﻛﺔ ﺣﺐ،ّ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﻪ ﺍﻟﺤﻲﺇﻥّ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﺗﻨﻴﺮﻧﺎ :"ﺇﻟﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺮّﻩ ﺍﻟﻤﻜﻨﻮﻥ ،ﻟﻴﺲ ﻭﺣﻴﺪًﺍ ،ﻭﻟﻜﻨّﻪ
ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻷﺑﻮّﺓ ﻭﺍﻟﺒﻨﻮّﺓ ،ﻭﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺐﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ،ّﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺮُّﻭﺡ
ﺍﻟﻘﺪﺱ .[6]"ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ .[7]ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺛﻲّ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻨﻠﻬﺘﻮﺿﻴﺢ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻟﺒﻮﻟﺴﻲّ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻀﻌﻪ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔٍ ﻣﻊ ﺳﺮّ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .)ﺭﺍ .ﺃﻑ .(33 -21 ،5
.12ﻟﻜﻦّ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ،
ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻀﻴﺌﺔ .ﻧﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻓﻘﻂ .ﺍﻷﻭّﻝ ﻫﻮ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺒﺤﺜﻌﻦ"ﻋﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻪ" )ﺍﻵﻳﺎﺗﺎﻥ ،(20 .18ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻞﺀ ﻓﺮﺍﻍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺭﻗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﻤﻸْ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﺮﺏ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺗﻮﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺑﺄﺳﺮﻩ .ﻭﻳﻌﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻌﺒﺮﻱّ ﺍﻷﺻﻠﻴّﺈﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ –ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ -ﻭﻓﻲ
ﺣﻮﺍﺭ ﺻﺎﻣﺖ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻷﻧﻬﻔﻲ ﺍﻟﺤﺐّ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻼﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻮﺟﻪ ،ﺑﺄَﻧﺖ )ﺍﻵﺧﺮ( ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ"ﺭَﺃﺱُ ﺍﻟﻐِﻨﻰ ﻭﻋَﻮﻥٌ ﻳُﺸﺒِﻬُﻪ ﻭﻋَﻤﻮﺩٌ ﻳَﺴﺘَﻨِﺪُ ﺇِﻟَﻴﻪ")ﺳﻴﺮ ،(24 ،36ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺣﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ .ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺗﻬﺘﻒ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻓﻲ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺣﺐّ ﺭﺍﺋﻌﻮﻫﺒﺔ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ :"ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻪ [...]ﺃﻧﺎ ﻟﺤﺒﻴﺒﻲ
ﻭﺣﺒﻴﺒﻲ ﻟﻲ" 16 ،2)؛ .(3 ،6

1.4 Page 4

▲back to top
4
.13ﻣِﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠّﻘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺗﻨﺒﺜﻖُ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻪ :ﺁﺩﻡ،
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ﺭﺟﻞ ﻛﻞّ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭﻛﻞّ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ ،ﻳﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺩّﺩ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﺴﺘﺸﻬﺪًﺍ ﺑﺴﻔﺮ
ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ :"ﻳَﺘْﺮُﻙُ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞُ ﺃَﺑَﺎﻩُ ﻭَﺃُﻣَّﻪُ ﻭَﻳَﻠْﺘَﺼِﻖُ ﺑِﺎﻣْﺮَﺃَﺗِﻪ ،ِﻭَﻳَﻜُﻮﻥُ ﺍﻻِﺛْﻨَﺎﻥِ ﺟَﺴَﺪًﺍ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ" )ﻣﺘﻰ 5 ،19؛ ﺭﺍ .ﺗﻚ .(24 ،2ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻔﻌﻞ
"ﺍﺗّﺤﺪ" ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﺒﺮﻱّ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻨﺎﻏﻢ ﻭﺛﻴﻖ ،ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁٍ ﺟﺴﺪﻱٍّ ﻭﺑﺎﻃﻨﻲ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺑﺎﻟﻠﻪ،
ﻓﻴﻨﺸﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ "ﺗﺘﻮﻕُ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻴﻚ" )ﻣﺰ .(9 ،63ﻫﻜﺬﺍ ﻳُﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺑُﻌﺪﻩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲّ
ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ،ّﺑﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴّﺔ ﻟﻠﺤﺐﻭﺛﻤﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻫﻮ "ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮﺍ ﺟﺴﺪًﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ،"ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﻥ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ،ّﺃﻡ ﻓﻲ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻮﺣّﺪ ،ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ،"ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﻦِ"
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲّ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
ﺃﺑﻨﺎﺅﻙَ ﻛﻐﺮﺍﺱ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ
.14ﻟﻨَﻌُﺪ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﻴﺪِ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ .ﻓﻴﻪ ﻧﺠﺪ ،ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ،ﺍﻷﺑﻨﺎﺀَ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺍﻓﻘﻮﻧﻬﻢ "ﻛﻐﺮﺍﺱ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ" )ﻣﺰ ،(3 ،128ﻣﻤﺘﻠﺌﻴﻦ ﻧﺸﺎﻃًﺎ ﻭﺣﻴﻮﻳّﺔ .ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻳُﻌﺘﺒﺮﺍﻥ ﻛﺄﺳﺎﺱ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ،
ﻓﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫُﻢُ "ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴّﺔ" ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ )ﺭﺍ 1 .ﺑﻂ .(5 ،2ﺇﻧّﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤُﻠﻔﺖ ،ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗَﺮِﺩُ ﻋﺪّﺓ ﻣﺮّﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ ،)"ﻳﻬﻮﻩ ،""ﺍﻟﺮﺏّ"( ﻫﻲ "ﺇﺑﻦ" ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺮﻱّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ "ﺑﻨﻰ ."ﻟﺬﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺰﻣﻮﺭ 127ﺗُﻤﺪَﺡُ ﻋﻄﻴّﺔ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﺳﻮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳّﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ :"ﺇِﻥ ﻟﻢ ﻳَﺒْﻦِ ﺍﻟﺮَّﺏُّ ﺍﻟﺒَﻴﺖَ ﻓﺒﺎﻃِﻼً ﻳَﺘﻌَﺐُ ﺍﻟﺒَﻨَّﺎﺅﻭﻥ [...]ﻫﺎ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺒَﻨﻴﻦَ ﻣﻴﺮﺍﺙٌ ﻣِﻦَ
ﺍﻟﺮَّﺏّ ﻭﺛَﻤَﺮَﺓَ ﺍﻟﺒَﻄْﻦِ ﺛَﻮﺍﺏٌ ﻣِﻨﻪ .ﻛﺎﻟﺴِّﻬﺎﻡِ ﻓﻲ ﻳَﺪِ ﺍﻟﺠﺒَّﺎﺭ ﻫﻜَﺬﺍ ﻳَﻜﻮﻥُ ﺃﺑْﻨﺎﺀُ ﺳِﻦِّ ﺍﻟﺸَّﺒﺎﺏ .ﻃﻮﺑﻰ ﻟِﻠﺮَّﺟُﻞٍ ﺍﻟَّﺬﻱ ﻣَﻸَ ﺟَﻌﺒَﺘَﻪ
ﻣِﻨﻬﻢ! ﻓﺈِﻧَّﻬﻢ ﻻ ﻳَﺨﺰﻭﻥَ ﺇِﺫﺍ ﺭﺍﻓَﻌﻮﺍ ﺿِﺪَّ ﺃَﻋْﺪﺍﺋﻬﻢ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻷَﺑْﻮﺍﺏ" )ﺁﻳﺎﺕ .(5 -3 .1ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺗﻌﻜﺲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﻗﺪﻳﻢ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ،ﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻣﻦ
ﺟﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻞ.
.15ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺑُﻌﺪًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ .ﺇﻧّﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ "ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﻤﻊ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ" )ﺭﺍ .ﻗﻮﺭ ،19 ،16ﺭﻭﻡ 5 ،16؛ ﻗﻮﻝ 15 ،4؛ ﻓﻞ .(2ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴّﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺇﻟﻰ
ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻴﺘﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺵ ﻟﻺﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ .ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺼﻮّﺭ
ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ :"ﻫﺎﺀَﻧَﺬَﺍ ﻭﺍﻗِﻒٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏِ ﺃَﻗﺮَﻋُﻪ ،ﻓﺈِﻥ ﺳَﻤِﻊَ ﺃَﺣَﺪٌ ﺻَﻮﺗﻲ ﻭﻓَﺘَﺢَ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﺩَﺧَﻠﺖُ ﺇِﻟَﻴﻪ ﻭﺗَﻌَﺸَّﻴﺖُ ﻣﻌﻪ ﻭﺗَﻌَﺸَّﻰ
ﻣﻌﻲ" .(20 ،3)ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺠﻠّﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺏﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻳﺆﻛّﺪﻩ ﺍﻟﻤﺰﻣﻮﺭ 128ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬﻧﺎﻩ ﻛﺄﺳﺎﺱ :"ﻫﻜﺬﺍ ﻳُﺒﺎﺭَﻙُ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞُ ﺍﻟَّﺬﻱ ﻳَﺘَّﻘﻲ ﺍﻟﺮَّﺏﻟِﻴُﺒﺎﺭِﻛْﻚَ ﺍﻟﺮَّﺏّ ﻣِﻦ ﺻِﻬْﻴﻮﻥ" )ﺁﻳﺎﺕ -4
.(5
.16ﻳَﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏُ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﻤﻮﺿﻊ ﺗﻠﻘﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢَ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲﻭﻳﺒﺮﺯ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ
ﺍﻟﻔﺼﺤﻲّ )ﺭﺍ .ﺧﺮ 27 -26 ،12؛ ﺗﺚ ،(25 -20 ،6ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻻﺣﻘًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـ "ﻫﺎﻏﺎﺩﺍ" ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ )ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺭﺑّﻴﻨﻴﺔ ،(ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺّ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻟﻔﺼﺤﻲﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻤﺘﺪﺡُ ﺃﺣﺪُ ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ ﺍﻹﻋﻼﻥَ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲّ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ :"ﻣﺎ ﺳَﻤِﻌْﻨﺎﻩ ﻭﻋَﺮَﻓْﻨﺎﻩ ﻭﻣﺎ ﺃَﺧﺒَﺮَﻧﺎ ﺑﻪ ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ ﻻ ﻧَﻜﺘُﻤُﻪ ﻋﻦ ﺑَﻨﻴﻬﻢ ﺑﻞ ﻧُﺨﺒِﺮُ ﺑِﻪ ﺍﻟﺠﻴﻞَ ﺍﻵﺗﻲ :ﺗَﺴﺎﺑﻴﺢَ ﺍﻟﺮَّﺏِّ
ﻭﻋِﺰَّﺗَﻪ ﻭﻋَﺠﺎﺋِﺒَﻪ ﺍﻟَّﺘﻲِ ﺻﻨَﻌَﻬﺎ ﻟِﺄَﻧَّﻪ ﺃَﻗﺎﻡَ ﺷَﻬﺎﺩﺓً ﻓﻲ ﻳَﻌْﻘﻮﺏ ﻭﻭَﺿﻊَ ﺷَﺮﻳﻌﺔً ﻓﻲ ﺇِﺳْﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺃَﻭﺻﻰ ﺁﺑﺎﺀَﻧﺎ ﺃَﻥ ﻳُﻌَﻠِّﻤﻮﻫﺎ ﺃَﺑﻨﺎﺀَﻫﻢ
ﻟِﻜَﻲ ﻳَﻌﻠَﻢَ ﺍﻟﺠﻴﻞُ ﺍﻵﺗﻲ ﺍﻟﺒَﻨﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬﻳﻦَ ﺳﻴُﻮﻟَﺪﻭﻥ .ﻓﻴَﻘﻮﻣﻮﺍ ﻭﻳُﺨﺒِﺮﻭﺍ ﺃَﺑْﻨﺎﺀَﻫﻢ" )ﻣﺰ .(6 -3 ،78ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﻭّﻝ ﻣﻌﻠﻤﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ .ﺇﻧﻪ ﻋﻤﻞ "ﻣِﻬَّﻨﻲ ،"ﻳﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃﺑًﺎ ﻋﻦ ﺟﺪ"ﻭﺇِﺫﺍ ﺳﺄَﻟَﻚَ ﺍﺑﻨُﻚَ
ﻏﺪﺍً ﻗﺎﺋﻼً [...]ﺗَﻘﻮﻝُ ﻟَﻪ "...)ﺧﺮ .(14 ،13ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺸﺪ ﻟﻠﺮﺏ"ﺍﻟﺸﺒﺎﻥُ ﻭﺍﻟﻌَﺬﺍﺭﻯ ﻭﺍﻟﺸُّﻴﻮﺥُ ﻭﺍﻷَﺣْﺪﺍﺙ"
)ﻣﺰ .(12 ،148
.17ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺠﺪﻳّﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳُﻌَﻠِّﻤﻪ ﻣﺮﺍﺭًﺍ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ )ﺭﺍ .ﻣﺜﻞ 12 -11 ،3؛
22 -20 ،6؛ 1 ،13؛ .(17 ،29ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﻣﺪﻋﻮّﻭﻥ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﺻﻴّﺔ "ﺃﻛﺮﻡ ﺃﺑﺎﻙ ﻭﺃﻣﻚ" )ﺧﺮ ،(12 ،20ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔِﻌﻞ
"ﻛﺮّﻡ" ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻓﻲ ﻛﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﺩﻭﻥ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺬﺭﺍﺋﻊ ﺩﻳﻨﻴﺔ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(13 -11 ،7ﻓﻲ

1.5 Page 5

▲back to top
5
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ :"ﻣَﻦ ﺃﻛﺮَﻡَ ﺃَﺑﺎﻩ ﻓﺈِﻧَّﻪ ﻳُﻜَﻔﺮ ﺧَﻄﺎﻳﺎﻩ ﻭﻣَﻦ ﻋَﻈﻢَ ﺃُﻣَّﻪَ ﻓﻬﻮ ﻛَﻤُﺪَّﺧِﺮِ ﺍﻟﻜُﻨﻮﺯ .")ﺳﻲ .(4 -3 ،3
.18ﻳﺬﻛّﺮﻧﺎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺑﻞ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺃﻥّ
ﻳﺴﻮﻉ ﻳﻈﻬﺮ ﻛﻤﺜﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻷﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﻴﻦ ،ﺑﺨﻀﻮﻋﻪ ﻟﻬﻢ )ﻟﻮ ،(51 ،2ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻧّﻪ ﺃﻇﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻻﺑﻦ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻳﺘﻄﻠّﺒﺎﻥ ﺍﻧﻔﺼﺎﻻ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻜﺮّﺳﻪ ﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ 37 -34 ،10؛ ﻟﻮ -59 ،9
.(62ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ،ﺃﺟﺎﺏ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺑﺄﻥّ ﻟﺪﻳﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﺳﻤﻰ ﻳﻨﺠﺰﻫﺎ ﺗﺘﺨﻄّﻰ
ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(50 -48 ،2ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻤﺘﺪﺡ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ :"ﺇِﻥَّ
ﺃُﻣِّﻲ ﻭﺇﺧﻮَﺗﻲ ﻫُﻢُ ﺍﻟَّﺬﻳﻦَ ﻳَﺴﻤَﻌﻮﻥَ ﻛَﻠِﻤَﺔَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭﻳَﻌﻤﻠﻮﻥَ ﺑِﻬﺎ" )ﻟﻮ .(21 ،8ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳَﺨﺺُّ ﺑﻪ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ -ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﺄﻓﺮﺍﺩ ﻣﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﺃﻭ ﻛﺄﻧّﻬﻢ ﺟﺰﺀٌ ﻣﻦ
ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ -ﻳﺬﻫﺐ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﺪّ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﻢ ﻟﻠﻜﺒﺎﺭ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻛﻤﻌﻠّﻤﻴﻦ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ،
"ﺍﻟﺤَﻖَّ ﺃَﻗﻮﻝُ ﻟَﻜﻢ :ﺇِﻥ ﻟﻢ ﺗَﺮﺟِﻌﻮﺍ ﻓﺘَﺼﻴﺮﻭﺍ ﻣِﺜﻞَ ﺍﻷَﻃﻔﺎﻝ ،ﻻ ﺗَﺪﺧُﻠﻮﺍ ﻣَﻠﻜﻮﺕَ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮﺍﺕ .ﻓﻤَﻦ ﻭﺿَﻊَ ﻧﻔﺴَﻪ ﻭﺻﺎﺭَ ﻣِﺜﻞَ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻄِّﻔﻞ ،ﻓﺬﺍﻙ ﻫﻮ ﺍﻷَﻛﺒﺮُ ﻓﻲ ﻣَﻠَﻜﻮﺕِ ﺍﻟﺴَّﻤﻮﺍﺕ" )ﻣﺘﻰ .(4 -3 ،18
ﺩﺭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻡ
.19ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪّﻣﻪ ﺍﻟﻤﺰﻣﻮﺭ 128ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﻭﺍﻗﻌًﺎ ﻣﺮﻳﺮًﺍ ﻳﻄﺒﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻛﺎﻓّﺔ .ﺇﻧﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻟﻢ،
ﻭﺍﻟﺸﺮ ،ّﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟّﺬﻱ ﻳﻤﺰّﻕ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺣﻤﻴﻤﻴّﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺐﻭﻟﻴﺲ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔً ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ (9 -3 ،19ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺟﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﻕ .ﺇﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺮﺯ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ﺗﺘﺤﻮّﻝ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻄﺮﺓ :"ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻚ ﺗَﻨﻘﺎﺩُ ﺃﺷﻮﺍﻗُﻚِ
ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻮﺩُ ﻋﻠﻴﻚِ" )ﺗﻚ .(16 ،3
.20ﺇﻥ ﺩﺭﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪّﻡ ﻳﺠﺘﺎﺯ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ،ﺑﺪﺀًﺍ ﺑﻌﻨﻒ ﻗﺎﻳﻴﻦ ﺍﻷﺧﻮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ،ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﺤﻖ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ،ﻣﺮﻭﺭًﺍ ﺑﺎﻟﻤﺂﺳﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻄﺦ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻋﺎﺋﻠﺔ
ﺩﺍﻭﺩ ،ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺞُّ ﺑﻬﺎ ﻗﺼّﺔ ﻃﻮﺑﻴﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﻷﻳﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻙ
ﻭﺣﻴﺪًﺍ :"ﺃﺑﻌَﺪَ ﺇِﺧْﻮﺍﻧﻲ ﻋﻨِّﻲ ﻓﺎﻋﺘَﺰَﻟَﺘْﻨﻲ ﻣَﻌﺎﺭِﻓﻲ [...]ﻗﺪ ﺻﺎﺭَ ﻧَﻔَﺴﻲ ﺧَﺒﻴﺜًﺎ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻣﺮَﺃَﺗﻲ ﻭﺃَﻣﺴَﻴﺖُ ﻣُﻨﺘِﻨًﺎ ﻷَﺑْﻨﺎﺀِ ﺃَﺣْﺸﺎﺋﻲ" )ﺃﻱ
.(17 .13 ،19
.21ﻗﺪ ﻭُﻟِﺪَ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ،ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃُﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ .ﺩﺧﻞ ﺑﻴﺖ ﺑﻄﺮﺱ ﺣﻴﺚ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻤﺎﺗﻪ ﻣﺮﻳﻀﺔ )ﺭﺍ .ﻣﺮ 31 -30 ،1(؛ ﺗﺄﺛّﺮ ﺑﻤﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻳﺎﺋﻴﺮُﺱ ﻭﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﻌﺎﺯﺭ )ﺭﺍ .ﻣﺮ -35 .24 -22 ،5
43؛ ﻳﻮ 44 -1 ،11(؛ ﻭﺳﻤﻊ ﺻﺮﺧﺔ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻧﺎﺋﻴﻦ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺖ )ﺭﺍ .ﻟﻮ 15 -11 ،7(؛ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺑِﺪﺍﺀِ ﺍﻟﺼّﺮﻉ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺭﻳﻔﻴّﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(27 -17 ،9ﺇﻟﺘﻘﻰ ﺑﻌﺸّﺎﺭﻳﻦ ﻛﻤﺘّﻰ ﻭﺯﻛّﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ -9 ،9
13؛ ﻟﻮ ،(10 -1 ،19ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺨﻄﺄﺓ ،ﻛﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻔﺮّﻳﺴﻲ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(50 -36 ،7ﺇﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﻭﺗﻮﺗّﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻳﻀﻤِّﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ :ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ )ﺭﺍ .ﻟﻮ (32 -11 ،15ﻭﺻﻮﻟًﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺻﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺱ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺘﺼﺮّﻓﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮَّﺭﺓ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ (31 -28 ،21ﺃﻭ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(9 -1 ،12ﻛﻤﺎ ﺃﻧّﻪ
ﻳﻬﺘﻢّ ﺑﺎﻟﻌﺮﺱ ﺍﻟﻤﻌﺮّﺽ ﻟﻺﺣﺮﺍﺝ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ )ﺭﺍ .ﻳﻮ (10 -1 ،2ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺎﻋﺲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮّﻳﻦ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ ،(10 -1 ،22
ﻛﻤﺎ ﺃﻧّﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﺒﻪ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(10 -8 ،15
.22ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻤﺤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓَﺮَﺿﻴّﺎﺕٍ ﻣﺠﺮﺩﺓ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﺮﻓﻴﻘﺔ ﺳﻔﺮ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗَﻤُﺮّ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺘﺎﺯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ،ﻭﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻬﺎ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻴَﻤﺴَﺢُ ﺍﻟﻠﻪ "ﻛُﻞَّ ﺩَﻣﻌَﺔٍ ﻣِﻦ ﻋُﻴﻮﻧِﻬﻢ .ﻭﻟِﻠﻤَﻮﺕِ
ﻟﻦ ﻳَﺒْﻘﻰ ﻭُﺟﻮﺩٌ ﺑَﻌﺪَ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻻ ﻟِﻠﺤُﺰﻥِ ﻭﻻ ﻟِﻠﺼُّﺮﺍﺥِ ﻭﻻ ﻟِﻸَﻟَﻢِ" )ﺭﺅ .(4 ،21
ﺗﻌﺐ ﻳﺪﻳﻚ
.23ﻓﻲ ﻣﺘﺴﻬﻞّ ﺍﻟﻤﺰﻣﻮﺭ ،128ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻵﺏ ﻛﺄﻧّﻪ ﻋﺎﻣﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻳﻪ ،ﺃﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻬﺎ :"ﺇِﻧَّﻚَ ﺗﺄﻛُﻞُ ﻣِﻦ ﺗَﻌَﺐِ ﻳَﺪَﻳﻚَ ﻓﺎﻟﻄّﻮﺑﻰ ﻭﺍﻟﺨَﻴﺮُ ﻟَﻚَ" )ﺁﻳﺔ .(2ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﺰﺀًﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴّﺎ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ

1.6 Page 6

▲back to top
6
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻧﺴﺘﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ،ﺣﻴﻦ ﻳﺆﻛّﺪ :"ﻭﺃَﺧَﺬَ ﺍﻟﺮَّﺏُّ ﺍﻹِﻟﻪُ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥَ ﻭﺟَﻌَﻠَﻪ ﻓﻲ
ﺟَﻨَّﺔِ ﻋَﺪْﻥٍ ﻟِﻴَﻔﻠَﺤَﻬﺎ ﻭﻳَﺤﺮُﺳَﻬﺎ" )ﺗﻚ .(15 ،2ﺇﻧﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻤﺎﺩّﺓ ﻭﻳﺴﺘﻐﻞّ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻨﺘﺠًﺎ "ﺧﺒﺰ
ﺍﻟﺘﻌﺐ" )ﻣﺰ (2 ،127ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﺍﺗﻪ.
.24ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﺗﻄﻮّﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﺧﺼﺒﻬﺎ :"ﻟِﻴُﺒﺎﺭِﻛْﻚَ ﺍﻟﺮَّﺏّ ﻣِﻦ
ﺻِﻬْﻴﻮﻥ ﻓﺘَﺮﻯ ﺃُﻭﺭَﺷَﻠﻴﻢَ ﻭﺗَﻨﻌَﻢُ ﺑِﺎﻟﺨَﻴﺮﺍﺕ ﺟَﻤﻴﻊَ ﺃَﻳَّﺎﻡِ ﺣَﻴﺎﺗِﻚَ ﻭﺗﺮﻯ ﺑَﻨﻲ ﺃَﺑْﻨَﺎﺋِﻚَ!" )ﻣﺰ .(6 -5 ،128ﻳﻘﺪّﻡ ﻟﻨﺎ ﺳﻔﺮ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺃﻳﻀًﺎ
ﻣﻬﺎﻡ ﺍﻷﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﻭﺻﻒ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﻕ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝَ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀَ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﺤﻬﺎ )ﺭﺍ،31 .
.(31 -10ﻭﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻧﻔﺴُّﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﺎﺵ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻷﻧّﻪ ﻋﻤﻞ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻛﻲ ﻳﺆﻣّﻦ،
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ،ﺭﺯﻗﻪ )ﺭﺍ .ﺭﺳﻞ 3 ،18؛ 1ﻗﻮﺭ 12 ،4؛ .(12 ،9ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌًﺎ ﻛﻠِّﻴًّﺎ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﻮﺿﻊ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺻﺎﺭﻣﺔ
ﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺗﻪ :"ﺇِﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃَﺣﺪٌ ﻻ ﻳُﺮﻳﺪُ ﺃَﻥ ﻳَﻌﻤَﻞ ﻓﻼ ﻳَﺄﻛُﻞ" 2)ﺗﺲ 10 ،3؛ ﺭﺍ 1 .ﺗﺲ .(11 ،4
.25ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻳُﻔﻬﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻳﻤﺜﻼﻥ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ،ًﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺭﺍﻋﻮﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ،
ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛّﺮ ﺑﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌَﻤَﻠَﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ،ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻗﺴﺮﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ -1 ،20
،(16ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺒﺮ ﻭﺍﻗﻌﻴًّﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺎﻃًﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻭﺟﺎﺋﻌﻴﻦ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺸﻪ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﺎﻟﻴًّﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳّﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥٍ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﻴﻀﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺻﻔﺎﺀَ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
.26ﻛﻤﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺍﻻﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻠﺘﻪ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﺮّﻑ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ﻛﻄﺎﻏﻴﺔ
ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﻳﻔﺴﺪﻫﺎ ،ﻣﺴﺘﻌﻤﻼً ﺇﻳّﺎﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻧﺎﻧﻲّ ﻭﺣﺘّﻰ ﻭﺣﺸﻲﻓﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﺗﺼﺤﻴﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ )ﺭﺍ.
ﺗﻚ (19 -17 ،3ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺿﺪﻫﺎ ،ﻭﺑﻮﺿﻮﺡ ،ﺻﻮﺕُ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺇﻳﻠﻴّﺎ )ﺭﺍ1 .
ﻣﻞ (21ﻭﺣﺘّﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺪّ ﺍﻟﻈﻠﻢ )ﺭﺍ .ﻟﻮ 21-13 ،12؛ .(31 -1 ،16
ﻟُﻄﻒ ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ
.27ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢُ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﻌﻼﻣﺔٍ ﻣﻤﻴّﺰﺓٍ ﻟﺘﻼﻣﻴﺬﻩِ ﺷﺮﻳﻌﺔَ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ 39 ،22؛ ﻳﻮ
،(34 ،13ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻷﺑﻮﺍﻷﻡّ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ :"ﻟَﻴﺲَ ﻷَﺣَﺪٍ ﺣُﺐٌّ ﺃَﻋﻈﻢُ ﻣِﻦ ﺃَﻥ ﻳَﺒﺬِﻝَ ﻧَﻔَﺴَﻪ
ﻓﻲ ﺳَﺒﻴﻞِ ﺃَﺣِﺒَّﺎﺋِﻪ" )ﻳﻮ .(13 ،15ﻓﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺃﻳﻀًﺎ .ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺭﻣﺰﻳّﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ،
ﻣﺸﻬﺪُ ﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ ﻫﻴﻜﻞ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ،ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻤﺘّﻬﻤِﻴﻬﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﺪِﻳﻨﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ
ﺃﻛﺜﺮ ﻛﺮﺍﻣﺔً )ﺭﺍ .ﻳﻮ .(11 -1 ،8
.28ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺤﺐ ،ّﻫﻨﺎﻙ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻭﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻀﻴﻠﺔ
ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻄﺤﻴّﺔ ﻫﺬﺍ :ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ .ﻧﻌﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﻤﺰﻣﻮﺭ 131ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ
ﻭﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺬﻭﺑﺔ .ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ )ﺭﺍ .ﺧﺮ 22 ،4؛ ﺃﺵ 15 ،49؛ ﻣﺰ ،(10 ،27ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ
ﺍﻻﺗّﺤﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺭﺑّﻪ ﺑﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻷﺑﻮﻱّ ﻭﺍﻷﻣﻮﻣﻲﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻄﻒ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻡّ
ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ ،ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺃﻣّﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺿﻌﺘﻪ .ﻫﻮ ﻃﻔﻞ ﻣﻔﻄﻮﻡ -ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻝّ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳّﺔ ﻏَﻤﻮﻝ ،-ﻳﺘﻤﺴّﻚ،
ﻋﻦ ﻭﻋﻲ ،ﺑﺎﻷﻡّ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ .ﻫﻲ ﺇﺫًﺍ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﻴّﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮّﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ .ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺎﻟﻤﺮﺗّﻞ
ﻳﻨﺸﺪ :"ﺑﻞ ﺃُﺳَﻜِّﻦُ ﻧَﻔْﺴﻲ ﻭﺃُﺳﻜِﺘُﻬﺎ ﻣِﺜْﻞَ ﻣَﻔْﻄﻮﻡ ﻋِﻨﺪَ ﺃُﻣِّﻪ ،ﻣِﺜْﻞَ ﻣَﻔْﻄﻮﻡ ﻫﻜﺬﺍ ﻧَﻔْﺴﻲ ﻋﻠَﻲَّ" )ﻣﺰ .(2 ،131ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻱ،
ﺃﻥ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﻬﺪ ﺁﺧﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﻫﻮﺷﻊ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻛﺄﺏ ،ٍﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺛّﺮﺓ :"ﻟَﻤَّﺎ ﻛﺎﻥَ ﺇِﺳْﺮﺍﺋﻴﻞُ ﺻَﺒﻴّﺎً
ﺃَﺣﺒَﺒﺘُﻪ [...]ﺃَﻧﺎ ﺩَﺭَّﺟﺖُ ﺇﻓْﺮﺍﺋﻴﻢَ ﻭﺣَﻤَﻠﺘُﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫِﺭﺍﻋﻲ [...]ﺑِﺮَﻭﺍﺑِﻂِ ﺍﻟﺤُﺐِّ ﺍﺟﺘَﺬَﺑﺘُﻬﻢ ﻭﻛُﻨﺖُ ﻟَﻬﻢ ﻛﻤَﻦ ﻳَﺮﻓَﻊُ ﺍﻟﺮَّﺿﻴﻊَ ﺇِﻟﻰ ﻭَﺟﻨَﺘَﻴﻪ
ﻭﺍﻧﺤَﻨَﻴﺖُ ﻋﻠَﻴﻪ ﻭﺃَﻃﻌَﻤﺘُﻪ" .(4 -3 .1 ،11)
.29ﺇﻧﻨﺎ ،ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺒﻮﻟﺔ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺐ ،ّﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻹﻟﻬﻲ ،ّﻧﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻭﺩﻋﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔُ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻳَﺪَﻱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻛﻲ ﻳُﻜَﻮِّﻧﻮﺍ ﺷَﺮِﻛﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻵﺏ ﻭﺍﻻﺑﻦ
ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ .ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴّﺔ ﻫﻮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻵﺏ ﺍﻟﺨﻼّﻕ .ﻓﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺪﻋﻮّﺓ ﻟﻠﺘﺸﺎﺭﻙ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ،ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺔ ،ﻛﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺐّ ﻳﻨﻤﻮ ،ﻭﺗﺘﺤﻮّﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﻴﻜﻞٍ

1.7 Page 7

▲back to top
7
ﻟﺴﻜﻨﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ.
.30ﺗﻈﻬﺮ ،ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞّ ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﺃﻳﻘﻮﻧﺔ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ،ﺑﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲّ ﺍﻟﻤُﻜَﻮَّﻥ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﺑﻴﺲ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ
ﺣﻴﻦ ﻓُﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﻒ ﻫﻴﺮﻭﺩﺱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮّﺭ ،ﻭﻫﻲ ﺧﺒﺮﺓ ﺗﺘﻜﺮّﺭ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺄﺳﻮﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﻋﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺫﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ،ﻣﺪﻋﻮّﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﻭﺃﻣّﻪ،
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻪ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ .(51 .19 ،2ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻝ ﻣﺮﻳﻢ ،ﻫﻲ ﻣﺪﻋﻮّﺓ ﺑﺸﺪﺓ ﻷﻥ ﺗﻌﻴﺶ ،ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻔﺎﺀ،
ﺍﻟﺘﺤﺪّﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ،ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤُﺸَﺠِّﻌﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﻋﻈﺎﺋﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺘﺄﻣّﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(51 .19 ،2ﻓﻲ ﻛﻨﺰ ﻗﻠﺐ
ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻛﻞّ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼﺗﻨﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻔﻈﻬﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ .ﻟﺬﺍ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻛﻲ
ﻧﺪﺭﻙ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ
.31ﺇﻥ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻮ ﻣﺼﻴﺮﻱٌّ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪﺩ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺣﻮﻝ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﻤﺎ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ ،ﻷﻥّ "ﻣﻄﺎﻟﺐ
ﻭﻧﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،"ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ "ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻓَﻬْﻢ ﺃﻛﺜﺮ
ﻋﻤﻘًﺎ ،ﻟﺴﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ .[8]"ﻭﻻ ﺃﺩّﻋﻲ ﻫﻨﺎ ﻋﺮﺽ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺣﻮﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ
ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ .ﻭﻟﻜﻦ ،ﻷﻥّ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻗﺪّﻣﻮﺍ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺃﺭﻯ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﺃﻥ
ﺃﺟﻤﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻼﺕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳِّﺔ ،ﻣﻀﻴﻔًﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ
.32"ﺃﻣﻨﺎﺀ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻧﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻜﻞّ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺗﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻛﻞ ﺇﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ﻭﻇِﻼﻟﻬﺎ .[...]ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ
ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﺆﺛّﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴّﺔ ﻭﻣﺘﻨﻮّﻋﺔ .[9]"ﻓﻤﻨﺬ ﻋﺪﺓ ﻋﻘﻮﺩ،
ﻻﺣﻆ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻤﺠﺎﻝٍ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ،"ﻣﻊ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﺘﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ [...]ﻓﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻧﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ [...] .ﻓﻼ ﻳﺴﻤﺢ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮﻩ ،ﺑﺒﻘﺎﺀ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ .[10]"ﻭﻟﻜﻦ "ﻛﻠّﻨﺎ
ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟّﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺘﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻘّﻲ ﺩﻋﻢ
ﺃﻗﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.[11]"
.33ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،"ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻜّﻠﻪ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮّﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻛﻞّ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ "ﻛﺠﺰﻳﺮﺓ ،"ﻣُﻌﻄﻴﺔً ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ،
ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭِﻓﻘًﺎ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺘَﺒَﺮ ﻣُﻄﻠَﻘَﺔ .[12]""ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺧﻄﺔ
ﻟﻼﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺗُﻮَﻟّﺪُ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ .[13]"ﻭﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ،ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮّﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺛﺎﺑﺘﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻣﺒﻬﻤﺔ .ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﺭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻋﻮﺿًﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻣُﺤﺪّﺩﺓ ﺳﺎﺑﻘًﺎ .ﺇﻧﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ،ﺇﻥ ﺗﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻠﻖ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ،
ﻭﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ،ﻭﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻓﻲ ﺭﻏﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ،ﻭﺍﻟﻐﻄﺮﺳﺔ .ﺇﻥ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﻟﻜﻦ ،ﺇﻥ ﻏﺎﺑﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺒﺔ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺴﺨﺎﺀ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ ،ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ

1.8 Page 8

▲back to top
8
ﻳﻘﺮّﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﻢ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺎﻳﺸﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﻛﻨﻮﺍ ﻣﻌًﺎ .ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺣﺲّ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻹﻃﺮﺍﺀ؛
ﺇﻧﻤﺎ ،ﺇﺫﺍ ﺃُﺳﻲﺀَ ﻓﻬﻤﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻤﻼﺀ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻭﺣﺴﺐ.
.34ﺇﺫﺍ ﺃﻓﻀﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻨﺎ ﻟﻸﺳﺮﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺘﺤﻮّﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻄّﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ،ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻟﻨﺎ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺗﺒﻘﻰ ﺭﻫﻦَ ﻫﺸﺎﺷﺔِ ﺗَﻘَﻠّﺐِ
ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ .ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺇﻧﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﺤﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻛﻤﺎ
ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﻗﻴﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﻮﺟﻬﻨﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺳﻴﺎﻥ ،ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺒﺎﺡ.
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻲ ،ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺍﻟﺤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ،ﻳﺘﺤﻄﻢ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻈﺮﻓﻴﺔ
ﻭﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ .ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺃﻣﺎﻥ ﻭﺇﺧﻼﺹ ،ﻭﻟﻜﻦ ،ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ،
ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺃَﺳﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
.35ﻛﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻛﻲ ﻻ ﻧﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﻮﺿﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ،ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .ﻷﻧﻨﺎ ﺇﻥ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺤﺮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ،ﺑﻞ ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﺃﻥ ﻧﻘﺪﻣﻬﺎ .ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ،ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﻔﻀﺢ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻴﺮ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺪﻱ ﻓﺮﺽ ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺑﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺠﻬﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺳﺨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳَﻜﻤُﻦُ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩًﺍ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ.
.36ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﻴﻦ ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﻴﻦ ،ﻓﻨﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ
ﻭﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻣﺎ ﻧﺸﻜﻮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺩّﺓ ﻓﻌﻞ "ﺻﺤﻴّﺔ" ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ
ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ .ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻗﺪّﻣﻨﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺤﺠﺐ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﻮﺣﺪﻭﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﻫﺪﻑ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﻣُﺼﺮّﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺼﺮﻱ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﻢ ﺑﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺠﺪﺩ ،ﻓﻲ
ﺳﻨﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ ،ﻭﻟﻐﺎﺗﻬﻢ ،ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴّﺔ .ﻭﻋﺮﺿﻨﺎ ،ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ ﻻﻫﻮﺗﻴّﺎ
ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﺮﻳﺪﻳّﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ،ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ،
ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﻮﻗﻆ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻟﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺮﻏﻮﺑًﺎ ﺑﻪ ﺃﻭ
ﺟﺬّﺍﺑﺎ ﺃﻛﺜﺮ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ.
.37ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﻟﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺃﻧﻪ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳّﺔ ،ﻭﺍﻻﺧﻼﻗﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ،
ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺳﺎﻧﺪﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻑ ،ﻭﺛﺒّﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺻﻌﻮﺑﺔ
ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﻤﺴﻴﺮﺓ ﻧﻤﻮ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺫﺍﺕ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺔ ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻛﻌﺐﺀٍ ﻳﺠﺐ ﺗﺤﻤّﻠﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ
ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﺪﻫﻢ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻟﻴﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ
ﺍﻟﻤُﺴﺘﻄﺎﻉ ،ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪّﻣﻮﺍ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻋﺒﺮ ﺗﻤﻴﻴﺰﻫﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲّ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ .ﺇﻧﻨﺎ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ
ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻻ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺤﻞّ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ.
.38ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﺪّﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻕ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣّﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮ .ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﺠﺎﻟًﺎ ﻟﻠﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺑﻨﻤﻮّ
ﺍﻟﺤﺐ ،ّﻭﺑﺘَﺨﻄّﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺃﻭ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ .ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻘﺪّﺭﻭﻥ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺮّﻱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺘﺤﻤﻞ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﺔ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻓﻲ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻛﻞّ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻗﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻴﻦ ﻣﻮﺳﻌﺘﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤًﺎ
ﻧﻈﺎﻡٌ ﻣﺤﺪّﺩٌ ﻟﺤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ .ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻳُﻘَﺪَّﺭُ ﺃﻳﻀًﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺣﺴﺐ،
ﺑﻞ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻭﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ .ﻫﺬﺍ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺮﻋﺎﺋﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻭﻣﻀﻴﺎﻓﺔ ،ﺗﻤﻨﺢ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ .ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺼﺮﻓﻨﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺩﻓﺎﻋﻴّﺔ ،ﻣﻬﺪﺭﻳﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻴﺔ ،ﻣﻜﺜﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺪﻫﻮﺭ ،ﻣﻊ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻟﻺﺭﺷﺎﺩ ﻟﺪﺭﻭﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺃﻥ

1.9 Page 9

▲back to top
9
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﻳﻌﻜﺲ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﺔ ﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻞَّ ﺃﺑﺪًﺍ،
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻋﻦ ﻗُﺮﺏ ﺷﻐﻮﻑ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻛﺎﻟﺴﺎﻣﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ.
.39ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻻﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﺎﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﺠﻊ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ .ﻭﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺳﻴﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ،ﺃﻋﺮﺍﺿًﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ "ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ."ﺃﺷﻴﺮ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﻞ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ .ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﺘﺼﻞ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﺣﺴﺐ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳُﻮَﻗّﻒ ﺳﺮﻳﻌًﺎ .ﺃﻓﻜﺮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﻴﺮﻩ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ،
ﻭﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺮ ،ّﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﺐ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮّ ﻓﻘﻂ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﺃﻭ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺎ .ﻓﻴﺘﻢ ﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ:
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺛﻢ ﻳﺮﻣﻴﻪ ،ﻭﻳﻬﺪﺭ ﻭﻳﻜﺴﺮ ،ﻭﻳﺴﺘﻐﻞّ ﻭﻳﺴﺤﻖ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺻﺎﻟﺤًﺎ
ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﻝ .ﻭﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻭﺩﺍﻋًﺎ .ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﺮﺟﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺗﻬﻢ،
ﻭﻣﻦ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ .ﻟﻜﻦ ﻣَﻦْ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺎﺟﻼ ﺃﻡ ﺁﺟﻼ ﺳﻮﻑ ﻳُﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻭﺳﻴُﺴﺘَﻐَﻞ ﻭﺳﻴُﺘﺮَﻙ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ ﻋﻴﻨﻪ .ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ،ﺃﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ،
ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﺎ ﻣﻦ "ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ" ﻭﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘﻘﺪّﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺳﻮﻳًّﺎ ،ﻣﻌﺘﻨﻴﻦ ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﻳﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻵﺧﺮ.
.40"ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ،ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﺒﺴﻴﻂ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻷﻗﺼﻰ ﻣﺪﻯ ،ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺃﺳﺮﺓ،
ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺁﻓﺎﻕ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻘﺪّﻡ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮَ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ،ﻭﻫﻢ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳُﺜﻨَﻮﻥ ﻋﻦ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺃﺳﺮﺓ .[14]"ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،"ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ
ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻔﺸﻞ
ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﺃﻭ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻪ ﺃﻣﺮًﺍ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻭﻣﻘﺪﺳًﺎ .ﺃﺿﻒ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻘﺪِّﻣﻪ ﺳﻬﻮﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺗﻮﺟُّﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻧﺤﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻭﺭﻭﻣﻨﺴﻲ ﻟﻠﺤﺐ ،ﻭﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ
ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ،ﻭﺭﻓﻀﻬﻢ ﻟﺮﺍﺑﻂ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺆﺳَّﺴﺎﺗﻲ ﻭﺑﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻲ ﺑﺤﺖ .[15]"ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ
ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ،ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻤﺲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻛﻲ ﻧﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻔﺮﺡ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ.
.41ﺃﺷﺎﺭ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ "ﻟﻠﻤﻴﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ،ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻧﺮﺟﺴﻴﺔ،
ﻏﻴﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔ [...] ،ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻨﻀﺞ ﺃﻛﺜﺮ ."ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻬﻢ ﻣﻦ "ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻹﺑﺎﺣﻲ
ﻭﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﺴﺪ ،ﺍﻟﻤﻌﺰﺯﺓ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸَﺮِﻩ ﻟﻸﻧﺘﺮﻧﻴﺖ ،"ﻛﻤﺎ ﻣﻦ "ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺠﺒﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ."ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ،"ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺛﻘﻴﻦ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻭﻣﺘﺮﺩﺩﻳﻦ ،ﻭﻳﺠﺪﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺳﺒﻞ ﻟﻠﻨﻤﻮ .ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺗﺰﻋﺰﻉ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﺼﻞ،
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ،ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻭﺧﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ،ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﺘﻀﻌﻒ ﺍﻟﻔﺮﺩ
ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ .[16]"ﻭﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﺟَﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ "ﺑﺘﺴﺮّﻉ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺟﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺒﺮ ،ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ،ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳُﻮَﻟّﺪ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺃﺯﻭﺍﺝ ﺟﺪﺩ؛ ﻭﺭﻭﺍﺑﻂ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺯﻳﺠﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ،
ﻭﻳﻨﺘﺞ ﺃﻭﺿﺎﻋًﺎ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻭﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ.[17]"
.42"ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻻﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻲ ،ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﻘﻠﻴّﺔ »ﺿﺪ-ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ« ﺗﺸﺠﻌﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﻟﻠﺼﺤّﺔ ﺍﻻﻧﺠﺎﺑﻴّﺔ،
ﺳﻴﺎﺳﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﻨﺘﺞ ﻓﻘﻂ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﻨﺎﻭﺏ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻬﺪﺩ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﻓﻘﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺒﻴﻮ-ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻗﺪ ﺃﺛّﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻮﻻﺩﺍﺕ .[18]"ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻋﻮﺍﻣﻞ
ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ "ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ،ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻜَّﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .[...]ﺇﻥ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ
ﻗﺪ ﻳُﺜﻨﻲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻦ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺫﻟﻚ ،ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ،ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻪ.[19]"
ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥّ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﺳﺨﻴّﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻋﺪﺩ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺟﺪﻳّﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺩﻭﻣًﺎ ،"ﺗﺸﺠﺐُ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔُ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻬﺎ ،ﻣﺤﺒﺔً ﺑﻜﺮﺍﻣﺔِ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ،ﻛﻞّ ﻣﺎ ﺗﻤﺎﺭﺳﻪ
ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﻭﺿﻐﻮﻃﺎﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﻢ ﺃﻭ ﺍﻹﺟﻬﺎﺽ .[20]"ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﻫﻲ ﻏﻴﺮ

1.10 Page 10

▲back to top
10
ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻳﺸﺠﻌﻮﻧﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻻﺩﺍﺕ .ﻭﻛﻤﺎ ﻧﻮّﻩ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻮﺭﻳﺎ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ "ﺗﺼﺮّﻑ
ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.[21]"
.43ﺇﻥ ﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺣﺪﺓ ﺇﺯﺍﺀ
ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﺎ .ﻭﻗﺪ ﺃﻛّﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻥّ "ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ ،ﺇﻧﻪ ﺛﻤﺮﺓ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ .ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﻋﺎﻡ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ-ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﻟﺒًﺎ
ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺴﺤﻖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ [...] .ﻭﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ﻣﺘﺮﻭﻛﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻗﻠّﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ.
ﻓﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻲ ﻭﺍﺿﺤﺔ :ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻗﺒﻮﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻛﺤﻤﻞ ،ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺸّﻲ ﺿﻴﻖٌ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻳﺼﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻌﻨﻒ .ﻓﻤِﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻖ ﺃﻭﺿﺎﻋًﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻇﺮﻭﻑَ ﻋﻤﻞ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﻢ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﺎﺋﻠﺔ.[22]"
.44ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺪﻡُ ﺗﻮﻓُّﺮ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻃﺎﺑﻊ ﺭﺳﻤﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ .ﻭﻻ ﺑﺪَّ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ
ﺑﺄﻥّ "ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖّ ﺑﻤﺴﻜﻦٍ ﻻﺋﻖ ،ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ،ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺥٍ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴّﺔ
ﻷﺟﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ .[23]"ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻫﻤﺎ ﺃﻣﺮﺍﻥ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻷﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﺮ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻳﺒﻴِّﻦ ﺃﻧّﻪ
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻹﻟﺤﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ .ﻓﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ
ﻳﺘﺨﻄﺎﻩ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳُﺤﺎﻓَﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ .[24]ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻫﻮ "ﻧﺪﺍﺀ ﻧﺒﻮﻱّ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺆﺳَّﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺃﻥ ﺗﺼﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ،[25]"ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲّ ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺘﻞّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﺎﺩﺓً ﻣﻜﺎﻧﺔ
ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ .ﻳﺤﻖّ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕٍ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺃﻥ "ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴّﺔ
ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ّﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ّﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲّ ﻭﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻲ .[26]"ّﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﺗﻜﻮﻥ ﺿِﻴﻘﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ،ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺮﺽ ﺷﺨﺺ ﻋﺰﻳﺰ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤّﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ،ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻮﻝ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻻﺋﻖ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮ."ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﻐﺪﻭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻳُﻨﺘﺞ ﺃﺷﻜﺎﻻ ﻋﺪّﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ .ﻭﻳﺸﻜﻮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺗﺒﻘﻰ ﻧﺨﺒﻮﻳﺔ ﻭﻫﺸَّﺔ ،ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻣﺜﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺑﻘﻄﻊ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ .ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺣﻮﻝ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ.[27]"
.45"ﻛُﺜﺮ ﻫُﻢُ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻮﻟَﺪﻭﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﻭﻛُﺜُﺮٌ ﻣِﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻨﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻮﺍﻟِﺪَﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭٍ ﻋﺎﺋﻠﻲّ ﻣﻮﺳَّﻊ ﺃﻭ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻠﻴًّﺎ […] .ﻳﺸﻜِّﻞ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲّ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ
ﺍﻟﻤﺄﺳﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲﻛﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪُ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ،ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ
ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈَّﻤﺔ ،ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺎﺋﻠﻴّﺔ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭﺓ ،ﻭﻳﻨﻤﻮ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ،ﻣﺎ ﻳُﺴﻤَّﻰ ﺑﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ .[28]"ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻬﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺧِﺰﻳًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﻬﺎ
ﻣﺤﻤﻴِّﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞٍ ﺃﻓﻀﻞ ،ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳّﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ.[29]
.46ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ "ﺗُﺸﻜِّﻞ ﻋﻼﻣﺔً ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻋﺐﺀ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ .[30]"ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩُﺱ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﻫﻤّﻴّﺔً ﻛﺒﺮﻯ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻣﺆﻛِّﺪًﺍ ﺃﻧّﻬﺎ "ﺗﻄﺎﻝ ،ﻭﺇﻥ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺷﻌﻮﺑًﺎ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻭﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺩﻭﺭًﺍ ﻣﺘﻘﺪﻣًﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ .ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ
ﻣﻀﻰ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺃﻣﺮًﺍ ﺿﺮﻭﺭﻳًﺎ ﻭﻣﻠﺤًﺎ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ [...] .(35 ،25ﺇﻥ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻛﻐﻨﻰ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ ﺃﻭ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ .ﺃﻣﺮ ﺃﺧﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺣﺮﻭﺏ ﻭﺍﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﻓﻘﺮ ﻭﻇﻠﻢ.
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﺑﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﻣﺨﺎﻃﺮﻩ ،ﻭﺗﺼﻴﺐ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻭﺗﻬﺪِّﺩ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ .ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺭﻋﻮﻳﺔً ﺧﺎﺻﺔ ،ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻰ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺍﻷﻡ .ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﻢّ

