20231004-laudate-deum-ar


20231004-laudate-deum-ar

1 Pages 1-10

▲back to top

1.1 Page 1

▲back to top
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
ّيلوسّرلا داشرإلا
LAUDATE DEUM
هللا اوحِّبس
سيسنرف ابابلا مظعألا ربحلل
ةحلاّصلا ةيّنلا يوذ ساّنلا ّلك ىلإ
ةّيخانملا ةمزألا لوح
.1"ﺳﺒِّﺤﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻼﺋﻘﻪ ."ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟِّﻬُﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺍﻷﺳﻴﺰﻱ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﺃﻧﺎﺷﻴﺪﻩ
ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻪ .ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ،ﻭﺃﺣﻴَﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻳﺴﻮﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺃﺑﻴﻪ :"ﺍﻋﺘَﺒِﺮﻭﺍ
ﺑِﺰَﻧﺎﺑﻖِ ﺍﻟﺤَﻘْﻞِ ﻛﻴﻒَ ﺗَﻨﻤﻮ ،ﻓﻼ ﺗَﺠﻬَﺪُ ﻭﻻ ﺗَﻐﺰِﻝ .ﺃَﻗﻮﻝُ ﻟَﻜُﻢ ﺇِﻥَّ ﺳُﻠَﻴﻤﺎﻥَ ﻧَﻔْﺴَﻪُ ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﻣَﺠﺪِﻩ ﻟﻢ ﻳَﻠﺒَﺲْ ﻣِﺜﻞَ ﻭﺍﺣﺪﺓٍ
ﻣِﻨﻬﺎ" )ﻣﺘّﻰ .(29-28 ،6"ﺃَﻣﺎ ﻳُﺒﺎﻉُ ﺧَﻤﺴَﺔُ ﻋَﺼﺎﻓﻴﺮَ ﺑِﻔَﻠﺴَﻴْﻦ ،ﻭﻣَﻊَ ﺫٰﻟﻚَ ﻓﻤﺎ ﻣِﻨﻬﺎ ﻭﺍﺣِﺪٌ ﻳَﻨﺴﺎﻩُ ﺍﻟﻠﻪ" )ﻟﻮﻗﺎ .(6 ،12ﻛﻴﻒ ﻻ
ﻧﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ ﻳﺴﻮﻉ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻓﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ؟
.2ﻣﺮَّﺕْ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻧﺸﺮﺕ ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ”ﻛُﻦ ﻣُﺴَﺒَّﺤًﺎ .“ﺃﺭﺩﺕ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﺷﺎﺭﻛﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ،ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ
ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺬَّﺏ ،ﻫﻤﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺒﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ .ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥّ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ
ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺣّﺐ ﺑﻨﺎ ﻳﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻨّﻬﺎﻳﺔ .ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ،ﻻ ﺷﻚّ ﺃﻥّ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲّ ﺳﻴﻠﺤﻖ ﺿﺮﺭًﺍ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪًﺍ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻭﻋﺎﺋﻼﺕ .ﻭﺳﻨﺸﻌﺮ ﺑﺂﺛﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼّﺤّﺔ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻹﺳﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺴﺮﻳّﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ.
.3ﺇﻧّﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃًﺎ ﻭﺛﻴﻘًﺎ ﺑﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ .ﻟﻘﺪ ﻋﺒَّﺮ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘّﺤﺪﺓ ﺑﺸﻜﻞ
ﺟﻴّﺪ ﺟﺪًّﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲّ ﻻﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﻴﺌﻴّﺔ ،ﻷﻥّ "ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃًﺎ ﻭﺛﻴﻘًﺎ .ﻭﺗﻐﻴُّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘّﺤﺪّﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮّﺋﻴﺴﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ
ﺍﻟﺪّﻭﻟﻴّﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺿﺤﻴّﺔ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻓﻘﺮًﺍ ﻭﺿﻌﻔًﺎ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻡ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ" .[1]ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺳﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﻣﺎﺯﻭﻥ :"ﺇﻥّ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ ﻟﻬﺎ
ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸّﻌﻮﺏ" .[2]ﻭﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺃﻗﻮﻯ ،ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﻀﻴّﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻀﻴّﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳّﺔ ﺃﻭ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻲ
ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻀّﺮّﺭ ﺑﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ .ﻭﺃﻛّﺪ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﻥّ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻳﻜﺸﻒ "ﻣﺜﺎﻟًﺎ ﺻﺎﺩﻣًﺎ ﻟﻠﺨﻄﻴﺌﺔ ﻓﻲ
ﻫﻴﻜﻠﻴّﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ" .[3]