2 Pages 11-20

▲back to top

2.1 Page 11

▲back to top
11
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﻟﺘﻨﺸﺌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻟﻠﻐﻨﻰ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻲ ﻃﻘﻮﺳﻬﻢ
ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ [...] .ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺗﺒﺪﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻣﺄﺳﻮﻳﺔ ﻭﻣﺪﻣّﺮﺓ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺗﺘﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﻺﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ .ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻛﻴﻦ ﻟﺬﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺠﺒﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻄﻮَّﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻟﻠﻌﺒﻮﺭ ﺃﻭ ﻣﺨﻴّﻤﺎﺕ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ،
ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺼﻮُّﺭ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺧﻄﺔ ﻟﻼﻧﺪﻣﺎﺝ .ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ ﻭﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻀﻴﻒ ،ﺗﺪﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ .[31]""ﺇﻥ
ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮَّﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴُّﻮﻥ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻗﻠّﻴّﺎﺕ ﺍﻹﺗﻨﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴَّﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ،ﺗﻤﺜِّﻞ ﻣﺤﻨﺔ ﻛﺒﺮﻯ :ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺑﺄﺳﺮﻩ .ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﺰﻳﺰ
ﻛﻞّ ﺟﻬﺪ ﻛﻲ ﻳﺆﻣِّﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳَّﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻨﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻴّﺔ.[32]"
.47ﻗﺪ ﻛﺮّﺱ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺠﺎﻩ "ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺼﺎﺑﻮﻥ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ .ﻓﺎﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﺸﻜِّﻞ ﺗﺤﺪﻳًّﺎ ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﺮ ،ﻭﺗﻘﻠﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ [...] .ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞّ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺒَّﻞ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﺃﻱ ﻣﺤﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺎﻕ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺗُﻘﺪِّﻡ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﻓﺎﺀ ﺛﻤﻴﻨﺔ
ﻟﻌﻄﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻣﻊ ﻛﻞّ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮَ ﻭﻟﻐﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺃﺷﻜﺎﻟًﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ
ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ،ﺧﻼﻝ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﺣﺘﻀﺎﻥ ﺳﺮِّ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻪ .ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻮﻥ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻋﻄﻴﺔ
ﻭﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ [...] .ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻀﻲ ،ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺇﻳﻤﺎﻥ ،ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻬﺎ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﻛﻞّ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻭﻓﺮﺻﻬﺎ .ﺇﻧﻬﺎ
ﺳﻮﻑ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﻭﺗﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ .[33]"ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ
ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻤُﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻮَّﻗﻴﻦ ﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ ﻋﻤﻠﻴًّﺎ :ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮﺍﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻴﺸﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻤﻨﻄﻖ "ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﻮﻡ" ﻭﺇﺩﻣﺎﺝ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ.
.48"ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﻨِّﻴﻦ ،ﻭﻳﺤﻴﻄﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺼﺪﺭًﺍ ﻟﻠﺒﺮﻛﺔ .ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻨﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .[…]ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻴﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﻨِّﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ
ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻮﻻﺩﺍﺕ ،ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻛﻌﺐﺀﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗُﺪﺧِﻞ ﺍﻟﻤﻘﺮَّﺑﻴﻦ
ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺔ .[34]""ﺇﻥ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻗﺼﻮﻯ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺎﻭﻝ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ .ﻭﻳﺘﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺿﻌﻒ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﻨِّﻴﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﻢ
ﺑﺈﺟﺤﺎﻑ ﻭﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺤﺘﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﻭﺇﺩﻣﺎﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮِّ ﺍﻟﻔﺼﺤﻲ .ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﻨِّﻴﻦ
ﻳُﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻨﻰ ﻛﻨﺴﻴَّﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻫﺎﺩﺉ ﻭﻋﺎﺋﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ."ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ" ﻭ"ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﺍﻟﻤُﺴﺎﻋَﺪ" ﻳﺸﻜﻼﻥ ﺗﻬﺪﻳﺪﻳﻦ ﺧﻄﻴﺮﻳﻦ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ .ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﻤﺎ
ﺷﺮﻋﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﺓ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺇﺫ ﺗﺸﺠﺐ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ،ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺄﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻨَّﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺿﻰ.[35]"
.49ﺃﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃﺳﻠّﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺆﺱ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝٍ ﺷﺘَّﻰ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﻋﻴﺶ
"ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ" ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ ﻓﻘﺮًﺍ
ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺴﺎﻭﺓ .[36]ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺮﺑّﻲ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺃﻭ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ،
ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴَّﺔ ﺗﺮﻛﻪ ﻟﺪﻯ ﺷﺨﺺٍ ﺁﺧﺮ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﻳﻌﺮِّﺿﻪ ﻟﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺨﻄﺮ،
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻧﻀﺠﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ .ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﻮﺯًﺍ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ
ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﻲ ﺗﻔﻬﻢ ،ﻭﺗﻌﺰِّﻱ ،ﻭﺗﻀﻢ ،ّﻣﺘﺠﻨِّﺒﺔً ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﺠﺎﺭﺓ ،ﻓﺘﺠﻌﻠﻬﻢ
ﺑﻬﺬﺍ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧّﻪ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﺘﺮﻭﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻡّ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮّﺓ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ،

2.2 Page 12

▲back to top
12
ﺑﺪﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻴﺔ ﻭﻧﻮﺭ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ "ﺗﻠﻘﻴﻦ" ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻣﺤﻮِّﻟﻴﻦ ﺇﻳَّﺎﻩ ﺇﻟﻰ "ﺣﺠﺎﺭﺓ ﻣﻴﺘﺔ ﻣﻌﺪّﺓ ﻟﻴﺮﻣﻲ
ﺑﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ.[37]"
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ
.50ﺇﻥ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻗﺪ ﺫﻛَﺮَﺕ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺸﻜّﻞ ﺗﺤﺪِّﻳﺎﺕٍ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﻋﺪﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ،ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﻤَّﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳّﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﻷﻥّ ﺍﻷﻫﻞ،ﻣﻦ
ﺑﻴﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺘﻌﺒﻴﻦ ﻭﻻ ﺭﻏﺒﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ؛ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺪﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻥ
ﻳﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻌًﺎ؛ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﺽ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ،ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠُّﻖ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﺑﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ .ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﻳﺠﻌﻞ ﻧﻘﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺃﻣﺮًﺍ ﺻﻌﺒًﺎ .ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻘﻠﻖ
ﻫﺎﺋﻞ .ﻭﻛﺄﻧّﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺸﻐﺎﻟًﺎ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺒﺎﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴّﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴّﺔ ،ﻳﺰﺩﺍﺩ
ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲّ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻛﻴﺪ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ّﺃﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﻭﻻﺩ.
.51ﺗﻤﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺪِّﺭﺍﺕ ﻛﺠﺮﺡ ﻣﻦ ﺟﺮﻭﺡ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻟﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ
ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻣﻬﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻜﺤﻮﻝ ،ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ،ﻭﺍﻹﺩﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻓﻬﻲ "ﺗﻔﻘﺪ
ﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ]…[ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﻮﺧﻴﻤﺔ :ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪّﻣﺮﺓ ،ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻘﺘﻠﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﻢ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﻨُّﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﻴﻦ ،ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﻴﻦ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻣﺒﺎﺩﺉ .[38]"ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﺤﺰﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷُﺳَﺮﻱّ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﺮﺑﺔ ﺧﺼﺒﺔً ﻷﺷﻜﺎﻝٍ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴّﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ،ﻷﻥّ "ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺗﻔﺴّﺮ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻧﺤﻮ ﺷﺨﺼﻴّﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ.
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ؛ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮﺩﻫﺎ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺩﻓﺎﻋﻴّﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ؛ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﻋﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ؛ ﻭﺣﻴﺚ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ
ﺻﺮﺍﻋﻴّﺔ ﻭﻋﻨﻔﻴَّﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺗﺘﻤﻴّﺰ ﺑﻤﻮﺍﻗﻒ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ .ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻫﻮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﻼﺳﺘﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴّﺔ.[39]"
.52ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻜِّﺮ ﺑﺄﻥ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ ﻃﺒﻴﻌﻲّ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﺑﻞ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻜﺲ :ﻳُﻀﺮّ ﺑﻨﻀﺞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻭﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ .ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﺄﻥ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻻﺗّﺤﺎﺩ ﺍﻟﺤﺼﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻼﻧﺤﻼﻝ ،ﻳﺆﺩﻱ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ،
ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣًﺎ ﺛﺎﺑﺘًﺎ ،ﻣﻨﻔﺘﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻮﻓّﺮ ﻧﻬﺞ
ﺣﺎﻣﻴﺔ ﻣﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻟﻜﻦّ ﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺃﻭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻣﺜﻠًﺎ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﺎ ﺑﻜﻞ
ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﺗّﺤﺎﺩ ﻣﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺃﻭ ﻣﻨﻐﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻟﻜﻦ ﻣَﻦْ ﻳﻬﺘﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻄِّﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪِّﺩﻫﻢ ،ﻭﺑﻤﺮﺍﻓﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ،ّ
ﻭﺑِﺎﻟﺤَﺚّ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﺗّﺤﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ؟
.53"ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺎﺩﺓ ﺗﻌﺪُّﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ .ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ »ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺪﺑَّﺮ« ﺳﺎﺋﺪﺍً ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺃﺧﺮﻯ.
]…[ ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻘﻂ ،ﻧﺸﻬﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭًﺍ ﻭﺍﺳﻌًﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻨﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺷﺮﻋﻲ .[40]"ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻬِّﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊُ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺗﻄﻮُّﺭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ،
ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝٍ ﺍﻟﻤﺘَّﺴﻢ ﺑﺎﻟﺤﺼﺮﻳﺔ ،ﻭﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻼﻝ ﻭﺑﺎﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﺒﺪﻭ ﻛﺎﻗﺘﺮﺍﺡٍ ﻗﺪ ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺿﻤﻦ
ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ،ﻳﺘﻄﻮّﺭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲّ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨّﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺑﺸﻜﻞ
ﺣﺼﺮﻱ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮﺫﺝٍ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴّﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ .ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻋﻴًّﺎ ﻭﻋﺎﺩﻻ ﺃﻥ ﺗُﺮﻓَﺾ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ "ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳّﺔ ،"ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳّﺔ ﻭﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ
ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻭﺗﺠﺪﻳﺪﻩ .ﺇﻥَّ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ "ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﺮﺣﻬﺎ،
ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻮ ﺩﻭﻣًﺎ ﻭﺗﻜﺒﺮ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ.[41]"

2.3 Page 13

▲back to top
13
.54ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧّﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺤﺴﻴﻨﺎﺕ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ .ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻟﺔ ﻟﻢ ﺗُﻨﺰَﻉ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ .ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻱّ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻤﺨﺠِﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺴﺘﻌﻤﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺿﺪّ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮِّﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺸﻜِّﻞ ﻋﺮﺿًﺎ ﻟﻠﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳّﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺪﻫﻮﺭًﺍ ﺟﺒﺎﻧًﺎ .ﻓﺎﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻜﻼﻣﻲ،ّ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻱّ ﻭﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ،ّﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻤﺎﺭَﺱ ﺿﺪّ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺗّﺤﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ ﺫﺍﺗﻪ .ﺃﻓﻜِّﺮ ﺑﺘﺸﻮﻳﻪ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴّﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻋﻤﻞٍ ﻻﺋﻘﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺣﻴﺚ ﺗُﺘَّﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ .ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦُ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻌﺘَﺒَﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ
ﻟﻨﺘﺬﻛَّﺮْ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ "ﺗﺄﺟﻴﺮ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ" ﺃﻭ "ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﺴﻠﻴﻊ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻻﻧﺜﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻹﻋﻼﻡ .[42]"ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣَﻦْ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺮّﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .ﻭﻟﻜﻦّ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ،"ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺰﻳﻔﺔ ﻭﻛﺎﺫﺑﺔ! ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ .[43]"ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧُﺴَﺮّ ﺑِﺘﺨﻄّﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﻭﺑِﻨُﻤﻮّ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ .ﻭﺇﻥ
ﻇﻬﺮﺕ ﺃﺷﻜﺎﻝٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳّﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻼﺋﻤﺔ ،ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻘﺪِّﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ )ﺍﻟﻘﺪﺱ( ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺸﻜﻞ
ﺃﻭﺿﺢ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﺎ.
.55ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ "ﻳﻠﻌﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ﺩﻭﺭًﺍ ﻣﻬﻤًﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ]…[ ﻭﻳﺪﺭﻙ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ .ﺇﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻷﺏ
ﻳﺘﺮﻙ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻏﻴﺎﺏ
ﺍﻷﺏ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺴﺪﻳًﺎ ،ﻋﺎﻃﻔﻴًﺎ ،ﻓﻜﺮﻳًﺎ ،ﺃﻭ ﺭﻭﺣﻴًﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻷﺑﻮﻱ.[44]"
.56ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺤﺪٍّ ﺁﺧﺮ ﻳﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴَّﺔ ﺗﺴﻤَّﻰ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻋﺎﻡّ "ﺍﻟﻨﻮﻉ" (Théorie du genre)"ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﻔﻲ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .ﺇﻧﻬﺎ ﺗَﻌِﺪُ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻭﻥ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺲ ،ﻭﺗُﻔﺮﻍُ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻷﻧﺘﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ .ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗُﻔﻀﻲ ﺍﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻮﺟُّﻬﺎﺕ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺗﻌﺰِّﺯ ﻫﻮﻳﺔً ﺷﺨﺼﻴﺔً ﺫﺍﺗﻴﺔ
ﻭﺣﻤﻴﻤﻴﺔً ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ،ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻛﻠﻴًّﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤُﻌﻄﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﺍﻷﻧﻮﺛﺔ .ﻓﺎﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺗﺼﺒﺢ،
ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﺧﻴﺎﺭًﺍ ﻓﺮﺩﻳًﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻄﻮَّﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ .[45]"ﺇﻧّﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻤﻘﻠﻖ ﺃﻥّ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴَّﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪّﻋﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻄﻠُّﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﻔﻬﻤﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﻔﻜﺮٍ ﺃﻭﺣﺪ ﻳﺤﺪِّﺩ
ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻّ ﻧﺠﻬﻞ ﺃﻧّﻪ "ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ (sex)ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺠﺴﺪ ،(gender)
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .[46]"ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،"ﻗﺪ ﺍﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻮﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ،
ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ،ﺑﺠﻌﻠﻪ ﻣﺴﺘﻘﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺑﻮﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺭﺑﻄﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﻤﺎ ،ﺣﺴﺐ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﺜﻠﻴﻴﻦ
ﺃﻭ ﻣﺘﺰﻭﺟﻴﻦ .[47]"ﺇﻥ ﺗﻔﻬُّﻢ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻭﺗﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺗﻘﺒُّﻞ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴَّﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺪّﻋﻲ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﺃﻳﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺼﺎﻝ .ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺃﻧَّﻨﺎ ﻧﺤﻞُّ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ.
ﻓﻨﺤﻦ ﺧﻼﺋﻖ ،ﻟﺴﻨﺎ ﻛﻠِّﻴِّﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ .ﻓﺎﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺗﺴﺒﻘﻨﺎ ،ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛﻌﻄﻴّﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻧﺤﻦ ﻣﺪﻋﻮُّﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴَّﺘﻨﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻱّ ﺷﻲﺀ ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻧﺤﺘﺮﻣﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺧُﻠِﻘَﺖ.
.57ﺃﺷﻜﺮُ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ،ّﻭﺗﺤﻘّﻖ ﺩﻋﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ،
ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻗُﺪُﻣًﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﺮّﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﻲ ﻟﻴﺲ ﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴّﺔ،
ﺇﻧّﻤﺎ ﻓﺴﻴﻔﺴﺎﺀ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ،ﻣﻜﻮَّﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﺘﻨﻮِّﻋﺔ ،ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻓﺮﺍﺡ ،ﻭﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ .ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻠﻨﺎ
ﻫﻲ ﺗﺤﺪِّﻳﺎﺕ .ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺃﻻ ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺦّ ﺍﻻﻧﻬﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﺭﺛﺎﺀ ﺩﻓﺎﻋﻲ ،َّﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﻧﺤﺚُّ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺪﺍﻉ ﺭﺳﻮﻟﻲ .ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ،
"ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻨﺒِّﻪ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻭﺭﺟﺎﺀ […] .ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻭﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺠﻮﻝ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ .[48]"ّﺇﺫﺍ ﺻﺎﺩﻓﺘﻨﺎ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﻜﻮﻥ -ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﻛّﺪﻩ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ -ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ "ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻃﺎﻗﺎﺕ
ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻡ ﻧﺒﻮﻳّﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺗﺼﻮُّﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﺤﺒَّﺔ.[49]"

2.4 Page 14

▲back to top
14
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜّﺎﻟﺚ
ﺍﻟﻨّﻈﺮُ ﻣﻮَﺟَّﻪٌ ﻧﺤﻮ ﻳﺴﻮﻉ :ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
.58ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷُﺳَﺮ ﻭﻓﻲ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﻳﺮﻥّ ﺻﺪﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ "ﺃﺟﻤﻞ ﻭﺃﻋﻈﻢ
ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ،[50]"ﻭ"ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮﻱ .[51]"ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ،
"ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗُﻌﻠﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻠﻘﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ّﺗﺤﺖ ﺷﻜﻞ ﺃﻭ ﺁﺧﺮ .[52]"ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ "ﺃﻣﺘﻦ ﻭﻻ ﺃﻋﻤﻖ ﻭﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﺎﻧًﺎ ﻭﺛﺒﺎﺗًﺎ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ،"ﻭ"ﻛﻞّ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻫﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﺘﻌﻤّﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ"[53].
.59ﺇﻥ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻨﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ
ﺿﻮﺋﻬﺎ ،ﻛﻲ ﻻ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺠﺮّﺩ ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻭﺑﻼ ﺣﻴﺎﺓ .ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﺳﺮّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺇﻻ ﻓﻲ
ﺿﻮﺀ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻵﺏ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠّﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﺣﻲّ ﺑﻴﻨﻨﺎ .ﻟﺬﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺄﻣﻞ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﻲ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
.60ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ،ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻮﺟﻴﺰ ﻣﻠﺨﺼًﺎ ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﺳﺄﺫﻛﺮ
ﻋﺪﺓ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺕ ﻗﺪّﻣﻬﺎ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ،ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ
"ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻬﻢ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﻭﺣﻨﺎﻥ ،ﻭﺭﺍﻓﻖ ﺧﻄﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﻓﻲ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻋﻦ
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ .[54]"ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻨﺎ ﻛﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻭﻧﻨﻘﻞ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ.
ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﻳﺘﻤّﻤﻪ
.61ﺇﺯﺍﺀ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻳﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ "ﻛُﻞُّ ﻣﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﻠﻪُ ﺣَﺴَﻦ ،ﻓﻤﺎ ﻣِﻦ ﺷﻲﺀ ...ﻣَﺮْﺫﻭﻝٍ" 1)ﻃﻴﻢ
.(4 ،4ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ "ﻫﺒﺔ" ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ )ﺭﺍ 1 .ﻗﻮﺭ .(7 ،7ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ،ﻳﺘﻢّ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﺑﻘﻮّﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ :"ﻟِﻴَﻜُﻦِ ﺍﻟﺰَّﻭﺍﺝُ ﻣُﻜَﺮَّﻣًﺎ ﻋِﻨﺪَ ﺟَﻤﻴﻊِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ،ﻭﻟْﻴَﻜُﻦِ ﺍﻟﻔِﺮﺍﺵُ ﺑَﺮﻳﺌًﺎ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺪَّﻧَﺲ" )ﻋﺐ .(4 ،13
ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ :"ﻻ ﻳَﻤﻨَﻊْ ﺃَﺣﺪُﻛُﻤﺎ ﺍﻵﺧَﺮ" 1)ﻗﻮﺭ .(5 ،7
.62ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ "ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﻴﻦ ،ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻗﺎﺋﻠًﺎ ﺇﻧﻪ »ﻣِﻦ ﺃَﺟْﻞِ ﻗﺴﺎﻭَﺓِ ﻗُﻠﻮﺑِﻜﻢ ﺭَﺧَّﺺَ ﻟَﻜﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ ﻃَﻼﻕِ ﻧِﺴﺎﺋﻜﻢ ،ﻭﻟَﻢ ﻳَﻜُﻦِ
ﺍﻷَﻣﺮُ ﻣُﻨﺬُ ﺍﻟﺒَﺪﺀِ ﻫﻜﺬﺍ« )ﻣﺘﻰ .(8 ،19ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺤﻼﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ )»ﻓﻤﺎ ﺟﻤَﻌَﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻳُﻔﺮِّﻗﻨَّﻪ ﺍﻹِﻧﺴﺎﻥﻣﺘﻰ ،(6 :19
ﻳﺠﺐ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛـ "ﻧﻴﺮ" ﻣﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻜ"ﻫﺒﺔ" ﻣﻘﺪّﻣﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘّﺤﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.
[...]ﺇﻥ ﺍﻷﻧﺎﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻓﺘﺸﻔﻲ ﻭﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺤﺠّﺮﺓ ﺑﻨﻌﻤﺘﻬﺎ ،ﻣﻮﺟّﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ
ﻧﺤﻮ ﺃﺻﻠﻬﺎ ،ﻋﺒﺮ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻣﺜﺎﻝ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺍﻟﺬﻱ [...]ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ
ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺻﻠﻲ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ .[55]"(3 ،19
.63ﺇﻥ "ﻳﺴﻮﻉ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻟﺢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ،ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ﺍﻷﺻﻠﻴّﺔ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(12 -1 ،10ﻭﻗﺪ
ﺍﻓﺘﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢُ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔَ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ )ﺃﻑ ،(32 -21 ،5ﻭﺃﻋﺎﺩﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻷﻗﺪﺱ ،ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﺒﻊ ﻛﻞ ﻣﺤﺒّﺔ
ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻛُﺸﻒ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺨﻼﺹ ،ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻞﺀ ﻭﺣﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻛﻨﻴﺴﺘﻪ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻴﺸﻬﺪﺍ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻴﺸﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ .ﻭﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﻳﻌﺒﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺜﺎﻟﻪ )ﺭﺍ .ﺗﻚ (27 -26 ،1ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺳﺮ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ
ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻊ ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺤﻤﻞ )ﺭﺍ .ﺭﺅ .[56]"(9 ،19
.64"ﺇﻥ ﻣﺜﺎﻝ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﻮ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ [...] .ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴَّﺔ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﻗﺎﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻘَّﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻋﺮﺱ )ﺭﺍ .ﻳﻮ

2.5 Page 15

▲back to top
15
[...] .(11 -1 ،2ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻟﻌﺎﺯﺭ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻪ )ﺭﺍ .ﻟﻮ ،(38 ،10ﻭﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻄﺮﺱ )ﺭﺍ .ﻣﺘﻰ ،8
(14ﻭﺳﻤﻊ ﺑﻜﺎﺀ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻣُﻌﻴﺪًﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ )ﺭﺍ .ﻣﺮ 41 ،5؛ ﻟﻮ ،(15 -14 ،7ﻣُﻈﻬِﺮًﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ )ﺭﺍ .ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .(Dives in misericordia, 4 ،ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀﺍﺗﻪ
ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻳَّﺔ )ﺭﺍ .ﻳﻮ (30 -1 ،4ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ )ﺭﺍ .ﻳﻮ (11 -1 ،8ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺃﺩﺭﻛﺘﺎ ﻋﻤﻖ ﺧﻄﻴﺌﺘﻬﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺐ ﻳﺴﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺠَّﺎﻧﻲ.[57]"
.65ﺇﻥّ ﺗﺠﺴّﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﺸﺮﻳّﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ،ﻳﺜﻴﺮ ﺑﺤﺪﺍﺛﺘﻪ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺳﺮ
ﻭﻻﺩﺓ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻓﻲ "ﻧَﻌﻢ" ﻣﺮﻳﻢ ﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻼﻙ ،ﺣﻴﻦ ﺣﺒﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺭﺣﻤﻬﺎ؛ ﻭﻓﻲ "ﻧَﻌﻢ" ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻰ
ﺍﺳﻤﻪ ﻟﻴﺴﻮﻉ ﻭﺗﻜﻔﻞ ﺑﻤﺮﻳﻢ؛ ﻭﻓﻲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺬﻭﺩ ،ﻭﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ،
ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ،ﺷﺎﺭﻙ ﻳﺴﻮﻉ ﺁﻻﻡ ﺷﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﻨﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﻀﻄﻬﺪ ﻭﺍﻟﻤُﻬﺎﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺘﻘﻲّ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻓﻖ ﻣﻮﻟﺪ
ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺍﻟﻤﻌﻤﺪﺍﻥ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﺴﻤﻌﺎﻥ ﻭﺣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ،ﻭﻓﻲ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻤﺔ
ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺼﺒﻲ .ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺴﺐ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉُ ﺧﺒﺰﻩ ﺑﻌﻤﻞ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻤﺲ
ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻳﻤﺎﺭﺱ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﺘﻤﺮّﺳًﺎ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺁﺑﺎﺋﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺆﺗﻲ ﺛﻤﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺳﺮّ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺮّ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺳﺮّ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ،ﻳﻔﻮﺡ ﺑﻌﻄﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ! ﺇﻧﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺮّ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﻦ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺍﻷﺳﻴﺰﻱ ،ﻭﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﺷﺎﺭﻝ ﺩﻭ
ﻓﻮﻛﻮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﺗﺮﺗﻮﻱ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﻲ ﺗﺠﺪّﺩ ﺭﺟﺎﺀﻫﺎ ﻭﻓﺮﺣﻬﺎ.
.66"ﺇﻥ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﺘﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ﻳُﻨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪّﺩ ﺷﻜﻞ ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﻘﻠُّﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺿﻌﻔﻬﺎ ،ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻧﻮﺭًﺍ ﻓﻲ
ﻋﺘﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ :»ﺇﻧﻪ ﺩﺭﺱ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻭﻋﺴﻰ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺑﻤﻌﻨﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ،
ﻭﺑﺴﺎﻃﺔ ﻭﺯﻫﺪ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﺒﺪﺍﻝ؛ ﻋﺴﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺗُﺮﻳﻨﺎ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻋﺬﺑﺔ ﻭﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ؛ ﻭﻟﻨﺘﻌﻠَّﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« )ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ،ﺧﻄﺎﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ﻓﻲ 5ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .[58]"(1964
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
.67ﺍﻫﺘﻢّ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ ،ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ )ﺭﺍ .ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ -47
.(52"ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺷﺮﻛﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﻣﺤﺒﺔ )ﺭﺍ ،(48 .ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .[...]ﺇﻥ »ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ« (49)ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﻭﻳﺘﻀﻤّﻦ ﻭﻳﺪﻣﺞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ
ﺍﻹﻟﻬﻲ )ﺭﺍ .(49-48 .ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺬﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺮﺏ »ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ« (48)ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻬﻤﺎ .ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ،ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻓﻴﻨﻘّﻴﻬﺎ ،ﻭﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ،
ﻭﻳﻬﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،ﺑﺮﻭﺣﻪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ،ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺸﻬﺎ ،ﻓﻴﻄﺒﻊ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻭﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﻜﺮّﺳﺎﻥ ،ﻭﻳﺒﻨﻴﺎﻥ ،ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻧﻌﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻭﻳﻜﻮّﻧﺎﻥ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻴﺘﻴّﺔ )ﺭﺍ .ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻢ،(11 ،
ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢٍ ﻛﺎﻣﻞٍ ﻟﺴﺮﻫﺎ ،ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ.[59]"
.68ﻻﺣﻘًﺎ ،"ﺍﻟﻄﻮﺑﺎﻭﻱ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ،ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻗﺪ ﺗﻌﻤَّﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠِّﻘﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻭﻗﺪ ﺳﻠَّﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ،ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ،ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ) (Humanae vitaeﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ :»ﻳﺘﻄﻠَّﺐ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﺎ ﺑﻮﻋﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ﺍﻷﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ،
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭﻋﻦ ﺣﻖ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﺟﻴﺪًﺍ [...] .ﻓﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻟﻸﺑﻮﺓ
ﺗﺘﻄﻠَّﺐ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻤﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ،ﻭﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺗﺒﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﻘﻴﻢ« .(10)
ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻓﻲ ﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ) ،(Evangeliinuntiandiﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ.[60]"
.69"ﺃَﻭْﻟَﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻓﻲ

2.6 Page 16

▲back to top
16
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷُﺳﺮ ) (Gratissimamsaneﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ،
ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑ »ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ« ﻭﻗﺪﻡ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮﻝ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ .ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺮﺍﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭﻭﺻﻒ ،ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ،ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ )ﺭﺍ .ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،(13 ،ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،ﻓﻲ ﺣﺒّﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﻫﺒﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﻭﻳﻌﻴﺸﺎﻥ ﺩﻋﻮﺗﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ.[61]"
.70ﺑِﻨِﺪِﻛْﺘُﺲْ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ ،ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ،
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﻨﺎﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ )ﺭﺍ .(2 .ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻛﻴﻒ »ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ
ﺣﺼﺮﻱ ﻭﻧﻬﺎﺋﻲ ،ﺭﻣﺰًﺍ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻌﺒﻪ ،ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ :ﺇﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﺒّﻨﺎ ﻟﻠﻪ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻘﻴﺎﺳًﺎ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ« .(11)
ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻠّﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻛﻤﺒﺪﺃ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ )ﺭﺍ،(44 .
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ.[62]"
ﺳﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
.71"ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪَّﺱ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻳﻤﻜِّﻨﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮُّﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻠَّﻰ ﻟﻨﺎ ﺑﺴﻤﺎﺕ ﺃُﺳﺮﻳّﺔ .ﻓﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻠﻪ [...]ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ،ﻳﻌﻠﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻵﺏ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﻮ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ
ﺃﻋﻄﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(11 -10 ،1ﻓﻴﺴﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻟﺢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ﻭﺧﻠَّﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒِ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺻﻴﻐﺘﻬﻤﺎ ﺍﻷﺻﻠﻴّﺔ ،ﺑﻞ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺣُﺒِّﻪ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ )ﺭﺍ.
ﻣﺘﻰ 12 -1 ،19؛ ﻣﺮ 12 -1 ،10؛ ﺃﻑ .(32 -21 ،5ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌﻴﺪﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻷﻗﺪﺱ ﻭﻣﺜﺎﻟﻪ )ﺭﺍ .ﺗﻚ ،(26 ،1ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺪﻓَّﻖ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﺣﺐ ﺣﻘﻴﻘﻲ .ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ،
ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻛﻲ ﻳﺘﺤﻮَّﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺷﻬﻮﺩ ﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ.[63]"
.72ﺇﻥ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻴﺲ ﻋﻘﺪًﺍ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴًﺎ ﺃﻭ ﻃﻘﺴًﺎ ﻓﺎﺭﻏًﺎ ﺃﻭ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺧﺎﺭﺟﻴّﺔ .ﻓﺎﻟﺴﺮ ﻫﻮ ﻫﺒﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺲ
ﻭﺧﻼﺹ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،ﻷﻥ "ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ،ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻳﺔ ،ﺧﻴﺮ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ
ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻳُﻜَﻮِّﻧﺎﻥ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺗﺬﻛﻴﺮًﺍ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ .ﺇﻧﻬﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺍﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻟﻶﺧﺮ
ﻭﻷﻭﻻﺩﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺍﻟﺬﻱ ،ﺑﻔﻌﻞ ﺳﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﺷﺮﻳﻜﻴﻦ ﺑﻪ .[64]"ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ
ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻼﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻟﺬﺍ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﺛﻤﺮﺓ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺩﻋﻮﺍﺗﻲ
.73"ﺇﻥ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻱّ ﺗﺘﺠﺬّﺭ ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻜﻞّ ﺷﺨﺺ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻳﻌﺪ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ
ﺑﻬﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻜﻠّﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻘﺮّﺍﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ،
ﺁﺧﺬَﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻳﻤﻜﻦ ،ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ،ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻮﻟﻲ ﻋﻴﺶ ﺧﻴﺮﺍﺕ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻧﻌﻤﺔ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ [...] .ﻟﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ
ﻛﻤﺎ ﻧﺤﻮ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﺴﻮﻉ .[65]"ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮّﺩ "ﺷﻲﺀ" ﺃﻭ
"ﻗﻮﺓ ،"ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ "ﻳﻼﻗﻲ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻓﻬﻮ ﻳﻼﺯﻣﻬﻢ ،ﻭﻳﻤﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻴﺘﺒﻌﻮﻩ،
ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﺻﻠﻴﺒﻬﻢ ،ﻭﻳﻨﻬﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺍﺗﻬﻢ ،ﻭﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﺍ ﺍﻟﺼﻔﺢ ،ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﺑﻌﺾ .[66]"ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻫﻮ
ﻋﻼﻣﺔ ﻻ ﺗﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﻛﻢ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻛﻨﻴﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺳّﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺣﺎﺿﺮًﺍ
ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .ﻭﻫﻤﺎ ﺇﺫ ﻳﺘّﺤﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺠﺴّﻤﺎﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،"ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻫﺞ
ﺣﺒﻬﻢ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻳﺆﺗﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻭﻗﻮﺍ ،ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ ،ﻃﻌﻢ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻋﺮﺱ ﺍﻟﺤﻤﻞ .[67]"ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ
"ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ" ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻫﻲ "ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ،[68]"ﺇﻻ
ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﻟﻠﺮﺏ ﻛﻲ ﻳﺴﻜﺐ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
.74ﺇﺫﺍ ﺗﻢّ ﻋﻴﺶ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﺴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺳﺒﻴﻼ ﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ

2.7 Page 17

▲back to top
17
ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ﺇﻧﻪ ﺍﻟ "ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ .[69]"ّﻭﻳُﻌﺒَﺮﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﻦ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺿﻰ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻭﻳﻬﺒﺎﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﻛﻲ ﻳﺘﺸﺎﺭﻛﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻠّﻬﺎ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭﺗﺤﺮّﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺒﺎﺱ .ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﻭﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺴﺠﺎﻧﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺳﻮﻑ ﺗﻨﻄﺒﻊ
ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺗﺘﻌﺰّﺯ ﺑﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺳﺮّ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺴﺪ ،ﻭﺍﻟﻔﺼﺢ ،ﺣﻴﺚ ﻋﺒّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﺒﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ
ﺑﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃًﺎ ﻭﺛﻴﻘًﺎ .ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺃﺑﺪًﺍ ﻭﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﻘﻮﺍﻫﻤﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺮﺿﻬﻤﺎ .ﻓﻬﻤﺎ ﻣﺪﻋﻮّﺍﻥ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻤﺎ ،ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﻬﻤﺎ ،ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﻤﺎ ﻭﻧﻀﺎﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﺱ ﺍﺗﺤﺎﺩﻫﻤﺎ ،ﻛﻲ ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﻻﻫﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
.75ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ،ﺧﺪّﺍﻡ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،[70]ﻭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺮﺍﺑﻬﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﻤﺎ ﻭﻓﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮﻫﻤﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﻳﻨﺎﻻﻥ ﻫﺒﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ .ﻓﻤﻮﺍﻓﻘﺘﻬﻤﺎ
ﻭﺍﺗﺤﺎﺩ ﺟﺴﺪﻳﻬﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﺟﺴﺪًﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺗﻜﺮﺳﺖ ﻗﺪﺭﺗﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﺏ ﻛﻲ ﻳﺠﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻠﻪ .ﻟﺬﺍ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺎﻝ ﺯﻭﺟﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ
ﺃﻥ ﻳﺠﺪّﺩﺍ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻻ ﻳﺮﻓﻀﺎﻩ ،ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻻﻧﻬﺎ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺍﺗﺤﺎﺩﻫﻤﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴًﺎ ﺳﺮﻳًّﺎ .ﻛﻤﺎ ﻭﻳﻘﺮّ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﺑﺼﺤﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢّ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺧﺎﺩﻡ ﻣﻜﺮَّﺱ .[71]ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻋﻤﻞ ﻳﺴﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺨﻼﺻﻲ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﻕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ "ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻤّﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺳﺮٌ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ .[72]"ﻗﺪ
ﺗﻔﺮﺽ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﻋﻠﻨﻴًﺎ ،ﻭﺑﺤﻀﻮﺭ ﺷﻬﻮﺩ ،ﻣﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﺃﺧﺮﻯ ﺗَﻐَﻴّﺮَﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳُﻠﻐﻲ
ﻣﻴﺰﺓ ﺍﻟﻌﺮﻭﺳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜّﻠﺔ ﺑﻜﻮﻧﻬﻤﺎ ﺧﺎﺩﻣﻲ ﺍﻟﺴﺮ ،ﻭﻻ ﻳﻨﻘّﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﺒّﺖ ﻓﻲ
ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺴﺮّﻱ .ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ،ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻤّﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻋﺒﺮ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺒﺮﺯ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺘﺴﺐُ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔُ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔً ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻬﺒﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ.
ﺑﺬﺍﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ
.76"ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻳﻐﺬّﻱ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﺞ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳُﻌﻨﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻔﺖ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻬﻤﻞ ،[73]"ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻧﻪ ،ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴِّﺮ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﻤﺎ "ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺑﺘﺄﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ،ﻣﺘﻌﻤّﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮّ ﻭﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺧﺎﻟﻪ ﻛﻠﻴًّﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ.[74]"
.77ﻗﺪ ﺫﻛّﺮ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻣﺘﺒﻨّﻴﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧُﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻟﻪ )ﺭﺍ .ﻗﻮﻝ ،1
،(16ﺃﻥ "ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻳُﻨﻴﺮ ﻭﻳﺘﻤِّﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ .ﻟﺬﺍ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﺃﺳﺮﺍﺭﻳًّﺎ:
ﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻣﺮﻛَّﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﻋﻤﻖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .»ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻘﻂ
ﻓﻲ ﺳﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺴِّﺪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﺳﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ [...] .ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﻟﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺳﺮ ﺍﻵﺏ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ،ﻣﻞﺀ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪﺳﻴَّﺔ ﺩﻋﻮﺗﻪ« )ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ .(22ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜِّﻞ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،[bonum conjugum)"[75)ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،
ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻼﻝ ،ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﻭﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺃﻛﻤﻞ
ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺏ ."ﺇﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺣﻀﻮﺭ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ) (seminaVerbiﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ )ﺭﺍ (Adgentes, 11 .ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﺒَّﻖ
ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﺪﻯ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،[76]"ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﻼﻝ .ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ "ﻛﻞّ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻋﺎﺋﻠﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤِﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﺗُﻌﻠِّﻢُ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀَ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺣﻮﺍ ﺑﻜﻞّ ﻟﻔﺘﺔٍ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸّﺮ -ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﺒﻴّﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺣﻲّ ﻭﻳﻌﻤﻞ– ﻓﺈﻧﻪ
ﺳﻮﻑ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ؛ ﺑﻐﺾّ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ.[77]"
.78"ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﺯﻭﺍﺟًﺎ ﻣﺪﻧﻴًﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻄﻠَّﻘﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻴﺮ ﻛﻞّ ﺍﻧﺴﺎﻥ )ﺭﺍ .ﻳﻮ 9 ،1؛ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ .(22 ،ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺤﻨﻮ ﺑﻌﻄﻒ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﺎﻗﺺ :ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻌﻬﻢ ،ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ،ﻧﻌﻤﺔَ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﻭﺗﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻤﺤﺒﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ [...] .ﻋﻨﺪﻣﺎ

2.8 Page 18

▲back to top
18
ﻳﺼﻞ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻌﻠﻲ ﻋﺒﺮ ﺭﺑﺎﻁ ﻋﻠﻨﻲ- ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴَّﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ،-ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻧﺤﻮ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ
ﻣﻤﻜﻨًﺎ.[78]"
.79"ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺣﺔ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛِّﺮ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﻋﺎﻡ :»ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ،ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺃﻥ
ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺟﻴﺪًﺍ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ« )ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ .(84 ،ﻓﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻧﻈﺮًﺍ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺤﺪُّ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .ﻟﺬﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺒِّﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻋﻦ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﻧﺘﺤﺎﺷﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ
ﻧﺘﻨﺒَّﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻭﻳﺘﺄﻟﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ.[79]"
ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
.80ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ »ﺷﺮﻛﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،[80]«ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ،[81]ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ "ﻣﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .[82]"ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ "ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺒﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎﻥ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﺇﻧﺴﺎﻧﻴًّﺎ ﻭﻣﺴﻴﺤﻴًّﺎ .[83]"ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ "ﺑﺬﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ .[84]"ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪ "ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻴﻨﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ؛ ﺇﻧﻪ ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ؛ ﺇﺫ ﻫﻮ ﺛﻤﺮﺗﻪ ﻭﺗﺘﻤّﺘﻪ .[85]"ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻣﺎ،
ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﻛﻤﻴﺰﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺤﺐ ﻧﻔﺴﻪ .ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻳﺮﻓﺾ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺃﻱ
ﻋﻠﺔ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺑﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻤﺘﺪ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩﻩ .ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ
ﺗﻨﺎﺳﻠﻲّ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،[86]ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ،ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
.81ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺐّ ﻛﻬﺬﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ،ﻧﻈﺮًﺍ ﻷﻧﻪ "ﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ﺣﻖّ ﺃﺣﺪٍ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﻋﻄﻴّﺔ ،[87]"ﻭﻫﻮ "ﺛﻤﺮﺓ ﻓﻌﻞ ﺣﺐ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ .[88]"ﻷﻥ "ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻗﺪ ﺟُﻌﻼ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ،ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ )ﺭﺍ .ﺗﻚ .(28 -27 ،1ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺷﺮﻙ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺧﻠﻘﻪ،
ﺟﺎﻋﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺩﻭﺍﺕٍ ﻟﺤﺒِّﻪ ،ﻣﻮﻛﻼ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.[89]"
.82ﻟﻘﺪ ﺃﻛّﺪ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺃﻧﻪ "ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺠﺮّﺩ ﻣﺘﻐﻴّﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .[90]"ﺇﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ "ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻭﻭﺍﻋﻴﺔ،
ﺑﻜﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ،ﺟﻨﺒًﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ .ﻭﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻓﻬﻢ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﻞ [...]ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺧﺼﻮﺑﺔ ﻣﻤﻴّﺰﺓ ﻟﻠﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .[91]"ﻭﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥ ﺧﺎﺹ ،"ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺒﻞ
ﻭﺗﺮﺑﻲ ﻭﺗﺤﻴﻂ ﺑﻌﻄﻔﻬﺎ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﻗﺎﺕ.[92]"
.83ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﻻ ﺑﺪّ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﻣﻼﺫ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗُﻌﻄﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﺗُﺼﺎﻥ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺸﻜّﻞ ﺗﻨﺎﻗﻀًﺎ ﻣﻔﺠﻌًﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ .ﺇﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻲ
ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪًّﺍ ،ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺭﺣﻢ ﺃﻣﻪ ﻟﻪ ﺣﻖّ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ،ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺑﺄﻱّ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ
ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔَ ﺍﺗﺨﺎﺫِ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺤﻖّ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻧﺎ ،ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺑﺪًﺍ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺳﻴﻄﺮﺓِ ﺇﻧﺴﺎﻥٍ ﺁﺧﺮ .ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ،"ﺗﺬﻛِّﺮ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮﻱ .ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺆﻛِّﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻤﻴﺘﺔ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﺣﺴﺐ" ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﺃﻳﻀًﺎ "ﺑﺸﺪﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ.[93]"
.84ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ،ﻫﻮ ﺣﺘﻤًﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﺪّﻳًﺎ ﻭﺗﻌﻘﻴﺪًﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ .[94]"ﺇﻥ

2.9 Page 19

▲back to top
19
"ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭًﺍ ﻫﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻷﺳﺮ ،ﺑﺪﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻀﻴﻔﺔ .[95]"ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﺪﻭ
ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪًﺍ ﺃﻥ ﺃﺫﻛّﺮ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻫﻲ "ﻭﺍﺟﺐ ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪًّﺍ ،"ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ "ﺣﻖّ ﺃﺳﺎﺳﻲ"
ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ .[96]ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻬﻤﺔ ﺃﻭ ﻋﺐﺀ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺣﻖّ ﺃﺳﺎﺳﻲّ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻫﻢ ﻣﺪﻋﻮّﻭﻥ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺰﻋﻪ ﻣﻨﻬﻢ .ﺗﻮﻓّﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔُ ﺧﺪﻣﺔً ﺗﺮﺑﻮﻳﺔً ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﺗﺮﺍﻓﻖ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﻮﻳﺾ،
ﻓﺎﻷﻫﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ –ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ -ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻮﻭﻥ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ
ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ .ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻻ ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻜﻤّﻠﺔ ﻟﻬﻢ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ :"ﺃﻱ ﻣﺴﺎﻫﻢ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺑﻤﻮﺍﻓﻘﺘﻬﻤﺎ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻨﻬﻤﺎ .[97]"ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ "ﻓُﺘﺤﺖ
ﻓﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ؛ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱّ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ.[98]"
.85ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﺪﻋﻮّﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻋﺒﺮ ﻋﻤﻞ ﺭﻋﻮﻱ ﻣﻼﺋﻢ ،ﻛﻲ ﻳﺘﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ .ﻭﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ
ﺧﺪّﺍﻣًﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴّﻴﻦ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺘﻨﺸﺌﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻳﺒﻨﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،[99]ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ.[100]
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
.86"ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻔﺮﺡ ﻭﻋﺰﺍﺀ ﻋﻤﻴﻖ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻷﻣﻴﻨﺔ ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺸﺠﻌﻬﺎ ﻭﺗﺸﻜﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ .ﺑِﻔﻀﻠﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺭﻭﻋﺔُ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ،ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺘﻬﺎ .ﻓﻔﻲ
ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ »ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴّﺔ« )ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻢ ،(11 ،ﻳﻨﻀﺞ ﺃﻭﻝ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻛﻨﺴﻲ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ،
ﺣﻴﺚ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ،ﺳﺮّ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻷﻗﺪﺱ .»ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺑﻬﺠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻷﺧﻮﻳّﺔ،
ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺇﻥ ﺗﻜﺮّﺭ ،ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺗﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ« )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ
ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.[101]"(1657 ،
.87ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻫﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻜﻮّﻧﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﺗﻐﺘﻨﻲ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴّﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ،"ﺑﻔﻌﻞ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ،
ﺗﺼﺒﺢ ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺎﺭ ،ﺳﻴﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻄﻴﺔ ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ :ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺧﻴﺮ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻄﻴَّﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻳﺔ ،
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺣﺴﺐ ﺑﻞ ﻳﻤﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ.[102]"
.88ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻮ ﻗﻮّﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ."ﺇﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﻣﺘﺠﺪِّﺩﺓ
ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺗﻌﻤﻴﻘﻪ .ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺗﺤﺎﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻷﺑﻮﺓ ﻭﺍﻷﻣﻮﻣﺔ؛ ﻭﻳﺘﺸﺎﺭﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﻤﺎ ﻭﺃﺗﻌﺎﺑﻬﻤﺎ ،ﻓﻲ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻤﺎ ﻭﻫﻤﻮﻣﻬﻤﺎ؛ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻤﺎﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻛﻞٌّ ﺑﺎﻵﺧﺮ ،ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ .ﻭﻳﺤﺘﻔﻼﻥ
ﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﻭﻳﺘﺴﺎﻧﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ [...] .ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ،
ﻭﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﺑﻮﻻﺩﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤُﺤِﺐّ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ،ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ :ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻭﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ،[103]"ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺃﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﺳﺮﻩ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮّﺍﺑﻊ
ﺍﻟﺤﺐّ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
.89ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﺘﻮﻗّﻒ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﻟﻠﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐّ .ﻷﻧّﻪ
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﺠّﻊ ﻣﺴﻴﺮﺓً ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﺤﻔّﺰ ﻧﻤﻮ ،ّﻭﺗﻮﻃﻴﺪ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻥّ ﻧﻌﻤﺔ ﺳﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺗﻬﺪﻑ ﻗﺒﻞ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﺇﻟﻰ "ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺐّ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ.[104]"

2.10 Page 20

▲back to top
20
ﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻧّﻪ "ﻭﻟَﻮ ﻛﺎﻧَﺖ ﻟﻲ ﻣَﻮﻫِﺒﺔُ ﺍﻟﻨُّﺒُﻮﺀَﺓ ﻭﻛُﻨﺖُ ﻋﺎﻟِﻤًﺎ ﺑِﺠَﻤﻴﻊِ ﺍﻷَﺳﺮﺍﺭِ ﻭﺑﺎﻟﻤَﻌﺮِﻓَﺔِ ﻛُﻠِّﻬﺎ،
ﻭﻟَﻮ ﻛﺎﻥَ ﻟِﻲَ ﺍﻹِﻳﻤﺎﻥُ ﺍﻟﻜﺎﻣِﻞُ ﻓﺄَﻧﻘُﻞَ ﺍﻟﺠِﺒﺎﻝ ،ﻭﻟَﻢ ﺗَﻜُﻦْ ﻟِﻲَ ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺃَﻧﺎ ﺑِﺸَﻲﺀ .ﻭﻟَﻮ ﻓَﺮَّﻗﺖُ ﺟَﻤﻴﻊَ ﺃَﻣﻮﺍﻟﻲ ﻹﻃﻌﺎﻡِ
ﺍﻟﻤَﺴﺎﻛﻴﻦ ،ﻭﻟَﻮ ﺃَﺳﻠَﻤﺖُ ﺟَﺴَﺪﻱ ﻟِﻴُﺤﺮَﻕ ،ﻭﻟَﻢ ﺗَﻜُﻦْ ﻟِﻲَ ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻳُﺠْﺪﻳﻨﻲ ﺫﻟﻚَ ﻧَﻔْﻌًﺎ" 1)ﻗﻮﺭ .(3 -2 ،13ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺔ
"ﺣﺐ ،"ّﻭﻫﻲ ﺗُﻌﺪُّ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻ ،ًﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺸﻮَّﻫﺔ[105].
ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ
.90ﻧﺠﺪُ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﺍﻟﻤُﺴَﻤّﻰ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻌﺾَ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ:
"ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔُ ﺗَﺼﺒِﺮ،
ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔُ ﺗَﺨﺪُﻡ،
ﻭﻻ ﺗَﺤﺴُﺪُ
ﻭﻻ ﺗَﺘَﺒﺎﻫﻰ
ﻭﻻ ﺗَﻨﺘَﻔِﺦُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻜِﺒْﺮِﻳﺎﺀ،
ﻭﻻ ﺗَﻔﻌَﻞُ ﻣﺎ ﻟَﻴﺲَ ﺑِﺸَﺮﻳﻒ
ﻭﻻ ﺗَﺴْﻌﻰ ﺇِﻟﻰ ﻣَﻨﻔَﻌَﺘِﻬﺎ،
ﻭﻻ ﺗَﺤﻨَﻖُ
ﻭﻻ ﺗُﺒﺎﻟﻲ ﺑِﺎﻟﺴُّﻮﺀ،
ﻭﻻ ﺗَﻔﺮَﺡُ ﺑِﺎﻟﻈُّﻠْﻢ،
ﺑﻞ ﺗَﻔﺮَﺡُ ﺑِﺎﻟﺤَﻖ
ﻭﻫﻲ ﺗَﻌﺬِﺭُ ﻛُﻞَّ ﺷﻲَﺀ
ﻭﺗُﺼَﺪِّﻕُ ﻛُﻞَّ ﺷَﻲﺀ
ﻭﺗَﺮْﺟﻮ ﻛُﻞَّ ﺷﻲَﺀ
ﻭﺗَﺘَﺤﻤَّﻞُ ﻛُﻞَّ ﺷﻲَﺀ" 1)ﻗﻮﺭ .(7 -4 ،13
ﻳﺘﻢ ﻋﻴﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺸﺎﺭﻙ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ .ﻟﺬﺍ ،ﺇﻧّﻪ
ﻟﻤﻔﻴﺪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗّﻒ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ،ّﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ.
ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔُﺗَﺼﺒِﺮ
.91ﺍﻟﺘّﻌﺒﻴﺮُ ﺍﻷﻭّﻝُ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﻮ .macrothymeiﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮّﺩ "ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻛُﻞَّ ﺷﻲﺀ ،"ٍﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻳﺄﺗﻲ
ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ .ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺘّﻀﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴّﺔ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻄﻲﺀ ﻋﻦ
ﺍﻟﻐﻀﺐ )ﺧﺮ 6 ،34؛ ﻋﺪﺩ .(18 ،14ﻳَﻈﻬﺮُ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻘﺎﺩُ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥُ ﻟﻐﺮﺍﺋﺰﻩ ﻭﻳﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ .ﻫﻲ ﻣﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺇﻟﻪ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺒّﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺃﻳﻀًﺎ .ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﻌﺒﻴﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗُﻘﺮﺃ
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ )ﺭﺍ23 ،11 .؛ :(18 -15 .2 ،12ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻤﺪﺡ ﻓﻴﻪ ﺣﻨﻮّ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺪّ ﺇﻋﻄﺎﺀ
ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ،ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺮﺣﻤﺔ .ﺻﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺨﻄﺄﺓ،
ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺸﻒُ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ.
.92ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺻﺒﻮﺭﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻧﺪﻉ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻧﺤﺘﻤﻞ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳّﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﺢ
ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻨﺎ ﻛﺄﺷﻴﺎﺀ .ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺗﻨﺸﺄُ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻋﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﺎﻟﻴّﺔ ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ
ﻛﺎﻣﻠﻴﻦ ،ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻀﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﻧﻨﺘﻈﺮ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ .ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻳﻔﻘﺪﻧﺎ ﺻﺒﺮﻧﺎ ،ﻭﻛﻞّ ﺷﻲﺀ
ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞٍ ﻋﻨﻴﻔﺔ .ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻨﻢِّ ﺍﻟﺼﺒﺮ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺠﺪ ﺩﻭﻣًﺎ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﺑﻐﻀﺐ ،ﻭﻧﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﺷﺨﺎﺻًﺎ ﻻ
ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻏﻴﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻦ ،ﻋﺪﻳﻤﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ،ﻭﺗﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺇﻟﻰ
ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒﺐ ﻓﺈﻥّ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺤﺜّﻨﺎ :"ﺃَﺯﻳﻠﻮﺍ ﻣِﻦ ﺑَﻴﻨِﻜﻢ ﻛُﻞَّ ﺷَﺮﺍﺳﺔٍ ﻭﺳُﺨْﻂٍ ﻭﻏَﻀَﺐٍ ﻭﺻَﺨَﺐٍ ﻭﺷَﺘﻴﻤﺔ ﻭﻛُﻞَّ ﻣﺎ

3 Pages 21-30

▲back to top

3.1 Page 21

▲back to top
21
ﻛﺎﻥَ ﺳُﻮﺀًﺍ" )ﺃﻑ .(31 ،4ﻭﻳﺘﻘﻮّﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥَّ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﺤﻖّ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻌﻲ ،ﻛﻤﺎ
ﻫﻮ .ﻭﻻ ﻳﻬﻢّ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﺇﺯﻋﺎﺝ ﺑﺎﻟﻨّﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ،ّﺃﻭ ﺃﻧّﻪ ﻳُﻔﺴﺪ ﻣﺨﻄّﻄﺎﺗﻲ ،ﺃﻭ ﺃﻧّﻪ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ،ﺃﻭ
ﺃﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻮﻗّﻊ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ .ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺣِﺴًّﺎ ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ،ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ "ﻗﺒﻮﻝ" ﺍﻵﺧﺮ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺣﺘّﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺼﺮّﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤّﺎ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺃﺗﻤﻨّﺎﻩ.
ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮّﻓﻖ
.93ﻳﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ ،chrestéuetaiﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻛﻠّﻪ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺸﺘﻘّﺔ ﻣﻦchrestós)ﺷﺨﺺ ﺻﺎﻟﺢ،
ﻳُﻈﻬﺮ ﻃﻴﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ .(ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻤﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ،ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺯ ﻭﺛﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺑﻖ ،ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻀﺎﻓًﺎ .ﻳﺮﻳﺪ
ﺑﻮﻟﺲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺢ ﺃﻥّ "ﺍﻟﺼﺒﺮ" ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻷﻭّﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﻗﻔًﺎ ﺳﻠﺒﻴًّﺎ ﻛﻠﻴًّﺎ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺼﺤﻮﺏٌ ﺑﻨﺸﺎﻁ،
ﻭﺑﺮﺩّﺓ ﻓﻌﻞٍ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺔ ﻭﺧﻼّﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻴﺮُ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﺐَّ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺷﺄﻧﻬﻢ .ﻭﻟﻬﺬﺍ
ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻛـ "ﺍﻟﺮّﻓﻖ."
.94ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﻨﺺّ ﺃﻥ ﺑﻮﻟﺲ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭَ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻴﺲ ﺷﻌﻮﺭًﺍ ﻭﺣﺴﺐ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻓﻬﻤﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻟﻌﺒﺮﻱ ﻟﻔﻌﻞ "ﺃﺣﺐ ،"ّﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ :"ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ."ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺩﻱ ﻟﻮﻳﻮﻻ ،"ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺐّ ﻓﻲ
ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ .[106]"ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ )ﺍﻟﺤﺐُّ( ﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺼﺐ ،ﻭﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺨﺘﺒﺮ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ،ﻭﻧﺒﻞ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬّﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻔﻆ ،ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺎﺱ ،ﻣﺠﺎﻧًﺎ ،ﻟﻤﺠﺮﺩ ﻣﺘﻌﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ.
ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻻ ﺗَﺤﺴُﺪ
.95ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺭﻓﺾ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢzelos)ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﺪ .(ﻣﻤّﺎ
ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐّ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺄﺗّﻲ ﻟﻶﺧﺮ )ﺭﺍ .ﺭﺳﻞ 9 ،7؛ .(5 ،17ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺰﻥ
ﻟﻠﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻷﻧّﻨﺎ ﻧﺮﻛّﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺼﺮﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺬّﺍﺗﻴّﺔ .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐّ ﻳُﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ،ﻭﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـ "ﺃﻧﺎ ."ﺍﻟﺤﺐُّ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻳﻘﺪّﺭ
ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪ ،ﻭﻳﺘﺤﺮّﺭ ﻣﻦ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺍﻟﻤﺮﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥّ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞّ ﺷﺨﺺ ﻣﻮﺍﻫﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻭﻃﺮﻕ ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻭﻳﺤﺮﺹ ﺑﺎﻟﺘّﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹّ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪًﺍ ،ﺗﺎﺭﻛًﺎ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺠﺪﻭﻧﻬﺎ ﻫﻢ
ﺃﻳﻀًﺎ.
.96ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﻣﺎ ﺗﺘﻄﻠّﺒﻪ ﺍﻟﻮﺻﻴﺘﺎﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﺗﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ :"ﻻ ﺗَﺸﺘَﻪِ ﺑَﻴﺖَ ﻗَﺮﻳﺒِﻚﻻ ﺗَﺸﺘَﻪِ
ﺍﻣﺮَﺃَﺓَ ﻗَﺮﻳِﺒﻚَ ﻭﻻ ﺧﺎﺩِﻣَﻪ ﻭﻻ ﺧﺎﺩِﻣَﺘَﻪ ﻭﻻ ﺛَﻮﺭَﻩ ﻭﻻ ﺣِﻤﺎﺭَﻩ ﻭﻻ ﺷَﻴﺌﺎً ﻣِﻤَّﺎ ﻟِﻘَﺮﻳﺒِﻚَ" )ﺧﺮ .(17 ،20 .ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﺤﺐّ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮٍ
ﺻﺎﺩﻕ ﻟﻜﻞ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ ،ّﻣﻌﺘﺮﻓﻴﻦ ﺑﺤﻘّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸّﺨﺺ ،ﻓﺄﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻵﺏ ،ﺍﻟَّﺬﻱ ﻳُﻐْﻨِﻴﻨَﺎ
ﺑﻜُﻞِّ ﺷَﻲﺀٍ "ﻟِﻨَﻨْﻌَﻢَ ﺑِﻪِ" 1)ﻃﻴﻢ ،(17 ،6ﻭﺑﺎﻟﺘّﺎﻟﻲ ﺃﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺃﻧّﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﻠﺤﻈﺎﺕ ﺳﻌﻴﺪﺓ .ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻈّﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﺄﺗّﻲ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻻ
ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺷﻴﺌًﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻓﻀﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ .ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺣﺴﺪًﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﺭﻏﺒﺔ
ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺼﺎﻑ.
ﺩﻭﻥ ﺗﺒﺎﻩٍ ﻭﺩﻭﻥ ﺗﺒﺠﺢ
.97ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓperpereuetaiﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﺃﻱ ﻫَﻢّ ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﺑﻬﺪﻑ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻗﻒ
ﻣﺘﺤﺬﻟﻖ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺤﺮﻱّ ﻋﻨﻴﻒ .ﻓﻤﻦ ﻳﺤﺐُّ ﻻ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻭﻷﻧﻪ ﻳﺮﻛّﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ،
ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ .ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ -physioutai-ﻫﻲ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺟﺪًﺍ،
ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐّ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﻌﺠﺮﻓًﺎ .ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺣﺮﻓﻴًّﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻻ ﺗﺘﻜﺒّﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻄﻔًﺎ.
ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮّﺩ ﻫﺎﺟﺲ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗُﻔﻘﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ .ﻭﻫﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﺤﻦ
ﻋﻠﻴﻪ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧّﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ "ﺭﻭﺣﻴﻴﻦ" ﺃﻭ "ﺣﻜﻤﺎﺀ ."ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﻮﻟﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺮّﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﺑﺄﻥ "ﺍﻟـﻤَﻌْﺮِﻓَﺔ ﺗَﻨْﻔُﺦ ،ﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟﻤَﺤَﺒَّﺔُ ﻓَﺘَﺒْﻨِﻲ" 1)ﻗﻮﺭ .(1 ،8ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻧّﻬﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ

3.2 Page 22

▲back to top
22
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ،ﻓﻴﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﻢ ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﻔﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﻭﻳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ،ﻭﻳﻮﻟﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺑﺎﻟﻀﻌﻴﻒ .ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﻮﻟﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﺬﻳﻦ "ﻳﻨﺘﻔﺨﻮﻥ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻜِﺒْﺮِﻳَﺎﺀ" 1)ﻗﻮﺭ ،(18 ،4ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﺰﻳﺮﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ "ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ" ﺑﺎﻟﺮّﻭﺡ ﺣﻘًّﺎ )ﺭﺍ 1 .ﻗﻮﺭ
.(19 ،4
.98ﺇﻧّﻪ ﻟﻤﻬﻢٌّ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻮﺍ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﺃﻭ ﺳﺮﻳﻌﻲ
ﺍﻟﻌﻄﺐ ،ﺃﻭ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﻛﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ .ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﻢ ،ﻳﻔﺘﺮﺿﻮﻥ ﺑﺄﻧّﻬﻢ
ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻧﻀﺠًﺎ ،ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻣﺘﻌﺠﺮﻓﻴﻦ ،ﻻ ﻳﻄﺎﻗﻮﻥ .ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﻨﺎ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ،ّﻷﻧّﻪ ،ﻛﻲ ﻧﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻋﺬﺭﻫﻢ ﻭﺧﺪﻣﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱّ ﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﺒّﺮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ .ﻳﺴﻮﻉ ﺫﻛّﺮ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺑﺄﻧّﻪ ﻓﻲ
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ :"ﻻ ﻳَﻜُﻦْ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻜُﻢ" )ﻣﺘّﻰ .(26 ،20ﺇﻥّ ﻣﻨﻄﻖ
ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲّ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺘﻔﻮّﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻴﺸﻌﺮﻫﻢ ﺑﺴﻠﻄﺘﻪ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻣﻨﻄﻖ :"ﻣَﻦْ ﺃَﺭَﺍﺩَ ﺃَﻥْ
ﻳَﻜُﻮﻥَ ﺍﻷَﻭَّﻝَ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢ ،ﻓَﻠْﻴَﻜُﻦْ ﻟَﻜُﻢ ﻋَﺒْﺪًﺍ" )ﻣﺘّﻰ .(27 ،20ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﺩ ﻣﻨﻄﻖ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀ ﺃﻭ ﺟﺒﺮﻭﺗًﺎ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﺤﺐﺗﻨﻄﺒﻖ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ :"ﺍﻟﺒَﺴﻮﺍ ﺟَﻤﻴﻌًﺎ ﺛَﻮﺏَ ﺍﻟﺘَّﻮﺍﺿُﻊِ ﻓﻲ ﻣُﻌﺎﻣَﻠﺔِ ﺑَﻌﻀِﻜﻢ ﻟِﺒَﻌْﺾ ،ﻷَﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﻳُﻜﺎﺑِﺮُ ﺍﻟﻤُﺘَﻜﺒِّﺮﻳﻦ ﻭُﻳﻨﻌِﻢُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُﺘَﻮﺍﺿِﻌﻴﻦ" 1)
ﺑﻂ .(5 ،5
ﺍﻟﻠّﻄﻒ
.99ﺃﻥ ﻧﺤﺐّ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻭﺩّﻳﻴﻦ ،ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺠﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ aschemoneiﻣﻌﻨﺎﻫﺎ .ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺤﺐَّ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻟﺒﻘﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺎﺳﻴًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ .ﺳﻠﻮﻛﻴّﺎﺗﻪ ،ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ،ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﻫﻲ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﺳﻴﺔ
ﺃﻭ ﺧﺸﻨﺔ .ﻳﻜﺮﻩ ﺟﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺘﺄﻟﻤﻮﻥ .ﺍﻟﻠّﻄﻒ "ﻫﻮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮّﺩ ،"ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ "ﺗﻨﻤﻴﺔ
ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺣﻮﺍﺳﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻛﻴﻔﻴّﺔ ﺍﻻﺻﻐﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺘﺤﺪّﺙ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺍﻟﺼﻤﺖ .[107]"ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﺩﻳًّﺎ ﻟﻴﺲ ﻧﻤﻄًﺎ ﻳﻤﻜﻦ
ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻀﻪ :ﺇﻧﻪ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠّﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ "ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺪﻋﻮّ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻟﻄﻴﻔًﺎ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻪ .[108]"ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ،"ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﺤﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻟﻴﺎﻗﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻚ
ﺧﺼﻮﺻﻴّﺔ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻞ ﻳﺠﺪّﺩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ [...] .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻭﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣًﺎ ﻟﻠﺤﺮﻳّﺔ
ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﻗﻠﺒﻪ.[109]"
.100ﻛﻲ ﻧﺘﺤﻀﺮ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑـ "ﻧﻈﺮﺓ ﻣﺤﺒّﺔ ."ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻮﺩ
ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻠﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺏ ﻭﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ .ﻓﺎﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻮﺩّﻳﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ
ﺃﻻّ ﻧﺘﻮﻗّﻒ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳّﺔ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﻧﺘﺤﺪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺸﺘﺮﻙ ،ﺣﺘّﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﻨّﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ.
ﺍﻟﺤﺐُّ ﺍﻟﻮﺩّﻱ ﻳﻮﻟﺪ ﺭﺑﺎﻃﺎﺕ ﻭﻳﻨﻤّﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ،ﻭﻳﺨﻠﻖ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻳﺒﻨﻲ ﻧﺴﻴﺠًﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴًّﺎ ﻣﺘﻴﻨًﺎ .ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ
ﻳﻼﺋﻤﻨﺎ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ .ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﻧّﻤﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﻢ .ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻮﺩّﻳﺔ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﻟﻠﻐﺘﻪ .ﻣﻦ ﻳﺤﺐّ ﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ،
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮّﻱ ،ﻭﺗﻌﺰّﻱ ،ﻭﺗﺤﻔّﺰ .ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮﻯ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ:
"ﺗﺸﺠّﻊ ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ" )ﻣﺘﻰ .(2 ،9"ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻮ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ!" )ﻣﺘﻰ .(28 ،15"ﺍﻧﻬﺾ!" )ﻣﺮ .(41 ،5"ﺇﺫﻫﺐ ﺑﺴﻼﻡ" )ﻟﻮ .(50 ،7"ﻻ
ﺗﺨﺎﻓﻮﺍ" )ﻣﺘّﻰ .(27 ،14ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﺬﻝ ،ّﺃﻭ ﺗﺤﺰﻥ ،ﺃﻭ ﺗﻐﻀﺐ ،ﺃﻭ ﺗﺤﺘﻘﺮ .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻟﻐﺔَ ﻳﺴﻮﻉ
ﺍﻟﻮﺩﻭﺩﺓ.
ﺗﺠﺮﺩ ﺳﺨﻲ
.101ﻟﻘﺪ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﺮﺍﺕٍ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﻧﻪ ،ﻛﻲ ﻧﺤﺐ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻭﻻً ﺃﻥ ﻧﺤﺐ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ .ﻟﻜﻦ ،ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻫﺬﺍ ،ﻳﺆﻛّﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ "ﻻ
ﺗَﺴْﻌﻰ ﺇِﻟﻰ ﻣَﻨﻔَﻌَﺘِﻬﺎ ،"ﻭﻻ "ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﻬﺎ ."ﻧﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻧﺺٍ ﺁﺧﺮ :"ﻻ ﻳﻨﻈُﺮَﻥّ ﺃﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻟﻪ ،ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻟﻐﻴﺮﻩ"
)ﻓﻞ .(4 ،2ﺇﺯﺍﺀ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻫﺬﺍ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺠﻨّﺐ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻭﻟﻮﻳّﺔ ﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺒﻞ ﻣﻦ ﻫﺒﺔ

3.3 Page 23

▲back to top
23
ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺣﺐّ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ،ﻷﻥّ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ ﻧﻔﺴﻪ
ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ :"ﻣَﻦ ﺃَﺳﺎﺀَ ﺇِﻟﻰ ﻧَﻔﺴِﻪ ﻓﺈِﻟﻰ ﻣَﻦ ﻳُﺤﺴِﻦ؟ [...]ﻻ ﺃَﺳﻮﺃَ ﻣِﻤَﻦ ﻳَﺤﺴُﺪُ ﻧَﻔْﺴَﻪ .ﺫﻟﻚً ﺟَﺰﺍﺀُ
ﺧُﺒﺜِﻪ" )ﺳﻲ .(6 -5 ،14
.102ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺸﺮﺡ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﻗﺎﺋﻼ"ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻫﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﺑﺄﻥ ﺗُﺤِﺐ ﻻ ﺑﺄﻥ ﺗُﺤَﺐ ،[110]"ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ "ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ،
ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺤﺒﺒﻦ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ،ﻳﺮﻏﺒﻦ ﺑﺄﻥ ﻳُﺤﺒِﺒْﻦ ﻻ ﺑﺄﻥ ﻳُﺤﺒَﺒﻦ .[111]"َﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺗﻔﻴﺾ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ،"ﻏﻴﺮ
ﺭﺍﺟﻴﺔً ﺷﻴﺌًﺎ" )ﻟﻮ ،(35 ،6ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻷﻋﻈﻢ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ "ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ" ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ )ﻳﻮ .(13 ،15ﻫﻞ ﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺐ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﻭﻳﻌﻄﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻤﻜﻦ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﻨّﺎ:
"ﻣﺠﺎﻧًّﺎ ﺃﺧﺬﺗﻢ ،ﻣﺠَّﺎﻧًﺎ ﺃﻋﻄﻮﺍ" )ﻣﺘﻰ .(8 ،10
ﺩﻭﻥ ﺣﻨﻖ
.103ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻟﺮّﺩ ﺑﺤﺪّﺓ ﺗﺠﺎﻩ ﺿﻌﻒ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ،
ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻵﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ – - paroxynetaiﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻏﺎﺿﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺪﺙ ﺧﺎﺭﺟﻲ .ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﻨﻒ
ﺩﺍﺧﻠﻲ ،ﻭﺑﺎﺳﺘﻴﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻇﺎﻫﺮ ،ﻳﻀﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻣﺰﻋﺠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺠﻨﺒﻬﻢ .ﺇﻥ ﺗﻐﺬﻳﺔ
ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻛﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺪٍ ﺃﺑﺪًﺍ .ﺇﻧﻪ ﻳﺆﻟﻤﻨﺎ ﻭﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ .ﻓﺎﻻﺳﺘﻴﺎﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺇﺯﺍﺀ ﻇﻠﻢ ﻓﺎﺩﺡ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻀﺮًﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻨﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
.104ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻨﺎ ﺃﻭﻻً )ﻣﺘﻰ ،(5 ،7ﻭﻛﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺩﻋﻮﺓ
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻛﻲ ﻻ ﻧﻐﺬِّﻱ ﺍﻟﻐﻀﺐ :"ﻻ ﺗﺪﻉ ﺍﻟﺸﺮ ﻳﻐﻠﺒﻚ" )ﺭﻭ .(21 ،12"ﻭﻻ ﻧﻤﻞّ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ" )ﻏﻞ .(9 ،6ﺃﻥ
ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻧﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﻄﺒﻌﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ:
"ﺇﻏﻀﺒﻮﺍ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺨﻄﺄﻭﺍ ،ﻻ ﺗﻐﺮﺑﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﻈﻜﻢ" )ﺃﻑ .(26 ،4ﻟﺬﺍ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﺑﺪًﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻳﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ."ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺎﻟﺢ؟" ﻫﻞ ﺃﺟﺜﻮ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻲ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ؟ ﻻ! ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻔﺘﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ،ﺃﻣﺮ ﺑﺴﻴﻂ ،ﻭﻳﻌﻮﺩ
ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻤﺴﺔ ﺣﻨﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ .ﻓﻼ ﺗﻨﻬﻮﺍ ﺃﺑﺪًﺍ ﻧﻬﺎﺭﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﺎﻟﺤﻮﺍ .[112]"ﺭﺩ
ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺇﺯﺍﺀ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻻً ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻭﺭﻏﺒﺔ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺮﺏّ ﻛﻲ ﻳﺤﺮﺭﻩ ﻭﻳﺸﻔﻴﻪ :"ﺑﻞ ﺑﺎﺭﻛﻮﺍ ،ﻷﻧﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺩﻋﻴﺘﻢ ،ﻟﺘﺮﺛﻮﺍ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ" 1)ﺑﻂ .(9 ،3ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﺎﻫﺪ ﺿﺪ
ﺍﻟﺸﺮ ،ﻓﻠﻴﻜﻦ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺩﺍﺋﻤًﺎ "ﻻ" ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ.
ﺍﻟﺼﻔﺢ
.105ﺇﺫﺍ ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﺸﻌﻮﺭ ﺳﻲﺀ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻄﻲ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺬَّﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ .ﺇﻥ
ﺟﻤﻠﺔ " "logizetai to kakonﺗﻌﻨﻲ :"ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﺮ ،""ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻣُﺪَﻭَّﻧًﺎ" ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﻘﻮﺩ .ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ،
ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺿﻌﻒ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﻟﻶﺧﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ :"ﻳﺎ
ﺃﺑﺖ ﺇﻏﻔﺮ ﻟﻬﻢ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ" )ﻟﻮ .(34 ،23ﻭﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻋﺪﺩ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ،
ﻭﻟﺘﺨﻴّﻞ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ،ﻭﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﺒﺮ ﺍﻷﺣﻘﺎﺩ ﻭﺗﺘﺠﺬﺭ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ
ﺳﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻀﺮ ﺑﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ .ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻧﻌﻄﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺑﺄﻥ ﻧﺼﺒﺢ ﻗﺴﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﻫﻔﻮﺓ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﺗﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ
ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻄﺶ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﺎﻉ ﻣﺤﻖ ﻭﺻﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
.106ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﻺﻫﺎﻧﺔ ﺃﻭ ﻟﺨﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ،ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻭﻣُﺤﺒَّﺬًﺍ ،ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺪّﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻬﻞ .ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ:
"ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮّ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﺇﻻّ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﺰﻡ ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻧﻲ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩًﺍ ﻓﻮﺭﻳًﺎ ﻭﺳﺨﻴًﺎ ،ﻟﻠﺘﻔﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ،ﻭﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ .ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﺠﻬﻞ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ
ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ﺗﻤﺰّﻕ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺗﻘﻀﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ :ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻨﺸﺄ ،ﻓﻲ
ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﺼﺎﻡ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.[113]"

3.4 Page 24

▲back to top
24
.107ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻧﻪ ،ﻛﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﺮّ ﻋﺒﺮ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻬﻢ ﻭﻣﺴﺎﻣﺤﺔ
ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ .ﻣﺮﺍﺕٍ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ٍﺃﺧﻄﺎﺅﻧﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺒﻬﻢ ،ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻔﻘﺪ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ ﻟﺬﺍﺗﻨﺎ .ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ
ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺩّﺓ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ .ﻟﺬﺍ ﻳﺼﺒﺢ
ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣُﺴﻜِّﻨًﺎ ﺯﺍﺋﻔًﺎ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺼﻠﻲ ﻣﻊ ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ ،ﻭﻧﻘﺒﻞ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ،ﻭﻧﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺘﻨﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻧﺴﺎﻣﺢ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
.108ﻫﺬﺍ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺫﻗﻨﺎ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺒﺮﻳﺮﻩ ﻟﻨﺎ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺰﺍﻳﺎﻧﺎ .ﻟﻘﺪ ﺃﺗﺎﻧﺎ ﺣﺐٌ ﻳﺴﺒﻖ
ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻪ ،ﺣﺐٌ ﻳﻌﺰِّﺯ ،ﻭﻳﺤﻔِّﺰ ﻭﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﺮﺻﺔً ﺟﺪﻳﺪﺓﺇﺫﺍ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ،ﻭﺑﺄﻥ ﺣﻨﺎﻥ
ﺍﻵﺏ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻻ ﺃﻥ ﻳُﺸﺘﺮﻯ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳُﺒﺎﻉ ،ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺐ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺴﺎﻣﺢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﻔﻴﻦ ﻣﻌﻨﺎ .ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ،ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ،ﻭﺗﺼﺒﺢ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻟﻠﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ
ﺃﻭ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ.
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
.109ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓchairei epi te adikiaﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀٍ ﺳﻠﺒﻲ ﺃُﺩﺧِﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺸﺨﺺ .ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮُّﻑ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻡ
ﻟﻤﻦ ﻳﺒﺘﻬﺞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻈﻠﻢ .ﻭﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺗﺘﻮﺿﺢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔٍ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔsynchairei te
:aletheiaﻳﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؛ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺘﻬﺞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺧﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻓﻊ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﺗﻘﺪّﺭ ﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ .ﻫﺬﺍ
ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﺳﺮًّﺍ ﺑﺈﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻪ.
.110ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺐ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻶﺧﺮ ،ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻳﻔﺮﺡ
ﻟﻪ ،ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳُﻤَﺠِّﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻥ :"ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﺑﻔﺮﺡ" 2)ﻗﻮﺭ ،(7 ،9ﺭﺑّﻨﺎ ﻳﻘﺪِّﺭ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔٍ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺡ
ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮ .ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻐﺬِّ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻧﺮﻛّﺰ ﺑﺸﻜﻞٍ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ،ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ
ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﺴﻮﻉ :"ﻣَﻐْﺒُﻮﻁٌ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻌَﻄَﺎﺀُ ﺃَﻛْﺜَﺮُ ﻣِﻦَ ﺍﻷَﺧْﺬِ" )ﺭﺳﻞ .(35 ،20ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ،ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺳﻴﺘﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻪ ﺳﻮﻳًّﺎ.
ﺗَﻌﺬُﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
.111ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﻣﺎ :"ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ."ﺗَﻌﺬُﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺗﺼﺪّﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺗﺮﺟﻮ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ،ﻭﺗﺘﺤﻤّﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﻀﺎﺩ-ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺐ ،ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﺩﻫﺎ.
.112ﻳﺘﻢّ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻬﺎ :"ﺗُﻌﺬﺭ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ" .panta stegeiﻭﻫﺬﺍ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ "ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻲ ﺑِﺎﻟﺴُّﻮﺀ ،"ﻷﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ؛ ﻭﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ "ﻏﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ" ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﻳﻌﻨﻲ
ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻹﻃﻼﻕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ."ﻻ ﺗﺪﻳﻨﻮﺍ ﻓﻼ ﺗﺪﺍﻧﻮﺍ" )ﻟﻮ .(37 ،6ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺃﻧّﻪ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨّﺎ :"ﻻ ﻳَﻘﻮﻟَﻦَّ ﺑﻌﻀُﻜﻢُ ﺍﻟﺴُّﻮﺀَ ﻋﻠﻰ ﺑَﻌْﺾ ،ﺃَﻳُّﻬﺎ ﺍﻹِﺧﻮﺓ" )ﻳﻊ
.(11 ،4ﻓﻌﻞ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺻﻮﺭﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻠﻀﺮﺭ
ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺒّﺒﻪ .ﻧﻨﺴﻰ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺮﺡ
ﺑﺸﺪﺓ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺴﺒﺒًﺎ ﻟﻬﻢ ﺃﺿﺮﺍﺭًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺇﺻﻼﺣﻬﺎ .ﻟﺬﺍ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻲ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮﻝ :"ﺑﺄﻧﻪ
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻹﺛﻢ" ﺍﻟﺬﻱ "ﻳﺪﻧِّﺲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻛﻠّﻪ ﻭﻳﺤﺮﻕ ﻛﻞّ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ" )ﻳﻊ ،(6 ،3"ﺇﻧّﻪ ﺑَﻠِﻴّﺔ ﻻ ﺗُﻀﺒﻂ ،ﻣﻠﺆُﻩ ﺳﻢٌّ ﻗﺎﺗِﻞ" )ﻳﻊ .(8 ،3ﺇﺫ "ﺑﻪ
ﻧﻠﻌﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ" )ﻳﻊ ،(9 ،3ﺍﻟﺤﺐّ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺑﻠﺒﺎﻗﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻟﻸﻋﺪﺍﺀ .ﻓﻲ ﺩﻓﺎﻋﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﺑﺪًﺍ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻫﺬﺍ.
.113ﺇﻥّ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦَ ﻳﺘﺤﺎﺑّﻮﻥ ﻭﻳﻨﺘﻤﻮﻥَ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻳﺘﻜﻠّﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻳﺤﺎﻭﻝُ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﻢ
ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺠﻴّﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻣﺘﺨﻄّﻴًﺎ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻀّﻌﻒ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺎﺀﻩ .ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞِّ ﺣﺎﻝ ،ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻤﺖ
ﻛﻲ ﻻ ﻳﺸﻮّﻫﻮﺍ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺗﺼﺮﻓًﺎ ﺧﺎﺭﺟﻴًّﺎ ﻭﺣﺴﺐ ،ﺇﻧّﻤﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙٍ ﺩﺍﺧﻠﻲﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ

3.5 Page 25

▲back to top
25
ﺳﺬﺍﺟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻧّﻪ ﻻ ﻳﺮَﻯ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻄّﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝُّ ﻋﻠﻰ ﺍﺗّﺴﺎﻉ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣَﻦ
ﻳﻀﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ؛ ﻭﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺗﺸﻜّﻞ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻭﻻ ﺗﺸﻜّﻞ
ﻛﺎﻣﻞ ﻛﻴﺎﻧﻪ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﺪﺛًﺎ ﻣﺰﻋﺠًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻻ ﻳﺸﻜّﻞ ﻣﺠﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ،ﺑﻜﻞّ ﺑﺴﺎﻃﺔ ،ﺑﺄﻧّﻨﺎ
ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻌﻘّﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈّﻼﻝ .ﻓﺎﻵﺧﺮ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻄّﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﺠﻨﻲ .ﻓﻬﻮ ﺃﻫﻢّ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ .ﻟﻨﻔﺲ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﺇﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺗﻮﻗّﻊ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺒﻪ ﻣﺜﺎﻟﻴًﺎ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻥ ﺃﻗﺪﺭﻩ .ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﻘﺪﺭﺗﻪ ،ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺘﻪ؛
ﺇﻧﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻥ ﺣﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺣﺒﻪ ﻛﺎﺫﺏ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ .ﺇﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩ ،ﻭﺃﺭﺿﻲ .ﻟﺬﺍ ،ﺇﺫﺍ
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻔﻬّﻤﻨﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻭﻻ ﻳﻮﺍﻓَّﻖ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ
ﺍﻹﻟﻬﻲ ،ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻛﺎﻣﻞ ﺣﺎﺟﺎﺗﻲ .ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻘﺺ ،ﻭﻳﻌﺬﺭﻩ ،ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺃﻣﺎﻡ
ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ.
ﺗﺼﺪّﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
:Panta pisteuei .114"ﺗَﺮْﺟﻮ ﻛُﻞَّ ﺷﻲَﺀ ."ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ "ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ" ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻲ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑـ"ﺍﻟﺜﻘﺔ ."ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻜﺬﺏ ﺃﻭ ﻳﺤﺘﺎﻝ .ﺛﻘﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﻬﺬﻩ ﺗﺪﺭﻙ
ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺮ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ.
.115ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .ﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺧﻄﺎﻩ ﺑﺪﻗﺔ،
ﻟﺘﺠﻨﺐ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻳﺪﻱ .ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺜﻖ ﺑﺎﻵﺧﺮ ،ﻭﻳﺘﺮﻛﻪ ﺣﺮًّﺍ ،ﻭﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻻﺧﺮ
ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺴﺢ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ،ﻭﻟﻼﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﺴﻤﺢ
ﺑﺈﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺑﺄﻻّ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻼﻗﺔ ﺯﻭﺍﺝ ﻣﻨﻐﻠﻘﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻟﺪﻯ ﻟﻘﺎﺋﻬﻢ،
ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻓﺮﺡ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻠﻘّﻮﻩ ﻭﺗﻌﻠّﻤﻮﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﺍﻟﺼﺪﻕ
ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺜﻘﺔ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﺪّﺭﻭﻥ ﻃﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﻳﻈﻬﺮ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﻻ
ﻳﺨﻔﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻃﻴّﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﻚ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻌﺎﻃﻒ،
ﻭﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﺷﺮﻁ ،ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻔﻀّﻞ ﻛﺘﻢ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ،ﻭﺇﺧﻔﺎﺀ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ﻭﺿﻌﻔﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺛﻘﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻭﺩّﻳﺔ ،ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﻣًﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻓﻬﺬﺍ
ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻭﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﺾ ﻋﻔﻮﻱ ﻟﻠﻐﺶ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ.
ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ
:Panta elpizei .116ﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻳﺸﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﺑِﺼِﻠَﺔٍ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺇﻟﻰ ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻴّﺮ .ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻳﺮﺟﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻨﻀﻮﺝ ،ﻭﻟﺒﺰﻭﻍ ﺟﻤﺎﻝ ﻣﻔﺎﺟﺊ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ
ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺮﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺨﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺣﻨﺎﻳﺎ ﺻﺪﺭﻩ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ .ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ
ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺘﻬﻲ ،ﻭﺑﺄﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﻃﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﻮﺟﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻄﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ.
.117ﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺿﻌﻔﻪ ﻫﻮ
ﻣﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻭﻫﻨﺎ ،ﻳﺰﻭﻝ ﺿﻌﻔﻪ ﻭﻇﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﺃﻣﺮﺍﺿﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻛﻠّﻴﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻭﻫﻨﺎ ،ﻳﺴﻄﻊ ﻛﻴﺎﻧﻪ
ﺍﻷﺻﻴﻞ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻴﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ،ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺑﺄﻥ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﻨﻈﺮﺓ
ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ،ﻭﻧﻨﺘﻈﺮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻞﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻨﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺭﺅﻳﺘﻪ
ﺣﺎﻟﻴًّﺎ.
ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
:Panta hypomenei .118ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺗﺘﺤﻤّﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺎﺕ ﺑﺮﻭﺡ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺻﺎﻣﺪًﺍ
ﻭﺳﻂ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤّﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ :ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﻭﺛﺎﺑﺘﺔ،

3.6 Page 26

▲back to top
26
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﺨﻄّﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ .ﺇﻧﻪ ﺣﺐ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺁﺧﺮ .ﻭﻫﺬﺍ
ﻳُﺒﺮﺯ ﻣﻘﺪﺍﺭًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻣﺪﺓ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﻱ ﺗﻴﺎﺭﺳﻠﺒﻲ ،ﻭﻳﺒﻴّﻦ ﺧﻴﺎﺭًﺍ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺸﻲﺀ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﺒﻪ.
ﻳﺬﻛﺮﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻟﻮﺗﺮ ﻛﻴﻨﻎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻷﺧﻮﻱ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ:
"ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺮﻫﻚ ﺃﻛﺜﺮ ،ﻟﺪﻳﻪ ﺷﻲﺀ ﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮﻩ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ؛
ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺮﻩ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻟﺪﻳﻪ ﺷﻲﺀ ﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻪ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﺮﻯ
ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ »ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ،«ﺗﺒﺪﺃ ﺁﻧﺌﺬﻥ ﺑﺤﺒﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻻ ﻳﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺮﻯ ﻫﻨﺎ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ .ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺼﺮ ﺻﻼﺡ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ .[...]ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺤﺐ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﻭﻙ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻨﺢ ﻟﻚ
ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ ﻋﺪﻭﻙ ،ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻛﻲ ﺗﻘﺮﺭ ﻋﺪﻡ ﻫﺰﻳﻤﺘﻪ [...] .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﺍﻟﻰ
ﻋﻈﻤﺔ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻬﺰﻣﻪ ﻫﻲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ .ﺃﻧﺖ ﺗﺤﺐ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺿﺤﻴﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻫﺰﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ [...]ﻓﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﺪﻱ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﺘﺪﻱ ﻋﻠﻲ ،ﺛﻢ ﺃﻋﻴﺪ ﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻭﺗﻌﻴﺪ ﻟﻲ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ ،ﻓﻤﻦ
ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ .ﻭﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺃﺑﺪًﺍ .ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻮﻱ .ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻞّ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ،ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮ
.[...]ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺑﻐﻴﺔ ﺣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻘﻮﻱ
ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ".[114]
.119ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪّﺩﻫﺎ .ﻓﺎﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ
ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﺪ ،ﺃﻭ ﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺠﺮﺡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻨﻬﻢ .ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ
ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﺤﺐ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﺃﻧﻲ ﺃﻋﺠﺐ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺑﺘﺼﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺒﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﺤﻔﻈﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ،ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻄّﻰ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ،ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﺍ ﻟﺨﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺝ ،ﻭﻟﻮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺮﺽ
ﻣﺜﻼ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ .ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻫﻮ ﺣﺐ.
ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
.120ﺇﻥ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻔّﺤﻨﺎﻩ ،ﻳُﻤَﻜِّﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،[115]ﻭﻗﺪ ﻗﺪّﺳﺘﻪ ﻧﻌﻤﺔ ﺳﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺃﻏﻨﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎﺭﺗﻪ .ﺇﻧﻪ "ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻋﺎﻃﻔﻲ ،[116]"ﻭﺭﻭﺣﻲ ،ﻭﻣﻀﺤﻲ ،ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻲ
ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺷﻐﻒ ﺍﻟﻬﻮﻯ ،ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻥ ﻳﺪﻭﻡ ﺣﻴﻦ ﺗﻀﻌﻒ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﺸﻐﻒ .ﻗﺪ ﻋﻠّﻢ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻴﻮﺱ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ
ﺃﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺐ ﻳﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑـ "ﺍﻟﻨُﺒﻞ ﺍﻷﻋﻈﻢ .[117]"ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﺇﻥ ﺣﺒًﺎ ﻗﻮﻳًﺎ ﻛﻬﺬﺍ،
ﻣﺴﻜﻮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻫﻮ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﺬﻝ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ :"ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻴﻀﻪ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﻠﺒًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ،ﻭﻳﻤﻜّﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ
ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺒّﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ .ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻞﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻭُﺟِّﻬَﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﺍﺧﻠﻴًﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.[118]"
.121ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻼﻣﺔ ﺛﻤﻴﻨﺔ ،ﻷﻧﻪ "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺴﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻭﻳﻄﺒﻊ ﻓﻴﻬﻤﺎ
ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ .ﻓﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﺃﻳﻘﻮﻧﺔ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻫﻮ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻵﺏ ﻭﺍﻻﺑﻦ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ :ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻛﻴﺎﻧًﺎ
ﻭﺍﺣﺪًﺍ .[119]"ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻳﻮﻣﻴﺔ ،ﻻﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ "ﻭﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﺮّ ﻳﻨﺎﻻﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻨﺎ،
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ،ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﺍ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺑﺬﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ.[120]"
.122ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﺧﻠﻂ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ :ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧُﺤﻤّﻞ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﻦ ﻫﻮﻝ ﺛِﻘَﻞَ ﻭﺟﻮﺏِ ﻣﺤﺎﻛﺎﺕ
ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﺎﻟﻲ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻛﻌﻼﻣﺔ ،ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﺟﻮﺩ "ﺧﻄّﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺗﺘﻘﺪّﻡ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ
ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻲ ﻟﻬﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ.[121]"
ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺸﺘﺮﻙ

3.7 Page 27

▲back to top
27
.123ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻫﻮ "ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻷﻋﻈﻢ .[122]"ﺇﻧﻪ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻳﺘﺤﻠّﻰ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﻴﺰﺍﺕ
ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ :ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺍﻷﻟﻔﺔ ،ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ،ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ،ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻤﻮ ﺑﻔﻌﻞ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻀﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺣﺼﺮﻳّﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﺤﻼﻝ ،ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻛﻠﻪ ﻣﻌًﺎ .ﻟِﻨَﻜُﻦ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻭﻟﻨﺮَ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ :ﻣَﻦ ﻳﺤﺐ ﻓﻌﻼ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ.
ﻭﻣَﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻌﻤﻖ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻜّﺮ ﺑﺄﻣﺮ ﻋﺎﺑﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺯﻭﺍﺝ ﻣﻤﻠﻮﺀ
ﺑﺎﻟﺤﺐ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺸًّﺎ ،ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ .ﻓﺎﻷﻭﻻﺩ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺐ ﻭﺍﻟﺪﺍﻫﻢ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﻌﻀًﺎ ﻭﺣﺴﺐ،
ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻭﺩﻭﻣًﺎ ﻭﻣﺘﺤﺪﻳﻦ .ﻭﺗُﻈﻬِﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ،ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ،ﺃﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ
ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﻀﻢّ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻧﻬﺎﺋﻲ .ﺇﻥ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻟﻸﺑﺪ ،ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ
ﻋﺎﺩﺍﺕ ،ﻷﻧﻪ ﻣﺘﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ .ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،ﺇﻧﻪ ﻋﻬﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻹﺧﻼﺹ :"ﺍﻟﺮَّﺏّ ﻛﺎﻥَ
ﺷﺎﻫِﺪﺍً ﺑَﻴﻨَﻚَ ﻭﺑَﻴﻦَ ﺍﻣﺮَﺃَﺓِ ﺻِﺒﺎﻙَ ﺍﻟﺘﻲ ﻏَﺪَﺭﺕَ ﺑﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻗَﺮﻳﻨَﺘُﻚَ ﻭﺍﻣﺮَﺃَﺓُ ﻋَﻬﺪِﻙ [...] .َﻻ ﺗَﻐﺪُﺭْ ﺑِﺎﻣﺮَﺃَﺓِ ﺻِﺒﺎﻙ .ﻟِﺄَﻧَّﻨﻲ ﺃﻣﻘﺖ
ﺍﻟﻄﻼﻕ" )ﻣﻼ .(16 .15 .14 ،2
.124ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ،ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺒّﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﺘﺤﺪٍّ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ،ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ،
ﻭﺍﻟﺒﺪﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻮﻣﻴًّﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤّﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣًﺎ ﻋﺎﻟﻴًﺎ؛ ﺇﻧﻪ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ
ﺑﻤﺴﻴﺮﺓِ ﻧﻤﻮٍّ ﺛﺎﺑﺘﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ،"ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻬﺪ ﺑﻤﺤﺒّﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻟﻸﺑﺪ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻨﺎ ،ﻳﻌﻴﻨﻨﺎ ﻭﻳﺴﻤﺢ
ﻟﻨﺎ ﺑﻮﻫﺐ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ .[123]"ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐّ ﻣﻦ ﺗﺨﻄّﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﻓﻴًّﺎ
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﺇﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻳﻪ ﻭﺗﺮﻓﻌﻪ .ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺭﻭﺑﻴﺮﺗﻮ ﺑﻴﻼﺭﻣﻴﻨﻮ
Roberto Bellarmino"ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺮﺑﺎﻁ ﺣﺼﺮﻱ ﻭﺃﺑﺪﻱ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ،ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎﺏ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺩﻭﻥ ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ.[124]"
.125ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﻐﻒ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻳﺰﺩﺍﺩ
ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭًﺍ ﻭﺷﺪّﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ .ﻷﻥ "ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻢ ﻳُﺆﺳّﺲ ﻹﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻓﻘﻂ ،"ﺇﻧﻤﺎ ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ "ﻣُﻌﺒَّﺮًﺍ ﻋﻨﻪ
ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﻴﺘﻘﺪﻡ ﻭﻳﺰﺩﻫﺮ .[125]"ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻴﺰﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗُﻤﻨﺢ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ .ﻭﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﺷﺎﻣﻞ ،ﻓﻬﻮ ﺣﺼﺮﻱ ﻭﺃﺑﺪﻱ ،ﻭﻣﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ .ﻳﺘﻢّ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﻛﻞّ
ﺷﻲﺀ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺲ ،ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ .ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ "ﺣﺒﺎً ﻛﻬﺬﺍ ،ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻹﻟﻬﻴﺎﺕ ،ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﻫﺒﺔ ﺣﺮﺓ ،ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﻮﺍﻃﻒَ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕٍ ﺭﻗﻴﻘﺔ ،ﻓﺘﺮﺗﻮﻱ ﻣﻨﻬﺎ
ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛﻠﻬﺎ.[126]"
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
.126ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻨﻲ ﺑﻔﺮﺡ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﻫﺎﺟﺴﻴًّﺎ ﺍﺳﺘﺤﻮﺍﺫﻳًﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﺳﺮ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻮﺳّﻊ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ
ﻭﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺬﻭﻕ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﻤﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻛﻠﻤﺔ
"ﺳﻌﺎﺩﺓ" ﺗُﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻺﺷﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻮﺳﻊ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ .[127]ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻴﺸﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻷﻟﻢ ،ﺗﻌﻨﻲ
ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺰﻳﺠًﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳًﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻭﺍﻷﺗﻌﺎﺏ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ،ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺿﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮّﺍﺕ ،ﺩﻭﻣًﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ :"ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ.[128]"
.127"ﺣﺐ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ" ﻳُﺪﻋﻰ "ﻣﺤﺒّﺔ" ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻭﻧﻘﺪِّﺭ "ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ" ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮ .[129]ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ -"ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ" ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ -ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺘﺬﻭﻕ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻻﻣﺘﻼﻛﻪ ﻗَﺴﺮﻳًّﺎ .ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ﻳﺘﻀﺎﺀﻝ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ،ﻭﻣﻌﻪ ﺗﻐﺮﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ؛ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻛﻲ ﻳﺘﻢ
ﺷﺮﺍﺅﻩ ،ﻭﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻭﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺮّﺭ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺎﻻﻣﺘﻼﻙ ﺍﻷﻧﺎﻧﻲ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺮﺗﻌﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺑﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻥ

3.8 Page 28

▲back to top
28
ﻧﺴﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻳﺘﻪ .ﺣﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻣﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺪّﺭﻩ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺎﺟﺎﺗﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ ﻟﺨﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﻲ
ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺷﺨﺼًﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﺑﻪ ﺟﺴﺪﻳًّﺎ ،ﻭﺷﺨﺼًﺎ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴًﺎ ﻭﻣﺰﻋﺠًﺎ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،"ﺇﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺐ ﺷﺨﺼًﺎ ﻧﻬﺒﻪ ﻣﺠﺎﻧًﺎ
ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ.[130]"
.128ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﺐ ﻋﺒﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﻐﺎﻳﺔ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺿًﺎ،
ﺃﻭ ﻣﺘﻘﺪﻣًﺎ ﺑﺎﻟﺴﻦ ﺃﻭ ﺣﻴﻦ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺔ .ﻓﺎﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﺭ ﻣﻬﻤّﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﺭﻓﻀﻬﺎ
ﻳﻮﻟّﺪ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﺿﺮﺍﺭًﺍ .ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻛﻲ ﻳﻠﻔﺘﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻳﻔﻮﺯﻭﺍ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ! ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ
ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﻲ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ :"ﺇﻥ ﺯﻭﺟﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ،َّﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ .""ﺃﺭﺟﻮﻙ ،ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻴﻚ."
"ﺇﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻲ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻷﻭﻻﺩ .""ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ،ﻻ ﻳﻬﻤّﻬﻢ ﺃﻣﺮﻱ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ."ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ
ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﻳﺴﻤﺢ ﺑﺄﻥ ﻧﺪﺭﻙ ،ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻛﻢ ﻫﻲ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ.
.129ﺇﻥ ﻓﺮﺡ ﺣﺐ ﺗﺄﻣﻠﻲ ﻛﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻰ .ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧُﻠﻘﻨﺎ ﻛﻲ ﻧﺤﺐ ،ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮﺡ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﺎ :"ﺃَﻋْﻂِ ﻭﺧُﺬْ ﻭﻣَﺘﻊْ ﻧَﻔْﺴَﻚَ" )ﺳﺮ .(16 ،14ﺇﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﻮّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻮﻟﺪ ﺣﻴﻦ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،ﺍﺳﺘﺒﺎﻗًﺎ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ .ﺃَﺫﻛُﺮُ ﻫﻨﺎ ﻣﺸﻬﺪًﺍ ﺟﻤﻴﻼ ﻣﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﻋﻴﺪ ﺑﺎﺑﻴﺖ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻠﻘّﻰ ﺍﻟﻄﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴّﺔ ﻋﻨﺎﻗًﺎ ﻣﻠﺆﻩ
ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ :"ﺇﻥ ﻟﺬﺓ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﺳﺘُﻔﺮِﺡ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ."!ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻭﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ
ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﻫﻮ ﻋﺬﺏ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﻋﺰﺍﺀ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ،ﻭﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻷﺧﻮﻱ ،ﻟﻴﺲ ﻓﺮﺡ ﻏﺮﻭﺭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ،
ﺇﻧﻤﺎ ﻓﺮﺡ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﻭﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ،ﻓﺮﺡ ﻳَﺼﺐُّ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺧﺼﺒًﺎ ﻓﻴﻪ.
.130ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﺘﺠﺪّﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻢ .ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻭﻏﺴﻄﻴﻨﻮﺱ "ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪّ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭ .[131]"ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺎﻧﺎ ﻭﺟﺎﻫﺪﺍ ﻣﻌًﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺒﺮﺍ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ،ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺣﺼﻼ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺟﻴﺪ ،ﻭﻷﻧﻬﻤﺎ ﺗﻌﻠّﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻌًﺎ ،ﺃﻭ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳُﻘﺪّﺭﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﺎﻥ.
ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻫﻲ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﻣﺒﻬﺠﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﺷﺨﺼﺎﻥ ﻳﺘﺤﺎﺑﺎﻥ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﻣﻌًﺎ ﻗﺪ ﻛﻠّﻔﻬﻤﺎ ﻣﺠﻬﻮﺩًﺍ ﻣﺸﺘﺮﻛًﺎ
ﻛﺒﻴﺮًﺍ.
ﺯﻭﺍﺝ ﻋﻦ ﺣﺐ
.131ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻠﻚ ﺍﻟﺤﺐ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
ﻓﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﻳَﺠﺪُ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞَ ﻟﺜﺒﺎﺗﻪ ،ﻭﻧﻤﻮّﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ .ﺇﻧﻪ ﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺿﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺷﻜﻠًﺎ ﻣﺮﺋﻴًّﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻣﺤﺪّﺩﺓ ،ﻳﺒﻴّﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ :ﺇﻧﻪ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺟﺪّﻳﺔ ﻭِﺣﺪَﺓ ﺍﻟﻬﻮﻳّﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺗَﺨَﻄّﻲ ﻓﺮﺩﻳّﺔ
ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ،ﻭﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺯﻡ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ .ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺗَﺮﻙِ ﺍﻟﺤﻀﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﻓﻌﻠﻴًّﺎ
ﻟﻨﺴﺞ ﺭﺑﺎﻃﺎﺕ ﻗﻮﻳّﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻟِﺘَﺤَﻤُّﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺇﺯﺍﺀ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮّﺩ ﻣﺆﺳﺴﺔ
ﻋﻔﻮﻳّﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺨﺼﻴﺼًﺎ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ .ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻫﻮ ﺣﻤﺎﻳﺔ
ﻭﺃﺳﺎﺱ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﻭﺇﻧﻀﺎﺝ ﺍﻟﺤﺐ ﻛﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺑﻌﻤﻖ ،ﻭﻛﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ،
ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻟﺬﺍ ،ﻓﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺘﺨﻄّﻰ ﺃﻳّﺔ ﻣﻮﺿﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻭﻳﺪﻭﻡ .ﺇﻥ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺘﺠﺬّﺭ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻃﺎﺑﻌﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻣﻦ ﺣﺐٍّ
ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺳﺨﻲّ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
.132ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺠﻤﻊ ﻃﺮﻳﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻣﻬﻤﺎ
ﺣﺼﻞ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ .ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺟﺪّﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺘﺴﺮّﻋًﺎ ،ﻭﻟﻨﻔﺲ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﺟﻴﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻰ .ﺇﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺼﺮﻱ ﻭﻧﻬﺎﺋﻲ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻋﻠﻰ
ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﺠﺮﻱﺀ .ﺇﻥ ﺭﻓﺾ ﺗﺤﻤّﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻫﻮ ﺗﺼﺮﻑ ﺃﻧﺎﻧﻲ ،ﻭﻣﻐﺮﺽ