1.2 Page 2

▲back to top
2
.4ﺇﻥّ ﺍﻟﺘّﺄﻣّﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜّﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭﺇﻛﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻨﻨﺎ
ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ،ﻭﻷﻥّ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻟﺤﺎﺣًﺎ ،ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺷﺎﺭﻛﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼّﻔﺤﺎﺕ.
.1ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ
.5ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺗﻤﻮﻳﻪ ﺃﻭ ﺇﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﻄّﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨّﺴﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ،ﻓﺈﻥّ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ،ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﺿﻮﺣًﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ .ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻧّﻨﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺃﺣﺪﺍﺛًﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ :ﻓﺘﺮﺍﺕ
ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳّﺔ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸّﻜﺎﻭﻯ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺌِﻦُّ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺠﺮّﺩ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻤﺮﺽ ﺻﺎﻣﺖ ﻳﺆﺛّﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌًﺎ .ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥّ ﻛﻞّ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗُﻨﺴَﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﻭﺗﻴﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘُّﻖ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒّﺒﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴّﺔ ﺗﺘﻜﺮّﺭ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺧﻄﻮﺭﺓ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ﻧﻌﻠَﻢ ﺃﻧّﻪ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺮّﺓ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ
ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ 0.5ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳّﺔ ،ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ،ﺷﺪّﺓ ﻭﺗﻮﺍﺗﺮ ﻫﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ،ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪﺓ ،ﺃﻭ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺜّﻠﻮﺝ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ [4] .ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺣﺘّﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺣﺎﺭّﺓ ﻋﺪﺓ ﻣﺮّﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﺔ ،ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ
ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ 1.5ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳّﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ؟ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﻭﺗﺸﺘﺪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ .ﻭﺇﻥ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺩﺭﺟﺘَﻴﻦ
ﻣﺌﻮﻳّﺘَﻴﻦ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱّ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻨﻼﻧﺪ ﻭﺟﺰﺀًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭّﺓ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴّﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴّﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﺬﻭﺏ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺎﻣّﺔ[5] ،
ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻭﺧﻄﻴﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻙ
.6ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨّﺘﺎﺋﺞ .ﻭﺍﺩّﻋﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻋﻠﻤِﻴّﺔ،
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥّ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻭﺳﻴﺸﻬﺪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮّ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ .ﻟﻜﻨّﻬﻢ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻥ
ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ ﻭﺍﻗﻌًﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻤًّﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ،ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺟﻴﻞ
ﻭﺍﺣﺪ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻭﻟﺴْﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻭﻥ ﺃﻭ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴّﻨﻴﻦ .ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱّ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺪّﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺫﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﻄّﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳّﺔ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺳﻴﻀﻄﺮّ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻞ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ
ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.
.7ﻟﻼﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪّﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ،ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀًﺎ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ .ﻟﻜﻨّﻬﻢ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈّﻮﺍﻫﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳّﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮﻯ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺕ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻟﻠﺴّﺒّﺐ
ﻧﻔﺴﻪ :ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒّﺒﻪ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ،ﻭﺟﻔﺎﻑ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺴّﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﻴﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳّﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ ،ﻛﻠّﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻬﺎﻳﺔ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﻧّﺎ ﻧﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﺎﻟﻤﻴّﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺨﻠﻄﻬﺎ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻭﻣﺘﻐﻴّﺮﺓ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺴّﺮ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺤﻠﻴّﺔ.
.8ﻳﺆﺩّﻱ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈّﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴّﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻐﺮﻕ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ -ﻧﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ -ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘّﻨﺒّﺆﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ،
ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻋﺎﻟﻤﻲّ -ﻣﻊ ﺗﻐﻴّﺮﺍﺕ ﻣﺤﻠﻴّﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ -ﻳﺴﺘﻤﺮّ ﻟﻌﺪّﺓ ﻋﻘﻮﺩ.
.9ﻭﺑﺎﺩّﻋﺎﺀ ﺗﺒﺴﻴﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻷﻥّ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﺑﻞ ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺣﻞّ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺘﺸﻮﻳﻪ
ﺍﻟﻨّﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨّﺎﻣﻴﺔ .ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻳﻘﻊ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻥّ

1.3 Page 3

▲back to top
3
ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺌﻮﻳّﺔ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻏﻨﻰ ،ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺗﺴﺒِّﺐُ ﺗﻠﻮّﺛًﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %50ﻣﻦ ﺳﻜّﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﻭﺃﻥّ ﻧﺴﺒﺔ
ﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻐﻨﻴّﺔ ﻫﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ [6] .ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥّ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢّ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺃﻓﻘﺮ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ،ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﺟﺰﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ
ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ؟
.10ﻭﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻥّ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻟﻠﺘّﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ،ﺑﺎﻟﺤﺪّ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻷﺣﻔﻮﺭﻱ ،ّﻭﺗﻄﻮﻳﺮ
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻃﺎﻗﺔ ﻧﻈﻴﻔﺔ ،ﺳﺘﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻳﻔﻘﺪﻭﻥ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ :ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈّﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛّﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ،ﻣﺎ ﺳﺒّﺐ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺣﻴﺎﺭﻯ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺘّﺤﻮّﻝ ﻧﺤﻮ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺠﺪّﺩﺓ ،ﺇﺫﺍ ﺗﻤّﺖ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴّﺪ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻟﻠﺘﻜﻴّﻒ ﻣﻊ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ،ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ
ﻋﺪﺩ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠّﺐ ﺃﻥ ﻳﻬﺘﻢّ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﻮﻥ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻈّﺎﻫﺮﺓ.
ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺑﺸﺮﻳّﺔ
.11ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺸّﻚّ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ”ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲّ“ ﻓﻲ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ .ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ .ﺑﻘﻲ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ
ﺍﻟﺪّﻓﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮّﻱ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒّﺐ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱّ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺄﺛﻴﺮ ،ﻣﺴﺘﻘﺮًّﺍ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘّﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﺑﺄﻗﻞّ
ﻣﻦ 300ﺟﺰﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺤﺠﻢ .ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ،ﻭﺑﺎﻟﺘّﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺘّﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﻴّﺔ ،ﺑﺪﺃﺕ
ﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﺑﺎﻻﺯﺩﻳﺎﺩ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺍﻟﺰّﻳﺎﺩﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮﻅ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻛّﺪ ﻣﺮﺻﺪ ﻣﻮﻧﺎ ﻟﻮﺍ Mauna)
،(Loaﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻗﺐ ﻣﺘﻮﺳّﻂ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ .1958ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺘﺐ ”ﻛُﻦْ ﻣُﺴَﺒَّﺤًﺎ ،“ﺗﻢّ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪّ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺦ 400 -ﺟﺰﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ – ﺣﺘّﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ 423ﺟﺰﺀًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻓﻲ
ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ﻳﻮﻧﻴﻮ [7] .2023ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %42ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 1850ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ [8] .1990
.12ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻜُﻦْ ﻟﻬﺎ
ﻣﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺗّﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ 0.15ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳّﺔ ﻓﻲ
ﻛﻞّ ﻋﻘﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟـ 150ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .ﻓﻤﻨﺬ ﺳﻨﺔ 1850ﻭﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ 1.1ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳّﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴّﺔ .ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺪّﻝ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻞ ﻓﻲ
ﻏﻀﻮﻥ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪّ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺮﻳﺪﻩ ﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﻫﻮ 1.5ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳّﺔ[9] .
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺰّﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺪّﺓ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮّﻱ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ،ﻭﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻷﻣﺘﺎﺭ .ﺃﺩّﻯ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﻤﻮﺿﺔ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ
ﻓﻴﻬﺎ .ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳّﺔ ،ﻭﻳﺘﻘﻠّﺺ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﺜّﻠﺠﻲ ،ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ[10] .
.13ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈّﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴّﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺰّﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻧﺒﻌﺎﺙ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺪّﻓﻴﺌﺔ ،ﺧﺎﺻّﺔ
ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ .ﻭﺗﺆﻳّﺪ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴّﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﻜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟّﺔ .ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥّ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀّﺒﻂ ﻗﻀﻴّﺔ ﺗﻬﻢّ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ،ﺍﻟﻤﻌﻨﻴّﺔ ﺑﺄﻋﻠﻰ
ﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺑﺄﻗﻞّ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻭﻓﻲ ﺃﻗﺼﺮ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ.
.14ﺃﻧﺎ ﻣﺠﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘّﻮﺿﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ ﺑﺪﻳﻬﻴّﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺋﻴّﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺟﺪﻫﺎ ﺣﺘّﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴّﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻚّ ﻓﻲ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴّﺮﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳّﺔ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘّﻄﻮّﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘّﺪﺧّﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ﺍﻟﺠﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ .ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﻲّ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺴﺒّﺐ ﺍﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ ،ّﻣﺜﻞ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴّﺔ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﻌﺪّﻝ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ [11] .ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﺴَّﺮ ﺗﻄﻮّﺭ ﻣﺘﻮﺳّﻂ ﺩﺭﺟﺎﺕ