3.9 Page 29

▲back to top
29
ﻭﺩﻧﻲﺀ .ﻫﻮ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺪّﻣﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺸﺨﺺ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺪٍ ﺃﻭ ﺷﺮﻁ .ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﻥ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ﺣﻘًّﺎ ،ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺣﺒﻬﻢ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ .ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﺤﺐ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺯﻭﺍﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ،ﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻠـ "ﻧَﻌَﻢ"
ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻠﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱّ ﺗﺤﻔّﻆ ﻭﺩﻭﻥ ﻗﻴﻮﺩ .ﻫﺬﻩ "ﺍﻟﻨﻌﻢ" ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺩﻭﻣًﺎ ﺑﻪ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻦ
ﻳﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻪ ﻓﺮﺹ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ.
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﻳﻨﻤﻮ
.133"ﺣﺐ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ" ﻳﻮﺣّﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲّ ﻗﺪﻣًﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ
ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ .ﻟﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻛﻞّ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺐّ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﺩﻭﻥ ﺧِﺴَّﺔ ،ﻭﺑﺴﺨﺎﺀ .ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،"ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ .ﺃﻭﺩّ ﺃﻥ ﺃﻛﺮّﺭﻫﺎ :ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ،ﺷﻜﺮًﺍ ﻭﻋﺬﺭًﺍ .ﺇﻧﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ .[132]"!"ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﺘﻄﻔﻠﻴﻦ ،ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻹﺫﻥ ﺃﻭّﻻ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺃﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻭﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﺮﻭﺍ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ
ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺳﻴّﺊ ،ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺪّﻡ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻩ؛ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .[133]"ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻّ
ﻧﺒﺨﻞ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ،ﺑﻞ ﻟﻨﻜﻦ ﺍﺳﺨﻴﺎﺀ ﺑﻤﻌﺎﻭﺩﺓ ﺗﺮﺩﺍﺩﻫﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ،ﻷﻥ "ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻘﻴﻠًﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ،
ﺣﺘﻰ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ،ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺧﻮﺓ .[134]"ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗُﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﺗﺤﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗُﻐﺬّﻱ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ.
.134ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ،
ﻣﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﻧﻀﻮﺝ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ،ﻷﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﻧﻄﺒّﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ :"ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﻭﺑﺴﺒﺐ
ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺣﺪﻭﺩًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ،ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺸﺎﺭَﻛَﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ [...] .ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ
ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺣﺪًّﺍ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻊ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﺗﻨﻤﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮ ﻋﺘﻴﺪ .[135]"ﻭﻗﺪ ﺣﺚّ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ
ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻘﻮﺓ :"ﻋَﺴﻰ ﺃَﻥ ﻳَﺰﻳﺪَ ﺍﻟﺮَّﺏُّ ﻭﻳُﻨﻤِﻲَ ﻣَﺤَﺒَّﺔَ ﺑَﻌﻀِﻜﻢ ﻟِﺒَﻌْﺾٍ ﻭﻟِﺠَﻤﻴﻊِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ" 1)ﺗﺲ 12 ،3(؛ ﻭﻳﻀﻴﻒ :"ﺃَﻣَّﺎ
ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔُ ﺍﻷَﺧﻮِﻳَّﺔ [...]ﻓﻨَﺴﺄَﻟُﻜﻢ ،ﺃَﻳُّﻬﺎ ﺍﻹِﺧﻮَﺓ ،ﺃَﻥ ﺗَﺰْﺩﺍﺩﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ" 1)ﺗﺲ .(10 -9 ،4ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ ﻓﻼ ﻳﺘﻘﻮّﻯ
ﺃﻭّﻻ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻧﺤﻼﻝ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ ﻛﻮﺍﺟﺐ ،ﺃﻭ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﺎ ،ﺇﻧّﻤﺎ ﺑﺘﻘﻮﻳﺘﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻧﻤﻮّﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻤﻮ ﻳﺘﻌﺮّﺽ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ ،ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻘﻂ ﺑﺘﻮﺍﻓﻘﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ،ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ .ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ
"ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺣﺪﺗﻬﻤﺎ ﻭﻳﺤﻘﻘﻮﻧﻬﺎ ﺩﻭﻣًﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﻤﻞ .[136]"ﺇﻥ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻹﻟﻬﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻋﻴﻨﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ.
.135ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺣﺐ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﻭﻛﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﺠﺪﻱ ﻧﻔﻌًﺎ ،ﻭﻳﺤﺮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺣﺎﻓﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ .ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﺗﻨﺴﻰ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ،ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﻳﻨﻀﺞ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ .ﻭﻛﻤﺎ ﺫَﻛّﺮ ﺑﻪ
ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻠﻲ :"ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭّﺟﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﻠﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ .ﻓﺪﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻻ ﺗﻤﻀﻲ ،ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻟﻸﻟﻢ ﻭﻻ ﻟﻠﻤﻮﺕ .[...] .ﻓﺎﻟﺪﻋﺎﻳﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻭﻫﻤًﺎ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻪ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻧﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ .[137]"ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﺑﻜﻞ
ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺑﺎﺗﺤﺎﺩ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺇﻧﻀﺎﺝ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺻﻼﺑﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ.
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
.136ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﻤﻴﺰ ﻭﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻌﻴﺶ ،ﻭﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺇﻧﻀﺎﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ
ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺗﺪﺭﻳﺒًﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ ﻭﺷﺎﻗًﺎ .ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ،ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ،ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻟﻐﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ،
ﻭﻳﺘﺼﺮّﻓﻮﻥ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ،ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻧﺒﺮﺓ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ،ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺩﻭﻣًﺎ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒّﺮ
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻤﻜﻨًﺎ.

3.10 Page 30

▲back to top
30
.137ﺃﻥ ﻧﻌﻄﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖَ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﻭﻗﺘًﺎ ﻧﻮﻋﻴًّﺎ ،ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺻﻐﺎﺀ ﺑﺼﺒﺮ ﻭﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﺤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ
ﻗﺪ ﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺯﻫﺪًﺍ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .ﻭﺑﺪﻟًﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﺄﻛّﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ
ﺃﻥ ﻧﺼﻤﺖ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ ﻛﻲ ﻧﺼﻐﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺿﺠﻴﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ :ﻧﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺗﺴﺮﻉ ،ﻭﻧﻀﻊُ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻤُﻠﺤّﺔ ،ﻭﻧﻔﺴﺢُ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ .ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻞّ ﻟﻤﺸﺎﻛﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ
ﺇﻟﻴﻪ .ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻢّ ﺍﻻﺻﻐﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻠﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺧﻮﻓﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺳﺨﻄﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺭﺟﺎﺋﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻤﻪ .ﻏﺎﻟﺒًﺎ
ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺬﻣﺮ :"ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻐﻲ ﺇﻟﻲ .َّﻭﺣﻴﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﻤﻊ ،ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻔﻜّﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮٍ ﺁﺧﺮ .""ﺃﺗﻜﻠّﻢ ﻣﻌﻪ،
ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﺃﻧﻬﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ .""ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﻬﺎ ،ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ
ﻹﻏﻼﻕ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ".
.138ﺃﻥ ﻧﻨﻤّﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻨﺢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻶﺧﺮ .ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﺸﺨﺼﻪ ،ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪًﺍ .ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﺑﺪًﺍ ﺍﻻﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺃﻭ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻳﻘﺪّﻣﻮﻧﻬﺎ ،ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺧﺒﺮﺓ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻷﻧﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺭﺅﻯ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺨﺎﻭﻓﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ،ﻭﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ .ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧﻪ ،ﻭﻧﺤﺎﻭﻝ ﻛﺸﻒ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻭﻧﺘﺒﻴّﻦ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﻙ ﻋﻮﺍﻃﻔﻪ ،ﻭﻧﺘّﺨﺬ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻛﻨﻘﻄﺔ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺃﻋﻤﻖ.
.139ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﻌﻘﻞ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻫَﻮَﺱ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ؛ ﻭﻣُﺮﻭﻧﺔٌ ﺗﺴﻤﺢ
ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺘﻜﻤﻠﺘﻬﺎ .ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻭﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻼﺻﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗُﻐﻨﻲ ﻛِﻠﻴﻨﺎ .ﻓﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻧﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ،ﺑﻞ ﻫﻲ "ﻭﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ" ﺃﻭ "ﺗﻨﻮّﻉ ﻣﺘﻨﺎﺳﻖ ."ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻤُﻐﻨﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﺧﻮﻳﺔ ،ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ،ﻭﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﻳﻘﺪّﺭﻭﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﻭﺍﻟﻨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻐﻨﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ .ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺟﻮﺏ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌًﺎ
ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﻴﻦ .ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻛﻲ ﻧﺘﻨﺒّﻪ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،"ﻟﻠﺘﺪﺧﻼﺕ" ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ
ﻟﻬﺎ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ .ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ :ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺭﻧﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺠﺮﺡ ﺍﻵﺧﺮ؛ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻐﺔ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ؛ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺽ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺩﻭﻥ
ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻛﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺘﺠﻨّﺐ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻮﻋﻆ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻬﺠّﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻪ،
ﻭﻟﻮﻣﻪ ﻭﺟﺮﺣﻪ .ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﺑﻞ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻣﻮﺭًﺍ ﺻﻐﻴﺮﺓ،
ﻭﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﺨﺬﻩ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ.
.140ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻠﻔﺘﺎﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻭﺃﻥ ﻧﻈﻬﺮ ﻋﺎﻃﻔﺘﻨﺎ .ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺐ ﺷﺨﺼًﺎ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻣﺤﺒﻮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻠِﻪ ،ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳُﻔﻬﻤﻨﺎ ﺇﻳﺎﻩ.
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺨﻄﻲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ "ﻣُﻨﺎﻓﺴًﺎ ﻟﻨﺎ ."ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪًّﺍ ﺃﻥ ﻧﺒﻨﻲ ﺛﻘﺘﻨﺎ
ﻭﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﻭﻗﻴﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻓﻮﺯﻧﺎ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺎ ،ﺃﻭ ﻷﻧﻨﺎ ﻛﻨّﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ.
.141ﺃﺧﻴﺮًﺍ ،ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻣﺜﻤﺮًﺍ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻟﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻏِﻨﻰ
ﺩﺍﺧﻠﻴًّﺎ ﻧﻐﺬّﻳﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ،ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ
ﻣُﻀﺠﺮﺓ ﻭﺑﻼ ﻣﻐﺰﻯ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪﺋﺬ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻣﻨﻐﻠﻘﺔ ﻭﻳﻔﺘﻘﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ.
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪ
.142ﻟﻘﺪ ﻋﻠّﻢ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ "ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺧﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ .ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ

4 Pages 31-40

▲back to top

4.1 Page 31

▲back to top
31
ﻳﻀﻔﻲ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻓﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺫﺍ ﻗﻴﻤﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺼﺪﺍﻗﺔ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .[138]"ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺘﻌﺔ ﺃﻭ ﺷﻐﻒ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻑٍ ﻟﻴﺮﻣﺰ ﺍﻟﻰ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻗﻠﺐ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺳﺒﺎﺏ
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ :"ﻟﻘﺪ ﺃﻛّﺪ ﻛﻞّ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻳﺠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺜﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺒﻨﻮﻱ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻧﻲ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﺎ .ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ
ﺷﻤﻮﻟﻴﺘﻪ .[139]"ﻟِﻢَ ﻻ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﺇﺫًﺍ ﻟﻠﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ؟
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ
.143ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ –ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﻮﻥ ﺑـ "ﺍﻟﺸﻐﻒ -"ﺗﺤﺘﻞّ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.
ﻭﻫﻲ ﺗﻮﻟَﺪُ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ "ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ" ﺣﺎﺿﺮًﺍ ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻛﻞّ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱّ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻳُﻈﻬﺮُ ﺩﻭﻣًﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻋﺎﻃﻔﻴّﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴّﺔ :ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻟﻢ ،ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺰﻥ ،ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮّﻥ ﻓﺮﺿﻴّﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ .ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲّ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻣُﺤَﻤَّﻞ
ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺷﻐﻒ.
.144ﺇﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﺣﻖ ،ّﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺸﺤﻮﻧًﺎ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ .ﻟﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻓﺾ
ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﻟﻪ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ .(37 ،23ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺬﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(41 ،19ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺇﺯﺍﺀ
ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(34 ،6ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻭﻳﻀﻄﺮﺏ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﻳﺒﻜﻮﻥ )ﺭﺍ .ﻳﻮ ،(33 ،11ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻜﻰ ﺻﺪﻳﻘًﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ
ﻣﻮﺗﻪ )ﺭﺍ .ﻳﻮ .(35 ،11ﻭﻗﺪ ﺑﻴّﻨﺖ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺣﺴﺎﺳﻴّﺘﻪ ﻫﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻨﻔﺘﺤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
.145ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻻ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺃﻣﺮًﺍ ﺟﻴّﺪًﺍ ﺃﻭ ﺳﻴّﺌﺎ ﺑﺤﺪّ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ .[140]ﻓﺄﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ
ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻻ ﻳُﻌﺘَﺒَﺮ ﺁﺛﻤًﺎ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺤﻖّ ﺍﻟﻠﻮﻡ .ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺟﻴّﺪًﺍ ﺃﻭ ﺳﻴّﺌًﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﺪﻓﻮﻋًﺎ ﺃﻭ ﻣﺼﺤﻮﺑًﺎ
ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻩ .ﺇﺫﺍ ﻏﺬّﻳﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ،ﺃﻭ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺳﻴﺌﺔ ،ﻓﺎﻟﺸﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺗﻐﺬﻳﺘﻬﺎ ﻭﻓﻲ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴّﺌﺔ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ،ﺃﻥ ﻧﺤﺐ ﺷﺨﺼًﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺪّ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻣﺮًﺍ ﺟﻴّﺪًﺍ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻵﺧﺮ،
ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ،ﻋﺒﺪًﺍ ﻟﻲ ،ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻧﺎﻧﻴﺘﻲ .ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺻﺎﻟﺤﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻨﺎ "ﻧﺸﻌﺮ
ﺑﻌﻮﺍﻃﻒ ﻣﺎ" ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﺪﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ .ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﺒﻮﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﺴﺒﺐ
ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻃﻔﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻣﻨﻄﻮﻳﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﻀﻤﺮ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻭﺳﻌﻴﺪﺓ ﺃﻣﺮًﺍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ.
.146ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﺫﺍ ﺭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺸﻐﻒُ ﺍﻟﻔﻌﻞَ ﺍﻟﺤﺮ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ .ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﺠﻌﻞ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .ﺗﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺤﻮﻝ
ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺣﺴﺎﺳﻴّﺔ ،ﻻ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﻻ ﺗُﻈﻠِﻤُﻬﺎ ،[141]ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺰّﺯ ﺣﺮّﻳﺘﻬﺎ،
ﻭﺗﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺗﻐﻨﻴﻬﺎ ،ﻭﺗﺠﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺴﺠﺎﻣًﺎ ،ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻓﺮﺡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ
.147ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ،ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ .ﻫﺬﻩ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻗﺪ ﺭُﻓِﻀَﺖ ﻣﺮﺍﺭًﺍ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﺪﻭﺓ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘَّﻰ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑِﻨِﺪِﻛْﺘُﺲْ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ :"ﺃﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ،ُ
ﺑﻜُﻞّ ﻭﺻﺎﻳﺎﻫﺎ ﻭﻣﻤﻨﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀِ ﺍﻷﺛﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺭﺓِ؟ ﺃﻻ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﺎﻓﺮﺓَ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻠﻨﺎﻫﺎ ﻫﺪﻳﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖِ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓً ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺬﻭﻕ ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻟﻬﻴﺎً؟ .[142]"ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺟﺎﺏ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ
ﻣﺒﺎﻟﻐﺎﺕ ﺃﻭ ﺯﻫﺪ ﻣﻨﺤﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺮﻓﺾ "ﺍﻟـ
erosﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ؛ ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ،ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻦَ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺸﻮّﻩ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻱّ ﻣﻨﻪ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤُﺰﻳَّﻒ ﻟﻠـ
erosﻳُﻌﺮّﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘِﻪ ﻭﻳﻠﻐﻲ ﻣﻨﻪُ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.[143]"
.148ﺇﻥ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ،ّﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻭﺿﻊ ﺑﻌﺾ

4.2 Page 32

▲back to top
32
ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ،ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ،ﻭﻫﺎﺟﺲ ﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﺗﺠﺎﻩ ﻧﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ،ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺇﻫﻼﻙ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ،[144]ﻭﺇﻟﻰ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ،ﻣﻤﺎ
ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﻧﺤﻮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻫﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﻭﻣﻞﺀ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻐﻨﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻭﻫﺬﺍ
ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺑﻬﺠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ،[145]ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻴﺸﻬﺎ ﻣﺤﺒﻮﻛﺔ ﻣﻊ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻧﻲ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ،
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺑﻬﺪﻑ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ .ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻭﺗﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗُﻌﺎﺵ
ﺑﻤﻠﺌﻬﺎ.
.149ﺗﺼﺮّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ .ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻓﺮﺡ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ "ﻟِﻨَﺘَﻤَﺘَّﻊ ﺑِﻪِ" 1)ﻃﻴﻢ .(17 ،6ﻟﻨﺪﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﻔﻴﺾ ﺇﺯﺍﺀ ﺣﻨﺎﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻨﺎ :"ﻳﺎ
ﺑُﻨﻲ ،َّﺑِﺤَﺴَﺐِ ﻣﺎ ﺗَﻤﻠِﻚُ ﺃَﻧﻔِﻖْ ﻋﻠﻰ ﻧَﻔْﺴِﻚَ [...]ﻻ ﺗَﺤﺮِﻡْ ﻧَﻔﺴَﻚَ ﻣِﻦ ﻳَﻮﻡٍ ﺻﺎﻟِﺢ" )ﺳﻲ .(14 .11 ،14ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﺎﻥ
ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻬﻤﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻫﺬﻩ :"ﻓﻲ ﻳَﻮﻡ ﺍﻟﺴﺮَّﺍﺀ ﻛُﻦ ﻣَﺴْﺮﻭﺭًﺍ" )ﺟﺎ .(14 ،7ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻫﻲ ﺑﺄﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻟﻨﻘﺒﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺘﻌﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻓﻘًﺎ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ .ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺪّﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻛﻴﻼ ﻧﻜﻮﻥ ﺭَﻫْﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ
ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺗﻐﻠﻖ ﺁﻓﺎﻗﻨﺎ .ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﻜﺎﺭًﺍ ﺃﻭ ﺗﺪﻣﻴﺮًﺍ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﺳﻴﻌﻬﺎ ﻭﻛﻤﺎﻟﻬﺎ.
ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲّ ﻟﻠﺤﺐّ
.150ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺠﻨﺲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻫﺪﻳﺔ
ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺘﻨﻲ ﺑﻪ ﻭﻧﺘﻔﺎﺩﻯ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﻧﻤﻨﻊ ﺣﺪﻭﺙ "ﺇﻓﻘﺎﺭ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺃﺻﻴﻠﺔ .[146]"ﻗﺪ ﺭَﻓَﺾَ
ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣّﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻰ "ﺍﻧﻜﺎﺭ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ" ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻟﻤﺠﺮﺩ
"ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻺﻧﺠﺎﺏ ﺑﺤﺪّ ﺫﺍﺗﻬﺎ .[147]"ﺇﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﻛﻤﺎ "ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ
ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ.[148]"
.151ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺮﺑﻴﺔُ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﺠﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ،ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ
ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ "ﻣﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﻋﻔﻮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻧﺎﺿﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ" ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ "ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺠﻴﺔ
ﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻧﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ .[149]"ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ "ﻳﺘﻌﻠﻢ ،ﺑﻤﺜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺛﺒﺎﺕ ،ﻣﺎ
ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ .[150]"ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻟﻴﺲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺗﺮﻓﻴﻪ ،ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻐﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺃﺧﺬ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ
ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪّ ﻣﻊ ﻗﺪﺳﻴّﺔ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭﺣﺮﻣﺘﻬﺎ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ .[151]"ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ،ﺗَﻈﻬﺮُ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓُ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺸﺮﻱّ ﺑﻨﻮﻉ ﺧﺎﺹ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻪ "ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻲّ
ﻟﻠﺠﺴﺪ ،ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻷﺻﻠﻴّﺔ .[152]"ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻢّ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺣﻮﻝ
ﻻﻫﻮﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﺼﺪﺭ ﺧﺼﺐ ﻭﺇﻧﺠﺎﺏ ،ﺇﻧﻤﺎ "ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ :ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ-ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻫﺒﺔ .[153]"ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﺍﻓﻖ
ﺑﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺍﻻﻧﺪﻫﺎﺵ ،ﻭﻟﺬﺍ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻧْﺴَﻨَﺔِ ﺍﻟﻨﺰﻭﺍﺕ.
.152ﻟﺬﻟﻚ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ،ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺤﺐ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺷﺮّ ﻣﺴﻤﻮﺡ ﺑﻪ ﺃﻭ ﻋﺐﺀ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺠﻤّﻞ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﺴﺎﻣﻴﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﺐ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺠﺐ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺗﺼﺒﺢ "ﺗﺄﻛﻴﺪًﺍ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻟﻠﺤﺐ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﻭﻧﺪﺭﻙ ﻟﻠﺤﻈﺔ ،"ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻧﺠﺎﺣًﺎ.[154]"
ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺘﻼﻋﺐ
.153ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﻤﺠﻤﻠﻪ ﻭﺑﻮﺍﻗﻌﻴﺔ
ﺳﻠﻴﻤﺔ .ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﺎﻧﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﺼﺎﺏ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﻋﺪﻳﺪﺓ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ "ﺗﺼﻴﺮ ﻓﺮﺻﺔ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ .[155]"ﻭﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺨﻄﺮ ،ﻓﻲ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ

4.3 Page 33

▲back to top
33
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ "ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻭﺃﺭﻡ ."ِﻓﺠﺴﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻪ ﻛﺸﻲﺀ
ﻧﺒﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺒﻊ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺨﺴﺮ ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻪ .ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ
ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ،ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ،ﻭﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ،ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﺸﻮﻳﻪٍ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ،
ﻭﺗﺪﻓﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺐ ،ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀِ ﺑﺤﺚٍ ﻣُﻈﻠﻢٍ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ.
.154ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺼﺪﺭَ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓٍ ﻭﺗﻼﻋﺐٍ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻟﺬﺍ ﻓﻼ ﺑﺪ
ﺃﻥ ﻧﺆﻛﺪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺑﺄﻥ "ﻓﻌﻼً ﺯﻭﺍﺟﻴّﺎً ﻣﻔﺮﻭﺿًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭِ ﺃﻭﺿﺎﻋِﻪِ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗِﻪِ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴّﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻌﻞَ ﺣﺐٍّ
ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ّﻭﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡِ ﺍﻷﺩﺑﻲّ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .[156]"ﺇﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ "ﺗﻤﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻴﻖ ﺣﻘًﺎ
ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ .[157]"ﻟﺬﺍ ﻳﺸﺪّﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻰ :ﺃﻥ "ﻻ ﻳُﻠﺤِﻖَ" ﺃﺣﺪ "ﺑِﺄَﺧﻴﻪ ﺃَﺫًﻯ ﺃَﻭ ﻇُﻠْﻤًﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸَّﺄﻥ" 1)ﺗﺲ
.(6 ،4ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ "ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ،"ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﺋﻨًﺎ ﺧﺎﺿﻌًﺎ
ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻠّﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗُﻨﺎﻗَﺶَ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ :ﻭﻗﺪ ﺗﺼﻮّﺭ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ
ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ "ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ" 1)ﻗﻮﺭ .(5 ،7
.155ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺤﺬﻳﺮًﺍ ﺩﻗﻴﻘًﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﻛّﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻤﺎ "ﻣﻬﺪّﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ
ﺍﻟﺸﺮﺍﻫﺔ .[158]"ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻣﺪﻋﻮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺃﻋﻤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﺑﺎﻻﺩﻋﺎﺀ ﺑﻤﺤﻮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ
ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ .ﻷﻥ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭﻫﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺜﻤﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻫﻴﻤﻨﺔ ،"ﺗﺘﻐﻴﺮ [...]ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ .[159]"ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻖ
ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ،ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻦ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻲ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،[160]ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻜﻒّ ﻋﻦ "ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻫﻮﻳﺘﻪ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ،[161]"ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﻣﻌﻨﻰ .ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻛﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻛﺘﺨﻞٍّ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻝ
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ.
.156ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﻓﺾ ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ .ﻟﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﺗﺠﻨّﺐ ﺃﻱّ
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻢ ﻟﻨﺺ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺃﻓﺴﺲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺪﻋﻮ "ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ]ﻟﻴﺨﻀﻌﻦ[ ﻷﺯﻭﺍﺟﻬﻦ" )ﺃﻑ .(22 ،5ﻳﺘﻜﻠﻢ
ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﻫﻨﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ،
ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺑﺄﺳﺮﻩ .ﻟﻨﺴﺘﻌﺪ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ
ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :"ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﺃﻭ ﻋﺒﺪﺓ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ [...]ﻓﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮّﻧﺎﻫﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺧﻀﻮﻉ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ .[162]"ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺄﻧﻪ "ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮِّﺟﺎﻝِ ﺃَﻥ ﻳُﺤِﺒُّﻮﺍ ﻧِﺴﺎﺀَﻫﻢ ﺣُﺒَّﻬﻢ ﻷَﺟﺴﺎﺩِﻫِﻢ" )ﺃﻑ .(28 ،5ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﺪﻋﻮ ﻧﺺ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻄﻲ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺑﺎﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ :"ﻟِﻴَﺨﻀَﻊْ ﺑَﻌﻀُﻜﻢ ﻟِﺒَﻌﺾٍ" )ﺃﻑ .(21 ،5ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻫﺬﺍ
"ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ" ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺧﺎﺻًﺎ ﻭﻳُﻌﻨﻰ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻴﺮ ﺑﺤﺮﻳﺔ ،ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺕ
ﻛﺎﻹﺧﻼﺹ ،ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ .ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪﻑ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻶﺧﺮ
ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﻤﻞﺀ.
.157ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺍﻟﺮﻓﺾُ ﻟﻼﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻟﻺﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ .ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﺼﻮّﺭ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﻬﺒﺔ ﺳﺨﻴﺔ ﻭﺗﻀﺤﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺮﻳﻚ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺇﻻّ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻟﻶﺧﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺭﺿﻰ ﺷﺨﺼﻲ .ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻠﻘّﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒّﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻧﻪ
ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻭﻣﺤﺘﺎﺟًﺎ ،ﻭﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻋﺒﺔ ،ﻭﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ،ﻭﻗﺒﻠﺔ ﻭﺍﺗﺤﺎﺩ ﺟﻨﺴﻲ.
ﺑِﻨِﺪِﻛْﺘُﺲْ ﺍﻟﺴّﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ :"ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳَﻜُﻮﻥَ ﺭﻭﺣًﺎ ﺻﺎﻓﻴﺔَ ﻭﺭَﻓَﺾ ﺟﺴﺪﻩُ ﻣﻌﺘﺒﺮًﺍ
ﺇﻳّﺎﻩُ ﺇﺭﺛًﺎ ﺣﻴﻮﺍﻧﻴًﺎ ﻓﻘﻂ ،ﻳَﻔْﻘﺪُ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﺮﺍﻣﺘَﻬﻤﺎ .[163]"ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،"ﻻ ﻳَﺴﺘﻄﻴﻊُ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﻤُﻀﺤّﻲ ،ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻝ .ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳَﺴﺘﻄﻴﻊُ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺢ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﺑﻞ ﻳَﺠِﺐُ ﻋﻠﻴﻪِ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃَﻥْ ﻳَﺘﻘﺒَّﻞ .ﻓﻤَﻦْ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﺣﺒًﺎ ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻛﻬﺪﻳﺔ .[164]"ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻫﻮ ﻫﺶ ،ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻭﻡ
ﺍﻷﻧْﺴَﻨَﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﺴﺘﺮﺩًّﺍ ﻣﻴﻮﻟﻪ ﺍﻷﻭّﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ.

4.4 Page 34

▲back to top
34
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺘﺒﺘﻞ
.158"ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻮﺍ ،ﺗﻔﺮَّﻏﻮﺍ ،ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤَّﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ﻭﺟﻤﺎﻋﺘﻬﻢ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴَّﺔ ﺍﻭ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ [...] .ﻛﻤﺎ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻔﺎﺀﺗﻬﻢ ﻓﻲ
ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮُّﻉ .ﺛﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺰﻭﺟﻮﺍ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺮّﺳﻮﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺣﺒﺎً
ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﺑﺎﻹﺧﻮﺓ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﻏﻨﻰ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.[165]"
.159ﺗﺸﻜّﻞ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﺷﻜﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺤﺐ .ﻓﻬﻲ ،ﻛﻌﻼﻣﺔ ،ﺗﺬﻛّﺮﻧﺎ ﺑﺎﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ،ﻭﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ
ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺤﻔﻆ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ )ﺭﺍ 1 .ﻗﻮﺭ ،(32 ،7ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﻠﻤﻞﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺎﺵ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ،ﺣﻴﺚ "ﻻ ﺍﻟﺮِّﺟﺎﻝُ ﻳَﺘَﺰَﻭَّﺟﻮﻥ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻨِّﺴﺎﺀُ ﻳُﺰَﻭَّﺟﻦَ" )ﻣﺘّﻰ .(30 ،22 22ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﻮﺻﻲ ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻪ
ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻋﻮﺩﺓ ﻭﺷﻴﻜﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻭﻳﺮﻏﺐ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﻛّﺰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻓﻘﻂ :"ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺰَّﻣﺎﻥَ ﻳَﺘَﻘﺎﺻَﺮ" 1)ﻗﻮﺭ .(29 ،7ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻳًﺎ ﺷﺨﺼﻴًّﺎ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ )ﺭﺍ 1 .ﻗﻮﺭ (8 -6 ،7ﻭﻟﻴﺲ ﻃﻠﺒﺎ ﻣﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ :"ﻟَﻴﺲَ ﻟَﻬﻢ
ﻋِﻨْﺪﻱ ﻭﺻِﻴَّﺔٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮَّﺏّ" 1)ﻗﻮﺭ .(25 ،7ﻟﻜﻨﻪ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ :"ﻛُﻞَّ ﺇِﻧﺴﺎﻥٍ ﻳَﻨﺎﻝُ
ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻣَﻮﻫِﺒَﺘَﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻَّﺔ ،ﻓﺒَﻌﻀُﻬُﻢ ﻫﺬﻩ ﻭﺑﻌﻀُﻬُﻢ ﺗِﻠْﻚ" 1)ﻗﻮﺭ .(7 ،7ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ،
ﺃﻥ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ "ﻻ ﺗﺸﻜّﻞ ﺩﺍﻓﻌًﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﺃﻱّ ﻣﻦ »ﺩﻭﻧﻴﺔ« ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ »ﻓَﻮّﻗﻴّﺔ« ﺍﻟﻌﺰﻭﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ [166]"ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺠﻨﺲ .ﻭﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺗﻔﻮّﻕ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ،ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺃﻥ ﻧﻈﻬﺮ ﺃﻥ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﺜﺎﻟﻴًّﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ،ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ .ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻛﺎﻥ ﺃﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﺩﻱ ﻫﻴﻠﺰ ﻳﺆﻛﺪ ،ﺃﻥ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻣﺘﻔﻮّﻗًﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ،
ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻣﺰ ﺍﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﺜﻞ "ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ" ﺃﻭ "ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.[167]"
.160ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ "ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻔﺔ168]"[ﻭ"ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺎﺱ ﻷﻱ ﺗﺒﺎﻳﻦ
ﻣﻔﺘﺮﺽ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ [...]ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،status perfectionisﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻻﻫﻮﺗﻲ ﻣﻌﻴﻦ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻌﻔﺔ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ .[169]"ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺝ ﻳﻘﺪﺭ
ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﻬﻮ "ﻳﺘﻮﺻّﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،ﻋﺒﺮ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﺮﻭﺡ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺍﺕ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﻛﻞّ ﺇﻧﺴﺎﻥ.[170]"
.161ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻪ ﻻﻣﺘﻼﻙ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻓﻴﻌﻜﺲ ﺑﻬﺬﺍ ﺣﺮﻳﺔ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ .ﺇﻧﻬﺎ
ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ ،ﻛﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﺣﺒﻬﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ،ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ.
ﺑﺪﻭﺭﻩ ،ﻳﻘﺪﻡ ﺣﺐ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻗﻴﻤﺎ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ :ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﺇﻧﻪ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﺧﺎﺹ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮﺙ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﻫﻮ ﻭَﺣَﺪﺓ
ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻤﻴّﺰ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺭﻣﺰ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﺭﻙ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﻳﺘّﺤﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺴّﺪ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ :ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻳﺼﺒﺢ "ﺟﺴﺪًﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ" ﻣﻊ
ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻳﻘﺪﻡ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻴﺘﻘﺎﺳﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ "ﺃﺧﺮﻭﻳﺔ" ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ،ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ "ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ" ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺇﻧﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻷﺭﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﻰ
ﺑﺄﻥ ﻳﺘّﺤﺪ ﺑﻨﺎ ﻭﻭﻫﺐ ﺫﺍﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺪﻡ .ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻤﺎ ،ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ،ﻃﺮﻳﻘﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ ﻟﻠﺤﺐ ،ﻷﻥ
"ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺩﻭﻥ ﻣﺤﺒّﺔ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻟﻐﺰًﺍ ﻻ ﻳُﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ ،ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓّﺮ ﻟﻪ
ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ.[171]"
.162ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﺨﻄﺮ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ "ﻋﺰﻟﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ،"ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ،ﻭﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ،
ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺼﺮّﻑ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻩ ،ﻭﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺠﺎﺫﺑﻴّﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ .ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺗﺘﺄﻟﻖ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻟﻌﻬﺪﻩ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﺰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﺘﺰﻭﺟﻮﻥ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻧﺘﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻏﻴﺮ ﺟﺬّﺍﺏ
ﺟﺴﺪﻳّﺎ ،ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﺒّﻲ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺓ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺍﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮ .ﻳﻤﻜﻦ

4.5 Page 35

▲back to top
35
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ،ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﺗﻜﺮّﺭ "ﻧﻌﻢ" ﺣﺒّﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ .ﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ،ﺗﺘﺠﻠّﻰ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺤِﺐ ،ّﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﻧُﺤِﺐّ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧُﺤَﺐ .[172]ّﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﺎﺩﻑ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻗﺪﺭﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﻮﻧﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻭﻻﺩ ﺫﻭﻱ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻋﺎﻗﻴﻦ .ﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﺤﺐّ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺤﺮّ ﻭﺍﻟﻤﻨﺰّﻩ .ﻛﻞّ ﻫﺬﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺘﺒﺘﻠﻴﻦ ﻛﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ
ﺗﻜﺮﻳﺴﻬﻢ ﻟﻠﻤﻠﻜﻮﺕ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ .ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻟﻘﺪ ﺃﺳﺎﺀﺕ ﺍﻟﻌَﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻧﻘّﺼﺖ ﻣﻦ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻧﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ،ﻟﺬﺍ "ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ.[173]"
ﺗﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺤﺐ
.163ﺇﻥ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ :ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﺪّﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ،ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻭ ﺳﺘﺔ ﻋﻘﻮﺩ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﺮﺍﺭًﺍ .ﺭﺑّﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻣﻨﺠﺬﺑًﺎ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺇﻧّﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻔﺮﺡ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻶﺧﺮ ،ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻪ ،ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ
ﻭﺣﻴﺪًﺍ ،ﻭﺑﺄﻥ ﻟﻪ "ﺷﺮﻳﻚ" ﻳﻌﺮﻑ ﻛﺎﻓﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ،ﻭﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻛﻞّ ﺍﻷﻣﻮﺭ .ﺇﻧّﻪ ﺭﻓﻴﻖ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻪ
ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﻮﻟّﺪ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ .ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﺪ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺷﻌﻮﺭﻧﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﻣﺸﺮﻭﻉ
ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺛﺎﺑﺖ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻠﺘﺰﻡ ﺑﺤﺐّ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﺘّﺤﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﺮّﻗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ،ﻭﻧﻌﻴﺶ ﻋﻼﻗﺔً ﺣﻤﻴﻤﺔً ﻏﻨﻴﺔً ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ .ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﻮﺍﻋﺪ ﺑﻪ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ،ﺃﻭ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ،ﻭﺇﻥ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ .ﺇﻧﻪ ﻣﺤﺒّﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ،ﺗﺘﺮﺍﻓﻖ ﻣﻊ
ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺸﺮﻙ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺄﺳﺮﻩ .ﻫﻜﺬﺍ ،ﻭﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻧﺰﺍﻉ ﻗﺎﺋﻢ ،ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻳﺒﻘﻰ ﺣﻴًّﺎ ،ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ،ﺍﻟﻘﺮﺍﺭُ ﺑﺎﻟﺤﺐ ،ﻭﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻶﺧﺮ ،ﻭﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﻭﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ
ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﻴﻦ .ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻧﻤﻮ ﻭﺗَﺤَﻮّﻝٍ ﺷﺨﺼﻲ .ﻭﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ،ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻜﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻭﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺟﺪﻳﺪﺓ.
.164ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻳﺘﻐﻴّﺮ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺩﺍﻓﻌًﺎ ﻛﻲ ﻳﻨﻘﺺ ﺍﻻﻧﺠﺬﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺐّ
ﺷﺨﺺ ﺑﻜﻠﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﻻ ﻧﻘﻊ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺟﺴﺪﻩ .ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﻬﺎﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﻮﻗّﻒ
ﺃﺑﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻠّﺖ ﺍﻟﻘﻠﺐ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻝ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ،ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻴﻴﺰﻫﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻻ ﺗﻐﺮﺏ .ﻫﻮ ﻳﺆﻛﺪ ﻗﺮﺍﺭﻩ
ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻳﺨﺘﺎﺭﻩ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ﻭﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﺒﺮ ﻗﺮﺏ ﻣُﺨﻠِﺺٍ ﻣﻠﺆﻩ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ .ﺇﻥ ﻧُﺒﻞَ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻛﻮﻧﻪ ﺻﻠﺒًﺎ
ﻭﻋﻤﻴﻘًﺎ ،ﻳﻮﻗﻆ ﺷﻜﻼ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ."ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﻌﻠﻬﺎ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ ﺁﺧﺮ ﻛﺸﺨﺺ
[...]ﻻ ﺗﺘﻮﻕ ﺑﺤﺪّ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .[174]"ﻓﻬﻲ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺐ "ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ،
ﻣﻊ ﺃﻥَّ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ٍﻳَﻈْﻬﺮُ ﺍﻟﺒُﻌﺪ ﺗﻠﻮَ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡٍ ﺃﻛﺒﺮ .[175]"ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺃﺷﻜﺎﻻ ﺟﺪﻳﺪﺓ،
ﻭﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ ﻣﺠﺪّﺩًﺍ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ .ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ ﻟﺠﻌﻠﻪ ﻳﻨﻤﻮ .ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ .ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﻫﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻣﻴًﺎ
ﻃﺎﻟﺒﻴﻦ ﻧﻌﻤﺘﻪ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻟﻪ ﺑﺨﻮﻑ ﺃﻥ ﻳَﺴﻜﺐ ﻧﺎﺭﻩ ﻓﻮﻕ ﺣﺒّﻨﺎ ﻟﻴﻘﻮّﻳﻪ ،ﻭﻳﻮﺟّﻬﻪ
ﻭﻳﺤﻮّﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻭﺿﻊ ﺟﺪﻳﺪ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺜﻤﺮًﺍ
.165ﺍﻟﺤﺐّ ﻳﻤﻨﺢ ﺩﻭﻣًﺎ ﺣﻴﺎﺓ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ "ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺪّ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ [...] ،ﻷﻧﻬﻤﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﻫﺒﺔ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﻳﻬﺒﺎﻥ ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ،ﺍﻟﻮﺟﻮﺩَ ﻟﻠﻮﻟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﻮﺭﺓٌ ﺣﻴّﺔ ﻟﺤﺒّﻬﻤﺎ ،ﻭﺭﻣﺰٌ ﺩﺍﺋﻢ ﻟﻮﺣﺪﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻭﺧﻼﺻﺔٌ ﺣﻴّﺔ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﺃﺑًﺎ ﻭﺃﻣًﺎ.[176]"
ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ

4.6 Page 36

▲back to top
36
.166ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﻌﺎﻗﺐ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺍﻟّﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻬﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .ﻛﻞّ
ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ "ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺘﺸﻒ »ﺑُﻌﺪ ﻣﺠﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،«ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺒُﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﺇﺑﻬﺎﺭﻧﺎ .ﻓﺠﻤﻴﻞ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺤﺒﻮﺑﻴﻦ
ﺃﻭﻻ :ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﻣﺤﺒﻮﺑﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭ .[177]"ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻜﺲ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﺩﻭﻣًﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ،ﻷﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
ﻫﻢ "ﻣﺤﺒﻮﺑﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ .[178]"ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ "ﺍﻟﻜﺜﻴﺮَ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝِ ﻫﻢ
ﻣﺮﻓﻮﺿﻮﻥ ﻭﻣﻬﻤﻠﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﻣﺴﺮﻭﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ .ﻭﻳﺠﺮﺅ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﻛﻲ ﻳﺒﺮﺭ ﻧﻔﺴﻪ،
ﺑﺄﻥ ﻣﺠﻴﺌَﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ ﻛﺎﻥ ﻏﻠﻄﺔ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻣُﺨﺠِﻞ! [...]ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﺼﻨﻊ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ،ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺎﻗﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ؟ .[179]"ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻃﻔﻞ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ
ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻫﻞ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ ﻛﻬﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗﻘﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻪ ﺑﺎﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺑﻤﺤﺒﺔ .ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ
ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺗُﻌﺘَﺒَﺮُ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪًّﺍ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞِ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﻟﺘَﺠَﻨّﺐِ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻱ ﻃﻔﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻠﻄﺔ ﻭﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻭﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺃﻣﺎﻡ
ﺟﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ .[180]"ﺇﻥ ﻋﻄﻴﺔ ﻃﻔﻞ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺏ ﻭﺍﻻﻡ ،ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻪ ،ﻭﻣﻦ
ﺛﻢ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ،ﻭﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻫﻮ ﺑﻬﺠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ .ﺇﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ
ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻻﻫﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻋﻴًّﺎ ﻟﻠﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻮﻛﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ :ﻓﺎﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻗﺪ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻻﺳﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺍﺑﻦ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳّﺔ.[181]
.167ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﻓﺮﺣﺔ ﻟﻠﻜﻨﺴﻴﺔ .ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺨﺎﺀ ﺧﺼﻮﺑﺘﻪ .ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻪ
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻨﺎﺳﻰ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻭﺿﺢ ﺍﻥ ﺍﻻﺑﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ "ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﺃﻭ
ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻭﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺼﻮﻧﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻻﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻭﺿﺎﻋﻬﻢ
ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ.[182]"
ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﺪّﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ
.168ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﺻﻌﺒﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﻗﺘًﺎ ﺭﺍﺋﻌًﺎ .ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺣﻴﺎﺓ
ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﺗُﺴﺘﻤﺪّ ﺍﻻﻣﻮﻣﺔ ﻣﻦ "ﻗﺪﺭﺓ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻣﺒﺪﻋﺔ ﻳﺨﺪﻡ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺲ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ .[183]"ﻓﻜﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺴﺎﻫﻢ "ﺑﺴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .[184]"ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺰﻣﻮﺭ :ﻟﻘﺪ
"ﻧَﺴَﺠْﺘَﻨِﻲ ﻓِﻲ ﺑَﻄْﻦِ ﺃﻣِّﻲ" .(13 ،139)ﻓﻜﻞ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻜﻮّﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻣّﻪ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﺑﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻵﺏ ﻭﻣﻦ ﺣﺒّﻪ
ﺍﻷﺯﻟﻲ"ﻗَﺒْﻠَﻤَﺎ ﺷَﻜَّﻠْﺘُﻚَ ﻓِﻲ ﺃَﺣْﺸَﺎﺀِ ﺃُﻣِّﻚَ ﻋَﺮَﻓْﺘُﻚ ،َﻭَﻗَﺒْﻠَﻤَﺎ ﻭُﻟِﺪْﺕَ ﺃَﻓْﺮَﺯْﺗُﻚ ،َﻭَﻛَﺮَّﺳﺘُﻚَ ﻧَﺒِﻴّﺎً ﻟِﻸُﻣَﻢ" )ﺇﺭ .(5 ،1ﻭﻛﻞّ ﻃﻔﻞ ﻫﻮ ﻣﺎﺛﻞ
ﺩﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻢ ،ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻻﺑﺪﻱ .ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻔﻜﺮ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻣﻨﺬ
ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺑﻪ! ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻨﻔﺲ ﻧﻈﺮﺓ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻵﺏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﻣﻈﻬﺮ.
.169ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﺍﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺎﺑﻨﻬﺎ :"ﺍﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﻗﺪ ﺣﻠﻤﻮﺍ ﺑﻮﺻﻮﻝ ﻭﻟﺪﻫﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ [...] .ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﻠﻢ .ﻓﺈﻥ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻠﻢ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻻ ﻳﻨﻤﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﻳﺨﻴﻢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺗﻨﻄﻔﺊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .[185]"ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ،ﺗﻈﻬﺮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ .ﻓﻴﺤﻀّﺮ ﺍﻻﻫﻞ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺻﻼﺗﻬﻢ ،ﻣﺆﺗﻤﻨﻴﻦ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻳﺴﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺗﻪ.
.170ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﻮﻥ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣُﺴﺒﻘًﺎ ﻭﺃﻱ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ
ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻻﻥ ﻛﻞ ﺻﻔﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺘﻪ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ،ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻨﻴﻨًﺎ .ﻟﻜﻦَّ ﺍﻵﺏ ﻭﺣﺪﻩ
ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻳﻌﺮﻓﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ .ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﺰﻳﺰ ،ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻬﻢ ،ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﻣﺎ ﻫﻲ
ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ .ﻓﺎﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﺣﺸﺎﺋﻬﺎ ﻫﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻷﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻬﺎ
ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﻟﺘﻨﺘﻈﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻫﻞ ﺑﺎﻥ ﻃﻔﻠﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ .ﺍﻧﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ
ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻭﻳﻬﻢ ﻭﻳﻘﻮﻳﻬﻢ ﻟﻴﻘﺒﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﺑﻤﺤﺒﺔ .ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻫﺬﺍ

4.7 Page 37

▲back to top
37
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻧﻪ ﻣﻨﺘﻈﺮ .ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻜﻤﻼ ﺍﻭ ﺣﻼ ﻟﻄﻤﻮﺡ ﺷﺨﺼﻲ .ﺍﻧﻪ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ ،ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤًﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﺃﻡ ﻻ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺮﻏﺐ ﺍﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻌﻚ ﻭﺍﺣﻼﻣﻚ ﺃﻡ ﻻ .ﻷﻥ "ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﻋﻄﻴﺔ .ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻮ ﻓﺮﻳﺪ
ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻜﺮﺍﺭ .[...]ﻓﺎﻻﺑﻦ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺍﺑﻨًﺎ :ﻻ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺟﻤﻴﻼ ،ﺃﻭ ﻷﻱ ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ ،ﺑﻞ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﺑﻨﺎ! ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ
ﻛﻤﺎ ﺃﻓﻜﺮ ﺃﻧﺎ ،ﺃﻭ ﻷﻧﻪ ﻳﺠﺴّﺪ ﺭﻏﺒﺎﺗﻲ .ﺍﻻﺑﻦ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ .[186]"ﺇﻥ ﺣﺐ ﺍﻻﻫﻞ ﻫﻮ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻵﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺑﻜﻞ ﺣﻨﺎﻥ
ﻭﻻﺩﺓ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ،ﻭﻳﻘﺒﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻣﺠﺎﻧًﺎ.
.171ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ :ﺍﻋﺘﻨﻲ ﺑﻔﺮﺣﻚ ،ﻻ ﺗﺴﻤﺤﻲ ﻟﺸﻲﺀ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﺘﺰﻉ ﻣﻨﻚ
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﻮﻣﺔ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻓﺮﺣﻚ .ﻓﻼ ﺗﺴﻤﺤﻲ ﻟﻠﻤﺨﺎﻭﻑ ﻭﻟﻠﻬﻤﻮﻡ ﺃﻭ ﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ،
ﺑﺎﻥ ﺗﻄﻔﺊ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻛﻮﻧﻚ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺠﻠﺐ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .ﺍﻫﺘﻤﻲ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ
ﺩﻭﻥ ﻫﻮﺍﺟﺲ ،ﻭﺳﺒﺤﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ :"ﺗُﻌَﻈِّﻢُ ﻧَﻔﺴِﻲَ ﺍﻟﺮَّﺏ ،ّﻭﺗَﺒْﺘَﻬِﺞُ ﺭُﻭﺣِﻲ ﺑِﺎﻟﻠﻪِ ﻣُﺨَﻠِّﺼِﻲ ،ﻷَﻧَّﻪُ ﻧَﻈﺮَ ﺇِﻟﻰ ﺗَﻮﺍﺿُﻊِ
ﺃَﻣَﺘِﻪِ" )ﻟﻮ .(48 -46 ،1ﻋﻴﺸﻲ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻫﻤﻮﻣﻚ ،ﻭﺻﻠﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻲ ﻓﺮﺣﻚ ﻟﺘﺘﻤﻜﻨﻲ ﻣﻦ
ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻰ ﻃﻔﻠﻚ.
ﺣﺐ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺏ
.172"ﺇﻥّ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩﻳﻦ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ،ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﻛﻌﻄﻴّﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ،ﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ .ﻓﺄﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺤﺐّ ﺗﻤﺮّ ﻋﺒﺮ ﻋﻄﻴّﺔ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ّﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻧﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ،ﻭﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ .ﻭﻳﺘﻌﻠّﻤﻮﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻥّ ﺟﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺭﻭﺣﻨﺎ ،ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻨﺎ ،ﻭﻳﻘﺒﻞ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﻭﻳﺤﺘﺮﻣﻪ ﻛﻄﺮﻑ
ﺁﺧﺮ [...] .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﺐّ ﺍﻟﻠﻪ .[187]"!ﻳﻤﻠﻚ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻼﺯﻡ
ﻣﻦ ﺃﻡ ﻭﺃﺏ ،ﻷﻥ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﺿﺮﻭﺭﻱّ ﻟﻨﻀﻮﺟﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻢ .ﻓﺎﻹﺛﻨﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻛّﺪ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ،ﻫﻤﺎ "ﻳﺴﺎﻫﻤﺎﻥ ،ﻛﻞ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺑﻨﻤﻮ ﺍﻟﻄﻔﻞ .ﺇﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﺣﻘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﺃﻡ ﻭﺃﺏ .[188]"ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﺤﺐ ﺍﻻﺏ ﻭﺣﺐ ﺍﻻﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺼﻞ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻔﻬﻢ
ﻛﻤﺼﺪﺭ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ،ﻭﻛﺤﻀﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻛﺄﺳﺎﺱ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ .ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﻤﺠﺮﺩ ﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻣﺰﺍﺟﻴﺔ .ﺇﻥ ﻛﻼّ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ،"ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻳﺘﺮﺟﻤﻪ .[189]"ﻓﻬﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮﺍﻥ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻣﻮﻣﻲ
ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﺑﻮﻱ ﻟﻠﺮﺏ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻫﻤﺎ ﻣﻌًﺎ ﻳُﻌﻠِّﻤﺎﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ،ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺄﺗﻲ ﻛﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻬﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ .ﻓﺈﻥ ﻏﺎﺏ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ،ﻟﺴﺒﺐ ﻻ ﻣﻔﺮّ ﻣﻨﻪ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺑﻐﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻠﻄﻔﻞ.
.173ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﺃﻳﺘﺎﻣًﺎ ﻫﻮ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﻤﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ .ﻧﺪﺭﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺔ ،ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﻭﺑﻠﻮﻍ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﺇﻧﻤﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻧﻔﺴﻪ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﻡ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ "ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺗﻮﺟﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺄﻡ ،ّﻣﻌﻄﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮّﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .[190]"ﺇﻥ ﺇﻧﻘﺎﺹ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻡ ،ﺑﺼﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻﻧﺜﻮﻳﺔ ،ﻳﺸﻜّﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪًﺍ ﺟﺴﻴﻤًﺎ ﻟﻌﺎﻟﻤﻨﺎ .ﺃﻧﺎ ﺍﻗﺪّﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ
ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻴﻦ ،ﻭﺗﻨﻔﻲ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ .ﻷﻥ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻻﻧﺜﻮﻳﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓﻘﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪًﺍ – ﻻ ﺳﻴﻤﺎ
ﺍﻻﻣﻮﻣﺔ -ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ،ﻷﻥ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻬﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻬﻤﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻥ ﻳﺤﻤﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.[191]
.174ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،"ﺇﻥَّ ﺍﻷﻣّﻬﺎﺕِ ﻫﻦَّ ﺍﻟﺘﺮﻳﺎﻕُ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﺿﺪَّ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭِ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴّﺔِ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ [...] .ِﺍﻷﻣّﻬﺎﺕُ ﻳﺸﻬﺪﻥَ ﻟﺠﻤﺎﻝِ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .[192]"ِﺑﺪﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺷﻚ ،ﺇﻥ "ﻣﺠﺘﻤﻌًﺎ ﺑﺪﻭﻥِ ﺃﻣّﻬﺎﺕٍ ﻫﻮ ﻣﺠﺘﻤﻊٌ ﻻﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ،ّﻷﻥَّ ﺍﻷﻣّﻬﺎﺕَ ﻳﻌﺮﻓﻦَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡِ ﻛﻴﻒَ
ﻳﺸﻬﺪﻥَ ﻟﻠﺤﻨﺎﻥِ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮُّﺱِ ﻭﺍﻟﻘﻮّﺓِ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳّﺔِ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻷﻣّﻬﺎﺕ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴّﺔ
ﺍﻷﻛﺜﺮَ ﻋﻤﻘًﺎ :ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕِ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳّﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦُ ﻟﻄﻔﻞٍ ﺃﻥْ ﻳﺘﻌﻠّﻤَﻬﺎ [...]ﺩﻭﻥِ ﺍﻷﻣّﻬﺎﺕِ ﻻ ﻧﻔﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦَ

4.8 Page 38

▲back to top
38
ﺍﻟﺠﺪﺩَ ﻭﺣﺴﺐ ﺑﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥَ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﻔﺘﻘﺪُ ﺟﺰﺀًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺗِﻪِ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔِ ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔِ [...]ﺃﻳﺘُّﻬﺎ ﺍﻷﻣّﻬﺎﺕُ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺍﺕ ،ُﺷﻜﺮًﺍ ،ﺷﻜﺮًﺍ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻦَّ ﻋﻠﻴﻪِ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻄﻴﻨَﻪُ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔِ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.[193]"ِ
.175ﺇﻥ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻲ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ،ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﻪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﻜﺎﻥ ﺻﺎﻟﺢ
ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ .ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺷﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻷﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻭﺗﺘﺴﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ،ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ]ﺍﻻﺑﻦ[ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻧﺤﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻭﺳﻊ ،ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ،
ﻭﻟﺪﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ .ﺍﻥ ﺃﺑًﺎ ،ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻭﺑﻔﺮﺡ ﺑﻬﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓﻲ
ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ،ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻡ .ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺩﻭﺍﺭ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ،ﻭﺗﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻟﻜﻞ
ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻴﻦ ،ﺍﻻﻧﺜﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ،ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻨﻀﻮﺝ ﺍﻟﻄﻔﻞ.
.176ﻳُﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻫﻮ "ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺁﺑﺎﺀ ."ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺏ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ
ﻛﻐﺎﺋﺒﺔ ،ﻭﻣﺸﻮﻫﺔ ﻭﻣﺘﻼﺷﻴﺔ .ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺴﺎﺅﻝ .ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻠﺘﺒﺲ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻧﻪ "ﻗﺪ ﺗﻢَّ ﺍﻟﻨﻈﺮُ
ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔِ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀِ ﻭﻛﺄﻧّﻬﺎ ﺗﺤﺮّﺭﺗﺤﺮّﺭٌ ﻣﻦ ﺍﻷﺏِ ﺍﻟﺴﻴّﺪ ،ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜّﻞُ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔَ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔَ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﺍﻷﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪُّ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓِ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀِ ﻭﻳﺸﻜّﻞُ ﻋﺎﺋﻘًﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺗﺤﺮّﺭِ ﺍﻟﺸﺒّﺎﻥِ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟِﻬﻢ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊِ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠّﻂُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﻴّﺪَ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻒِ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟِﻨﺎ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻞُ ﺇﻟﻰ ﺣﺪِّ ﺍﻟﻄُﻐﻴﺎﻥ .[194]"ِﻭﻟﻜﻦ "ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞُ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ،ﺍﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺮﻑ
ﺃﺧﺮ .ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﻣﺸﻜﻠﺔَ ﺯﻣﺎﻧِﻨﺎ ﻻ ﺗﻜﻤﻦُ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭِ ﺍﻟﻤﺘﻄﻔّﻞِ ﻟﻶﺑﺎﺀ ،ِﺑﻞ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑِﻬﻢ ،ﻭﺗﻮﺍﺭﻳﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ .ﻓﺄﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﺼﺐّ
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗِﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴِﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖِ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗِﻬﻢِ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ،ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﺣﺪِّ ﻧﺴﻴﺎﻥِ ﺍﻷﺳﺮﺓ .ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺒّﺎﻥَ
ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭَ ﻟﻮﺣﺪِﻫﻢ .[195]"ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻷﺏ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﻠﻄﺘﻪ ،ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﺗﻜﺮﻳﺴﻪ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻻﻋﻼﻡ ،ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ .ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ ،ﻳُﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﺭﺗﻴﺎﺏ ﻭﻳﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﻓﻲ
ﻣﻮﺿﻊ ﺷﻜﻮﻙ .ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺘﺨﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻘﺪّﻣﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺃﻛﻴﺪﺓ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﺳﺎﺱ.
ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻻﺩﻭﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺑﺎﺀ ﻭﺍﻻﺑﻨﺎﺀ :ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻀﺮ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻧﻀﻮﺝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﺤﺮﻣﻬﻢ
ﻣﻦ ﺣﺐ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ.[196]
.177ﻟﻘﺪ ﻭَﺿﻊ ﺍﻟﻠﻪُ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪَ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻜﻲ ،ﻣﻊ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﻴﺔ ،"ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ،ﻭﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ،ﻓﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﻭﺍﻵﻣﺎﻝ .ﻭﺃﻥ ]ﺣﺘﻰ[ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﻧﻤﻮﻫﻢ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﻴﻦ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻤﺘﻮﻥ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺠﺮﺅﻭﻥ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺧﻄﺄ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ؛ ﺃﺏ ﺣﺎﺿﺮ ﺩﺍﺋﻤًﺎ .ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺣﺎﺿﺮ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﺮﺍﻗﺐ.
ﻷﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﺑﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ،ﻳﻤﺤﻘﻮﻧﻬﻢ .[197]"ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺑﺎﺀ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﺪﻳﻤﻮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﻻ ﻟﺰﻭﻡ ﻟﻬﻢ ،ﺇﻧﻤﺎ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ "ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺏ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻬﻢ .ﺳﻴﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﺬﺭﻉ ﺑﻜﻞ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﻜﻴﻼ
ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ ،ﻭﻟﻜﻴﻼ ﻳُﻜﺘَﺸﻒ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ .[198]"ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻥ ﻳُﺘﺮﻙ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺁﺑﺎﺀ ،ﻷﻧﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﺤﺮﻣﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻭﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻃﻔﺎﻻ.
ﺧﺼﻮﺑﺔ ﻣﻮﺳّﻌﺔ
.178ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﻨﺠﺒﻮﺍ ﺃﻃﻔﺎﻻ .ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬﺍ .ﻟﻜﻨﻨﺎ ،ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ "ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻢ ﻳُﺆﺳّﺲ ﻹﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻓﻘﻂ .[...]ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳُﺮﺯﻕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺃﻭﻻﺩًﺍ،
ﺭﻏﻢ ﺭﻏﺒﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻛﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺷﺮﻛﺔ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ ﻭﻋﺪﻡِ ﺍﻧﻔﺼﺎﻣﻪ .[199]"ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ "ﺍﻻﻣﻮﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺼﺮﻳًّﺎ ﻭﺍﻗﻌًﺎ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.[200]"
.179ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻷﺑﻮﺓ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺟﺪًﺍ ،ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺷﺠﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﻳﻮﺳﻌﻮﺍ ﻭﻳﻔﺘﺤﻮﺍ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺃﺳﺮﻳﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ .ﻟﻦ
ﻳﻨﺪﻣﻮﺍ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺳﺨﻴﺎﺀ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺣﺐ ﻳﻤﻨﺢ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻟﻤﻦ ﺣﺮﻡ ﻣﻨﻬﺎ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ
ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺟﻬﺎﺽ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﻢ .ﺇﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺒﻨﻲ ﻭﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ

4.9 Page 39

▲back to top
39
ﻭﺑﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﺼﻴﺮﻭﻥ ﻭﺳﻄﺎﺀ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ :"ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﻧﺴﻴّﺖ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓُ ﺭَﺿِﻴﻌَﻬَﺎ ﻓﺄَﻧَﺎ ﻻَ ﺃَﻧْﺴَﺎﻙِ" )ﺭﺍ .ﺃﺵ .(15 ،49
.180"ﺇﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻭﺍﺣﺘﻀﺎﻥ ﻃﻔﻞ ﻳﻤﺜِّﻞ ﻧﻮﻋًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﻘﻢ [...] .ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻄﻠﻮﺑًﺎ ﺑﺄﻱ ﺛﻤﻦ ،ﻛﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺷﺨﺼﻲ ،ﻳُﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ
ﻭﺍﻻﺣﺘﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ،ﺑُﻌﺪًﺍ ﻣﻬﻤًﺎ ﻟﻸﺑﻮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻨﻮﺓ ،ﺇﺫ ﻳﺴﺎﻋﺪﺍﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﺳﻮﺍﺀ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺃﻡ ﻣﺘﺒﻨﻴﻦ ﺃﻡ ﻣﺤﺘﻀﻨﻴﻦ ،ﻫﻢ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻢ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻬﻢ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ
ﺇﻧﺠﺎﺑﻬﻢ .ﺇﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﻭﻻً ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ .[201]"ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،"ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﻣﻨﻊ ﺍﻹﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻷﻭﻻﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭَّﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ.[202]"
.181ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺒﻨّﻲ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺘﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺗﻴﻦ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮ ﻟﻠﺤﺐ .ﺃﻳﻀًﺎ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫﻲ ﻣﺪﻋﻮﺓ ﻟﺘﺮﻙ ﺑﺼﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ ،ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ
ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻀﺪﻫﺎ .ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻥ "ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺬﺭﻫﺎ ﻓﻴﻪ
ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻋﻤﻖ [...] .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﻠﻌﺐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺩﻭﺭًﺍ ﺧﺎﺻًﺎ ﻓﻲ ﺍﻋﺪﺍﺩ ﻣﺠﻲﺀ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ .[203]"ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻛﺴﻴﺎﺝ ﻳﺮﻣﻲ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻻ ﺗﻤﻜﺚ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺑﻞ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻬﺎ
ﻟﺒﺤﺚ ﻣﺘﻜﺎﻓﻞ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻧﻘﻄﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ .ﻳﺤﺘﺎﺝ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻭﻋﻲ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﻟﻦ
ﻳﻨﻘﺺ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺑﻨﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
"ﻳﺪﺍﻙ ﻫﻤﺎ ﻋﻨﺎﻗﻲ
ﻫﻤﺎ ﺗﻨﺎﻏﻤﺎﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ
ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺒّﻚ ﻷﻥّ ﻳﺪﻳﻚ
ﺗﻜﺎﻓﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ.
ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺒﻚ ﻓﻸﻧّﻚ
ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﺷﺮﻳﻜﻲ ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺟﻨﺒًﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ
ﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ.[204]"
.182ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻳﺔ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺼﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﺃﻭ "ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ."ﻟﺘﺠﻨﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ ،ﺩﻋﻮﻧﺎ
ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺣﻜﻤﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳُﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻌﺎﺋﻠﺔ "ﻏﺮﻳﺒﺔ ،"ﻛﺒﻴﺖٍ ﻏﺮﻳﺐ ،ٍﺑﻌﻴﺪٍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ،ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :"ﻣِﻦْ ﺃَﻳْﻦَ ﻟَﻪُ ﻫﺬَﺍ؟ [...]ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﻫﺬَﺍ ﻫُﻮَ
ﺍﻟﻨَّﺠَّﺎﺭ ،َﺍﺑْﻦَ ﻣَﺮْﻳَﻢ؟" )ﻣﺮ .(3 -2 ،6"ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻨَّﺠﺎﺭ؟" )ﻣﺘّﻰ .(55 ،13ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﻗﺮﻳﺒﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻣﻨﺪﻣﺠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻋﺮﻉ ﺿﻤﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﻐﻠﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻳﻮﺳﻒ ،ﺇﻧﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﺑﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻛﻴﻒ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ ﻣﻦ
ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ،ﻗَﺒِﻼ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣًﺎ ،ﻣﺪﺓ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ،ﻣﺼﻐﻴًﺎ ﻟﻠﻘﺼﺺ ﻭﻣﺸﺎﻃﺮًﺍ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ :"ﻛَﺎﻧَﺎ ﻳَﻈُﻨَّﺎﻥِ ﺃَﻧَّﻪُ ﻓﻲ ﺍﻟﻘَﺎﻓِﻠَﺔ ،ﺳَﺎﺭَﺍ ﻣَﺴِﻴﺮَﺓَ ﻳَﻮْﻡ" )ﻟﻮ .(44 ،2ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻟﻐﺔ ﺗﺨﺎﻃﺒﻬﺎ ،ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ،ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ،ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ،ﻳُﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻛﻌﺎﺋﻼﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ ،ﺃﻭ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﺎ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺤﺘﻘﺮﻭﻥ ﻭﻣﺪﺍﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ.

4.10 Page 40

▲back to top
40
.183ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﺒﺮﺍﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻳﻌﻠﻤﺎﻥ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺪﻋﻮ ﻟﺘﻀﻤﻴﺪ ﺟﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﻳﻦ ،ﻭﻹﺭﺳﺎﺀ
ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ،ﻭﻟﻠﻨﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ .ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺎﻟﻤًﺎ "ﻋﺎﺋﻠﻴًّﺎ ،[205]"ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺃﺥ :"ﺇﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﻓﺎﺣﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻈﻬﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻨﺔ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ [...] .ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻨﺢ ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳُﻈﻬﺮ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ .[206]"ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺗﻔﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﻧﺴﺞ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﺳﻮﺃ ﺣﺎﻻ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﻫﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺣﻘًﺎ ﺑﺎﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻓﻠﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ
ﻳﺴﻮﻉ " :ﻛُﻞُّ ﻣَﺎ ﻋَﻤِﻠْﺘُﻤُﻮﻩُ ﻷَﺣَﺪِ ﺇِﺧْﻮَﺗِﻲ ﻫـﺆُﻻﺀِ ﺍﻟﺼِّﻐَﺎﺭ ،ﻓَﻠِﻲ ﻋَﻤِﻠْﺘُﻤُﻮﻩ!" )ﻣﺘّﻰ .(40 ،25ﻓﻬﻢ ،ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ،ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ
ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺒﻼﻏﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ :"ﺇِﺫَﺍ ﺻَﻨَﻌْﺖَ ﻏَﺪَﺍﺀً ﺃَﻭْ ﻋَﺸَﺎﺀ ،ًﻓَﻼ ﺗَﺪْﻉُ ﺃَﺻْﺪِﻗَﺎﺀَﻙ ،َﻭﻻ ﺇِﺧْﻮَﺗَﻚ ،َﻭَﻻ ﺃَﻧْﺴِﺒﺎﺀَﻙ ،َﻭَﻻ
ﺟِﻴﺮﺍﻧَﻚَ ﺍﻷَﻏْﻨِﻴَﺎﺀ ،ﻟِﺌَﻼَّ ﻳَﺪْﻋُﻮﻙَ ﻫُﻢْ ﺃَﻳْﻀًﺎ ﺑِﺎﻟـﻤُﻘَﺎﺑِﻞ ،ﻭَﻳَﻜُﻮﻥَ ﻟَﻚَ ﻣُﻜﺎﻓَﺄَﺓ .ﺑَﻞْ ﺇِﺫَﺍ ﺻَﻨَﻌْﺖَ ﻭَﻟِﻴﻤَﺔً ﻓﺎﺩْﻉُ ﺍﻟـﻤَﺴَﺎﻛِﻴﻦ ،ﻭَﺍﻟـﻤُﻘْﻌَﺪِﻳﻦ،
ﻭﺍﻟﻌُﺮْﺝ ،ﻭَﺍﻟﻌُﻤْﻴَﺎﻥ .ﻭَﻃُﻮﺑَﻰ ﻟَﻚَ" )ﻟﻮ .(14 -12 ،14ﻭَﻃُﻮﺑَﻰ ﻟَﻚَ! ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻤﻦ ﺳﺮّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺒﻮﻃﺔ.
.184ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺗﻨﻘﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﻭﺗﻮﻗﻆ ﺭﻏﺒﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻟﻨﺎ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺮﺳﻢ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻳﻤﻠﺆﻭﻧﻪ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻷُﺧﻮّﺓ ،ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ،ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤُﻨﻴﺮ ،ﻭﺑﺎﻷﻣﻞ
ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ .ﺇﻥ ﺧﺼﻮﺑﺘﻬﻢ ﺗﺘﻮﺳّﻊ ﻭﺗﺘﺮﺟﻢ ﺑﺄﻟﻒ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﺗﻤﻴّﻴﺰ ﺍﻟﺠﺴﺪ
.185ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ ﻧﺼًﺎ ﻛﺘﺎﺑﻴًﺎ ،ﺗﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻋﺎﺩﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﻴﺎﻗﻪ ،ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﻤﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﻤﺎﻣًﺎ .ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑـ 1ﻗﻮﺭ
،34 -17 ،11ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺿﻌًﺎ ﻣﺨﺠﻼ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ .ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ
ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭﻳﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺤﺪﺙ ﺣﺘﻰ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻓﻖ
ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ .ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻄﻌﺎﻣﻪ ﺍﻟﺸﻬﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻀﻮَّﺭﻭﻥ ﺟﻮﻋًﺎ:
"ﻷَﻥَّ ﻛُﻞَّ ﻭَﺍﺣِﺪٍ ﻳَﺴْﺒِﻖُ ﻓَﻴَﺄْﺧُﺬُ ﻋَﺸَﺎﺀَ ﻧَﻔْﺴِﻪِ ﻓِﻲ ﺍﻷَﻛْﻞِ ﻓَﺎﻟْﻮَﺍﺣِﺪُ ﻳَﺠُﻮﻉُ ﻭَﺍﻵﺧَﺮُ ﻳَﺴْﻜَﺮﺃَﻓَﻠَﻴْﺲَ ﻟَﻜُﻢْ ﺑُﻴُﻮﺕٌ ﻟِﺘَﺄْﻛُﻠُﻮﺍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﺗَﺸْﺮَﺑُﻮﺍ؟
ﺃَﻡْ ﺗَﺴْﺘَﻬِﻴﻨُﻮﻥَ ﺑِﻜَﻨِﻴﺴَﺔِ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭَﺗُﺨْﺠِﻠُﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻬُﻢْ؟" )ﺍﻵﻳﺎﺕ .(22 -21
.186ﺇﻥ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .ﻓﻤﻦ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺟﺴﺪ ﻭﻣﻦ ﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻴﺲ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻣﺜﻴﺮًﺍ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳًﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺸﺎﺋﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ .ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ،
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺑـ "ﺗﻤﻴﻴﺰ" ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺮﺏ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﻭﺑﻤﺤﺒﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﻼﻣﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﺇﻻ
ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳَﺄْﻛُﻞُ ﻭﻳَﺸْﺮَﺏُ ﺩَﻳْﻨُﻮﻧَﺔً ﻟِﻨَﻔْﺴِﻪِ )ﺭﺍ .ﺁﻳﺔ .(29ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺗﺤﺬﻳﺮًﺍ ﺟﺪﻳًﺎ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻐﻠﻖ ﻓﻲ ﺭﺍﺣﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺗﻌﺰﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻭﺑﺪﻗﺔ ﺃﻛﺜﺮ ،ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮﺛﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ .ﻫﻜﺬﺍ
ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻲ ﻧﺪﺍﺀً ﻣﺴﺘﻤﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻛﻲ "ﻳَﻤْﺘَﺤِﻦْ ﻛُﻞُّ ﺇِﻧْﺴَﺎﻥٍ ﻧَﻔْﺴَﻪُ" )ﺁﻳﺔ ،(28ﺑﻬﺪﻑ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸَﺮِﻛﺔ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢَّ ﻗﺒﻮﻝ ﺣﻘًﺎ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻲ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ
ﻣﻨﺎ ﺟﺴﺪًﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ .ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ "ﺃﻥ »ﺻﻮﻓﻴّﺔ« ﺍﻟﺴﺮ ﻟﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .[207]"ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻟﺔ
ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻤﻴﻦ ،ﺃﻭ ﻳﺴﺎﻧﺪﻭﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ،ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ،ﻓﻬﻢ
ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﺬﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﻻﺋﻖ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮّﻱ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻮّﺓ ،ﻭﺣﺴَّﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ.
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳّﻌﺔ
.187ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻌﺰﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﺠﺪﻭﺩ ،ﻭﺍﻻﻋﻤﺎﻡ
ﻭﺍﻻﺧﻮﺍﻝ ،ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻭﺍﻻﺧﻮﺍﻝ ،ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ .ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣَﻦْ ﻳﺤﺘﺎﺝ
ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣَﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺭﻓﻘﺔ ،ﻭﻟﺒﻌﺾ ﻟﻔﺘﺎﺕ ﻣﺤﺒﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﺟﺎﻉ ﻛﺒﺮﻯ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﺒﻌﺾ

5 Pages 41-50

▲back to top

5.1 Page 41

▲back to top
41
ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺓ .[208]ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﻘﻮﺩ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﻐﻼﻕ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺶ ﺁﻣﻦ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﺨﻄﺮ ﻣﻘﻠﻖ .ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺗُﻐﻠﻖ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﺤﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺃُﻓﻖ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ
.188ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻻﻣﺮ ،ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ .ﻟﻘﺪ ﺫﻛّﺮ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺳﻴﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ
ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻠﻪ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(13 -8 ،7ﻟﻴﺲ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﻻﺣﺪ ﺍﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴَّﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺍﺑﻨًﺎ .ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ،"ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺃﺻﺒﺢ
ﺑﺎﻟﻐًﺎ ﺃﻭ ﻋﺠﻮﺯًﺍ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺣﺪ ﺃﺑًﺎ ﺃﻭ ﺃﻣًّﺎ ،ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺘﻔﻈًﺎ ﺑﻬﻮﻳﺘﻪ ﻛﺈﺑﻦ.
ﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﻨًﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻤﻨﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻠﻘﻴﻨﺎﻫﺎ .ﻓﺎﻟﻬﺒﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻴﻨﺎﻫﺎ.[209]"
.189ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ "ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ [...]ﺃﻥ ﻳﻜﺮﻣﻮﺍ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻻﻡ )ﺭﺍ .ﺧﺮ .(12 ،20ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻘﺪﺱ ،ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺇﻟﻬﻲ ،ﻋﻠﻰ
ﺷﻲﺀ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ:
»ﻟِﺘَﻄُﻮﻝَ ﺃَﻳَّﺎﻣُﻚَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻳُﻌْﻄِﻴﻚَ ﺍﻟﺮَّﺏُّ ﺇِﻟَﻬُﻚ .«َﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺨُﻠُﻘﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻫﻮ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﻫﻮ
ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ .ﻓﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻻ ﻳﻜﺮﻣﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﻛﺮﺍﻣﺔ .[...]ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣُﻘﺪَّﺭٌ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺑﺸﺒﺎﺏ ﻣُﻨَﻔِّﺮﻳﻦ ﻭﺟﺸﻌﻴﻦ.[210]
.190ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﻤﻴﺪﺍﻟﻴﺔ :"ﻳَﺘْﺮُﻙُ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞُ ﺃَﺑَﺎﻩُ ﻭَﺃُﻣَّﻪُ" )ﺗﻚ ،(24 ،2ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺆﻛﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ .ﻭﻫﺬﺍ ﻻ
ﻳﺘﺤﻘﻖ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻓﻼ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻻﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻢ ﻳﺘﻤَّﺎ .ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺠﺐ ﺗﺮﻛﻬﻤﺎ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ،ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ،
ﻭﺍﻻﺳﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺣﻘًﺎ "ﺟَﺴَﺪًﺍ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ" )ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ .(ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ ﺍﻥ
ﻳﺘﻢ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻫﻞ ،ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻻﻫﻞ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺃﻫﻤﻴﺔ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ .ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ .ﻭﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﻳﻤﻜﻦ
ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻓﻘﻂ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺆﻗﺘﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ .ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻤﺜﻞ ﺗﺤﺪ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ.
ﺍﻟﻤﺴﻨّﻮﻥ
.191"ﻻ ﺗَﺮْﻓُﻀْﻨِﻲ ﻓِﻲ ﺯَﻣَﻦِ ﺍﻟﺸَّﻴْﺨُﻮﺧَﺔﻻَ ﺗَﺘْﺮُﻛْﻨِﻲ ﻋِﻨْﺪَ ﻓَﻨَﺎﺀِ ﻗُﻮَّﺗِﻲ" )ﻣﺰ .(9 ،71ﺇﻧﻬﺎ ﺻﺮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻦ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺸﻰ
ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ .ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺴﻤﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ .[211]ﺇﻥ
ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﻻﻥ "ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻭﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﺎﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ
ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ .ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻳﻘﺎﻅ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ،ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ،ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺰﺀ ﺣﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻫﻢ ﺭﺟﺎﻝ ،ﻧﺴﺎﺀ ،ﺁﺑﺎﺀ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻣﻌﺮﻛﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ .[212]"ﻟﺬﻟﻚ "ﻛﻢ ﺃﺭﻏﺐ ﺑﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﺤﺪﻯ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ.[213]"!
.192ﻟﻘﺪ ﺩﻋﺎﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻻﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ "ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺮﻱ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺏ ،ﺩﻓﻌﺖ ،ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺪﻓﻊ ،ﺑﺎﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ.[214]"
ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ "ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ" ﻭﻣﻮﻫﺒﺔ "ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺟﺴﺮًﺍ .[215]"ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ
ﻫﻢ ﻣَﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻔﺎﺩﻫﻢ ﻭ"ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ .[216]"ﻓﻜﻼﻣﻬﻢ ،ﻭﻟﻤﺴﺎﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻻ ﻳﺒﺪﺃ
ﻣﻌﻬﻢ ،ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻭﺭﺛﺔ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻭﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻘﻨﺎ .ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ

5.2 Page 42

▲back to top
42
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺳﻮﻑ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺞ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﺳﻴﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،"ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺑﺎﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﻥ
ﻟﻠﻤﺴﻦّ؟ ﺑﻮﺳﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻥ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻥ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ.[217]"
.193ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻋﻴﺒًﺎ ﺧﻄﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ .ﺍﻧﻪ ﺛﻤﺮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ "ﺇﻧﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ."ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﻣﻌﻨﻰ .ﻟﻴﺲ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺫﺍﻛﺮﺓ :"ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﺍ ﺍﻷَﻳَّﺎﻡَ ﺍﻷُﻭﻟﻰ" )ﻋﺐ .(32 ،10ﻓﻘﺼﺺ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺗﻔﻴﺪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻷﻧﻬﺎ
ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻨﻮﻧﻪ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻫﻢ .ﺇﻥ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﻭﻻ ﺗﻬﺘﻢ
ﺑﺠﺪﻭﺩﻫﺎ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻔﻜﻜﺔ؛ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻫﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻟﺬﻟﻚ ،"ﻓﺈﻥ
ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺗﻬﻤﻠﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺨﻠﻘﻮﻥ ﻣﺸﺎﻛﻞ ،ﻫﻲ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﻤﻮﺕ،[218]"
ﻷﻧﻬﺎ "ﺗﺠﺘﺚ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ .[219]"ﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻚ ﻭﺑﺎﻻﻗﺘﻼﻉ ﻭﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﺷﻜﻼ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ،ﺗﻀﻌﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪٍ ﻟﻨﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼﺗﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻥ ﻳﺘﺠﺬّﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ.
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺧﻮﺓ
.194ﺗﺘﻌﻤّﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ .ﻭ"ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻻﺧﻮّﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺧﻮﺓ ،ﺇﺫﺍ ﺗﻢَّ ﻓﻲ ﺟﻮّ
ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮّﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ ،ﻳﺘﻢ
ﺗَﻌﻠّﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .[...]ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﺘﻨﺒﻪ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺪﺧﻞ ﺍﻻﺧﻮّﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ! ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﻮّﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬﺕ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺑﻨﻤﻂ ﺍﻻﺧﻮﺓ ،ﻳﺴﻄﻊ ﻣﺜﻞ ﻭﻋﺪ ﺟﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ.[220]"
.195ﻳﻘﺪّﻡ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺧﻮﺓ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﻭﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺗﻠﻘﻴﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ،"ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻻﺧﻮّﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﻁ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺍﻭ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺿُﻌﻔًﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ .[221]"ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ "ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻘﻴﻖ ﻭﺷﻘﻴﻘﺔ ﻳﺤﺒﺎﻧﻨﺎ ﻫﻮ
ﺧﺒﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻻ ﺗﻘﺪّﺭ ﺑﺜﻤﻦ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،[222]"ﻟﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﺼﺒﺮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻛﺄﺧﻮﺓ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻫﻮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ .ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺟﻪ ﻗﻮﻱ ﻹﻧﺠﺎﺏ ﻃﻔﻞ ﻭﺍﺣﺪ،
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻲ ﺃﺥ ﺃﻭ ﺃﺧﺖ ﺃﻗﻞ ﺷﻴﻮﻋًﺎ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ،ﻳﺠﺐ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻻ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺣﻴﺪًﺍ ﺃﻭ ﻣﻨﻌﺰﻻ.
ﻗﻠﺒﻜﺒﻴﺮ
.196ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜّﻠﻬﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳّﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ،ﻻﻥ "ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺳﻊ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ- ،ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ،ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ،-ﻫﻤﺎ ﻣﻔﻌﻤﺎﻥ ﻭﻣﺪﻓﻮﻋﺎﻥ ﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮّﺓ ،ﺗﻘﻮﺩ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺷَﺮِﻛﺔٍ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻘًﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ ،ﺗﻤﺜﻞ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .[223]"ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ،ﻳﻨﻀﻢ
ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺪﺓ ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ.
.197ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳّﻌﺔ ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺍﻻﻣّﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺯﺑﺎﺕ ،ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﺑﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ،ﻭﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺫﻭﻱ ﺍﻹﻋﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘُﺮﺏ ،ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺎﻓﺤﻮﻥ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ،ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻌﺎﺯﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ،ﻭ"ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ.[224]"
ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳّﻌﺔ ﺍﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻫﻞ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ

5.3 Page 43

▲back to top
43
ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﻣﺎﻧﺤﺔ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﺣﺒًﺎ ﺳﻠﻴﻤًﺎ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ
ﻟﻬﻢ.
.198ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤَﻤﻲ ﻭﺍﻟﺤَﻤﺎﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳّﻌﺔ ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻵﺧﺮ.
ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﻛﻤﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ،ﻭﻛﺄﺷﺨﺎﺹ ﺧﻄﺮﻳﻦ ،ﻭﻛﻐﺰﺍﺓ .ﻓﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ،ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻢ ﻟﻐﺘﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ،ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻢ ،ﻭﺍﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﺣﺘﻰ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﻌﺒّﺮ ﻟﻠﺸﺮﻳﻚ ﻋﻦ ﺳﺨﺎﺀ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺩﺱ
ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ
.199ﺃﺩّﺕ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻟﻰ ﺗﺼﻮّﺭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺳﺄﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺿﻬﺎ
ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ .ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻋﺪﺍﺩ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ،ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪٍ ﺳﻮﺍﺀ .ﺃﻭﺩّ ﻫﻨﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ.
ﺇﻋﻼﻥ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ
.200ﺃﺻﺮّ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺑﻔﻀﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻫﻲ ﺍﻟﻼﻋﺒﻮﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻮﻥ ﻟﺮﻋﻮﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ "ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻓَﺮِﺣﺔ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ ﻭﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺑﻴﺘﻴّﺔ .[225]"ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﺃﻭﺿﺢ
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺮ "ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺒﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻮ ﻓﺮﺣﺔ »ﺗﻐﻤﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،«ﻷﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ »ﺗﺤﺮﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ،ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ« )ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ .(1 ،ﺇﻥ
ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻣَﺜَﻞ ﺍﻟﺰﺍﺭﻉ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ ،(9 -3 ،13ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ :ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻠﻪ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺸّﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﻨﺎﻗﺾ ،[226]"ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻳﻘﺪّﺭﻭﻥ ﻟﻠﺮﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﺮﺍﻫﻨﻮﺍ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﻗﻮﻱ ﻭﺻﻠﺐ ﻭﺩﺍﺋﻢ ،ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻴﻌﺘﺮﺽ ﺩﺭﺑﻬﻢ .ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ﺗﺘﻮﻕ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻋﺒﺮ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ،ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﺎ "ﻫﻲ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﻛﻲ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺃﻓﻀﻞ
ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﺘﺨﻄِّﻲ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ .[227]"ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻻﺋﺤﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺑﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﻛﺒﺮﻯ .ﻓﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ "ﻣﺠﻬﻮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،[228]"ﻣﺠﻬﻮﺩ ﻳﺮﺷﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ.
.201"ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺗﻮﺑﺔ ﺗﺒﺸﻴﺮﻳﺔ :ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ
ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ .[229]"ﻓﺎﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ "ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﻖ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ :ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻞﺀ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺸَﺮِﻛﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ .ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﻗﻴِّﻢ ،ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ.[230]"
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ "ﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺗﺸﺠﺐ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻃﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﺍﺷﺘﺮﺍﻃﺎﺕ ﺗﻌﻴﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ،
ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺗﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ﻭﻓﻘﺮ ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻭﻋﻨﻒ .ﻟﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺣﻮﺍﺭ ﻭﺗﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﻛﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ،ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ-ﺳﻴﺎﺳﻲ.[231]"
.202"ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺗُﻘﺪِّﻣﻬﺎ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻢ
ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻘﺪِّﻣﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴَّﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .[232]"ﻳﺘﻮﺟﺐ ،ﺟﻨﺒﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﻨﺐ ،ﻣﻊ
ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،"ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺃﻧﺴﺐ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻣﺴﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺎﺕ ﻭﻣﻌﻠﻤﻲ

5.4 Page 44

▲back to top
44
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ .[233]"ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺮﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺪّﺍﻡ ﺍﻟﻤﻜﺮَّﺳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘّﺪﺓ
ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ .ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﻠﻜﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ.
.203ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺨﻄﺒﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻭﺃﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻘﻂ .ﻳُﻀَﺎﻑ ﻟﺬﻟﻚ ،ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺌﺔ ]ﺍﻹﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻲ[ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻻ
ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ-ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ .ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺧﺒﺮﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ
ﺍﻷﺏ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻛﻲ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺨﺪّﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻮﻥ ﻟﻠﺘﻮﺍﺯﻥ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻭﺍﺟﺒﻬﻢ .ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻛﻞ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻹﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻲ ﻭﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ،ﻟﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻘﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﻗﻌﻲ .ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺭﺑﻂ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻊ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺄﻥ
ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻮﺍﺻﻼ ﻭﺍﺗﺼﺎﻻ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻣﻊ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ."ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﻜﻬﻨﻮﺕ ،ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ.[234]"
.204ﻟﻘﺪ ﺍﻓﺼﺤﺖ ﺍﻟﺮﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻴﻦ ،ﻭﺃﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﺃﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﺍﻻﺧﺼﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘُﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻣﻊ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﺳﻬﺎﻣﺎﺕ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻭﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ
ﺃﻳﻀًﺎ .ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮﻥ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ."ﻓﺎﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ
ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻣﺆﻫﻠﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻹﺩﺭﺍﺝ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻜﻨﺴﻴَّﺔ .[235]"ﺇﻥ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ "ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ
ﻋﻨﻒ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﺃﻭ ﺗﻌﺪٍ ﺟﻨﺴﻲ .[236]"ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ،ﺑﻞ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻪ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ،ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ،ﻭﻣﻦ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ.
ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ
.205ﺃﻛّﺪ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﻏﻨﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.[237]
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻮ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻭﻳﻜﻤﻠﻪ ،ﻭﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ
ﺍﻷﺳﻤﻰ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻌﺰﺯ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﻴﺌﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﻨﻀﺞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.
.206"ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﺍﻟﺘﺰﺍﻣًﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ .ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ .ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻌﻔّﺔ ﺷﺮﻃًﺎ ﺛﻤﻴﻨًﺎ
ﻟﻠﻨﻤﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ .ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ،ﺃﺟﻤﻊ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺯﻳﺎﺩﺓ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﻣﻊ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ ،ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻣﺸﺪﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻭﺑﺎﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻺﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻮﺷﻴﻚ ،ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ،ﻭﺗﻌﻤّﻖ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ.[238]
.207ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑَﻴﻦ ﺗﺸﻜﻞّ ﺃﻳﻀًﺎ ﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻬﺎ.
ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺰﻭﺟﻮﻥ ﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ "ﻣﻮﺭﺩ ﺛﻤﻴﻦ ﻷﻧﻬﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺫﺍﺕ ﻧﺴﻴﺞ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ
ﺑﺄﺳﺮﻩ :ﻓﻨﻮﻉ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻬﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣُﻌﺪِﻳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳَﻨﺘَﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻷﺧﻮّﺓ .[239]"ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮﻕ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ،ﻭﻛﻞّ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻣﺤﻠّﻴﺔ

5.5 Page 45

▲back to top
45
ﺳﺘﻤﻴّﺰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ ،ﻣُﺆَﻣِّﻨَﺔ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﻻ ﺗُﺒﻌِﺪ ،ُﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺳﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻠﻘﻴﻨﻬﻢ
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻏﺮﺍﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ .ﻭﻳﺼُﺢ ،ُّﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻳﻀًﺎ "ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳُﺸﺒﻊُ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﻓﺮﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻭﺗﺬﻭّﻕ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺎﻃﻨﻴًّﺎ .[240]"ﻓﺎﻟﻨﻮﻋﻴّﺔ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤّﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﻋﻄﺎﺀ
ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ –ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ -ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ،ﺇﻥ ﺗﻢّ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺬّﺍﺑﺔ ﻭﻭﺩّﻳﺔ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ "ﺑﺮﻭﺡ ﺷﺠﺎﻉ ﻭﺳﺨﻲ .[241]"ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ "ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ" ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﺑﺪﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺤﺰﻡ.
.208ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻄُﺮﻕ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻹﺭﺳﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺃﺳﺮ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ
ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ،ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻀﺎﺝ ﺣﺒﻬﻤﺎ ،ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻭﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻔﻴﺪﺓ
ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﻭﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ،ﺗﺒﻘﻰ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻫﻮ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﻳﺤﺐ ﺷﺨﺼًﺎ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﻳﻮّﺩ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ .ﺍﻥ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧًﺎ ﺃﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺮًﺍ ﺍﺭﺗﺠﺎﻟﻴًﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻫﺪﻑ ﺩﻭﺭﺓ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ .ﻓﻜﻞ ﻣﺎ
ﻗﺪﻣﺘﻪ ﻟﻪ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻭﺑﺄﻥ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ .ﻟﻌﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻛﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﻳﺠﺪﺩﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ .ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﺗﻬﺪﻑ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻋﻮﻥ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ .ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴِّﻤﺔ ﻟﻠﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .ﻭﻟﻼﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻤﺜﻞ ﺑﺴﻴﻂ ،ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻳﻮﻡ
ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘُﺠﺎﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺇﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ.
.209ﺇﻥ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﺒﻄﻮﺍ ﺭﺳﻤﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮﺑﺔ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺮﻋﻴﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﺑﻮﻗﺖ ﻛﺎﻑ ،ٍﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺤﻬﻢ
ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻘﺎﻁ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻧﻪ
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳُﻌﺮﺿﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻔﺸﻞ ﻣﺤﻘﻖ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺗﺒﺴﻴﻂ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ،ﻭﺑﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ
ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻻﺣﻘًﺎ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ،
ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻜﻪ ﺍﻻﺧﺮ ،ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ
ﺇﻟﻴﻬﺎ .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺿﺌﻴﻠﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻻﻧﺠﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺣﺪﻩ
ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ .ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺬﺑﺬﺑًﺎ ،ﻭﺗﺰﻋﺰﻋًﺎ ،ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ،ﻛﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﻟﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓُﺮﺻًﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮﺍﺭ.
.210ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ،ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻨﻘﺎﻁ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺛﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺣﺴﻦ ﻟﺪﻳﻪ ،ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﻧﻘﺎﻁ ﺿﻌﻔﻪ ،ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ
ﺑﺘﺸﺠﻴﻌﻪ ﻛﻜﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮﻱ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨًﺎ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ،ﻭﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ،ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﺎﺳﻢ ﺑﺘﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺫﻟﻚ .ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ
ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ،ﻛﻲ ﻳﺠﺪﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻤﺢ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﺠﺎﺡ.
ﻟﻶﺳﻒ ،ﻳﺼﻞ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺰﻓﺎﻑ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ .ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﺳﻮﻳًّﺎ ،ﻭﺗﺒﺎﺩﻻ
ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻣﻌًﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﺍ ﺗﺤﺪﻱ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣَﻦْ ﻫﻮ ﺣﻘًﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ.
.211ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻤﻤﺪﺩﺓ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﻻ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﻩ ﻛﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻛﺪﻋﻮﺓ ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻗﺪﻣًﺎ ﻟﻸﻣﺎﻡ ،ﻋﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻭﺍﻗﻌﻲ ﺑﺄﻧﻬﻢ
ﻣﻌًﺎ ﺳﻴﺠﺘﺎﺯﻭﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ،ﻭﺳﻴﻌﺒﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ .ﻳﺠﺐ ﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻭﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﺎ ،ﻗﺒﻞ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ،ﺭﻋﻮﻳﺔَ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻀﺎﺝ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻻﻗﺘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ

5.6 Page 46

▲back to top
46
ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻮّﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻭﺍﻗﻌﻴّﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ
ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ،ﻭﻣﻦ ﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ .ﻳﺸﻜﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ،ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﻢ .ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﺧﻼﻝ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ،ﻳﺠﺐ ﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ
ﺑﺎﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭﺑﺎﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ .ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﺑﺪّﺍ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ،ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻏﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻴﺔ.
ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ
.212ﻳﻤﻴﻞ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻮﺷﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺮﺣﺔ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺣﻔﻞ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻣﻨﻬﻜﻴﻦ،
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺃﻓﻀﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻤﺎ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﻛﺄﺳﺮﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﻌًﺎ .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ
ﻫﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺣﻔﻞ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﺇﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻮﻥ ﺍﻷﻋﺰﺍﺀ ،ﺗﺤﻠّﻮﺍ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ،ﻭﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ .ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻌﻜﻢ ،ﻭﺍﻟﻤُﺤَﺼﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ .ﺃﻧﺘﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ
ﺭﺻﻴﻦ ﻭﺑﺴﻴﻂ ،ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪَّﺍﻡ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻫﺬﺍ
ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻻ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ.
.213ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﻭﺳﻴﻦ ،ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻮﺷﻴﻚ ،ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻴﺸﺎ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻲ ﺑﻌﻤﻖ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻭﻋﻴﺶ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﻴﻪ .ﻭﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺠﻢ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺏ
ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﻭﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﻦ ﻻﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻣﻌﻤﺪّﻳﻦ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ
ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺴﺪ ﻭﺍﺗﺤﺪ ﺑﻜﻨﻴﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪِ ﻣﺤﺒﺔ .ﻓﻠﺪﻯ ﺍﻟﻤﻌﻤﺪﻳﻦ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻻﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﻟﻐﺔ
ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .ﻓﺎﻟﺠﺴﺪ ،ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻠﻘﻪ ،"ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺧﺪّﺍﻡ ﺍﻟﺴﺮ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ،ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻲ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﺮ.[242]"
.214ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﺎﻥ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻟﻠﺮﺿﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻲ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻲﺀ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ
ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ؛ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﺎ
ﺳﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ :"ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ."ﻳﺪﻝ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﺭﺿﺎﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻻ ﺑﻞ ﺗﺘﻌﺎﺿﺪﺍﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻟﻨﻔﻜّﺮ ﻓﻲ
ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒّﺒﻪ ،ﻓﻲ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﻲ ،ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﺤﺘَﺮَﻡ .[...]ﺇﻥّ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ
ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻟﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺷﺮﺍﺅﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﺑﻴﻌﻬﻤﺎ .ﻛﻤﺎ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﻔﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳُﺤﻔﻈﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻀﺤﻴﺔ.[243]"
.215ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﺃﻥ "ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ،ﻳﻨﺴﻴﺎﻥ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﺪﺍﻥ ﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .[244]"ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ،ﺑﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﻴُﻤﺎﺭِﺱ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ .[245]ﻭﺳﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻳﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،"ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ" ﻭ"ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﺎ ،ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺔ.[246]"
.216ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ،ﻭﺇﺛﺮﺍﺀ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻮﺍﺗﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﺎﻥ،
ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ .ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻴّﺪًﺍ ﺃﻥ ﻳﺼﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻴّﺎ ﻣﻌًﺎ،
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻃﺎﻟﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺃﻣﻴﻨﻴﻦ ﻭﺳﺨﻴﻴﻦ؛ ﻭﻃﺎﻟﺒﻴﻦ ﻣﻌًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﺎ ﻣﺎ
ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻣﻨﻬﻤﺎ؛ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺍﻓﻘﻮﻧﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ
ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻬﻮﻫﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻬﻤﺎ ﻭﻳﻌﻴﺸﺎ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪﻫﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ."ﺇﻥ ﻟﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻲ ﺣﺪﺙ