1.4 Page 4

▲back to top
4
ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴّﻄﺤﻴّﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺰّﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺪّﻓﻴﺌﺔ.
ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ
.15ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮّﺟﻮﻉ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ،ﻗﺒﻞ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ،ّﻣﺜﻞ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ
ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ،ﻭﺗﺤﻤّﻀﻬﺎ ،ﻭﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ .ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺟﻤﻮﺩًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ،ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻭﻥ ﻟﻠﺘّﻌﺪﻳﻞ ﺑﻴﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﺛّﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ .ﻫﺬﻩ
ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ،ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﺩﺭﺏ ﻟﻨﺎ ،ﺑﻞ
ﺻﺎﺭﺕ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻨﺎ.
.16ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸّﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺭّﻱﺫﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﻘﻄﺒَﻴﻦ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺻﻼﺣﻪ
ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻨﻴﻦ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺّ ﺑﺎﻟﻄّﻘﺲ ،ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﺪّﺓ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﺑﻐﺾّ ﺍﻟﻨّﻈﺮ
ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩّﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ،ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻀّﺮﺭ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒّﺒﻨﺎﻩ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻟﺪﻳﻨﺎ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﺠﻨّﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳّﺔ.
.17ﺗﺒﺪﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘّﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻟﺮّﺅﻳﻮﻳّﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﻨﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻛﺎﻓﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻّ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻥّ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﻗﻊ .ﺍﻟﺘّﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩّﻱ
ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗّﻌﺔ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺭﺟﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ
ﻳﺆﺩّﻱ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺀ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺎﺭﻉ ﻣﺜﻞ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﺜّﻠﺞ .ﻭﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺳﻴﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧّﺮًﺍ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﻷﻧّﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﺍﻟﺘّﺪﺧّﻞ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ .ﻻ ﻋﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻠﻨﺎ .ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﻛّﺪ
ﻓﻲ ﻇﻞّ ﺍﻟﻈّﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ ،ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ .ﻧﻌﻢ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛّﺪ ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻈّﻮﺍﻫﺮ
ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ”ﺗﺘﺴﺒّﺐ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺳﻴّﺔ“ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ،ﻭﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﻴّﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ،ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ
ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴّﺔ ،ﻭﺫﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﺘّﺮﺑﺔ ﺍﻟﺼّﻘﻴﻌﻴّﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ[12] .
.18ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﺇﻧّﺎ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣُﻠِﺤَّﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘّﻌﺠّﺐ ﺃﻣﺎﻡ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘّﻘﺪّﻡ ،ﺑﻞ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ
ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻵﺛﺎﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑّﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺣﺘّﻰ ﺗﺼﻮّﺭﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ .ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳُﻄﻠَﺐ ﻣﻨّﺎ
ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺔ ،ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺘﺮﻛﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
.19ﺃﺧﻴﺮًﺍ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻀﻴﻒ ﺃﻥّ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﻓﻴﺪ 19-ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴّﺔ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺃﻛّﺪﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹّ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻱّ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻪ ﺗﺪﺍﻋﻴَﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﺮِّﺭ ﻭﺃﻟﺢّ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺗَﻴﻦ :”ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻣﺘﺮﺍﺑﻂ“ ﻭ”ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳَﺨﻠُﺺُ ﻭﺣﺪﻩ.“
.2ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ
.20ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ”ﻛُﻦْ ﻣُﺴَﺒَّﺤًﺎ“ ﻗﺪّﻣﺖ ﺷَﺮﺣًﺎ ﻣﻮﺟﺰًﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺘّﺪﻫﻮﺭ
ﺍﻟﺒﻴﺌﻲّ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ .ﺇﻧّﻪ "ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ّﻭﺗﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﺣﺪّ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﻪ" .[13]ﻭﻫﻮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻌﺘﺒﺮ "ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴًّﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ" .[14]ﻭﻛﻨﺘﻴﺠﺔ
ﻣﻨﻄﻘﻴّﺔ ،"ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨّﻤﻮ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﻤﻮّﻟﻴﻦ ﻭﺧﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ" .[15]

1.5 Page 5

▲back to top
5
.21ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﻤﻜّﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺸﺨﻴﺺ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺷﻬﺪﻧﺎ ﺗﻘﺪّﻣًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ.
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺬّﻛﺎﺀ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲّ ﻭﺁﺧﺮ ﺍﻟﺘّﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﺪّ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ
ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﻳﻐﺬّﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺣﺸﻲ
.22ﻣﻤّﺎ ﻻ ﺷﻚّ ﻓﻴﻪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠّﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻠﻴﺜﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﺴّﻴﻠﻴﻜﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻏﻴﺮ
ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻲ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