5.7 Page 47

▲back to top
47
ﻓﺮﻳﺪ ،ﻳُﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﻌﻴﺪ .ﻭﺃﻭﻝ ﺁﻳﺔ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﻋﺮﺱ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﺎ :ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺍﻟﺠﻴّﺪﺓ ﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﺮﺏ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻤﺮ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻣﻴﻼﺩ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻌﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻊ
ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ .[...]ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ]ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ[ ﺍﻟﻤُﺤﺘَﻔِﻞ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔً ﻣﻜﻮّﻧﺔً ﻣﻦ
ﺃﻧﺎﺱ ﻗﻠَّﻤﺎ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴَّﺔ ﺃﻭ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺮﺻﺔ
ﺳﺎﻧﺤﺔ ﻹﻋﻼﻥ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ.[247]"
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
.217ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﺐ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﻋﻦ ﺣﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻮﺍ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻧﺠﺬﺍﺏ ﺟﺴﺪﻱ ﺃﻭ ﻋﺎﻃﻔﺔ
ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺳﻴﻌﺎﻧﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻀﺎﺀﻝ ﺍﻻﻧﺠﺬﺍﺏ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ.
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺳﺎﺕ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻜﺜﺮﺓ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺇﺫًﺍ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﻹﺛﺮﺍﺀ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺤﺮ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭﺑﺤﺐ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﺮﺓ
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﻳﺘﻢ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻌﺠﻠﺔ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ،ﻳﺠﺪ
ﺍﻟﻌﺮﻭﺳﺎﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺇﻧﺠﺎﺯﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ.
.218ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺃﻭﺩّ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ
ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﺗﻢَّ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ .ﻓﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ
ﻭﺗﻜﺮﻳﺴﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻓﺒﺎﺗﺤﺎﺩﻫﻤﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺑﻄﻠﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ،ﻭﺳﻴﺪﻱ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻤﺎ ،ﻭﺻﺎﻧﻌﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﺤﻘﻘﺎﻩ ﻣﻌًﺎ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻴﺎﻩ ﻣﻌًﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﻳُﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﻣﻼ .ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﻳﻘﺒﻼ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ :ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻣﺪﻋﻮ
ﻟﻠﻨﻤﻮ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻄﻮﺭ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺩﺍﺋﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻻ ﻳُﻌﺎﺵ
ﻛﻤﺸﺮﻭﻉ ﻳﺘﻢ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺳﻮﻳًّﺎ ،ﺑﺼﺒﺮ ﻭﺑﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺑﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺑﺴﺨﺎﺀ .ﻳﻘﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﺤﺐ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴًﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺩ؛ ﻭﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ؛ ﻭﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ،ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ؛ ﻭﺑﺎﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻏﻴﺮ
ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻴﺼﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩﻫﻤﺎ .ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻴِّﻦ
ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺑﻴﻦ ،ﻭﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﺒﺤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻴِّﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻤﺎ ﺑﺼﺪﺩ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﺑﻪ .ﺇﻥ ﺍﻟـ "ﻧﻌﻢ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﺩﻻﻫﺎ ﻫﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ،ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﺎ ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻄﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﺿﻬﻤﺎ .ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻧﺎﻻﻫﺎ ﻫﻲ ﻧﻌﻤﺔ ،ﻭﺣﺎﻓﺰ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺤﺔ ﺩﺍﺋﻤًﺎ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻋﺎﺩﺓ ،ﺃﻥ
ﻳﺠﻠﺴﺎ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻣﻌًﺎ ﺣﻮﻝ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻓﻲ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ،ﻭﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ،ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ.
.219ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻣﺜﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪﺓ ﺗَﻔﺴﺪ ﻭﺗﺘﻌﻔﻦ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﺭﻛﻮﺩ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ،ﻭﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﺎﻡ .ﻓﺎﻟﺮﻗﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻴﺎﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ؛ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﺷﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ .ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻓﺎﻷﻣﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮﺓ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ،ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ،ﺃﻣﻞ ﻳﺪﻓﻌﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﻄﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﺃﻣﻞ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﻨﻤﻮ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﻤﻠﺌﻪ ،ﻭﻗﻠﺒﻨﺎ ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ،ﻷﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ
ﻹﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﻮﻃﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﻲ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻴّﺪﺓ.
.220ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓُ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭَ ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﺴﺨﺎﺀ :ﻓﻤﻦ ﺍﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻧﺠﺬﺍﺏ ﺧﺎﺭﺟﻲ ،ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ .ﻭﻣِﻦ ﺛﻢَّ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﺛﻢ ﺍﻟﻰ ﻓَﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻛﻤﺸﺮﻭﻉ ﻳﺨﺼﻬﻤﺎ ﻣﻌًﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺳﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻮﻕ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﻛﺨﻴﺮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻧﻀﻮﺝ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ
"ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ."ﻻ ﻛﺘﺼﺮﻑ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻲ ﺃﻭ ﻛﻠﻌﺒﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻛﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻟﻠﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻫﻲ

5.8 Page 48

▲back to top
48
ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ .ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻢّ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﺎﻟﺐ ﻭﻣﻐﻠﻮﺏ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻮﺯ ﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ.
ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻓﺎﻻﺛﻨﺎﻥ ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﺰﻝ ﻫﻮ ﻓﺮﻳﺪ
ﻭﻛﻞ ﻗﺼﺔ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
.221ﺇﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻜﻚ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺤﻠﻤﺎﻥ ﺑﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ،ﺑﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻧﻀﻮﺝ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﻤﻮ ﺍﻵﺧﺮ .ﺇﻥ
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ،ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦﻓﻜﻞ ﺯﻭﺍﺝ ﻫﻮ "ﻗﺼﺔ ﺧﻼﺹ ،"ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﻴﺔ ،ﺗﻌﻄﻲ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴًّﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ
ﻭﺟﻤﺎﻻ .ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻞ ﻭﻣﺮﺃﺓ ﻫﻲ :ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺟﻼ .ﺃﻥ ﻧﻨﻤَّﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﺴﺎﻋﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻋﻤﻞ
ﻳﺪﻭﻱﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻧﺺ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﺮﺟﻞ )ﺭﺍ .ﺗﻚ ،(7 ،2ﺛﻢ
ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴًّﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ،ﻓﺨﻠﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ :"ﺁﻩ ،ﺍﻵﻥ ﻧﻌﻢ ،ﻫﺬﺍ ﻧﻌﻢ ."!ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻜﺘﺸﻔﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ
ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻴﻔﺎﺟﺊ ﺷﺮﻳﻜﻪ ﻓﺘﻨﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻴﺠﺪﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ؛ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻳﺮﺟﻌﺎﻥ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻟﻶﺧﺮ ،ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﺻﺒﺮ
ﺍﻟﺤِﺮﻓﻲ ،ّﻭﺭﻳﺚ ﺍﻟﻠﻪ.
.222ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺃﻥ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺳﺨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ."ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺑﺸﺮﻳﺎ ،ًﻫﻮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﻲ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ،ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ .ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﻳﺠﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
"ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ" )ﺭﺍ ،(14 -10 .ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ" ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ" )ﺭﺍ14 .؛ ،(35 -28
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﻌﺎﺵ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ،ﺿﺪ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .[...]ﺇﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻟﻸﺑﻮﺓ
ﻭﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻫﻮ »ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺳﺮﻳﺔ ﻭﻗﺪﺱ ﺃﻗﺪﺍﺳﻪ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ« )ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ .(16 ،ﻭﻛﻠّﻤﺎ ﺳﻌﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮﻫﻤﺎ )ﺭﺍ.
ﺭﻭﻡ ،(15 ،2ﻭﻃﻠﺒﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ،ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺮﺍﺭﻫﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﺮﺭًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ
ﻣﺤﻴﻄﻬﻤﺎ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺑﻴﺌﺘﻬﻤﺎ .[248]"ﻻ ﺯﺍﻝ ﻣﺠﺪﻳًﺎ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :"ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،[...]
ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﻭﺑﻤﺠﻬﻮﺩ ﻣﺸﺘﺮﻙ ،ﻳﻜﻮّﻧﺎﻥ ﺭﺃﻳًﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤًﺎ :ﺁﺧﺬﻳﻦ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺳﻮﺍﺀ ﺧﻴﺮﻫﻤﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻭ ﺧﻴﺮَ ﺑﻨﻴﻬﻤﺎ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻭُﻟﺪﻭﺍ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ؛ ﻣﻘﺪّﺭﻳﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻋﺼﺮﻫﻤﺎ ﻭﺣﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ؛ ﻭﺁﺧﺬﻳﻦ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﺧﻴﺮًﺍ،
ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ،ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﺍﻩ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ .[249]"ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،"ﻳﺠﺐ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺓ ﺍﻟﻰ ﻭﺗﻴﺮﺓ
»ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺨﺼﻮﺑﺔ» )ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،(11 ،ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ »ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ،ﻭﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﺗﻌﺰّﺯ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺣﺮﻳّﺔٍ ﺃﺻﻴﻠﺔ« )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ .(2370 ،ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺩﻭﻣًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ
ﻫﻢ ﻋﻄﻴَّﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻫﻢ ﻓﺮﺡ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻸﻫﻞ ﻭﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻟﻬﻢ ﻳﺠﺪّﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.[250]"
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
.223ﺃﺷﺎﺭ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ ،ﻳﻨﻤﻮ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ )ﺭﺍ .ﻭﻇﺎﺋﻒ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺴﻢ .(3ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺘﺰﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ .ﺗﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺮﺣِّﺐ ﺑﻬﺒﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ.

5.9 Page 49

▲back to top
49
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻵﺣﺎﺩ ،ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﺪ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻔﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺣﻴﻮﻳﺔ
ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ.[251]
.224ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻗﺖ .ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺎﺡ ﻭﻣﺠﺎﻧﻲ ،ﻳﻀﻊ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻓﻴﺠﺐ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ؛ ﻟﻠﻌﻨﺎﻕ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﻌﺠﺎﻝ؛ ﻭﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ؛ ﻭﻟﻸﺻﻐﺎﺀ؛ ﻭﻟﻠﻨﻈﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ؛
ﻟﻠﺘﻘﻴﻴﻢ؛ ﻭﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ .ﺗﻜﻤﻦ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻣﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻀﻴﻬﺎ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻣﻌًﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻭﻗﺎﺗًﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ
ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ .ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ،ﻭﺑﺄﻥ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺃﻥ
ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ،ﺗﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻷﺧﺮ.
.225ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺨﺒﺮﺓ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﺟﻴﺪﺓ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻟﻬﻢ :ﺑﺮﻣﺠﺔ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻌﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﺎﻧﻲ؛ ﻭﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ؛ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺄﻣﻮﺭ
ﻣﻬﻤﺔ؛ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .ﻛﻤﺎ ﺑﻮﺳﻌﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻞﺀ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺘﻠﻚ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ،ﻛﻲ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻄﻔﺊ ﺳﺤﺮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺑﺔ .ﻷﻥ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻤﻀﻴﺔ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻳﻠﺠﺄ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﻭﻳﺒﺘﻜﺮ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ
ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻷﺣﻀﺎﻥ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺃﻭ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﻣﺰﻋﺠﺔ.
.226ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ،ﺗﻤﻨﺤﻬﻢ ﺷﻌﻮﺭًﺍ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ،
ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻳﺘﻢ ﺍﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻗﺒﻠﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ؛ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ
ﻳﻮﻣﻴًّﺎ؛ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ؛ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ ﺳﻮﻳًّﺎ؛ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ .ﻟﻜﻦ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺮﺗﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻋﻴﺎﺩ ،ﻭﻋﺪﻡ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ
ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .ﻭﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﻌﻀًﺎ ﺑﻬﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺄﻥ ﻳﻐﺬﻭﺍ ﻣﻌًﺎ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺳﻮﻳًّﺎ.
ﻷﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺗﺠﺪﺩ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﺗﺤﺮﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺗﺎﺑﺔ ﻭﺗﻤﻸ ﺑﺎﻷﻟﻮﺍﻥ ،ﻭﺑﺎﻷﻣﻞ
ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ.
.227ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .ﻟﻬﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻥ ﻧﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮ ،ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺻﻼﺓ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻷﻥ "ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻠﻲ ﻣﻌًﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺘﺤﺪﺓ ."ﻛﺬﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ،ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺩﻋﻮﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱّ ﺍﻟﺮﺏ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻛﻞّ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻷﻥ ﻛﻞَّ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻟﺪﻳﻪ ﺻﻠﺒﺎﻧﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳِّﺔ .ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺒﻮﺡ ﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ
ﻳﺰﻋﺞ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻭ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺘﻀﻤﻴﺪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻭﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻚ؟ ﺃﻭﺿﺢ ﺁﺑﺎﺀ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ "ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻲ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻥ
ﺗﺸﻜﻠﻬﺎ ﺩﺍﺧﻠﻴًﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺼﻠﻴﺔ ﻭﻛﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ .ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺴﺖ
ﻣﺠﺮﺩ ﺧﺒﺮ ﺳﺎﺭ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻭﻧﻮﺭ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﺎ
ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ.[252]"
.228ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻤّﺪ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ،
ﺗﻌﺎﺵ ﺑﺄﻟﻢ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﻴﺎ ﻭﻳﻨﻤﻮ ﻛﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺪﻡ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ .ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻘﻴِّﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻃﺮﺗﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﺱ .ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ،ﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺇﺳﻌﺎﺩﻩ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ
ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ،ﻭﻣﻘﺎﺳﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻫﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻘﺪﺍﺳﺔ .ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺍﻟﺤﺐ ﻫﻮ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﺸﺮ

5.10 Page 50

▲back to top
50
ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻘﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﻮﻟّﺔ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ "ﻷَﻥَّ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞَ ﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻦِ ﻣُﻘَﺪَّﺱٌ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓِ ﻭَﺍﻟْﻤَﺮْﺃَﺓُ
ﻏَﻴْﺮُ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺔِ ﻣُﻘَﺪَّﺳَﺔٌ ﻓِﻲ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞِ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻦ 1)"ﻗﻮﺭ .(14 ،7
.229ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻤﺪﺍﻭﺍﺓ
ﻭﺇﻧﻌﺎﺵ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ .ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻣﺜﻞ :ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ؛ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺮﻳﺎﺿﺎﺕ
ﺭﻭﺣﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ؛ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ؛ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ؛ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ ﺗﻢ ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻋﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ؛ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
)ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ،ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺳﺮﻱ(؛ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ؛ ﻭِﺭﺵ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻟﻶﺑﺎﺀ ﻭﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺑﻴﻦ؛ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺑﺘﺮﺣﺎﺏ ﻭﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺞ
ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﻣَﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ .ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﺩﻋﻢ ﺭﻋﻮﻱ ﻳُﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ
ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ -ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ -ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﻄﺎﺀ
ﻭﻟﻌﻴﺶ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ
ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﻢ.
.230ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻟﻜﻨﻨﺎ ،ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺕ
ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻧﻔﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔُﺮﺹ ،ﺣﻴﻦ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ،ﺣﻴﺚ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﻴِّﻘﺔ ،ﻭﺟﺬﺑﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ .ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺷﻴﺮ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻃﻔﻞ؛ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻟﺔ
ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ؛ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﺯﻭﺍﺝ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .ﻳﻌﻮﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ .ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ
ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﻓُﺮﺻﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺣﻮﺍﺭ ﺭﻋﻮﻱ ﺣﻮﻝ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ
ﻳُﻌﻬﺪ ﻟﻸﺯﻭﺍﺝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻧﻀﺠًﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﻟﻠﻘﺎﺋﻬﻢ ﻭﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺯﻭﺍﺟﻬﻢ،
ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﺴﺎﺭ ﻟﻨﻤﻮﻫﻢ .ﻣﻊ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺩﻭﺭﻳِّﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ .ﻟﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﺇﺭﺳﺎﻟﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺏ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺼﻨﻊ ﻟﻠﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ
ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ.
ﺇﻧﺎﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ،ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ
.231ﺛﻤﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﻌﺘﻴﻖ ﺧﻤﺮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺑﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗَﺘﻌﺘّﻖ ﺍﻟﺨﻤﺮ
ﺑﻔﻀﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻭﺗﺰﺩﻫﺮ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺗﺰﻫﺮ ﻓﻲ ﻛﻤﺎﻝ ﻣﻠﺌﻬﺎ .ﺇﻧﻬﺎ
ﺃﻣﺎﻧﺔ ،ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭﺃﻓﺮﺍﺡ ،ﺗﺰﺩﻫﺮ ﻓﻲ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻧﺎﺿﺠًﺎ ﻭﻣﻌﺘَّﻘًﺎ ،ﻓﺘﺘﻸﻷ
ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ ﺑﺘﺄﻣﻞ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻷﺣﻔﺎﺩ .ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺻﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻋﻴًﺎ ،ﻣﺴﺘﻘﺮًﺍ ،ﻭﻗﺪ ﻧﻀﺞ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ،ﻭﺳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ .ﻛﻤﺎ ﻋﻠَّﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ :"ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ]ﻫﻢ[
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ."ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻔﺘﻘﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ "ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﺔ ﻭﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺣﺐ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴًﺎ .ﺇﻧﻬﻢ
ﻳﺘﺬﻭﻗﻮﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺧﻤﺮﺓ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺨﻤﺮﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ .[253]"ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ
ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺏ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺩﻭﻥ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ.
ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ
.232ﺃﺯﻣﺎﺕٌ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺗﺆﻟﻒ ﺃﻳﻀًﺎ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺨﻄﻴﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺗُﺤﺴﻦ ﻭﺗَﺜﺒﺖ ﻭﺗُﻨﻀﺞ ﺧﻤﺮ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ .ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻻ
ﻳﺘﻌﺎﻳﺸﺎﻥ ﻣﻌًﺎ ﻟﻴﻜﻮﻧﺎ ﺃﻗﻞ ﺳﻌﺎﺩﺓ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻴﻜﻮﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪﻳﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺑﺪﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﻓﻜﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻌﻨﻰ ﺟﺪﻳﺪ
ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﻣﻨﺤﺪﺭ ،ﻭﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻟﻔﺘﻮﺭ ﻣﺤﺘﻤﻞ .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ

6 Pages 51-60

▲back to top

6.1 Page 51

▲back to top
51
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳُﻌﺎﺵ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻛﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﺬﻭﻕ
ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺍﻻﻓﻀﻞ .ﺇﻧﻪ ﻷﻣﺮ ﺟﻴﺪ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺤﺼﻞ ،ﻭﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ
ﻭﺇﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭّﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺮﻫﺒﻬﻢ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺘﺴﺮﻋﺔ .ﺗﺨﻔﻲ ﻛﻞ ﺍﺯﻣﺔ ﺧﺒﺮًﺍ
ﺳﺎﺭًﺍ ﻳﺠﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﺮ ﺗﻨﻘﻴﺔ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻘﻠﺐ.
.233ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ،ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻧﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺸﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﺰﻋﺞ .ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ،ﻭﺇﺧﻔﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﺍﺩﻋﺎﺀ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻨﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺧﺮ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻞ ،ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺪ ،ٍﻳﺰﻳﺪ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺗﻌﻘﻴﺪًﺍ .ﻓﺘﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴًّﺎ ﻭﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ
ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ .ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﻻ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﺩﺍﻫﻢ.
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻭﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ،"ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺐ ،"ﻳﺼﻴﺮ "ﻣَﻦ ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﻲ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،"ﺛﻢ "ﻭﺍﻟﺪ ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ،"
ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ "ﺷﺨﺼًﺎ ﻏﺮﻳﺒًﺎ."
.234ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﺻﻌﺒًﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﻨﻌﺰﻟﻮﻥ ﺑﻐﻴﺔ ﻋﺪﻡ ﺇﻇﻬﺎﺭ
ﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﻪ ،ﻭﻳﻨﻐﻠﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻣﻀﻠﻞ ﻭﻣﺨﺎﺩﻉ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳًّﺎ ﺧﻠﻖ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ .ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺗﻜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻣُﺴﺒﻘﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ .ﺇﻧﻪ ﻓﻦ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ .ﻳﺠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻤﺎ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻛﻮﻻﺩﺓ ﺳﺘﻌﺒﺮ ﻭﺳﺘﺘﺮﻙ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻛﻨﺰًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ .ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭﺕ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ،ﻻ ﺗﻠﺠﺄ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ،ﻗﺮﻳﺒﺔ ،ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻣﺘﺠﺴﺪﺓ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ،ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﺘﺮﺏ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻪ.
.235ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﺎﺕ ،ﻛﺄﺯﻣﺎﺕ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ
ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﺘﻮﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ؛ ﻭﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻻﻫﻞ؛ ﺃﻭ ﺍﺯﻣﺔ ﻭﻻﺩﺓ ﻃﻔﻞ ،ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ؛ ﻭﺃﺯﻣﺔ
ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻫﻞ؛ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺑﻦ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺗﺰﻋﺰﻉ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻟﻠﺘﺼﺎﺩﻡ؛ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﻷﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺠﺪﺩًﺍ؛ ﻭﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ
ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺻﻌﺒﺔ .ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺎﻻﺕ ﻣُﺘَﻄﻠﺒﺔ،
ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ،ﻭﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮًﺍ ﺧﻄﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ.
.236ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳُﻤﻜﻦ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ
ﺑﺎﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ،ﻭﺍﻻﺯﻣﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻗﺪ
ﺗﺒﺪّﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﺔ .ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ،ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻛﻞ ﺷﺮﻳﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ ﻫﺎﺩﺉ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﻣَﻦْ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ .ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺗﺘﻬﺎﻭﻯ ﺣﻴﻦ ﻳﻠﻮﻡ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻟﻜﻦ "ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻭﻣﻊ ﻓﻌﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ .ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﺢ
ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻏُﻔﺮ ﻟﻲ ﻫﻤﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .[254]""ﺇﻥ ﻓﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺸﺎﻕ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺴﺨﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.[255]"
.237ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ،ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻪ ،ﻓﺈﻥ
ﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﺳﺒﺒًﺎ ﻛﺎﻓﻴًﺎ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻦ ﻳﺪﻭﻡ ﺃﻱ ﺯﻭﺍﺝ .ﻭﻗﺪ ﻳُﺘﺨﺬ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻗﺮﺍﺭ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ
ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺣﺪﻭﺙ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ،ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻣﺠﺮﻭﺡ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ ﻛﺒﻴﺮ .ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ

6.2 Page 52

▲back to top
52
ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻄﻰ ﻟﻬﺎ ﺛﻘﻞ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻛﺒﻴﺮ .ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﺍﻻﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﻃﺮﻑ ﺃﺧﺮ ،ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ،ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﺮﺹ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
.238ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﺑﺎﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺮﻓﻴﻖ ﺩﺭﺏ ،ﺑﻌﻴﺪًﺍ
ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻭﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺑﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﻋﺒﻬﺎ .ﻭﻳﺘﻔﺎﺩﻭﻧﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ،ﻭﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﻓﻲ
ﺑﻨﺎﺀ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﻗﺘًﺎ ﻭﺟﻬﺪًﺍ .ﻷﻧﻬﻢ ،ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺎﺱ ،ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺗﺸﺒﻪ "ﻧﻌﻤًﺎ" ﺟﺪﻳﺪًﺍ ،ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﺤﺐ
ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ ﻭﺗﺠﻠﻴًﺎ ،ﻭﻧﻀﻮﺟًﺎ ﻭﺗﻨﻮﻳﺮًﺍ .ﺇﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟِﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ،ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ،ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﺍﻟﺒﺪﺀ ﻣﻌًﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﻓﺒﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ
ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ! ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ،ﺑﺈﻗﺮﺍﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤُﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ،ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻣﺔ
"ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺰﻋﺰﻋﺔ ،ﺗﺒﺪﻭ ﺃﻣﺮًﺍ ﻣﻠﺤًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.[256]"
ﺟﺮﺍﺡ ﻗﺪﻳﻤﺔ
.239ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻨﻀﺞ ﺃﺣﺪ ﺍﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ ،ﻷﻥ
ﺟﺮﺍﺡ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻀﻤﻴﺪﻫﺎ .ﻓﺎﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺗﻌﺎﺷﺎﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻲﺀ ﻳﺸﻜﻼﻥ ﺃﺭﺿًﺎ ﺧﺼﺒﺔ
ﻟﻼﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ .ﺇﺫﺍ ﻧﻀﺞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﺃﻗﻞ ﺣﺪﻭﺛًﺎ ﻭﺃﻗﻞ ﺁﻟﻤًﺎ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ .ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻧﺎﻧﻴًﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻋﻴﺶ ﻧﺰﻭﺓ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ .ﺇﻧﻪ ﺣﺐ ﻻ ﻳَﺸﺒﻊ ﺍﺑﺪًﺍ ،ﺣﺐ ﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﻐﻴﻪ .ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺃﺧﺮﻯ،
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺘﻮﻗﻔًﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ،ﻓﻴﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﺩ ،ﻭﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺑﻤﻨﻄﻖ
ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ،ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻠﺆﻭﺍ ﻓﺮﺍﻏﺎﺗﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻷﻫﻮﺍﺋﻨﺎ.
.240ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻳﻨﺘﻬﻮﻥ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺒﺮﻭﺍ ﺍﺑﺪًﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺤﺒﻮﺑﻮﻥ ﺑﻼ ﺷﺮﻁ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﻳﻀﺮ ﺑﻘﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ .ﻓﻌﻼﻗﺔ ﻣﻌﺎﺷﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻲﺀ ﻣﻊ ﺍﻻﻫﻞ ﻭﺍﻻﺧﻮﺓ ،ﺗﻄﻞ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺗﻀﺮ
ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ،َّﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺗﺤﺮﺭ ﻟﻢ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﺑﺪًﺍ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ،
ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ ،ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻫﺬﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ
ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺸﻔﺎﺀ ،ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺡ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﻣﺴﺎﻣﺤﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻟﻠﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺮﻳﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ
ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺤﺐ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺿﺠﺔ .ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﻫﻮ ﻣَﻦْ ﺍﻗﺘﺮﻑ
ﺍﻟﺨﻄﺄ ،ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻣﺔ ،ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺍﻵﺧﺮ .ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ
ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﻀﺠﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴًﺎ ﺃﻭ ﻳﺼﺤﺤﻬﺎ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ.
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ
.241ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﻬﺎ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﻭﻟﻠﻈﻠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻭﻟﻠﻌﻨﻒ ،ﺃﻭ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺰﻣﻨًﺎ .ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ "ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻼ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ .ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ،ﻳﺼﺒﺢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴِّﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻷﺿﻌﻒ
ﺃﻭ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ،ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺢ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻄﺮﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ،ﻭﺍﻹﺫﻻﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ،ﺍﻟﻐُﺮﺑﺔ
ﻭﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ .[257]"ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،"ﻳﺠﺐ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻷﺧﻴﺮ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺎﺑﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ
ﺍﻷﺧﺮﻯ.[258]"

6.3 Page 53

▲back to top
53
.242ﻟﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺎﻥ "ﺗﻤﻴﻴﺰًﺍ ﺧﺎﺻًﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ،ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ،
ﻭﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻛﻴﻦ .ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﻧﻮﺍ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﺃﻭ ﺗﻢ ﻫﺠﺮﻫﻢ ﺑﻈﻠﻢ ،ﺃﻭ ﺃﺟﺒﺮﻭﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻮﺀ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻓﺄﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌًﺎ .ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﻬﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻈﻠﻢ ،ﻟﻜﻦَّ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻣﻤﻜﻨﺔ .ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺑﺮﺷﻴﺎﺕ .[259]"ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،"ﻳﺠﺐ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻟﻢ ﻳﺘﺰﻭﺟﻮﺍ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺷﻬﻮﺩ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺍﺯﺭ ﻭﺿﻌﻬﻢ.
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ،ﻭﺑﺎﻷﺧﺺ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﻭ
ﺣﻴﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻓﻘﺮ ﺷﺪﻳﺪ .[260]"ﻓﺎﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺪﻣﺔ ﻭﺇﻳﻼﻣًﺎ ﻋﻨﺪ ﻳﺼﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﻌﻮﺯ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻔﺘﻘﺮﻭﻥ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺷﺨﺼًﺎ ﻓﻘﻴﺮًﺍ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﻌﺮّﺿًﺎ ﻟﻠﻬﺠﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻀﺎﻋﻒ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻣﻌﺮّﺽ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ.
.243ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪًﺍ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺃﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻬﻢ "ﻣﺤﺮﻭﻣﻮﻥ ﻛﻨﺴﻴًّﺎ ،"ﻭﻻ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺆﻟﻔﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﺸَﺮِﻛﺔ
ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ .[261]ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ "ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻤﻴﻴﺰًﺍ ﺩﻗﻴﻘًﺎ ،ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻋﺒﺮ ﺗﺠﻨﺐ ﺃﻳﺔ ﻟُﻐﺔ ﺃﻭ ﺗﺼﺮﻑ
ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﻭﻋﺒﺮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ .ﺇﻥ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺇﺿﻌﺎﻓًﺎ ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﻭﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻧﺤﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺗﻌﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻋﻦ
ﻣﺤﺒﺘﻬﺎ.[262]"
.244ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ "ﺃﻛﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺟﻌﻞ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺤﺎﻻﺕ ﺑﻄﻼﻥ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﻭﻣﺮﻭﻧﺔ ،ﻭﺑﻘﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ .[263]"ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻂﺀ ﻓﻲ ﺳَﻴّﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳُﺰﻋﺞ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﻳﻨﻬﻜﻬﻢ .ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺘﻴﻦ ﺍﻻﺧﻴﺮﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻗﻤﺖ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭﻫﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ264][ﻫﻮ ﺗﺒﺴﻴﻂ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﻟﺒﻄﻼﻥ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺩﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ،"ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺘﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺖ ﺭﺳﺎﻣﺘﻪ ﻛﺮﺍﻉٍ ﻭﻛﺮﺋﻴﺲ ،ﻫﻮ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ .[265]"ﻟﺬﻟﻚ ،"ﺇﻥ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻳﺸﻜّﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻸﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻹﻳﺒﺎﺭﺷﻴﻴﻦ ،ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﻷﻥ ﻳﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻭﺑﺄﻥ ﻳﻀﻤﻨﻮﺍ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺳﻬﻮﻟﺔ
ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ .ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ،ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻔﺮﻳﻖ ﻛﺎﻑ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺆﻟﻔًﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﻠﻴﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﻭﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﻭﻳﻜﺮﺱ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ .ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ،ﻭﻟﻸﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ ،ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﻭﺳﺎﻃﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ )ﺭﺍ .ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،Mitis Iudex.[266]"(3 -2 .
.245ﻛﻤﺎ ﺳﻠّﻂ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ "ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ
ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺃﺑﺮﻳﺎﺀ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ .[267]"ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﻨﺤﻬﻢ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻭﻻ ،ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳُﺤﺠﺐ ﻫﺬﺍ ﻷﻳﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻫﺪﻑ ﺁﺧﺮ .ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ :"ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﺑﺪًﺍ ،ﺃﺑﺪًﺍ ،ﺃﺑﺪًﺍ ﻛﺮﻫﻴﻨﺔ ،ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻔﺼﻠﺘﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ،ﻭﻗﺪﻣﺖ
ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﻤﻠﻮﺍ ﻋﺐﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ،ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﺑﺪًﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﻢ ﻛﺮﻫﻴﻨﺔ ﺿﺪ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻵﺧﺮ .ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻤﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻷﻡ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﺏ ،ﻭﺍﻷﺏ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﻡ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌًﺎ .[268]"ﺇﻧﻪ ﻟﺘﺼﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ
ﺍﻻﺑﻦ ،ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ ﺃﻭ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻀﺮ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ،ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺟﺮﻭﺡ ﻻ ﺗﻨﺪﻣﻞ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ
ﺷﻔﺎﺅﻫﺎ.
.246ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﻔﻬﻢ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻮﺕَ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺿﻌﻔًﺎ ،ﺃﻱ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺄﻟﻤﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺑﺼﻤﺖ .ﺇﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ "ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺇﺣﺴﺎﺳﻨﺎ،
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺮﻫﻔًﺎ ،ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺗﺤﺎﻟﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﺨﺪﻳﺮﻧﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﺍﺡ ﺃﻧﻔﺲ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ [...] .ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺜﻘﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺤﻖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺍﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ

6.4 Page 54

▲back to top
54
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻴﺌﺔ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﺮ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ؟ .[269]"ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺇﻧﻀﺎﺝ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻻﻫﻞ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﻀﺎﻧﻬﻢ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻮﺻﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﻫﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻭﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ
ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻛﻨّﺎ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﻛﻨﺴﻴًّﺎ؟ ﻳﺠﺐ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ .[270]"ﺇﻥ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺟﺮﺍﺣﻬﻢ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﺭﻭﺣﻴًّﺎ ،ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺃﻳﻀًﺎ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ .ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻫﻮ ﺷﺮ ،ﻭﻣﻘﻠﻖ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪﺩ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ.
ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ،ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺷﻚ ،ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ
ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﻩ.
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘّﺪﺓ
.247"ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺧﺎﺻًﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻚ
ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﻌﻤّﺪﻳﻦ ]ﻏﻴﺮ ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻚ[ »ﺗﻄﺮﺡ ،ﺑﺮﻏﻢ ﺳﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ
ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻘﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻴﺔﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ،»ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻭﻥ
ﻭِﺩِّﻱ [...]ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ،ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﺰﻓﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﺮﺱ«" )ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ،
.(78ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ،ﻧﺬﻛّﺮ ﺑﺎﻥ "ﻗﺮﺍﺭ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻭ ﻋﺪﻡ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻲ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ
ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ،ﺁﺧﺬﻳﻦ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻣﻌﻤﺪﻳﻦ .ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺝ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﻳﺘﺸﺎﺭﻛﺎﻥ ﺑﺴﺮﻱّ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮًﺍ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴًّﺎ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ )ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ،ﺩﻟﻴﻞ
ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻧﻴّﺔ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ 25 ،ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ .[271]"(160 -159 ،1993
.248"ﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ .[...]ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ [...] .ﺇﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ
ﻣﻦ ﺯﻳﺠﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮﻳﺔ ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻋﻮ
ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤّﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﻣﻤﻴّﺰﺓ ،ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ .ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﺣﻴﺚ ﻻ
ﻳﻮﺟﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ،ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻨﻖ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺤﺘﻔﻞ
ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﺃﻳﻀًﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .[272]""ﻳﺠﺐ ﻣﻨﺢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺧﺎﺹ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺠﺎﺕ ،
ﻓﻘﻂ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ
ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴًﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻣﻦ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ
ﻟﺠﻌﻞ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻤﻜﻨﺔ.[273]"
.249"ﺛﻤﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻨﺢ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ .ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﻗﺪ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﺯﻭﺍﺟًﺎ ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑَﻌﺪ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ .ﺇﻥ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻣﺪﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ.[274]"
.250ﻳﺘﻤﺎﻫﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺑﻤﺤﺒﺔ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻛﻞ
ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ .[275]ﺃﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻣﻊ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺧﺒﺮﺓ ﻭﺟﻮﺩ
ﺍﺷﺨﺎﺹ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻴﻮﻝ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣِﺜﻠﻴّﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻬﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ .ﻟﺬﺍ ﻧﺮﻏﺐ
ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺆﻛﺪ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ،ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻴﻮﻟﻪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ،ﻭﻗﺒﻮﻟﻪ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ،

6.5 Page 55

▲back to top
55
ﻭﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻨﺐ "ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ .[276]"ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ .ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻣﻴﻼ ﺟﻨﺴﻴًﺎ ﻣﺜﻠﻴًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻋﻴﺸﻬﺎ ﻛﺎﻣﻼ.[277]
.251ﻋﺒّﺮ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺣﻮﻝ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻭﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻋﻦ ﺃﻧﻪ "ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺷﺨﺎﺹ ﻣِﺜﻠﻴﻴﻦ ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻭ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ،ﻭﻻ
ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﺑﻴﻦ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ."ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ "ﺍﻥ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ
ﺿﻐﻮﻁ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻁ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺑﺈﺩﺧﺎﻝ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺴﻤﺢ
ﺑـ »ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ« ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﻨﺲ.[278]"
.252ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﺏ ﺃﻭ ﺃﻡ ﻋﺎﺯﺑﺔ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻓﻲ "ﺃﻣﻬﺎﺕ ﻭﺁﺑﺎﺀ ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺒﻮﺍ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ؛ ﺃﻭ ﺑﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﻫﺮﻭﺏ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ؛ ﺃﻭ ﻣﻮﺕ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﺃﻭ ﺗﺨﻠﻲ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ؛ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﺎﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺠﺪ
ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻟﻒ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻫﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﺯﺡ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻤﻞ ﺛﺎﺑﺖ ،ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺇﻋﺎﻟﺔ
ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ،ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻨﺰﻝ.[279]"
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺸﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ ]ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ[
.253ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺷﺨﺺ ﻋﺰﻳﺰ .ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻬﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ .[280]ﻓﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺘﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻟﻔﺮﺻﺔ
ﺭﻋﻮﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻮﺻﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺃﻱ ﺑﺎﺩﺭﺓ ﺗﺒﺸﻴﺮ ﺃﺧﺮﻯ.
.254ﺇﻧﻨﻲ ﺍﺗﻔﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺒﻮﺏ ﺟﺪًﺍ ،ﻛﺸﺮﻳﻚ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ .ﺇﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ
ﺗﺄﺛﺮ ﻭﺑﻜﻰ ﻓﻲ ﺳﻬﺮﺓ ﻣﺄﺗﻤﻴﺔ ﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﻪ )ﺭﺍ .ﻳﻮ .(35 .33 ،11ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﻧﺤﻴﺐ ﻣَﻦ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻨًﺎ؟ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ،
"ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﺪ ﺗﻮﻗّﻒ :ﺗﻨﻔﺘﺢ ﻫﻮّﺓٌ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ [...]ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﻌﺰﻭﻩ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﺍﺗﻪ .ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ – ﻭﺍﻧﺎ ﺃﺗﻔﻬﻤﻬﻢ – ﻳﻐﻀﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .[281]""ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﻣّﻞ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺻﻌﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ [...]
ﻟﻜﻦَّ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺳﻜﺐ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ،ﻣﻊ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻷﺣﻔﺎﺩ ،ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻬﻤﺔً ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ [...] .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺣﺪٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻜﺮّﺳﻮﺍ
ﻭﻗﺘﻬﻢ ﻟﻪ ،ﻭﻳﺤﺼﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮّﺏ ،ﻳﺠﺐ ﺩﻋﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،
ﺳﻴِّﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻮﺯ.[282]"
.255ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻤﻮﻣًﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﻜﻴّﻒ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ .ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻣﺤﻔﻮﻓﺔ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ :ﺣﻮﻝ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ؛ ﻭﺣﻮﻝ ﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻓﻌﻠﻪ؛ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ...ﻳﻤﻜﻦ ،ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺻﻼﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﺻﺒﻮﺭﺓ ﻭﻣﻊ ﺗﺤﺮﺭ ﺩﺍﺧﻠﻲ ،ﺃﻥ
ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻧﻨﺎ ،ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﺷﺨﺼًﺎ
ﻋﺰﻳﺰًﺍ ،ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻧﺠﺎﺯﻫﺎ ﻭﺃﻥ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻟﻦ ﻳﺠﺪﻱ ﻧﻔﻌًﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﻳﻤًﺎ ﻟﻪ .ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺁﻟﻤﻨﺎ ،ﻭﻟﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺩﻣّﺮﻧﺎ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻥ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺍﻭ ﺳﻤﻴﻨﺎﻩ
ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺎﺽ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩًﺍ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﻗﻌﻴًّﺎ
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ .ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻣﺮًﺍ ﻗﻮﻳًﺎ ،ﻓـ "ﺍﻟْﻤَﺤَﺒَّﺔ ﻗَﻮِﻳَّﺔٌ ﻛَﺎﻟْﻤَﻮْﺕِ"
)ﻧﺶ .(6 ،8ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﺐ ﺣﺪﺱ ﻳُﻤﻜّﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﻮﺍﺕ ،ﻭﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ .ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﻣﺘﺒﺪّﻻ ،ﺃﻱ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻣﻮﺍﺕ ،ﻭﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ
ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻌﺎﻧﻘﺘﻪ ﺑﻘﻮّﺓ ،ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﻟﻤﺴﻪ )ﺭﺍ .ﻳﻮ ،(17 ،20ﻛﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﺨﺘﻠﻒ.

6.6 Page 56

▲back to top
56
.256ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ،ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻟﻦ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨّﺎ ﺍﺑﺪًﺍ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﻮﺕ "ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﻢ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ ﻣﺤﺒﺘﻨﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺴﻘﻄﻨﺎ
ﻓﻲ ﻓﺮﺍﻍ ﺣﺎﻟﻚ ﻭﻗﺎﺗﻢ .[283]"ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﺻﻨﻌﻨﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺑﺤﻴﺚ
ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺕ )ﺭﺍ .ﺣﻚ .(3 -2 ،3ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻤﻮﺕ :"ﻓﻠِﻲ ﺭَﻏﺒَﺔٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺮَّﺣﻴﻞ ﻷَﻛﻮﻥَ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ" )ﻓﻞ .(23 ،1ﻓﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎ ﺃﻋﺪّﻩ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻠﺬﻳﻦ
ﻳﺤﺒّﻬﻢ )ﺭﺍ 1 .ﻗﻮﺭ .(9 ،2ﺗﻌﺒّﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺗﻰ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺍﺋﻊ :"ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻮﺕ ،ﻳﻌﺰﻳﻨﺎ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺨﻠﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ .ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻚ ،ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ" ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ،
"ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻒِ ﺃﺣﺒﺎﺅﻧﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻡ :ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻳﺔ.[284]"
.257ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺃﺣﺒﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻷﺟﻠﻬﻢ .[285]ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﺑﺎﻥ "ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻫﻲ ﺃﻣﺮ "ﻣﻘﺪّﺱ ﻭﺗﻘﻮﻱ" 22)ﻣﻚ .(45 -44 ،12ﺇﻥ "ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻭﺣﺴﺐ ،ﺇﻧﻤﺎ
ﺗﺠﻌﻞ ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﻢ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ .[286]"ﻳﻘﺪّﻡ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺸﻔﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ )ﺭﺍ ،(11 -9 ،6 .ﻭﻣﺘﻀﺎﻣﻨﻴﻦ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ .ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻮﺍﺳﻮﻥ ﺃﺣﺒﺎﺀﻫﻢ ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﺑﻘﺮﺑﻬﻢ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ .ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺴﺖ ﺳﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺰ ﺩﻱ ﻟﻴﺰﻳﻮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ.[287]ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺎﻥ ﺩﻭﻣﻨﻴﻜﻮ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ [...]ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ "ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨِﻌَﻢ ،[288]"ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ،[289]ﻷﻥ "ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻣﻊ ﺃﺧﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺭﻗﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻠﻢ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺃﻱ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ [...]ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻮﻓﻘًﺎ ﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺰﺯ ﻣﻦ
ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ.[290]"
.258ﺇﻥ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻧﺘﺤﻀّﺮ ﻟﻪ .ﺗﻜﻤﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﻣﻌﻨﺎ،
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ :"ﻟﻠﻤَﻮﺕِ ﻟﻦ ﻳَﺒْﻘﻰ ﻭُﺟﻮﺩٌ ﺑَﻌﺪَ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻻ ﻟِﻠﺤُﺰﻥِ ﻭﻻ ﻟِﻠﺼُّﺮﺍﺥِ ﻭﻻ ﻟِﻸَﻟَﻢِ ﻟﻦ ﻳَﺒْﻘﻰ ﻭُﺟﻮﺩٌ ﺑَﻌﺪَ ﺍﻵَﻥ" )ﺭﺅ ،21
.(4ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺃﺣﺒﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻋﺎﺩ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻡ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ )ﺭﺍ .ﻟﻮ ،(15 ،7ﻓﻬﻮ
ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻨﺎ .ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﻀﻴّﻊ ﻃﺎﻗﺎﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻋﺸﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻘﺎﺳﻤﻨﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻊ ﺍﺣﺒﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؛ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﻤﻠﻨﺎ ﻟﻬﻢ
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ
ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
.259ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻻﻫﻞ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻷﻭﻻﺩﻫﻢ ،ﺧﻴﺮًﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻡ ﺷﺮًّﺍ .ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻫﻮ
ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺎﺩﻳﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻮﻫﺎ ﺑﻮﻋﻲ ﻭﺑﺤﻤﺎﺱ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭﻣﻼﺋﻢ .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪًﺍ .ﻭﺃﻭﺩّ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ.
ﺃﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ؟
.260ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻪ ،ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗُﺮﻳﺪ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ،
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻻ ﺗﺘﺤﺎﺷﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﻣَﻦْ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻮﻥ ﺑﺘﺴﻠﻴﺘﻬﻢ ﻭﻣﻞﺀ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻓﺮﺍﻏﻬﻢ ،ﻭﻋﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻋﺒﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ،ﻭﻋﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺈﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺮ .ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻀﻴﻬﺎ
ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ،ﻭﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻮﻓّﺮﻫﺎ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺷﻐﻞ
ﻭﻗﺘﻬﻢ ،ﻫﻲ ﻣﺎ ﺳﻴﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻀﺎﺭ .ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ .ﻓﺎﻹﻫﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﺑﺪًﺍ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻫﻞ ﺃﻥ
ﻳﻮﺟِّﻬﻮﺍ ﻭﻳُﺤﺬﺭﻭﺍ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﺍ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ،

6.7 Page 57

▲back to top
57
ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ.
.261ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻻ ﻳُﻌﻠِّﻢ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ .ﻫﻨﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻣﺒﺪﺃ
"ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ .[291]"ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ،ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺑﺘﻜﺎﺭ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ .ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﺟﺲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﺑﻨﻪ ،ﻭﻳﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺑﺬﻟﻚ
ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ .ﻭﻫﻮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻦ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻭﻟﻦ ﻳﻘﻮّﻳﻪ ،ﻭﻟﻦ ﻳﺤﻀّﺮﻩ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ .ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻫﻮ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﺑﺤﺐ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻧﻀﺎﺝ ﺣﺮﻳﺘﻪ ،ﻭﺗﺤﻀﻴﺮﻩ ﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻧﻤﻮ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻟﺪﻳﻪ .ﻓﻴﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﻘﻂ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻟﻠﺘﺼﺮّﻑ
ﺑﺬﻛﺎﺀ ﻭﺑﺘﺒﺼّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ .ﻟﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻴﺲ ﺃﻳﻦ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﺟﺴﺪﻳًّﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻳﻦ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻱ ،ﻭﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻣِﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ،ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ،ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ،ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﻟﺬﻟﻚ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﻫﻲ :"ﻫﻞ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻓَﻬﻢ »ﺃﻳﻦ« ﻫﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻌﻠًﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ؟ ﻫﻞ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻳﻦ
ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﻓﻌﻼ؟ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ :ﻫﻞ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ؟.[292]"
.262ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻀﻮﺝ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺷﻲﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺮﺓ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻪ .ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺤﻴﻄﺔ ،ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﻴﺪ ،ﻭﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻢ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﻜّﻞ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ؛ ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻗﺔ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮّﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺣﺮﻳﺘﻪ .ﻻ ﺑﺪَّ ﻟﻜﻞ ﻃﻔﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﻳﻔﺎﺟﺌﻨﺎ ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻨﺎ ،ﺇﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺟﻴﺪ .ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻘﺘﻀﻲ
ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﺮﻳّﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ،ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ،ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﻔﺼﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﺑﺬﻛﺎﺀ ﻭﺑﺤﺲ ﺳﻠﻴﻢ؛ ﻭﺃﻥ
ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ ﺃﺷﺨﺎﺻًﺎ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺪﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ.
ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
.263ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻫﻞ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ
ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﻢ ﺃﺑﺪًﺍ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺤﻮﺍ ﺗﻔﻮﻳﻀًﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﺑﺘﻨﺸﺌﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ :ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻢ ﺟﺪﻳﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ :ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺧﻠﻖ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺇﻟﻬﺎﻣﻬﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣًﺎ ﻣﻠﺆﻩ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﻧﻮﺍﻗﺼﻪ ،ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻮﻟﻮﻧﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺻﺎﺩﻗًﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺨﻠﻖ ﻋﻨﺪﻩ ﺟﺮﺍﺣًﺎ ﻋﻤﻴﻘﺔ ،ﻭﻳﺘﺴﺒﺐ ﺑﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻀﻮﺟﻪ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ،ﻳﺴﺒﺐ ﺃﻟﻤًﺎ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺗﺄﺩﻳﺐ
ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻗﺘﺮﺍﻓﻪ ﻋﻤﻼ ﺳﻴﺌًﺎ.
.264ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻴﻮﻝ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﻴﺮ .ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ
ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻛﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻲ ﺗَﻌﻠُّﻤِﻬﺎ ﻭﻛﺘﻮﺟّﻬﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺍﻧﻀﺎﺟﻬﺎ .ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻣﻞ
ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻛﺘﻤﺎﻻ .ﻓﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎﺕ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ
ﻣﻊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﺎ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻌﺎﻳﺶ ﺟﻴﺪ ،ﻫﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻗِﻴﻤﺔ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﺗﺨﻠﻖ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻣﻨﺎﺧًﺎ ﻟﻼﺭﺗﻘﺎﺀ ﻧﺤﻮ ﻗﻴِّﻢ ﺃﺳﻤﻰ.
ﻳﺠﺐ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺇﺣﺮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻮﺍﺭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺘﻴﻦ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ .ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺜﻴﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺸﻒ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺤﻘﺎﺋﻖ ﻻ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﻴﻬﺎ.
.265ﻻ ﻳﻜﻔﻲ "ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ" ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﺍﻷﻣﺮ ﺫﺍ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ .ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻻ ﻧﺘﺼﺮﻑ ﺑﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺭﺍﺳﺨﺔ .ﻓﺤﺘﻰ
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﻜﻤًﺎ ﺃﺧﻼﻗﻴًّﺎ ﻣﻌﻴﻨًّﺎ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻤﻴﻮﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺠﺬﺑﻨﺎ ﻧﺤﻮﻫﺎ ،ﻓﻨﺤﻦ ﺇﻥ ﻟﻢ
ﻧﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺬﺭ ﻓﻴﻨﺎ ﻛﻤﻴﻞ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻋﻤﻴﻖ ،ﻣﺜﻞ ﺗﺬﻭّﻕ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﺬﺍﺑﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ "ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ" ﻫﻨﺎ ﻭﺍﻵﻥ .ﺗﻘﺘﻀﻲ
ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ .ﻷﻧﻪ ﻣِﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺪﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﺃﻣﺮًﺍ

6.8 Page 58

▲back to top
58
ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺟﻬﺪًﺍ ﻭﺗﻨﺎﺯﻻﺕ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ.
.266ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﻧﻀﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ .ﻓﺎﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺩﻭﺭ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ،ﻷﻧﻬﺎ
ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻄﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺮﺓ .ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺷﺨﺺ ﻣﺸﺎﻋﺮ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺎﺩ ،ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﺃﻥ ﻳﺮﺩﺩ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺜﻞ :"ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ،"
"ﺑﻌﺪ ﺇﺫﻧﻚ ،"ﻭ"ﺷﻜﺮًﺍ" ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻦ ﻳُﺘﺮﺟﻢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ .ﺇﻥ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻳﺸﻜّﻼﻥ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ،ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺤﺮ ﻭﺍﻟﻤُﺸﺠِﻊ.
.267ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺃﻣﺮٌ ﻋﻈﻴﻢ ،ٌﻟﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺪﻫﺎ .ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ،
ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ،ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﻭﺟﻮﺍﺋﺰ ،ﻣﺤﻔّﺰﺍﺕ ،ﺃﻣﺜﻠﺔ ،ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ،ﻭﺭﻣﻮﺯ ،ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﻧﺼﺎﺋﺢ ،ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ،
ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺩﺍﺧﻠﻴًّﺎ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺳﻮﺧًﺎ ﻛﻲ ﺗﺤﻔﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ .ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻛﻤﺒﺪﺃ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﺭﺍﺳﺦ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺗُﻘﻮّﻡ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﻭﺗﻘﻮﻳﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑﻴﻬﺎ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺘﺠﻨّﺐ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﻮﻝ ﺍﻟﻘﻬﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ "ﺗﺘﻄﻠَّﺐُ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮَّﻑَ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭٍ ﺣﺮٍّ ﻭﻭﺍﻉٍ ﻣﺪﻓﻮﻋًﺎ ﺑﺎﻗﺘﻨﺎﻉٍ ﺷﺨﺼﻲٍّ ﻳُﺤﺪِّﺩُ
ﻣﻮﻗﻔَﻪ.[293]"ُ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻛﺤﺎﻓﺰ
.268ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻮﺍﻗﺐ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ
ﻷﻳﻘﺎﻅ ﻗﺪﺭﺓ ﻭﺿﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺃُﻟﺤﻘَﺖ ﺑﻪ .ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ –ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ -ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﻭﻝ ﺟﺰﺋﻴًﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺤﺰﻡ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﻭﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻟﺤﻘﻪ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻀﻮﺝ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ
ﺳﻴﺒﺪﺃ ،ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﻭﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻤﻮ ﺿﻤﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻔﺘﺮﺿﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ.
.269ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﺗﺤﻔﻴﺰًﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺤﻮﺑًﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻤﺠﻬﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺍﻻﺑﻦ
ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻪ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺑﺜﻘﺔ ﺻﺒﻮﺭﺓ .ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮَّﻡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﺤﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،ﻭﻳﺪﺭﻙ ﺑﺄﻧﻪ
ﺷﺨﺺ ،ﻭﻳﻌﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻫﻠﻪ ﻳﺜﻤﻨﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻻ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻫﻞ ﺑﻼ ﻋﻴﺐ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﺗﻮﺍﺿﻊ
ﺣﺪﻭﺩﻫﻢ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﺟﻬﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮﺍ ﺃﻓﻀﻞ .ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﻫﻲ ﺃﻻ
ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﺍ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻐﻀﺐ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺍﻻﺑﻦ ﻓﻌﻼ ﺳﻴﺌﺎ ،ﻳﺠﺐ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﺑﺪًﺍ ﻛﻌﺪﻭ ﺍﻭ ﻛﻤَﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺷﺤﻨﺔ
ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻴﻪ .ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ
ﻭﺑﺤﺪﻭﺩ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻦ .ﻟﺬﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻗﺪ ﻳﻌﻄﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺿﺎﺭﺓ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ
ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ،ﻭﺳﻴﺆﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻳﻖ :"ﻻ ﺗُﻐﻴﻈﻮﺍ ﺃَﺑﻨﺎﺀَﻛﻢ" )ﺃﻑ 4 ،6؛ ﺭﺍ .ﻗﻮﻝ .(21 ،3
.270ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻫﻮ ﺃﻻ ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻰ ﺑﺘﺮ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ ،ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺰ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﺩﻭﻣًﺎ ﻟﻸﻣﺎﻡ .ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ
ﻧﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﻛﺤﺪٍ ﺑَﻨَّﺎﺀ ﻟﻠﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﺒﻌﻪ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺠﺪﺍﺭٍ ﻳﻠﻐﻴﻪ ﺃﻭ ﻛﺒُﻌﺪٍ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻜﺒﺘﻪ؟ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﻧﻘﻴﻀﻴﻦ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ:
ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﺎﻟﻤًﺎ ﻳﻠﺒﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻋﺎﻟﻤًﺎ ﺑﻤﻘﻴﺎﺱ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻴﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻪ ،ﻭﺑﻬﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻭﺑﺤﻘﻮﻗﻪ ،ﺗﺤﺖ ﻗﻬﺮ
ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ،ﻣﺬﻋﻨﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺻﺒﻮﺭﺓ
.271ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺃﻻ ﻳُﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺑﻬﺎ ،ﺑﻞ

6.9 Page 59

▲back to top
59
ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺟﻬﺪًﺍ ﻻ ﻳﺴﺒﺐ ﻏﻴﻈًﺎ ﻭﻻ ﺳﺘﻠﺰﻡ ﺃﻓﻌﺎﻻ ﺷﺎﻗﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻓﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ
ﺻﻐﻴﺮﺓ ،ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﻭﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ .ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻣَﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ .ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ
ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ.
.272ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺗُﺴﻔﺮ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ،ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺍﻻﻣﻞ ،ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ،
ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ .ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻮﻫﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺏ ﺍﻭ ﺍﻷﻡ ﺃﻭ ﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻴِّﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﺠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻞ :ﻓﺎﻟﻘﻴﻢ ﻳﺘﻢُّ ﻋﻴﺸﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ
ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﺜﺎﻟﻴﻴﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺑﺪﺭﺍﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﺗُﺤﺘِﻢ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﺳﻠﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﺟﺐَ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﻼﺝ ﻟﻌﺎﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﻫﺬﺍ .ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
.273ﻋﻨﺪ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﻘِﻴِّﻢ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺘﻘﺪﻡ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻭﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺴﻦ ﻭﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﻨﻬﺠﻴﺎﺕ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ .ﺗُﻈﻬِﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎﺏ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ .ﻭﺗُﻈﻬﺮ
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣُﻮﺟﻬﺔ ﻭﻣُﺤﻔّﺰﺓ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺗُﺮﻛﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻀﻤﻦ ﻧﻀﻮﺟﻬﺎ
ﺍﻟﺨﺎﺹ .ﻓﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﻣﺸﺮﻭﻃﺔ .ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺪﺭﺓ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ.
ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻛﺎﻑ ﺑﻴﻦ ﻓﻌﻞ "ﺇﺭﺍﺩﻱ" ﻭﻓﻌﻞ "ﺣﺮ ."ﻓﻘﺪ ﻳﺮﻏﺐ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ
ﺿﺎﺭ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﻮﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﻐﻒ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ .ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻃﻮﻋﻴًّﺎ
ﺑﻘﻮﺓ ،ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻣﻴﻮﻝ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﺣﺮ ﻷﻧﻪ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺮ .ﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻳﺤﺼﻞ ﻗﻬﺮﻳًّﺎ ﻣﻊ ﻣﺪﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ،ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﺨﺪﺭ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻮﺑًﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺨﺎﻟﻒ .ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻫﻮ ﺇﺭﺍﺩﻱ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺣُﺮ .ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ
"ﺗﺮﻛﻪ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺑﺤﺮﻳﺔ ،"ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ،ﻭﺗﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺸﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺇﺩﻣﺎﻧﻪ .ﺇﻧﻪ
ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ.
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻛﺈﻃﺎﺭ ﺗﺮﺑﻮﻱّ
.274ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻘﻴّﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ .ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻣﻴﻮﻝ ﻗﺪ
ﺗﻄﻮّﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ،ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻤﻴﻞ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎ
ﺃﻭ ﻛﺮﻓﺾ ﻋﻔﻮﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ .ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ ﻫﻲ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﺗﻨﺎﺿﺤﻲ :"ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ،""ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺪ
ﺩﺭﺳﻮﻧﻲ ﺇﻳﺎﻩ ."ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺗَﻌﻠُّﻢ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .ﻟﻸﺳﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒًﺎ ﻭﺗُﻀﻌﻒ ﺍﻟﻘﻴِّﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ.
.275ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ﻫﻮ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ .ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺴُﺒﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟِّﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ،ﻭﺑﻌﺪﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﻲ
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻮﻥ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ
ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻋﺪﻳﻤﻮ ﺍﻟﺼﺒﺮ ،ﻭﻳﺴﻌﻮﻥ ﻹﺧﻀﺎﻉ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ،ﻓﻴﻨﻤﻮﻥ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ :"ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻭﻓﻮﺭًﺍ ."ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺧﺪﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻻ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺗُﺴﻤِّﻤﻬﺎ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺟﻴﻞ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻴﺪ ﻧﻔﺴِّﻪ ،ﺷﺨﺼًﺎ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺰﻭﺍﺗﻪ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻫﻜﺬﺍ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺜﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻩ ﺑﺬﺍﺗﻪ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ،
ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻻ ﻳُﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ،ﻟﻜﻦ ﻻ

6.10 Page 60

▲back to top
60
ﻳﺠﺐ ﺍﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ﺑﻘﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﻧﻀﻮﺝ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ .ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ،ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌًﺎ.
.276ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻛﻴﻔﻴِّﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺷﺨﺺ
ﺁﺧﺮ ،ﻭﺍﻻﺻﻐﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ،ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ .ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱَ
ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ "ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ."ﺇﻧﻪ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﻠﻢ "ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ" ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺨﺎﺹ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘُﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺒﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ .ﻫﻨﺎ ﻳﺘﻢ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ،ﺃﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﺟﻨﺒﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ،ﻭﻟﻄﻔﻨﺎ ﻭﻋﺎﻃﻔﺘﻨﺎ .
ﻳﻮﺟﺪ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﺠﻬﺮﻱ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ،ﺃﻱ :ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﻣﻌًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ؛ ﻭﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ؛ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ؛ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ
ﺗﺒﺘﺪﻉ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻃُﺮﻗًﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ.
.277ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻟﻠﻌﻨﺎﻳﺔ ﺳﻮﻳًﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ :"ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃﻳﻦ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﻴﻦ
ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ :ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻭﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ،[294]"ﻭﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﺽ ﻣﺎ ﻷﻥ "ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺮﺽ ،ﺗﻨﺸﺄُ
ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱﻭﻟﻜﻦّ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗُﻌﺰِّﺯ ﻓﺘﺮﺓُ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂَ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ [...]ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛُّﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ﺗﻘﺴّﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ .ﻭﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸّﺒﺎﺏ "ﻣﺘﺨﺪﺭﻳﻦ" ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﻋﻴﺶ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﻳّﺔ.[295]"
.278ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺳﻬﻼ ﺃﻭ ﻣﻌﻘﺪًﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ .ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻟﺠﻤﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ.
ﻓﺎﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ .[296]ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﺑﺎﻥ
ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﺗﻨﺸﺊ ﺃﻭ ﺗﺴﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻗﻞ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ .ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺗُﺒﻌّﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺮّﺑﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ،ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺴﻤﺮًﺍ ﻋﻴﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺘﻈﺮ
ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ .ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ﺣﺎﻓﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻤﻨﺢ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻣﺤﻈﻮﺭﺍﺕ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ .ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻫﻞ
ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﺤﻮﻟﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻗﺪﻱ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ،
ﻭﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ "ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ" ﻳﻌﺮﺿﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﻬﻞ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﻴﻤﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔ.
.279ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻷﻫﻞ ﻣﺘﺴﻠﻄﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺇﻟَّﺎ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻬﻢ،
ﻷﻥ ﺍﻷﻫﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻤﻨﻌﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ .ﺑﻐﻴﺔ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ
ﻭﺍﻷﺑﻮﺓ ﻧﺤﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﺎﻥ "ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﻣﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺍﺯﺭﺓ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳّﺔ .[297]"ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺗﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ .ﺇﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ "ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ .[298]"ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ "ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭًﺍ ﺣﻴﻮﻳًّﺎ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻫﻞ
ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ [...] .ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ
ﻛﺄﺷﺨﺎﺹ ﻧﺎﺿﺠﻴﻦ ﻭﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤُﺤِﺒﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ .[299]"ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،"ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺣﻘَّﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠِّﻢ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺤﺮﻳَّﺔ ،ﻭﺗﺸﺪِّﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﺑّﻴﻦ
ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮﻱ.[300]"
ﻧﻌﻢ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ

7 Pages 61-70

▲back to top

7.1 Page 61

▲back to top
61
.280ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻘﺪﻳﻢ "ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺣﺬﺭﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،"ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ،ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺔ "ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻤﻮﻫﻢ ،""ﺁﺧﺬﺓ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺮﺯﻩ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ301]"[ﻭﻫﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ .ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﺘﺬﺍﻝ ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ
ﺇﻻ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ .ﻓﻘﻂ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻧﻔﺴَّﻬﺎ
ﺧﺎﻭﻳّﺔ ﺑﻞ ﻣُﻨﺎﺭﺓ .ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗَﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻋﺒﺮ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ
ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،ﻭﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺑﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺮﺡ ﻭﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ.
.281ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ .ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮﻧﻬﺎ .ﻻ ﻳﺠﺪﻱ ﻧﻔﻌًﺎ
ﺇﻏﺮﺍﻗﻬﻢ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺣﺴﻬﻢ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ؛ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺑﺎﺣﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ؛ ﻭﺍﻹﺛﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻮﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺧﻴﺮﻫﻢ
ﻭﻧﻀﺠﻬﻢ .ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺤﺎﺷﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﻮّﻩ
ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ .ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﻥ "ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﺗَﻈﻬﺮُ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﻀﻴﺮ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.[302]"
.282ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻳﺮﻯ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ .ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺀ ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ،ﺑﻬﺎ ﻳﺤﻤﻲ ﺩﺍﺧﻠﻴﺘﻪ ﺭﺍﻓﻀًﺎ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ
ﺷﻲﺀ .ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺮﻛﺰ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ،ﻭﻛﻮﺑﺎﺀ ﻳﺸﻮّﻩ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﺗﺤﺖ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﻜﻞ
ﻏﻴﺮ ﺃﺩﻣﻲ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
.283ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﻛّﺰ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ "ﺗﻮﺧﻲ ﺍﻟﺤﺬﺭ ،"ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ "ﺟﻨﺲ ﺁﻣﻦ ."ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺗﺪﻓﻊ
ﻧﺤﻮ ﺗﺼﺮﻑ ﺳﻠﺒﻲ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﻏﺮﺽ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻱ ﻃﻔﻞ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻫﻮ ﻋﺪﻭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ
ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻨﻪ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺮﺟﺴﻴﺔ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ .ﺇﻥ ﺃﻱ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻟﻠﻌﺒﺚ ﺑﺠﺴﺪﻫﻢ
ﻭﺑﺮﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ،ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ،ﻭﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻫﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻏﻴﺮ
ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ .ﻷﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻌﻴﺶ ﺧﺒﺮﺓ ﻣﺎ ،ﺃﻭ
ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﺃﻭ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻮﻝ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺤﺐ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ؛ ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ؛ ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ .ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺤﻀّﺮ ﻟﻬﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴُﻌﺒَّﺮ ﻋﻨﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻠﻨﻲ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻈﻬﺮ
ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻗﺪ ﺍﻏﺘﻨﺖ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
.284ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﺨﺪﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺤﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ :ﻓﺎﻻﻧﺠﺬﺍﺏ "ﻳﺨﻠﻖ ،ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭَﻫﻢَ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ،ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
»ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ،«ﻛﻮﻧﻪ ﺑﻼ ﺣﺐ ،ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻏﺮﻳﺒﻴﻦ ﻭﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .[303]"ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺄﻧﻪ
ﻳﻤﻨﺢ ﻛﻞَّ ﺷﻲﺀ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻨﺢ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻓﻔﻬﻢ ﺿُﻌﻒ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺱ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺷﻲﺀ،
ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﻋﺪﻡ ﻧﻀﻮﺝ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺤﺐ ﺷﻲﺀ ﺃﺧﺮ .ﻟﻜﻦ ﻣَﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﻮﺭ؟ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺣﻘًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ؟ ﻣَﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻀﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺤﺐ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﺳﺨﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪّﻳِّﺔ؟ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻛﺒﻴﺮ.
.285ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻜﻞ ﻃﺮﻑ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ .ﻓﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻛﻞ
ﺷﺨﺺ ،ﻳﺠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺟﺴﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﺧُﻠِﻖ ،ﻷﻥ "ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺇﻟﻰ

7.2 Page 62

▲back to top
62
ﻣﻨﻄﻖ ﺑﺎﺭﻉ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨَﻠﻖ [...] .ﻓﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺑﺄﻧﻮﺛﺘﻪ ﺃﻭ ﻭﺑﺬﻛﻮﺭﻳﺘﻪ ،ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻛﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺫﺍﺗﻪ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﺎ .ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺒﻞ ﺑﻔﺮﺡ ﻫﺒﺔ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻋﻤﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ،ﻭﺃﻥ ﻧُﺜﺮﻱ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .[304]"ﻓﻘﻂ ﻋﺒﺮ ﺍﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﺠﺴﺪﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ،
ﻛﻲ ﻻ ﻳﺪﻋﻲ "ﻣﺤﻮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ.[305]"
.286ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻛﺬﻛﺮ ﻭﻛﺄﻧﺜﻰ ،ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﺝ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ؛ ﻭﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ؛
ﻭﺑﺎﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ؛ ﻭﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃُﻋﺠﺐ ﺑﻬﻢ؛ ﻭﺑﻈﺮﻭﻑ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺪ ﻟﻠﺘﻜﻴﻒ
ﻣﻌﻬﺎ .ﺻﺤﻴﺢٌ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺫﻛﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻧﺜﻮﻱ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻨﺎ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻨﺎ،
ﻭﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ .ﺇﻧﻤﺎ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻷﻧﺜﻮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﺷﻴﺌًﺎ ﺟﺎﻣﺪًﺍ .ﻟﺬﻟﻚ
ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻴﻒ ﻭﺑﻤﺮﻭﻧﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺫﻛﻮﺭﻳﺘﻪ ﻣﻊ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ .ﻓﺘﻮﻟﻲ
ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻻ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﺫﻛﻮﺭﻳﺘﻬﻢ ،ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﺸﻼ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣًﺎ ﺃﻭ ﻋﺎﺭًﺍ .ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ
ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﺄﻣﻮﺭ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ "ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ" ﺍﻟﺼﺎﺋﺒﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻠﻞ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ
ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺏ .ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺼﻠﺐ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ .ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻗﺪ ﺗﻤﻨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ
ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ،ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻛﺄﻣﺮ ﺃﻗﻞ ﺫﻛﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ
ﻛﺴﺎﺋﻖ ﻛﺄﻣﺮ ﺃﻗﻞ ﺃﻧﻮﺛﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴَّﺮ ﻫﺬﺍ ،ﺣﻤﺪﺍ ﻟﻠﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ،ﻭﺗﺸﻮﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻟﻘﺪﺭﺍﺗﻬﻢ.
ﻧﻘﻞ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ
.287ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﻧﻘﻞ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺻﻌﺒﺔً ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺒﻊ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ،ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﺗﻴﺮﺓَ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .[306]ﻣﻊ
ﺫﻟﻚ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺧﺪﻣﺔ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻊ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻭﻏﺴﻄﻴﻨﻮﺱ ،"ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ
ﻳﺤﻤﻠﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ .[307]"ﺛﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﺭﺣﻠﺔ ﻧﻤﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .ﺇﻥ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻫﻮ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻧﺘﻠﻘﺎﻩ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺛﻤﺮﺓ ﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﺮﻱ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻹﻧﻀﺎﺟﻪ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ .ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻢ ﻫﻮ ﺭﺍﺋﻊ "ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺗﻌﻠّﻢ ﺍﻷﻣّﻬﺎﺕ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺜﻮﺍ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻴﺴﻮﻉ ﺃﻭ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ .ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮّﻑ! ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﻗﻠﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺻﻼﺓ .[308]"ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻧﻘﻞ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻻﻫﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ "ﻣِﻦ ﺟﻴﻞ ﺇِﻟﻰ ﺟﻴﻞٍ ﻳُﺴﺒِّﺤﻮﻥَ ﺃَﻋْﻤﺎﻟَﻚَ ﻭﻳُﺨﺒِﺮﻭﻥَ ﺑِﻤﺂﺛِﺮِﻙَ"
)ﻣﺰ (4 ،144ﻭ"ﺍﻷَﺏُ ﻳُﻌَﺮِّﻑُ ﺍﻟﺒَﻨﻴﻦَ ﺃَﻣﺎﻧَﺘَﻚَ" )ﺃﺵ .(19 ،38ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ،ﺣﻴﺚ ﻻ
ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ .ﺇﻥ ﺣﺒﺔ ﺍﻟﺨﺮﺩﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﺷﺠﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ ،(32 -31 ،13ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻩ .ﻋﻨﺪﺋﺬ ،ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻬﺒﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﻨﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﻫﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻨﺎ ﺍﻟﺨﻼﻕ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ .ﻟﺬﻟﻚ ،"ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ،
ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺍﻵﺑﺎﺀ ،ﺍﻟﻔﺎﻋَّﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ .[...]ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻳﺸﻜِّﻞ ﺩﻋﻤًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ،ﻭﻃﺮﻳﻘﺔً ﻓﻌَّﺎﻟﺔً ﻟﺘﻨﺸﺌﺔ
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻭﺗﻮﻋﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﻛﻤﺒﺸِّﺮﻳﻦ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻬﻢ.[309]"
.288ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﻨﺸﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻴّﻒ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﺑﻦ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺳﺎﺑﻘًﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ﻗﺪ ﻻ
ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ .ﻓﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺭﻣﻮﺯ ،ﻭﺍﻳﻤﺎﺀﺍﺕ ﻭﻗﺼﺺ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻮﻥ ﻓﻬﻢ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻲ
ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ،ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺗﺠﺎﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ،ﻭﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﺑﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺳﺎﻃﻌﺔ ،ﺗﻔﺮﺽ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ .ﺇﻥ ﺍﻻﻫﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻻ ﺗُﻔﺮﺽ ﺇﻧﻤﺎ ﺗُﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﺸﻜﻞ

7.3 Page 63

▲back to top
63
ﻣﻠﻤﻮﺱ ﻣﺪﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻨﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﻢ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ
ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﺗﺒﺸﻴﺮﻳﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺭﻏﺐ ﺃﻥ ﺃﻋﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎﻧﻲ
ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺼﻠﻴﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﻣﻮﻧﻴﻜﺎ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ.
.289ﺇﻥ ﻓﻌﻞ ﻧﻘﻞ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﻧﻤﻮﻩ ،ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣُﺒَﺸِﺮَﺓ
ﺑﺎﻹﻧﺠﻴﻞ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﻭﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴًﺎ ﺍﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻓﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻤﻮﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﻣُﺒَﺸِّﺮَﺓ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ،ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﻴﺶ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺮﻳﺒﻮﻥ ﺃﻭ ﻟﻄﻔﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻳﻨﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ .ﻟﻨﺬﻛّﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻊ
ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﻴﻦ )ﺭﺍ .ﻣﺮ 16 ،2؛ ﻣﺘّﻰ ،(19 ،11ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺶَ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻳﺔ )ﺭﺍ .ﻳﻮ ،(26 -7 ،4ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ
ﻧﻴﻘﻮﺩﻳﻤﻮﺱ ﻟﻴّﻼ )ﺭﺍ .ﻳﻮ ،(21 -1 ،3ﻭﻗﺪ ﺳﻤﺢ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺯﺍﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﻫﻦ ﻗﺪﻣﻴﻪ )ﺭﺍ .ﻟﻮ ،(50 -36 ،7ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻟﻤﺲ
ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ )ﺭﺍ .ﻣﺮ 45 -40 ،1؛ ،(33 ،7ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺷﺨﺎﺻًﺎ ﻳﺤﺘﻘﺮﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺃﻭ ﻣﻨﻐﻠﻘﻴﻦ ﻓﻲ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ،ﻣﻌﺰﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﻀﻄﻬﺪﻫﻢ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺘﻌﺎﻃﻒ
ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ )ﺭﺍ .ﺭﺳﻞ 47 ،2؛ 33 .21 ،4؛ .(13 ،5
.290"ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺘﻜﻮَّﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻨﺎﺷﻂٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ ،ﻭﺍﻹﺭﺙ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ
ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ :ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ؛ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮّﻉ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ؛ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ؛ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻣﻊ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻻ ﺳﻴِّﻤﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﻮﺯًﺍ؛ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒُﻨﻰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ،
ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻴﺸﻬﺎ ،ﻋﺒﺮ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ .[310]"ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻷﺳﻤﻰ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ :ﺣﺐ ﺍﻵﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻤﻨﺎ ﻭﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻨﻤﻮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﻠﻰ ﺑﻬﺒﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺍﻟﺤﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﻛﻞ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ .ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﻭﻱ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ kerygmaﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻓﻲ
ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ،ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ،ﻛﻲ ﺗﻨﻮّﺭ ﻭﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﺑﺪﺀًﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ :"ﻧَﺤﻦُ ﻋَﺮَﻓْﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒَّﺔَ ﺍﻟَّﺘﻲ ﻳُﻈﻬِﺮُﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑَﻴﻨَﻨﺎ" 1)ﻳﻮ .(16 ،4ﻓﻘﻂ ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺑﻴﺘﻴّﺔ ﻭﺧﻤﻴﺮﺓ ﺗﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜّﺎﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻴّﻴﺰ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻀﻌﻒ
.291ﺃﻛﺪ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻗﻄﻊ ﻟﻠﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ "ﻫﻮ ﺿﺪّ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻓﻬﻲ
ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﻌﻲ ﺿُﻌﻒ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ .[311]"ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ،ﻣُﺴﺘﻨﻴﺮﺓ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،"ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻥ
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ،ﻣﺪﺭﻛﺔ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻤﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ،ﻭﻟﻼﻋﺘﻨﺎﺀ
ﺑﺤﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ،ﻭﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴّﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ .[312]"ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻳﺘﻌﺰﺯ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻴﻮﺑﻴﻞ ﺍﻟﻤﻜﺮّﺳﺔ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ .ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﻜﻤﺎﻝ ﻭﺗﺪﻋﻮ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺟﻮﺍﺑًﺎ ﻛﺎﻣﻼ
ﻟﻠﻪ ،"ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺣﺮﺹ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺿُﻌﻔًﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻣﺠﺮﻭﺡ ﻭﻣﻔﻘﻮﺩ ،ﻣﺎﻧﺤﺔ
ﺇﻳﺎﻫﻢ ﺛﻘﺔ ﻭﺭﺟﺎﺀ ،ﻣﺜﻞ ﺿﻮﺀ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺷﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻛﻲ ﺗﻀﻲﺀ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺿﻠّﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻭ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ .[313]"ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺃﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺑﺄﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ.
.292ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻛﻨﻴﺴﺘﻪ ،ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ
ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﺒﺎﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ ﺑﺤﺐ ﺣﺼﺮﻱ ،ﻭﻋﺒﺮ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ،ﻓﻴﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ،ﻭﻳﻨﻔﺘﺤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻣُﺤﺼَّﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﺤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻴﺼﺒﺤﺎ ﻣﺜﻞ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻴﺘﻴﺔ ﻭﺧﻤﻴﺮﺓ
ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﺟﺬﺭﻳًﺎ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺤﻘﻘﻪ

7.4 Page 64

▲back to top
64
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺑﻬﺔ .ﻟﻘﺪ ﺍﻛّﺪ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻦ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺑﻌﺪ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻌﺪ ،ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ.[314]
ﺍﻟﺘﺪﺭّﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ
.293ﻟﻘﺪ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻘﻂ ،ﺃﻭ ،ﻣﻊ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻼﺧﺘﻼﻓﺎﺕ،
ﺑﺎﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،ﺣﻴﺚ "ﻳﺼﻞ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺑﺎﻁ ﻋﺎﻡ،
ﻭﺗﺘﺴﻢ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ،ﻭﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ،ﻭﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﻤﺤﻦ ،ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻛﻔﺮﺻﺔ
ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .[315]"ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻠﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻻ ﻳﺜﻘﻮﻥ
ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺴﺎﻛﻨﻮﻥ ﻣﺆﺟﻠﻴﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺍﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻰ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻬﻲ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣًﺎ ﻗﺪ ﺃُﺑﺮِّﻡ ،َﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ
ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣًﺎ ﺃﺧﺮ .ﻫﺆﻻﺀ "ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺭﺣﻴﻤﺔ ﻭﻣُﺸﺠِﻌﺔ .[316]"ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﺮُﻋﺎﺓ ،ﻻ ﻓﻘﻂ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﺑﻞ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ "ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺣﻴﺎﻝ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ."ﺑﻐﻴﺔ "ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺭﻋﻮﻱ ﻣﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ
ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺃﻛﺒﺮ ﻧﺤﻮ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻜﻞ ﻛﻤﺎﻟﻪ .[317]"ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ،ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ،
"ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ.[318]"
.294"ﺇﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺃﻭ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ،ﻣﺠﺮَّﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣُﺴﺒﻘﺔ ﺃﻭ
ﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭﻱ ،ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺛﻘﺎﻓﻴَّﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﺿﻴﺔ .[319]"ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ .[320]ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ "ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻛﻨﻮﺍ ﻟﻔﺘﺮﺓ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻫﻮ ﻓﻲ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮ .ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺩﺓ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩﻱ )ﻋﻤﻞ ﻭﺭﺍﺗﺐ ﺛﺎﺑﺖ .(ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ
ﺃﺧﺮﻯ ،ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪًﺍ ،ﻻ ﻓﻘﻂ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺭﻓﺾ ﻗﻴّﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺧﺺ ﻷﻥ
ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻧﺤﻮ ﻋﻴﺶ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻣﺮ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .[321]"ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ ،"ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻨﺎﺀﺓ ،ﻣﺤﺎﻭﻟﻴﻦ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺹ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ
ﻣﻞﺀ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ .ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻢ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻬﻢ ﺑﺼﺒﺮٍ ﻭﺑﺮﻗّﺔ .[322]"ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﻣﻊ
ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻳﺔ )ﺭﺍ .ﻳﻮ :(26 -1 ،4ﻗﺪ ﺧﺎﻃﺐ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺑﺤﺐٍّ ﺻﺎﺩﻕ ،ﻛﻲ ﻳﺤﺮّﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳُﻌﺘﻢُ ﺣﻴﺎﺗَﻬﺎ ﻭﻟﻴﻬﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻞﺀِ
ﻓﺮﺡِ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ.
.295ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑـ "ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ،"ﻣﺪﺭﻛًﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ
"ﻳﻌﺮﻑ ﻭﻳﺤﺐّ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻧﻤﻮّﻩ .[323]"ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑـ "ﺍﻟﺘﺪﺭّﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،"ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭّﺝ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻟﻸﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﻔﻬﻢ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻭ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻷﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻫﻲ ﻋﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻬﺪﻱ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺗﻬﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ
ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻛﻞّ ﺇﻧﺴﺎﻥ "ﻳﺘﻘﺪّﻡ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴًﺎ ﻭﺗﺘﺮﺳّﺦ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ ﻫﺒﺎﺕُ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕُ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.[324]"
ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤُﺴﻤّﺎﺓ ﺑـ "ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ )ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ[325]"(
.296ﻟﻘﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺺ .ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﺃﻭﺩُّ ﺃﻥ ﺍﺫﻛّﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺼﻮﺭﺗﻪ
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺨﻄﺊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ [...]" :ﻗﺪ ﺳﺎﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻨﻄﻘﺎﻥ :ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻹﺩﻣﺎﺝ .[...]ﺩﺭﺏ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﻣﺠﻤﻊ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ،ﻫﻮ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺮّﺏ ﻳﺴﻮﻉ :ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻹﺩﻣﺎﺝ .[...]
ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﺑﺪﻳًّﺎ؛ ﻫﻮ ﺳﻜﺐ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺑﻘﻠﺐٍ ﺻﺎﺩﻕ [...]ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﺍﻟﺤﻘّﺔ ﻫﻲ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻏﻴﺮ ﻣُﺴﺘﺤﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﻭﻣﺠﺎﻧﻴﺔ .[326]"!ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ "ﻧﺘﺤﺎﺷﻰ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ
ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻧﺘﻨﺒَّﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻭﻳﺘﺄﻟﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ.[327]"

7.5 Page 65

▲back to top
65
.297ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺈﺩﻣﺎﺝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻭﺑﻮﺍﺟﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺭﺣﻤﺔ "ﻏﻴﺮ ﻣُﺴﺘﺤﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﻭﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ."ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ،
ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ! ﻻ ﺃﺷﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ،ﺇﻧﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻓﻲ ﺃﻱ
ﻭﺿﻊ ﻛﺎﻧﻮﺍ .ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻘﺘﺮﻑ ﺑﺘﺒﺎﻩٍ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻭﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ،ﺃﻭ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺽ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻌﻆ
ﺑﻪ ،ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﻳﻔﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ .(17 ،18ﻭﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻟﺒﺸﺎﺭﺓ
ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻭﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ .ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺗُﺘﺎﺡ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ :ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﺃﻭ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﻭﺑﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻓﻄﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ .ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ "ﺷﺎﺫﺓ ،"ﺗﻮﺻﻞ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﺀ ،ﺃﺅﻳﺪﻩ :"ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﺯﻭﺍﺟًﺎ ﻣﺪﻧﻴًﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻄﻠﻘﻮﻥ ﺃﻭ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻣﺴﺎﻛﻨﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ
ﻣﻞﺀ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ .[328]"ﻫﺬﺍ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ.
.298ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺍﺗﺤﺎﺩًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ،ﻗﺪ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﻓﻲ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﻦ
ﺛﻢَّ ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ ﺃﻭ ﺳﺠﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺟﺎﻣﺪﺓ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻌﻤﻞ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺷﺨﺼﻲ ﻭﺭﻋﻮﻱ
ﻣﻼﺋﻢ .ﻓﺄﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺰﺯ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺟﺪﺩ ،ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ ﻣﺸﻬﻮﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﺴﻴﺤﻲ،
ﻭﻭﻋﻲ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺣﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ،ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺿﻤﻴﺮﻳًﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻉ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ.
ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﺎﻻﺕ "ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ،ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺧﻄﻴﺮﺓ -ﻛﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﺜﻼ ،-ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﺟﺐ
ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ .[329]"ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺬﻟﻮﺍ ﺟﻬﻮﺩًﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻇﻠﻤًﺎ ،ﺃﻭ ﺣﺎﻟﺔ
ﺃﻭﻟﺌﻚ "ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﺯﻭﺍﺟًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻣﺘﺄﻛّﺪﻭﻥ ،ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺿﻤﻴﺮﻫﻢ ،ﺃﻥ ﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓُﺴﺦ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣًﺎ ﺻﺤﻴﺤًﺎ .[330]"ﻭﺃﻣﺮ ﺃﺧﺮ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ،ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﻬﺬﺍ ،ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﺗﺤﺎﺩ ﺟﺪﻳﺪ ﺟﺎﺀ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﻟﻄﻼﻕ ﺣﺪﻳﺚ ،ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻭﻓﻮﺿﻰ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻘﺼﺮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ .ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ
ﻭﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ .ﺃﻛّﺪ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺃﻥ ﻓﻄﻨﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﺒﻴّﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺑـ"ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺩﻗﻴﻖ ،[331]"ﻭﺑﻨﻈﺮﺓ
ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺗﺪﻗﻖ ﺟﻴِّﺪًﺍ .[332]ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ "ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ.[333]"
.299ﺃﺭﺣّﺐ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺆﻛﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﻤﻌﻤَّﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠَّﻘﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺰﻭﺍﺝٍ ﻣﺪﻧﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺪﻣﺎﺟًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤُﻤﻜﻨﺔ ،ﻣﺘﺠﻨِّﺒﻴﻦ ﻛﻞ
ﻓﺮﺻﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺑﺸﻚ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻋَﺜﺮﺓ .ﺇﻥ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻻﺩﻣﺎﺝ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ،ﻛﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻓﻘﻂ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ
ﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺴﺮِّﻱ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺒﺮﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﻣُﺜﻤﺮﺓ .ﺇﻧﻬﻢ ﻣﻌﻤَّﺪﻭﻥ ،ﺇﻧﻬﻢ
ﺇﺧﻮﺓ ﻭﺃﺧﻮﺍﺕ ،ﻭﻳﺴﻜﺐ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻄﺎﻳﺎﻩ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ :ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺃﻱٍّ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻤﺎﺭﺱ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻴﺘﻮﺭﺟﻲ ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ .ﻓﻬﻢ ،ﻻ ﻳﺠﺐ ﻓﻘﻂ ﺃﻻّ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣُﺴْﺘﺒْﻌﺪﻭﻥ
ﻭﻣﺤﺮﻭﻣﻮﻥ ،ﺑﻞ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻭﻳﻨﻤﻮﺍ ﻛﺄﻋﻀﺎﺀ ﺣﻴَّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﻴﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻡّ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﻭﺗﻬﺘﻢُّ
ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ،ﻭﺗﺸﺠّﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ .ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺩﻣﺎﺝ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻟﻬﻢ ،ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺐ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ.[334]"
.300ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ
ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗّﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺗﺸﺮﻳﻌًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻋﺎﻣًﺎ ﺫﺍ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻭﺷﺨﺼﻲ ﻭﺭﻋﻮﻱ ﻟﻠﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻗﺪ ﻳﻘﻮﺩ
ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻧﻪ ،ﺑﻤﺎ ﺃﻥ "ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،[335]"ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺃﻭ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﺑﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﺎ
ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ .[336]ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﺟﺐ "ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ

7.6 Page 66

▲back to top
66
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﺳﻘﻒ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻔﺤﺺ ﺿﻤﻴﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺗﺄﻣُّﻞ ﻭﻧﺪﻡ .ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻄﻠَّﻘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭِّﺟﻴﻦ ﻣُﺠﺪﺩًﺍ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﺀﻟﻮﺍ :ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ؛ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ؛ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻙ؛ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ
ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ؛ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪَّﻣﻮﻧﻪ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻀَّﺮﻭﻥ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ .ﻓﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻳُﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮِّﻱ ﻭﻳﺜﺒِّﺖ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺤﺠﺐ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ .[337]"ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻭﺗﻤﻴﻴﺰ "ﻳﻮﺟِّﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻋﻲ
ﺑﺄﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ .ﻓﺎﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﺆﺩِّﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﺤﻜﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﺣﻮﻝ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣَّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻤِّﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﺗﻄﻮُّﺭﻫﺎ .ﻭﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺪﺭُّﺝ
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ )ﺭﺍ .ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،(34 ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﺑﺪًﺍ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠِّﺒﺎﺕ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻣﺤﺒﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳّﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻭﺗﻜﺘُّﻢ ﻭﻣﺤﺒﺔ
ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ .[338]"ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻛﺎﻫﻨًﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﺷﺨﺎﺻًﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻻﺳﺮﺍﺭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﺪﻣﺎﺕ .ﻓﻌﻨﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺨﺺ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻭﺣﺮﻳﺺ ،ﻻ ﻳﺪﻋﻲ ﻭﺿﻊ
ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻭﺭﺍﻉٍ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻧﺘﺠﻨﺐ ﺧﻄﺮ ﺃﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻣﻌﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ.
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤُﺨﻔِﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱّ
.301ﻛﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳًﺎ ﻣﻤﺎﺭﺱ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ
ﺑـ"ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ،"ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﺑﺪًﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻧﻨﺎ ﻧﺘﻬﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ.
ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺨﻔﻔﺔ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ "ﺷﺎﺫﺓ" ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻤﻴﺘﺔ ،ﻣﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ .ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ
ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ .ﻓﺈﻥ ﺷﺨﺼًﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﺑﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﺎ ،ﻗﺪ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ
"ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺃﺩﺑﻴﺔ [339]"ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺸﻜﻞ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﺟﺪﻳﺪ .ﻛﻤﺎ ﻋﺒّﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﻋﻦ "ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗَﺤﺪُّ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ340]"[ﻟﻘﺪ ﺃﻗﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ،[341]ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳُﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺻﻌﺒﺔ :"ﻳُﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻳﻔﺘﻘﺪﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ،ﻧﻈﺮًﺍ ﻟﻠﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺛﻮﺏ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ.[342]"
.302ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ،ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﺃﻧﻪ :"ﻗﺪ ﺗﻨﻘﺺ ﺃﻭ ﺗﺒﻄﻞ
ﺗَﺒِﻌَﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻬﻞ ،ﻭﺍﻟﻐَﻔْﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻠّﻖ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ،ﻭﻋﻮﺍﻣﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ .[343]"ﻭﻓﻲ ﻓﻘﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻳﺸﻴﺮ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺗﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﻳﺬﻛﺮ ،ﺑﺤﺼﺎﻓﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ،ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ،ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻠﻖ ،ﻭﻋﻮﺍﻣﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ .[344]ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ،
ﻓﺈﻥ ﺣﻜﻤًﺎ ﺳﻠﺒﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻜﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻌﺔ ﺃﻭ ﺫﻧﺐ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ .[345]ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺎﺕ ،ﺃﻋﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺟﺪًﺍ ﻣﺎ ﺩﻋﻤﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ :"ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻳﺠﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮّﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ [...] .ﻭﺇﺫ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ،ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ .ﻓﺤﺘﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺮﻓﺖ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ.[346]"
.303ﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺜﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻀﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳُﺸﺎﺭﻙ ﺑﺸﻜﻞ
ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺭﺅﻳﺘﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺃﻥ ﻧﺸﺠﻊ ﻧﻀﺞ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮ ،ﺿﻤﻴﺮ ﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻭﺍﻟﺠﺪﻱ ﻟﻠﺮﺍﻋﻲ ،ﺿﻤﻴﺮ ﻳﻀﻊ
ﺛﻘﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ .ﻟﻜﻦَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻳﺪﺭﻙ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴًّﺎ ﻟﻠﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ؛

7.7 Page 67

▲back to top
67
ﺑﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻠﻪ ،ﻭﻳﻜﺘﺸﻒ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻬﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺳﻂ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻣِﻼ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ .ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻫﻮ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﻭﻣًﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻤﺎﻻ.
ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴّﻴﺰ
.304ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺤﻒ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﺃﻭ ﻻ ﻣﻊ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻭ ﻣﻊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﺎﻣﺔ،
ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺣﺪﻩ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻓًﺎ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ .ﺃﺭﺟﻮ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺩﻭﻣًﺎ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ :"ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ
ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻀﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻛﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ [...] .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺴﺎﻭٍ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻤﻠﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﻘﻂ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟِﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻓﺄﻳﻀًﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ [...] .ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻀﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .[347]"ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﺑﺪًﺍ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻟﻴﺲ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﺇﻧﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻤﻴﻴﺰًﺍ ﻋﻤﻠﻴًّﺎ
ﺣﻴﺎﻝ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺭﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ .ﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻰ ﺇﻓﺘﺎﺀ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻣﻦ
ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﻘﻴِّﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻁ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡٍ ﺧﺎﺹ.[348]
.305ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺮﺍﻋﻲ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺍﺿﻴًﺎ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﺎﻻﺕ
"ﺷﺎﺫﺓ ،"ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﻳﺘﻢ ﺭﻣﻴﻬﺎ ﺿﺪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ .ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﺨﺘﺒﺊ ﺣﺘﻰ ﻭﺭﺍﺀ
ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ."ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺗﺤﻜﻢ ،ﺑﺘﻌﺎﻝٍ ﻭﺳﻄﺤﻴّﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﺃُﺳَﺮٍ
ﻣﺠﺮﻭﺣﺔ .[349]"ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ،ﺻﺮّﺣﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ :"ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳُﻘﺪَّﻡ ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﻘﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻛﻤﺼﺪﺭ ﺇﻟﻬﺎﻡ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ،ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .[350]"ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﺨﻔﻔﺔ ،ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﺨﻄﻴﺌﺔ –ﺑﺤﻴﺚ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﺬﻧﺒًﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺬﻧﺒًﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ
ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ،ﻣﺘﻠﻘﻴًّﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .[351]ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .ﺇﻧﻨﺎ ،ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻣﺎ ﺃﺑﻴﺾ ﺃﻭ
ﺃﺳﻮﺩ ،ﻧﻐﻠﻖ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮ ،ﻭﻧﺨﻴﺐ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺠﺪ ﺍﻟﻠﻪ .ﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ "ﺧﻄﻮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ،
ﻭﺳﻂ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪّﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮّﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓٍ ﺻﺎﻟﺤﺔٍ ﺧﺎﺭﺟﻴًّﺎ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ
ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺟﺴﻴﻤﺔ .[352]"ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻟﻠﺨﺪّﺍﻡ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
.306ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﻟﻬﻲ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺩﺩ
ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﺻﺪﻯ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ .via caritatisﺇﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻷﺧﻮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ )ﺭﺍ .ﻳﻮ
12 ،15؛ ﻏﻞ .(14 ،5ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺃﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ :"ﻗَﺒﻞَ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲﺀ ﻟِﻴُﺤﺐَّ ﺑَﻌﻀُﻜﻢ ﺑَﻌﻀًﺎ ﻣﺤﺒَّﺔً ﺛﺎﺑﺘﺔ ،ﻷَﻥَّ ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔَ
ﺗَﺴﺘُﺮُ ﻛَﺜﻴﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺨَﻄﺎﻳﺎ" 1)ﺑﻂ .(8 ،4"ﻛَﻔِّﺮْ ﻋﻦ ﺧَﻄﺎﻳﺎﻙَ ﺑِﺎﻟﺼَّﺪَﻗَﺔ ﻭﺁﺛﺎﻣِﻚَ ﺑِﺎﻟﺮَّﺣﻤَﺔِ ﻟِﻠﺒﺎﺋِﺴﻴﻦ" )ﺩﺍ .(24 ،4 ."ﺍﻟﻤﺎﺀُ ﻳُﻄﻔِﺊ
ﺍﻟﻨَّﺎﺭَ ﺍﻟﻤُﻠﺘَﻬِﺒَﺔ ﻭﺍﻟﺼَّﺪَﻗَﺔُ ﺗُﻜَﻔّﺮُ ﺍﻟﺨَﻄﺎﻳﺎ" )ﺳﻲ .(30 ،3ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﻠَّﻤَﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻭﻏﺴﻄﻴﻨﻮﺱ :"ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ
ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻧﺴﺎﺭﻉ ﻭﻧﺠﻠﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻹﻃﻔﺎﺋﻪ ،[...] ،ﻛﺬﻟﻚ ،ﺇﺫﺍ ﻫﺐّ ﻓﻲ ﻗﺸّﻨﺎ ﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،ﻭﺍﺿﻄﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺮّﺍﺋﻪ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻮﻓّﺮ
ﻟﻨﺎ ﻓﺮﺻﺔُ ﻋﻤﻞ ﺭﺣﻤﺔ ،ﻟﻨﻔﺮﺣﻦَّ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﻳﻘﺪّﻡ ﻟﻨﺎ ﻟﻨﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ.[353]"
ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ
.307ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺃﻱ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻨﺤﺮﻑ ،ﺃﺫﻛﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ،
ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻈﻤﺘﻪ :"ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺣﺒﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻐﺘﻨﻲ ﺑﻘﺒﻮﻝ

7.8 Page 68

▲back to top
68
ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻣﺘﻘﻮِّﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻭﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .[354]"ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ،ﻭﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺳﻴﻤﺜﻞ ﻋﺪﻡ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ
ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻧﻘﺼًﺎ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ .ﺇﻥ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻻ
ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻗﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ .ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻳُﻌﺪ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢَّ
ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ،ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺸﻞ.
.308ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻟﻮﻃﺄﺓ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺨﻔﻔﺔ -ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ -ﺃﻧﻪ "ﺩﻭﻥ ﺇﻧﻘﺎﺹ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻻﻧﺠﻴﻠﻲّ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ،ﺑﺮﺣﻤﺔ ﻭﺻﺒﺮ ،ﻟﺪﻯ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻨﻮﻥ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ،"ﻣﻔﺴﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ "ﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ .[355]"ﺇﻧّﻲ ﺃﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻔﻀّﻠﻮﻥ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ ﻻ ﺗﻔﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻷﻱ ﺍﻟﺘﺒﺎﺱ .ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺅﻣﻦ ﻓﻌﻼ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻣﺘﻨﺒﻬﺔ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﻜﺒﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻀﻌﻒ :ﻓﺎﻷﻡ ]ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،[ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺒّﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡٍ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ،"ﻻ ﺗﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ،ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﻠﻮّﺙ ﺑﻮﺣﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .[356]"ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻹﻧﺠﻴﻠﻲ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ،ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ
ﺃﻭ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭﺓ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺍﻻﻧﺠﻴﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﺩﺍﻧﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ 1 ،7؛ ﻟﻮ .(37 ،6ﻳﺴﻮﻉ
"ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻼﺟﺊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻧﻘﺒﻞ ﺣﻘًّﺎ ﺑﺎﻻﺗّﺼﺎﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺤﺴّﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ .ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺫﻟﻚ ،ﺗﺼﺒﺢ
ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺭﺍﺋﻌﺔ.[357]"
.309ﺇﻧﻪ ﻟﻤِﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻢّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﺳﺔ ﻟﻴﻮﺑﻴﻞ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺣﻴﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ
ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﺧﺘﻼﻓًﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﺈﻥ "ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻫﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ،ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ
ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻠﺐ ﻭﻋﻘﻞ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ .ﺇﻥ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻨﻲ
ﺃﺣﺪًﺍ .[358]"ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺟﻴّﺪًﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺧﺮﻭﻑ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﺘﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ .ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺒﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ.
ﻭﺍﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ،ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ "ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺴﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻛﻌﻼﻣﺔ
ﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ.[359]"
.310ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ "ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﻋﻤﻞ ﺍﻵﺏ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺃﻳﻀًﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ .ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺤﻦ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺭُﺣﻤﻨﺎ ﺃﻭﻻ .[360]"ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﺭﻭﻣﻨﺴﻲ ﺃﻭ ﺑﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺔ
ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺣﻴﺎﻝ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻷﻥ "ﺍﻟﺪﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .ﻭﻛﻞ
ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳُﻠﻒّ ﺑﺎﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ؛ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺃﻱ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺇﻋﻼﻧﻬﺎ ﻭﺷﻬﺎﺩﺗﻬﺎ
ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .[361]"ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ "ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻧﺘﺼﺮّﻑ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻣﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ ،ﻻ ﻛﻤﻴﺴﺮﻳﻦ ﻟﻬﺎ .ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻴﺴﺖ
ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺟﻤﺎﺭﻙ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻮﻱ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮﻓّﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻜﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻊ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ.[362]"
.311ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ،ﻷﻧﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺃﻧﻪ
ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺷﻤﻮﻟﻴﺔ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺇﻳﻼﺀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺧﺎﺹ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ
ﺃﺳﻤﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ،[363]ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻛﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ .ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻳﻜﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻁ .[364]ﻟﻘﺪ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﻔﺮﻳﻐﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﺳﻮﺃ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﻋﻼﻥ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ .ﺻﺤﻴﺢ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻻ
ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻫﻲ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻠﻪ .ﻟﺬﺍ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ "ﻛﻞ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻻﻫﻮﺗﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺭﺣﻤﺘﻪ ،ﻫﻮ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ.[365]"
.312ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻃﺎﺭًﺍ ﻭﻣﻨﺎﺧًﺎ ﻳﻤﻨﻌﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺩﺑﻲ ﺑﺎﺭﺩ ،ﻭﻧﻈﺮﻱ ﺑﺤﺖ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ
ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻳﻀﻌﻨﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻷﻥ ﻧﻔﻬﻢ،

7.9 Page 69

▲back to top
69
ﻭﻧﻐﻔﺮ ،ﻭﻧﺘﺎﺑﻊ ،ﻭﻧﺮﺟﻮ ،ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻧﺴﻌﻰ ﻹﺩﻣﺎﺝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ "ﻋﻴﺶ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻧﺄﻳًﺎ .[366]"ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﺑﺜﻘﺔ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺭُﻋﺎﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﺮﺳﻴﻦ ﻟﻠﺮﺏ .ﻗﺪ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ
ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺗﺄﻛﻴﺪًﺍ ﻷﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺃﻭ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﻴﺤﺼﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ
ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻟﻠﻨﻀﺞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲﻭﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﺩﺓ ﻭﺻﻔﺎﺀ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ
ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻭﻓﻬﻢ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘّﺎﺳﻊ
ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ
.313ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺩُﻋﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ .ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ،ﻣﻨﺬ
ﺑﻀﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺧﻠﺖ ،ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻴﻦ ،ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻧّﻪ
ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴّﻴﻦ "ﺃﻥ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﻫﻴﻜﻠﻴّﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞّ ﻓﺮﺩ ،"ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ "ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ،[367]"ﻭﺃﻥّ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻧﻤﻂ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ .[368]ﻟﺬﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﺍﻟﺘﻮﻗّﻒ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻮﺻﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴّﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴّﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ.
ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺸﺮّﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ
.314ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻧﻌﻤﺘﻪ .ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻥّ
ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻷﻗﺪﺱ ﻫﻮ ﺣﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﺸَّﺮِﻛﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴّﺔ .ﻫﻜﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺋﺢ ﺷﻌﺒﻪ )ﺭﺍ .ﻣﺰ ،(4 ،22ﻭﻳﺤﻴﺎ ﻓﻲ
ﺣﻤﻴﻤﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺠّﺪﻩ.
.315ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴّﺔ ،ﻭﻳﺮﺍﻓﻖ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻭﻧﻀﺎﻻﺗﻬﺎ ،ﻭﺃﻓﺮﺍﺣﻬﺎ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺓ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺘﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﻗﻨﺎﻋًﺎ .ﺇﻥ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺐّ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻌﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻔﺮﺣﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺐّ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣﻦ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻠﻔﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴّﺔ .ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﺘّﺨﺬ ،ﻓﻲ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻫﺬﺍ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻨﻀّﺞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ،ﺳﻜﻨﺎﻩ
ﺍﻟﺨﺎﺹ .ﺇﻥ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺗﻮﺣﺪ ﻣﻌًﺎ "ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲّ ﻭﺍﻹﻟﻬﻲ ،[369]"ّﻷﻧﻬﺎ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻠﻪ .ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻴّﺔ ،ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻫﻲ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻜﻨﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ.
.316ﺇﻥّ ﺷﺮﻛﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴّﺔ ﻣُﻌﺎﺷﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻴّﺪﺓ ،ﻫﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳّﺔ ،ﻭﻧﻤﻮّ ﺻﻮﻓﻲ،
ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺣﻤﻴﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ .ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺧﻮﻳّﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﻫﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻛﺜﺮ
ﻓﺄﻛﺜﺮ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺮﺏّ ﻣﻤﻜﻨًﺎ .ﺗﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ "ﻣَﻦ ﺃُﺑﻐَﺾَ ﺃَﺧﺎﻩ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻈَّﻼﻡِ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻈَّﻼﻡِ ﻳَﺴﻴﺮ"
1)ﻳﻮ ،(11 ،2ﻭ"ﻳﺒَﻘﻰ ﺭَﻫْﻦَ ﺍﻟﻤَﻮﺕ" 1)ﻳﻮ (14 ،3ﻭ"ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻠﻪ" 1)ﻳﻮ .(8 ،4ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻔﻲ ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﺍﻟﺴّﺎﺩﺱ
ﻋﺸﺮ ﺇﻥّ "ﻣﻦ ﻳَﻐْﻠﻖُ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡَ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﻳﻌﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻀًﺎ [370]"ﻭﺇﻥّ ﺍﻟﺤﺐّ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﻨّﻮﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﺍﻟﺬﻱ "ﻳُﻨﻴﺮُ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢَ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ .[371]"َﻭﺇﻧّﻪ "ﺇِﺫﺍ ﺃَﺣَﺐَّ ﺑَﻌﻀُﻨﺎ ﺑَﻌﻀًﺎ" ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻳﻜﻮﻥ "ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻨﺎ ﻣُﻘﻴﻢٌ ﻭﻣَﺤَﺒَّﺘُﻪ ﻓﻴﻨﺎ
ﻣُﻜﺘَﻤِﻠَﺔ" 1)ﻳﻮ .(12 ،4ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥّ "ﺍﻟﺒُﻨْﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑُﻌْﺪٍ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ [372]"ﻭﺃﻥ "ﺍﻟﺒُﻌْﺪ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺗﺠﺴَّﺪ ،ﺃﻭّﻻ ﻭﺃﺻﻼ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ،[373]"ﻓﺎﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺗﺘﺠﺴّﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸَّﺮِﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ .ﻣﻦ ﺛﻢ،َّ
ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ،ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺗﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮّ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ،ﺑﻞ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﺸﻜّﻞ ﺩﺭﺑًﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﺏّ ﻛﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﻤّﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ
ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻔﺼﺢ

7.10 Page 70

▲back to top
70
.317ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮّﻝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻮﺣﺪ ﻭﻳﻨﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ .ﻓﺘُﺨﺘﺒﺮ ﺍﻵﻻﻡ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﺑﺸّﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﺮﺏ ،ﻭﺗﺴﻤﺢ ﻣﻌﺎﻧﻘﺘﻪ ﺑﺘﺤﻤّﻞ ﺃﺳﻮﺍﺀ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ .ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺃﻳّﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮّﺓ ،ﺍﺗﺤﺎﺩًﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻙ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨّﺐ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ .ﻓﺘﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺭﻭﻳﺪًﺍ ﺭﻭﻳﺪًﺍ ﺇﻟﻰ "ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﺪﺍﺳﺘﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ،ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻮِّﻝ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﻰ ﻋﻄﻴﺔ
ﺣﺐ .[374]"ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺗُﺨﺘﺒﺮُ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ ،ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻴﺪ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻨﺲ ،ﻛﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻞﺀ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ.
ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،ﻋﺒﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻠﻔﺘﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ،"ﺍﻟﻔﺴﺤﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲّ ﻟﻠﺮﺏّ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ.[375]"
.318ﺇﻥّ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺼﺤﻲّ ﻭﺗﻘﻮﻳﺘﻪ .[376]ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﻛﻲ ﻳﺒﻘﻮﺍ ﻣﺘّﺤﺪﻳﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺤﻲ ،ّﻭﻳﺨﺒﺮﻭﻩ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﻘﻬﻢ ،ﻭﻳﺼﻠﻮﺍ ﻣﻦ
ﺃﺟﻞ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﺮّ ﺑﻮﻗﺖ ﺻﻌﺐ ،ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻟﻴﺤﺒﻮﺍ ،ﻭﻳﺸﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ،ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴّﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻇﻞ ﻋﺒﺎﺀﺗﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﻣﻴّﺔ .ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ ،ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ .ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴّﺔ ﻛﻨﺰًﺍ ﺭﻭﺣﻴًّﺎ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ .ﺇﻥ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﺭﻭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ ،ﺧﺎﺻّﺔ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻵﺣﺎﺩ .ﻓﻴﺴﻮﻉ
ﻳﻘﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻲ ﻳﺘﺸﺎﺭﻙ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﺸﺎﺀ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ )ﺭﺍ .ﺭﺅ .(20 ،3ﻫﻨﺎ ،ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺍﻟﻔﺼﺤﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻌﻬﻤﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻬﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ .[377]ﺇﻥّ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺎ ﻫﻲ ﺳﺮّ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻔﺎﺩﻱ )ﺭﺍ .ﻟﻮ .(20 ،22ﻫﻜﺬﺍ ﻧﻼﺣﻆ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ .[378]ﻓﻘﻮﺕ ﺍﻹﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴّﺎ ﻳﺸﻜّﻞ ﻗﻮّﺓ ﻭﺣﺎﻓﺰًﺍ ﻛﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲّ ﻣﺜﻞ "ﻛﻨﻴﺴﺔ
ﺑﻴﺘﻴّﺔ.[379]"
ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺤﺼﺮﻱّ ﻭﺍﻟﺤﺮّ
.319ﻧﺤﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺸﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ .ﻓﻴﻘﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪّﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﻕ ﻟﻴﺸﻴﺨﺎ ﻭﻳﻘﻀﻴﺎ
ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻣﻌًﺎ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﻜﺴﺎﻥ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻪ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺯﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻧﻤﻂ ﺣﻴﺎﺓ ،ﻫﻮ "ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﻋﻬﺪ
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﻲ ،[380]"ﻷﻥّ "ﻣَﻦ ﻻ ﻳﻘﺮّﺭ ﺃﻥ ﻳﺤﺐّ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﺐّ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﻟﻮ ﻟﻴﻮﻡ
ﻭﺍﺣﺪ .[381]"ﻟﻜﻦَّ ﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﺭﻭﺣﺎﻧﻲّ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﺎ .ﺇﻧّﻪ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ
ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ .(28 ،5ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻞّ ﺻﺒﺎﺡ ،ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ،ﻳﺠﺪّﺩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻫﺬﺍ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺧﻼﻝ
ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .ﻭﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ،ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ،ﻭﺍﺿﻌًﺎ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻤﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻫﻜﺬﺍ ،ﻛﻞّ ﺷﺮﻳﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻶﺧﺮ ﻋﻼﻣﺔ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻘﺮّﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻨﺎ ﺑﻤﻔﺮﺩﻧﺎ :"ﻭَﻫَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻣَﻌَﻜُﻢْ ﻛُﻞَّ ﺍﻷَﻳَّﺎﻡِ
ﺇِﻟَﻰ ﺍﻧْﻘِﻀَﺎﺀِ ﺍﻟﺪَّﻫْﺮِ" )ﻣﺘّﻰ .(20 ،28
.320ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﻄﺔ ﻳﺼﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺐّ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ،ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻓﺴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴّﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ:
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻛﻞّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻠﻜﻪ ،ﺑﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻫﻢّ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﺭﺑﻪ ﺍﻷﻭﺣﺪ .ﻣﺎ ﻣَﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧّﻪ
ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴّﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳّﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ،ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﺻﻤﻴﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴّﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴّﺔ ﺃﻻ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺃﻥّ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻠﺒّﻲ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ .ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱّ
ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲّ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ – ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺪّﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﻧﻬﻮﻓﺮ – Dietrich Bonhoefferﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻲ "ﺧﻴﺒﺔ
ﺍﻷﻣﻞ" ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،[382]ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﺐّ ﺍﻟﻠﻪ .ﺇﻥّ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺗﺨﻠﻴًّﺎ
ﺩﺍﺧﻠﻴًّﺎ .ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺴﺤﺔ ﺍﻟﺤﺼﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺮّﺳﻬﺎ ﺃﻱّ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﻴﻦ ﻟﻌﻼﻗﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺟﺮﻭﺡ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌًﺎ ،ﺑﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻠﻪ .ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ،
ﻛﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ.
ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ
.321"ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺎﻥ ﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎﻭﻧﺎﻥ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ ،ﻭﺷﺎﻫﺪﺍﻥ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻟﻶﺧﺮ ،ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺃﻓﺮﺍﺩ

8 Pages 71-80

▲back to top

8.1 Page 71

▲back to top
71
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ.[383]"ﻳﺪﻋﻮﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻺﻧﺠﺎﺏ ﻭﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ "ﺩﺍﺋﻤًﺎ
«ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ » ﺍﻷﻗﺮﺏ .[384]"ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻌﺘﻨﻲ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ،ﻭﻧﺴﺎﻋﺪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﻧﺸﺠﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ،
ﻭﻟﻨﺤﻴﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ .ﻓﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺼﺐ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ
ﻟﻶﺧﺮ ،ﺗﺤﺮﻳﻀًﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻟﻠﺮﻭﺡ .ﺇﻥّ ﺣﺐّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻌﺒَّﺮ ﻋﻨﻪ "ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ
ﺣﺒّﻬﻤﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ .[385]"ّﻫﻜﺬﺍ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﻠﺤﺐّ ﺍﻹﻟﻬﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺰﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺓ،
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻠﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻕ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ،"ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻧﺨﺘﺎﺭ ﺃﻥ ﻧﺤﻠﻢ ﻣﻌﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺒﻨﻲ ﻣﻌﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻨﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﺣﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ.[386]"
.322ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻫﻲ "ﻣﺮﻋﻰ" ﺭﺣﻴﻢ .ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺳﻢ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ،ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮ :"ﺃَﻧْﺘُﻢْ
ﺭِﺳَﺎﻟَﺘُﻨَﺎ ،ﻣَﻜْﺘُﻮﺑَﺔً ﻓِﻲ ﻗُﻠُﻮﺑِﻨَﺎ [...]ﻻَ ﺑِﺤِﺒْﺮٍ ﺑَﻞْ ﺑِﺮُﻭﺡِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺍﻟْﺤَﻲِّ" 2)ﻗﻮﺭ .(3 -2 ،3ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ "ﺻﻴّﺎﺩ ﺑﺸﺮ" )ﻟﻮ (10 ،5
ﻳﺮﻣﻲ ،ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ )ﺭﺍ .ﻟﻮ (5 ،5ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﺃﻭ ﻓﻼﺡ ﻳﺤﺮﺙ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺒّﺎﺅﻩ،
ﻣﺤﻔِﺰًﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ .ﺇﻥّ ﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴّﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ،ﻷﻥ "ﻣﺤﺒﺔ ﺷﺨﺺ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ،ﺷﻴﺌًﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ؛ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻣﻨﺤﻪ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ،ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ .[387]"ﺇﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓٌ
ﻟﻠﻪ ،ﻷﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺮﺱ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻋﻠﻰ ﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ.
.323ﺇﻧّﻬﺎ ﺧﺒﺮﺓ ﺭﻭﺣﻴّﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ،ﺧﺒﺮﺓ ﺗﺄﻣّﻞ ﻛﻞّ ﻗﺮﻳﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻴﻪ .ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩًﺍ
ﻣﺠّﺎﻧﻴًّﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩًﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺖ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﺒﺮﻳﺮ ،ﻧﺎﺳﻴًﺎ ﻛﻞّ
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻮﻟﻚ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺴﺘﺤﻖّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻛﻞّ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻧﻤﻮﺫﺟًﺎ ،ﻷﻧّﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﻷﻥ
ﻳﻜﻠّﻤﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺜﺒّﺖ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺤﺐّ )ﺭﺍ .ﻣﺮ .(21 ،10ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪًﺍ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﻬﻤﻞٌ ﺑﺤﻀﺮﺗﻪ،
ﻷﻥّ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :"ﻣَﺎﺫَﺍ ﺗُﺮِﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﺃَﻓْﻌَﻞَ ﺑِﻚَ؟" )ﻣﺮ .(51 ،10ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ .ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺘﺬﻛّﺮ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻨﺎ ،ﻳﺴﺘﺤﻖّ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ،ﻷﻧّﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻻﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺣﺐّ ﺍﻵﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ،ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻳﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺮﺡَ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﺤﺒﻮﺏ .ﺣﻨﺎﻥ ﻳﺘﺠﻠَّﻰ ﺧﺼﻮﺻًﺎ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﻭﺑﺮﻗﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩﻩ –ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻠﻌﻠﻦ -ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻠﻴﺔ.[388]"
.324ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ،ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ ،ﻻ ﺗﺮﺣّﺐ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺣﺴﺐ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ،ﺑﻞ
ﺗﻨﻔﺘﺢ ،ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻬﺎ ،ﻟﺘﺴﻜﺐ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻟﺘﺮﻋﺎﻫﻢ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﻟﺴﻌﺎﺩﺗﻬﻢ .ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺧﺎﺻّﺔ
ﻓﻲ ﺣُﺴﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ،[389]ﺍﻟﻤُﺸﺠﻊ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ :"ﻻ ﺗَﻨﺴَﻮُﺍ ﺍﻟﻀِّﻴﺎﻓَﺔ ﻓﺈِﻧَّﻬﺎ ﺟَﻌَﻠَﺖ ﺑَﻌﻀَﻬﻢ ﻳُﻀﻴﻔﻮﻥَ
ﺍﻟﻤَﻼﺋِﻜَﺔَ ﻭﻫُﻢ ﻻ ﻳَﺪْﺭﻭﻥ" )ﻋﺐ .(2 ،13ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﻳﻦ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ "ﺭﻣﺰ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .[390]"ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮﺙ ،ﻫﻮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻮَّﺣِّﺪ ﺑﻴﻦ ﺣﺲّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲّ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻧّﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﺣﺎﺿﺮﺓ ،ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ .ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺑﻴﺘﻴّﺔ ﻭﺧﻠﻴّﺔ ﺣﻴّﺔ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.[391]
.325ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠّﻢ )ﺭﺍ .ﻣﺘّﻰ (30 ،22ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ )ﺭﺍ 1 .ﻗﻮﺭ (31 -29 ،7ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﻫﻲ ﻣﺪﺭﺟﺔ،
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻮﺟﻮﺩﻧﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﻘﻴﻴﻤﻪ .ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻓﻴﻬﺎ .ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﺪّﺓ ﻣﺮّﺍﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ،ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﻣﻨﺠﺰ ﺩﻓﻌﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻟﻸﺑﺪ ،ﺑﻞ ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﺗﻄﻮّﺭًﺍ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪًﺍ ﻟﻘﺪﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ
ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻋﻮﺓ ﺗﻨﺒﻊ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸَﺮِﻛﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻟﻠﺜﺎﻟﻮﺙ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻭﻛﻨﻴﺴﺘﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺧﻮّﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ،ﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻧﺼﻞ
ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ،ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻄﺮﺡ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻛﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻛﻲ ﻧﻜﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺳﻨﺠﺪﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲﻣﻦ ﺟﻬّﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﻤﻨﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺿﻌﻒ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻘﺴﻮﺓ .ﻓﻨﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺇﻟﻰ
ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺪﻭﺩﻧﺎ ،ﻭﻛﻞّ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺛﺎﺑﺖ .ﻟِﻨَﺴﺮ ،ﺃﻳّﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻭﻟﻨﺠﺪَّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺮ!
ﻓﻤﺎ ﻭُﻋﺪﻧﺎ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺃﻋﻈﻢ .ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻّ ﻧﻔﻘﺪ ﺍﻟﺮّﺟﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳّﺎﺗﻨﺎ ،ﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻻ ﻧﺘﺮﺍﺟﻊ ﺃﺑﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ

8.2 Page 72

▲back to top
72
ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺑﻪ.
ﺻﻼﺓ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ
ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻣﺮﻳﻢ ،ﻭﻳﻮﺳﻒ
ﻧﺘﺄﻣّﻞ ﺑﺮﻭﻋﺔ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻓﻴﻜﻢ
ﻭﺑﺜﻘﺔ ،ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ.
ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ،
ﺍﺟﻌﻠﻲ ﻋﺎﺋﻼﺗﻨﺎ ﺃﻳﻀًﺎ
ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺷَﺮِﻛﺔ ،ﻭﻋﻠﻴّﺎﺕ ﺻﻼﺓ،
ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﻟﻺﻧﺠﻴﻞ
ﻭﻛﻨﺎﺋﺲ ﺑﻴﺘﻴّﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ.
ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ،
ﺇﻋﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﺑﺪًﺍ
ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻋﻨﻒ ﻭﺗﻘﻮﻗﻊ ﻭﺍﻧﻘﺴﺎﻡ،
ﻭﻟﻴﻌﺰَّ ﻭﻳﺸﻒَ ﺳﺮﻳﻌًﺎ
ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻗﺪ ﺟﺮﺡ ﺃﻭ ﺗﻌﺜﺮ.
ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ،
ﺍﺟﻌﻠﻴﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ
ﻃﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻼﻧﺘﻬﺎﻙ،
ﻭﻧﺪﺭﻙ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻉ ،ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻳﻮﺳﻒ،
ﺍﺳﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﺼﻼﺗِﻨﺎ ﻭﺍﺳﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻟﺪﻋﺎﺋﻨﺎ.

8.3 Page 73

▲back to top
73
ﺁﻣﻴﻦ.
ﺃﻋﻄﻲ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ ،ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻄﺮﺱ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﺑﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲّ ﻟﻠﺮّﺣﻤﺔ ،ﻓﻲ 19ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ ،2016ﻋﻴﺪ
ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻋﺎﻡ ،2016ﺍﻟﺴّﻨﺔ ﺍﻟﺮّﺍﺑﻌﺔ ﻟﺤﺒﺮﻳّﺘﻲ.
ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ
ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ [8]
ﺃﻧﺖَ ﻭﺯﻭﺟﺘﻚ [13 - 9]
ﺃﺑﻨﺎﺅﻙَ ﻛﻐﺮﺍﺱ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ [18 - 14]
ﺩﺭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻡ [22 - 19]
ﺗﻌﺐ ﻳﺪﻳﻚ [26 - 23]
ﻟُﻄﻒ ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ [30 - 27]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺗﺤﺪّﻳﺎﺗﻬﺎ [31]
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ [49 - 32]
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ [57 - 50]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜّﺎﻟﺚ ﺍﻟﻨّﻈﺮُ ﻣﻮَﺟَّﻪٌ ﻧﺤﻮ ﻳﺴﻮﻉ :ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ [60 - 58]
ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﻳﺘﻤّﻤﻪ [66 - 61]
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ [70 - 67]
ﺳﺮّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ [75 - 71]
ﺑﺬﺍﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺣﺎﻻﺕ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ [79 - 76]
ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ [85 - 80]
67
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ [88 - 86]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮّﺍﺑﻊﺍﻟﺤﺐّ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ [89]
ﻣﺤﺒّﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ [90]
ﺍﻟﻤَﺤﺒَّﺔُ ﺗَﺼﺒِﺮ [92 - 91]
ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮّﻓﻖ [94 - 93]

8.4 Page 74

▲back to top
74
ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻻ ﺗَﺤﺴُﺪ [96 - 95]
ﺩﻭﻥ ﺗﺒﺎﻩٍ ﻭﺩﻭﻥ ﺗﺒﺠﺢ [98 - 97]
ﺍﻟﻠّﻄﻒ [100 - 99]
ﺗﺠﺮﺩ ﺳﺨﻲ [102 - 101]
ﺩﻭﻥ ﺣﻨﻖ [104 - 103]
ﺍﻟﺼﻔﺢ [108 - 105]
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ [110 - 109]
ﺗَﻌﺬُﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ [113 - 111]
ﺗﺼﺪّﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ [115 - 114]
ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ [117 - 116]
ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ [119 - 118]
ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ [122 - 120]
ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺸﺘﺮﻙ [125 - 123]
ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ [130 - 126]
ﺯﻭﺍﺝ ﻋﻦ ﺣﺐ [132 - 131]
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﻳﻨﻤﻮ [135 - 133]
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ [141 - 136]
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪ [142]
ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ [146 - 143]
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻓﺮﺡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ [149 - 147]
ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲّ ﻟﻠﺤﺐّ [152 - 150]
ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺘﻼﻋﺐ [157 - 153]
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺘﺒﺘﻞ [162 - 158]
ﺗﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺤﺐ [164 - 163]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺜﻤﺮًﺍ [165]
ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ [167 - 166]

8.5 Page 75

▲back to top
75
ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﺪّﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ [171 - 168]
ﺣﺐ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺏ [177 - 172]
ﺧﺼﻮﺑﺔ ﻣﻮﺳّﻌﺔ [184 - 178]
ﺗﻤﻴّﻴﺰ ﺍﻟﺠﺴﺪ [186 - 185]
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳّﻌﺔ [187]
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ [190 - 188]
ﺍﻟﻤﺴﻨّﻮﻥ [193 - 191]
ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺃﺧﻮﺓ [195 - 194]
ﻗﻠﺐﻛﺒﻴﺮ [198 - 196]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺩﺱﺑﻌﺾ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ [199]
ﺇﻋﻼﻥ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ [204 - 200]
ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ [211 - 205]
ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ [216 - 212]
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ [222 - 217]
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ [230 - 223]
ﺇﻧﺎﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ،ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ [231]
ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ [233 - 232]
ﺟﺮﺍﺡ ﻗﺪﻳﻤﺔ [240 - 239]
ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ [246 - 241]
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﻘّﺪﺓ [252 - 247]
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺸﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ ]ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ[ [258 - 253]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ [259]
ﺃﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ؟ [262 - 260]
ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ [267 - 263]
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻛﺤﺎﻓﺰ [270 - 268]
ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺻﺒﻮﺭﺓ [273 - 271]

8.6 Page 76

▲back to top
76
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻛﺈﻃﺎﺭ ﺗﺮﺑﻮﻱّ [279 - 274]
ﻧﻌﻢ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴّﺔ [286 - 280]
ﻧﻘﻞ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ [290 - 287]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜّﺎﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻴّﻴﺰ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻀﻌﻒ [292 - 291]
ﺍﻟﺘﺪﺭّﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ [295 - 293]
ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤُﺴﻤّﺎﺓ ﺑـ "ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ" [300 - 296]
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤُﺨﻔِﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱّ [303 - 301]
ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴّﻴﺰ [306 - 304]
ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳّﺔ [312 - 307]
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘّﺎﺳﻊﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ [313]
ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺸﺮّﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ [316 - 314]
ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻔﺼﺢ [318 - 317]
ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺐّ ﺍﻟﺤﺼﺮﻱّ ﻭﺍﻟﺤﺮّ [320 - 319]
ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ [325 - 321]
ﺻﻼﺓ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ
[1]ﺳﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ،ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ )ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ( 18 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ .2 ،2014
ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻭﺻﺎﻋﺪﺍ :ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .2014
[2]ﺳﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ،ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ،ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ 24 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ .3 ،2015
[3]ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ 24)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ
.(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 27–26 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015 .13ﺭﺍ .ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺤﺒﺮﻳﺔFede e ،
.cultura alla luce della Bibbiaﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺤﺒﺮﻳﺔ ﻋﺎﻡ ،1979ﺗﻮﺭﻳﻨﻮ.1981 ،
ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ44 ،؛ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺩﻱ 7)
ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :52 ،(1990ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 300 ،(1991) 83؛ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)
ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :117 .69 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1069 – 1068 ،1049 ،(2013) 105

8.7 Page 77

▲back to top
77
[4]ﺧﻄﺎﺏ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﺳﺎﻧﺘﻴﺎﻏﻮ – ﻛﻮﺑﺎ 22)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 24 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /
ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015.7
.Jorge Luis Borges, “Calle desconocida”, en Fervor de Buenos Aires, Buenos Aires 2011, 23[5]
[6]ﻋﻈﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﺑﻮﻳﺒﻼ ﺩﻱ ﻟﻮﺱ ﺍﻧﺠﻠﻴﺲ 28)ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :2 ،(1979ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .184 ،(1979) 71
[7]ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[8]ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:4 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .84 ،(1982) 74
[9]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .5 ،2014
[10]ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ Matrimonio y familia، (6 ،ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ .23 .16 .3 ،(1979
11][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .5 ،2015
12][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .5 ،2014
13][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .8 ،2015
[14]ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ 24)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ
ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 26 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،2015.7 .
15][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .29 ،2015
[16]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .10 ،2014
[17]ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ 18 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ .2014
[18]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .10 ،2014
19][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .7 ،2015
[20]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.63 ،
[21]ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ،ﻧﺤﻮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻴﺎﺓ! 15)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ .(2007
[22]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .6 ،2014
23][ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ 22)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ .11 ،(1983
24][ﺭﺍ.ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .12 -11 ،2015
[25]ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ 22)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،(1983ﻣﺪﺧﻞ.
[26]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.9 ،
[27]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .14 ،2015

8.8 Page 78

▲back to top
78
[28]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .8 ،2014
29][ﺭﺍ.ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .78 ،2015
[30]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ 8 ،2014
31][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ 23 ،2015؛ ﺭﺍ .ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮ ﻭﺍﻟﻼﺟﺊ 2016
12)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 2 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015.8 .
[32]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.24 ،
[33]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.21 ،
[34]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.17 ،
[35]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.20،
[36]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.15،
[37]ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ 24)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ
.(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 27–26 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ 2015)ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ( ﺹ .13
[38]ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ Navega mar adentro (31 ،ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ .42 ،(2003
[39]ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ Que en Cristo Nuestra Paz México tenga vida digna (15 ،ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ
.67 ،(2009
40][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .25 ،2015
[41]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.10 ،
[42]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 22)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 23 ،ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ ،2015.7 .
[43]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 29)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 30 ،ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ ،2015.8 .
44][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .28 ،2015
[45]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.8 ،
[46]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.58 ،
[47]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.33 ،
[48]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .11 ،2014
49][ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ A tiempos difíciles, colombianos nuevos (13 ،ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ .3 ،(2003
50][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :35 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2013) 105
.1034
[51]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ :164 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1088 ،(2013) 105

8.9 Page 79

▲back to top
79
[52]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[53]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ :165 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1089 ،(2013) 105
54][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .12 ،2014
[55]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[56]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.16 ،
[57]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .41 ،2015
[58]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.38 ،
59][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .17 ،2014
60][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .43 ،2015
[61]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .18 ،2014
[62]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.19 ،
63][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .2015،38
64][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:13 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .94 ،(1982) 74
65][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .21 ،2014
[66]ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.1642 ،
[67]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[68]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 6)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 7)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ ،(2015.8
69][ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻻﻭﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ Epistula Rustico Narbonensi Episcopo, Inquis. IV: PL 54, 1205 A; cf.
.HINCMAR OF RHEIMS, Epist. 22: PL 126, 142
70][ﺭﺍ .ﺑﻴﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ Mystici Corporis Christi(29ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(1943ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ Matrimonio enim quo coniuges sibi invicem sunt ministri gratiae» :202 ،(1943) 35
71][ﺭﺍ .ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﻕ.1116 .؛ 1165 - 1161؛ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،832 .؛ ﻕ..
.852 -848
72][ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ، 1055 .ﺍﻟﺒﻨﺪ 2؛ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ، 776 .ﺍﻟﺒﻨﺪ .2
73][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .23 ،2014
74][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:9 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .90 ،(1982) 74

8.10 Page 80

▲back to top
80
75][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .47 ،2015
[76]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[77]ﻋﻈﺔ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺧﻼﻝ ﻗﺪّﺍﺱ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻓﻴﻼﺩﻟﻔﻴﺎ 27)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ/ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2015
ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 29 -28 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015.7 .
78][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .54 -53 ،2015
[79]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.51 ،
80][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.48 ،
81][ﺭﺍ .ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﻕ 1055 .ﺍﻟﺒﻨﺪ Ad bonum coniugum atque ad prolis generationem et»:1
«educationem ordinatum؛ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ، 776 .ﺍﻟﺒﻨﺪ :1"ﻣﺮﺗﺐ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ
ﻭﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ."
82][ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.2360 ،
[83]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.1654 ،
84][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.48 ،
85][ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.2366 ،
86][ﺭﺍ .ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ 25)ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ :12 -11 ،(1968ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
.489 -488 ،(1968) 60
87][ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.2378 ،
88][ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ 22)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ :II، 8 ،(1987ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 80
.97 ،(1988)
89][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .63 ،2015
90][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .57 ،2014
[91]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.58 ،
[92]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.57 ،
93][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .64 ،2015
94][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .60 ،2014
[95]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.61 ،
96][ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻜﻨﺴﻲ ﻕ1136 .؛ ﺭﺍ .ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،.627 .
97][ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ :ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ 8)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ .23 ،(1995

9 Pages 81-90

▲back to top

9.1 Page 81

▲back to top
81
[98]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 20)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 21 ،ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ ،2015.8
[99]ﺭﺍ .ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:38 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .129 ،(1982) 74
100][ﺭﺍ .ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺭﻭﻣﺎ ﺍﻷﺑﺮﺷﻴﺔ 14)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 16 -15 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /
ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
101][ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .23 ،2014
102][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .52 ،2015
[103]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.50 -49 ،
104][ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.1641 ،
105][ﺭﺍ .ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ 25)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :2 ،(2005ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .218 ،(2006) 98
[106]ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ،ﺗﺄﻣﻞ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ.230 ،
[107]ﺃﻭﻛﺘﺎﻓﻴﻮ ﺑﺎﺯ ،La llama doble ،ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ .35 ،1993
108][ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-II ،114 ..1 ،2 .
[109]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 13)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 14ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ ،2015.8
[110]ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-II ،27 ..2 ،1 .
[111]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ،.1 .
112][ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 13)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 14ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ ،2015.8
113][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:21 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .106 ،(1982) 74
114][ﻋﻈﺔ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﺪﺍﻧﻴﺔ ،ﺷﺎﺭﻉ ﺩﻛﺴﺘﺮ ،ﻣﻮﻧﺘﻐﻮﻣﺮﻱ ،ﺃﻟﺒﺎﻣﺎ 17 ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .1957
115][ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ "ﻗﻮﺓ ﻣﻮﺣﺪﺓ" ) ،vis unitivaﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،I ،20 ..(3 ،1 .
ﻣﺘﺒﻨﻴًﺎ ﻗﻮﻻ ﻟﺪﻳﻮﻧﻴﺠﻲ ﺍﻻﺭﻳﻮﺑﺎﻏﻲ )ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.(IV، 12: PG، 3، 709 ،
116][ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-II ،27 ..2 .
117][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒ casto connubio (31ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :(1930ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
.548 -547 ،(1930) 22
118][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:13 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .94 ،(1982) 74
[119]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 2)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :(2014ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 3ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ ،2014.8

9.2 Page 82

▲back to top
82
[120]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
121][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:9 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .90 ،(1982) 74
122][ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺿﺪ ﺍﻷﻣﻢ ،III، 123 ،ﺭﺍ .ﺃﺭﺳﻄﻮ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ Etica Nic، 8، 12، Bywater، Oxford1984،
.174
123][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﻮﺭ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ 29)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :52 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .590 ،(2013) 105
[124]ﺳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ :I، 2 ،ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ III، 5، 3 ،)ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ .(Giuliano، Napoli 1858، 778
125][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.50 ،
[126]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.49 ،
127][ﺭﺍ .ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،I- II ،31 ..3 ،3 .
128][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.48 ،
129][ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،I- II ،26 ..3 .
[130]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ، ،110 ..1 .
[131]ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺃﻭﻏﺴﻄﻴﻨﻮﺱ.VIII، III، 7: PL 32، 752 ،
[132]ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ 26)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :(2013
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .980 ،(2013) 105
[133]ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻲ 29)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :(2013ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 31 -30 ،ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ
،2013.7 .
[134]ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ 26)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :(2013
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .978 ،(2013) 105
[135]ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-II ،24 ..7 .
136][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.48 ،
137][ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ،La vida y la familia: regalos de Dios para cada uno de nosotros ،ﺳﺎﻧﺘﻴﺎﻏﻮ،
21ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ .2014
138][ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.49 ،
139][ﺃ .ﺳﺮﺗﻴﺎﻧﺞ ،L’amour chrétien ،ﺑﺎﺭﻳﺲ .174 ،1920
140][ﺭﺍ .ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-I ،24 ..1 .
[141]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ، ،59 ..5 .
142][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ 25)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :3 ،(2005ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ -219 ،(2006) 98

9.3 Page 83

▲back to top
83
.220
[143]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ :4 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .220 ،(2006) 98
[144]ﺭﺍ .ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-I ،32 ..7 .
[145]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ،II- II ، ،153 . :2 ."ﺇﻥ ﻭﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ،ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ،ﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ
ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ")Abundantia delectationis quae est in actu venereo secundum rationem ordinato, non
.(contrariatur medio virtutis
146][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ 22)ﺃﻭﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :5 ،(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 2 (1980)، 951
[147]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.3 ،
148][ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ 24)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :4 ،(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 2 (1980)، 719
[149]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 12)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :2 ،(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 2 (1980)، 1133
[150]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.4 ،
[151]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.5 ،
[152]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.1132 :1 ،
[153]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 16)ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 1 (1980)، 151
154][ﻳﻮﺯﻑ ﺑﻴﻴﺒﺮ ،Über die Liebe ،ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ .174 ،2014
155][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ 25)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :23 ،(1995ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 87
.427 ،(1995)
156][ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ 25)ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ :13 ،(1968ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 60
.489 ،(1968)
157][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.49 ،
[158]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 18)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :5 ،(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 1 (1980)، 1778
[159]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.6 ،
160][ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 30)ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ :1 ،(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 2 (1980)، 311
[161]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 8)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :3 ،(1981ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .IV، 1 (1981)، 904
[162]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 11)ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ :4 ،(1982ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .V، 3 (1982)، 205- 206
163][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ 25)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :5 ،(2005ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .221 ،(2006) 98
[164]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.7 ،
[165]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .22 ،2015

9.4 Page 84

▲back to top
84
[166]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 14)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :1 ،(1982ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .V، 1 (1982)، 1176
.(Glossa in quatuor libros sententiarum Petri Lombardi، IV، XXVI، 2 (Quaracchi، 1957، 446[167]
[168]ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 7)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :2 ،(1982ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .V، 1 (1982)، 1127
169][ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 14)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :3 ،(1982ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .V، 1 (1982)، 1177
[170]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
171][ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﺩﻱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ 4)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :10 ،(1979ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(1979) 71
.274
172][ﺭﺍ .ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷﻛﻮﻳﻨﻲ ،ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-II ،27 ..1 .
173][ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺍﻷﺳﺮﺓ ،ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ "ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻛﺄﻣﺮ ﻭﺍﻗﻊ" 26)ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ ،(2000
.40
174][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 31)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :6 ،(1984ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .VII، 2 (1984)، 1072
[175]ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ 25)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :8 ،(2005ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2006) 98.224 .
176][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:14 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .96 ،(1982) 74
[177]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 11)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 12 ،ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ ،2015.8 .
[178]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[179]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 8)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 9 ،ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ ،2015.8 .
[180]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
181][ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ" :51 ،ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻬﻤﺔ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﺎ،
ﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺁﻓﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﺠﺪﺍﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ؛ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﺗﺒﻄﺎﻥ ﺑﻤﺼﻴﺮ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻷﺑﺪﻱ."
[182]ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )Lettera alla Segretaria
generale della Conferenza internazionale dell’Organizzazione delle Nazioni Unite su popolazione
e sviluppo)، (18ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :(1994ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .XVII، 1 (1994)، 750- 751
183][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 12)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :3 ،(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 1 (1980)، 543
184][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[185]ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﻴﻼ 16)ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :(2015ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
.176 ،(2015) 107
[186]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 11)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 12ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ ،2015.8

9.5 Page 85

▲back to top
85
[187]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 14)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 15ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015.8
188][ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺃﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻻ ﻧﻌﺒﺜّﻦ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ 24) 11 ،ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .(2015
189][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.50 ،
190][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 12)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :2 ،(1980ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 1 (1980)، 542
191][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ 15)ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ :31 -30 ،(1988ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
.1729 -1727 ،(1988) 80
[192]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 7)ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 8 -7ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،2015.8
[193]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[194]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 28)ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 29ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،2015.8
[195]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[196]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .28 ،2015
[197]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 4)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 5)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ ،(2015.8
[198]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
199][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.50 ،
200][ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻲ ،ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺃﺑﺎﺭﻳﺴﻴﺪﺍ 29)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ
.457 ،(2007
[201]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .65 ،2015
[202]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[203]ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﻴﻼ 16)ﻳﻨﺎﻳﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :(2015ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
.178 ،(2015) 107
204][ﻣﺎﺭﻳﻮ ﺑﻨﺪﻳﺘﻲ ،"Te quiero" ،ﺿﻤﻦ :Poemas de otrosﺑﻮﻳﻨﻮﺱ ﺃﻳﺮﻳﺲ .316 ،1993
205][ﺭﺍ.ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 16)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 17ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015.8
[206]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 7)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 8ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015.8
207][ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ 25)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :14 ،(2005ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2006) 98.228 .
208][ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .11 ،2015
[209]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 18)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 19 ،ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ ،2015.8 .
[210]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 11)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 12 ،ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ ،2015.8 .

9.6 Page 86

▲back to top
86
211][ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .18 -17 ،2015
[212]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 4)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 5 ،ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ ،2015.8 .
[213]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 11)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 12 ،ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ ،2015.8 .
214][ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :27 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .113 ،(1982) 74
215][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ 5)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :5 ،(1980
ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .III، 2 (1980)، 539
[216]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .18 ،2015
[217]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 4)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 5 ،ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ ،2015.8 .
[218]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[219]ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ 28)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2014ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 30 -29ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /
ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2014.7 .
[220]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 18)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 19 ،ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ ،2015.8 .
[221]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[222]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
223][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:18 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .101 ،(1982) 74
[224]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 7)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 8ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015.8
[225]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .30 ،2014
[226]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.31 ،
[227]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .56 ،2015
[228]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.89 ،
[229]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .32 ،2014
[230]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.33 ،
[231]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.38 ،
[232]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .77 ،2015
[233]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.61 ،
[234]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.

9.7 Page 87

▲back to top
87
[235]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[236]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
237][ﺭﺍ .ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .26 ،2014
[238]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.39 ،
239][ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ .ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﺳﻘﻔﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺭﻋﺎﺋﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﺴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ 22)
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ .1 ،(2012
[240]ﺍﻏﻨﺎﻃﻴﻮﺱ ﺩﻱ ﻟﻮﻳﻮﻻ ،ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ،ﺷﺮﻭﺡ .2
[241]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ،ﺷﺮﻭﺡ .5
242][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 27)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :4 ،(1984ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .VII، 1 (1984)، 1941
[243]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 21)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 22 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015.
.12
[244]ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﻛﻴﻨﻴﺎ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻡ 18)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ .(2015
[245]ﺭﺍ .ﺑﻴﻮﺱ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ،ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒ Casti connubii (31ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :(1930
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .583 ،(1930) 22
246][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 4)ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ :6 .3 ،(1984ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .VII، 2 (1984)، 9. 10
[247]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .59 ،2015
[248]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.63 ،
249][ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.50 ،
[250]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .63 ،2015
[251]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .40 ،2014
[252]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.34 ،
[253]ﻧﺸﻴﺪ ﺭﻭﺣﻲ .XXV، 11 ،
[254]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .44 ،2014
[255]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .81 ،2015
[256]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.78 ،
[257]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 24)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 25 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
[258]ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:83 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .184 ،(1982) 74

9.8 Page 88

▲back to top
88
[259]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .47 ،2014
[260]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.50 ،
261][ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 5)ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 6 ،ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ ،2015.7 .
[262]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ 51 ،2014؛ ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .84 ،2015
[263]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ..48 ،2014
264][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ Mitis Iudex Dominus Iesus(15ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ :(2015
ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 9 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015.4 -3.؛ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳّﺔ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻢ Mitis et
Misericors Iesus(15ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 9 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015..6 -5.
265][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ،ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ Mitis Iudex Dominus Iesus(15ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ (2015
ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ :III ،ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 9 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015.3.
[266]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .82 ،2015
[267]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .47 ،2014
[268]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 20)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 21 ،ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ ،2015.8 .
[269]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 24)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 25 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
[270]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 5)ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 6 ،ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ ،2015.7 .
[271]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .72 ،2015
[272]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.73 ،
[273]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.74 ،
[274]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.75 ،
275][ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ :12 ،ﺃﻋﻤﻞ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .409 ،(2015) 107
[276]ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ2358 ،؛ ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .76 ،2015
277][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[278]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ 76 ،2015؛ ﺭﺍ .ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻣﻨﺢ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻣﺜﻠﻴﻴﻦ 3)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .4 ،(2003
[279]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .80 ،2015
280][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.20 ،
[281]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 17)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 18 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
[282]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .19 ،2015

9.9 Page 89

▲back to top
89
[283]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 17)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 18 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
[284]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
285][ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.958 ،
[286]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
287][ﺭﺍ .ﺃﺣﺪﺙ ﺟﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ،"ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﺻﻔﺮ" ﻟﻸﻡ ﺃﻏﻨﻴﺲ 17 ،ﻳﻮﻟﻴﻮ /ﺗﻤﻮﺯ :1897ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ – ﺭﻭﻣﺎ .1028 ،1997ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ،ﻣﻬﻤﺔ ﻫﻲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ "ﻣﺜﻞ ﻭﺍﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ" )ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ 9 .ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ.(991 ،
288][ﺟﻮﺭﺩﺍﻧﻮ ﺩﻱ ﺳﺎﺳﻮﻧﻴﺎLibellus de principiis Ordinis prædicatorum، 93،Monumenta Historica ،
،Sancti Patris Nostri Dominici، XVIﺭﻭﻣﺎ .69 ،1935
289][ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.957 ،
290][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻢ.49 ،
291][ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :222 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 105
.1111 ،(2013)
[292]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 20)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 21 ،ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ ،2015.8 .
293][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.17 ،
[294]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 30)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 1 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015.8 .
[295]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 10)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 11 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
296][ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .67 ،2015
[297]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 20)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 21 ،ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ ،2015.8 .
[298]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 9)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 10 ،ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015.8 .
[299]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .68 ،2015
[300]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.58 ،
301][ﺇﻋﻼﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ،ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ .Gravissimum Educationis 1
[302]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .56 ،2015
303][ﺇﻳﺮﻳﻚ ﻓﺮﻭﻡ ،ﻓﻦ ﺍﻟﺤﺐ ،The Art of Lovingﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ،1956.54 .
304][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻦ ﻣُﺴﺒّﺤﺎ 24)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ .155 ،(2015
[305]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 15)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 16 ،ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ ،2015.8 .
[306]ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .14 -13 ،2015

9.10 Page 90

▲back to top
90
[307]ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﺘﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ.PL 40، 400 :7 ،7 ،
[308]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 26)ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 27 ،ﺃﻏﺴﻄﺲ /ﺁﺏ ،2015.8 .
[309]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .89 ،2015
[310]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.93 ،
[311]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .24 ،2014
[312]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.25 ،
[313]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.28 ،
314][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ43 .41 ،؛ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .70 ،2015
[315]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .27 ،2014
[316]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.26 ،
[317]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.41 ،
[318]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[319]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .71 ،2015
[320]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
[321]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .42 ،2014
[322]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.43 ،
323][ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :34 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .123 ،(1982) 74
[324]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.90 :9 ،
325][ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 24)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 25 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
[326]ﻋﻈﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺮﺍﺩﻟﺔ ﺍﻟﺠﺪﺩ 15)ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ /ﺷﺒﺎﻁ :(2015ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ 107
.257 ،(2015)
[327]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .51 ،2015
[328]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .25 ،2014
[329]ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:84 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .186 ،(1982) 74ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ،ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻣﺪﺭﻛﻴﻦ
ﻭﺭﺍﺿﻴﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻌﺎ "ﻛﺄﺥ ﻭﺃﺧﺖ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻳﻼﺣﻈﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻘﺺ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺃﻥ "ﺗﺘﻌﺮﺽُ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔُ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻟﻠﺨﻄﺮ" )ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.(51 ،

10 Pages 91-100

▲back to top

10.1 Page 91

▲back to top
91
330][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:84 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .186 ،(1982) 74
[331]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .26 ،2014
332][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.45 ،
333][ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ،ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﻠﻌﺎﺋﻼﺕ ،ﻣﻴﻼﻧﻮ 2)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،(2012ﺟﻮﺍﺏ
:5ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .VIII، 1 (2012)، 691
[334]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .84 ،2015
[335]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.51 ،
336][ﺣﺘﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ،ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺫﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ.
ﻫﻨﺎ ﻳﻄﺒّﻖ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺃﻛّﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ :ﺭﺍ .ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :47 .44 ،(2013
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1040 -1038 ،(2013) 105
[337]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .85 ،2015
[338]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.86 ،
339][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:33 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .121 ،(1982) 74
[340]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .51 ،2015
341][ﺭﺍ .ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-I ،65 .2 ،3 .؛ ﺍﻟﺸﺮ ، ،2 ..2 .
[342]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.3 ،
343][ﻋﺪﺩ .1735
[344]ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ2352 ،؛ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ،ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ :ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ 5)ﻣﺎﻳﻮ /ﺃﻳﺎﺭ :II ،(1980
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .546 ،(1980) 72ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﻩ ﻓﺌﺔ "ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ،"ﺃﻧﻪ "ﻣﺎ
ﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﻏﺎﻣﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻲ ،ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ" )ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 2]ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :17 ،[1984
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .(223 ،[1985] 77
345][ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﺇﻋﻼﻥ ﺣﻮﻝ ﺟﻮﺍﺯ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺰﻭﺟﻴﻦ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺮ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻟﺔ 24)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ .2 ،(2000
[346]ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .85 ،2015
[347]ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ،II-I ،94 ..4 .
348][ﻣﺸﻴﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻳﺘﻮﺻّﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺗﻮﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ "ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔَ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﻗﺮﺏ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ) .ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻷﺭﺳﻄﻮ.([VI، 6 [ed. Leonina، t. XLVI، 354 ،

10.2 Page 92

▲back to top
92
[349]ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﺧﺘﺘﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ 24)ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ
:(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 27 -26 ،ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ،2015.13 .
[350]ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ :ﻧﻈﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.59 ،(2009) ،
351][ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ .ﻟﺬﺍ ،"ﺃﺫﻛّﺮ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﺑﺄﻥ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﻋﺔ
ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺑﻞ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﺮﺏ" )ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :44 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .(1038 ،[2013] 105ﺃﺷﻴﺮ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﻓﺨﺎﺭﺳﺘﻴﺎ "ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻣﺨﺼّﺼﺔ ﻟﻠﻜﺎﻣﻠﻴﻦ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺩﻭﺍﺀ ﺳﺨﻲ
ﻭﻏﺬﺍﺀ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ" )ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.(1039 .47 ،
352][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :44 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2013) 105
.1039 -1038
[353]ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺋﻴﻦI، 14، 22: PL 40، 327 ،؛ ﺭﺍ .ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :193 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1101 ،[2013] 105
[354]ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .26 ،2014
355][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :44 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2013) 105
.1038
[356]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ :45ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1039 ،(2013) 105
[357]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ :270ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1128 ،(2013) 105
358][ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ 11)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :12 ،(2015ﺃﻋﻤﻞ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .407 ،(2015) 107
[359]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.402 :5 ،
[360]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.405 ،9 ،
[361]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.406 :10 ،
362][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ 24)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :47 ،(2013ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،(2013) 105
.1040
363][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ : 37 -36 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .1035 ،(2013) 105
364][ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻻﺭﺗﻴﺎﺏ ﻣﺎ ﻣﺘﺨﻒٍّ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻳﻔﺮﺿﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ
ﻭﻋﺪًﺍ ﺑﺎﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ،"ﻓﺘُﺪﻓَﻦٌ" ﺍﻟﺮﺣﻤﺔُ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻇﻞِّ ﺍﻟﺒﺤﺚِ ﻋﻦ ﺑﺮٍّ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﺎﻫﺮًﺍ .ﻟﺬﺍ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ
ﺃﻥ ﻧﺘﺬﻛّﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛّﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻜﻬّﻦ ﺑﺴﻘﻄﺔٍ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻻ "ﻳﺆﺛّﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻮﻋﺪ" )ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺩﻳﻨﺎﻝ ﻭﻳﻠﻴﻢ ﻭ .ﺑﺎﻭﻡ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻴﺔ 22]ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ
:5 ،[1996ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .(XIX، 1 [1996]، 589
365][ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﻤﻮﺩﻳﺔ 19)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ .2 ،(2007
366][ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ 11)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :15 ،(2015ﺃﻋﻤﻞ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .409 ،(2015) 107
367][ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ.4 ،

10.3 Page 93

▲back to top
93
368][ﺭﺍ .ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
369][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﺋﻲ ﻓﺮﺡ ﻭﺭﺟﺎﺀ.49 ،
370][ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﺔ 25)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ :16 ،(2005ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .230 ،(2006) 98
[371]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ :39 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .250 ،(2006) 98
372][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ 30)ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ /ﻛﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻷﻭﻝ :40 ،(1988ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .468 ،(1989) 81
[373]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ.
374][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .87 ،2015
375][ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻜﺮﺳﺔ 25)ﻣﺎﺭﺱ /ﺁﺫﺍﺭ :42 ،(1996ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .416 ،(1996) 88
[376]ﺭﺍ .ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .87 ،2015
377][ﺭﺍ .ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :57 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .150 ،(1982) 74
378][ﻳﺠﺐ ﺃﻻّ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﻳُﻌَﺒَّﺮُ ﻋﻦ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺷﻌﺒﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﻄﻮﺑﺔ )ﺭﺍ .ﺣﺰ 60 .8 ،16؛ ﺃﺵ 5 ،62؛ ﻫﻮ ،(22 -21 ،2
ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﻳﻀًﺎ ﻛﺰﻭﺍﺝ )ﺭﺍ .ﺭﺅ 7 ،19؛ 2 ،21؛ ﺃﻑ .(25 ،5
379][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﻧﻮﺭ ﺍﻷﻣﻢ.11 ،
[380]ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:11 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .93 ،(1982) 74
381][ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﻋﻈﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﻭﺑﺎ – ﺃﺭﺟﻨﺘﻴﻦ 8)ﺃﺑﺮﻳﻞ /ﻧﻴﺴﺎﻥ :4 ،(1987
ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ .X، 1 (1987)، 1161- 1162
382][ﺭﺍ ،Gemeinsames Leben .ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ 18 ،1973)ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ،Life Together :ﻧﻴﻮ ﻳﻮﺭﻙ ،1954.
.(27
383][ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ،ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .11
[384]ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ 10)ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ 11 ،ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ،2015.8 .
[385]ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
:12 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .93 ،(1982) 74
[386]ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻭﺳﻬﺮﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻓﻴﻼﺩﻟﻔﻴﺎ 26)ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ :(2015ﺃﻭﺳﺮﻓﺎﺗﻮﺭﻱ ﺭﻭﻣﺎﻧﻮ29 -28 ،
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ /ﺃﻳﻠﻮﻝ ،2015.6 .
387][ﻏﺒﺮﻳﺎﻝ ﻣﺎﺭﺳﻴﻞ ،Homo viator. Prolégomènes à une métaphysique de l´espérance ،ﺑﺎﺭﻳﺲ ،1944
.63

10.4 Page 94

▲back to top
94
388][ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺴﻴﻨﻮﺩﺱ .88 ،2015
389][ﺭﺍ .ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ،ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ،ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ 22)ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ /ﺗﺸﺮﻳﻦ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :44 ،(1981ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .136 ،(1982) 74
[390]ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ :49 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ .141 ،(1982) 74
[391]ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ،ﺭﺍ .ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﺒﺮﻱ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻣﻠﺨﺺ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ،
.254 -248
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana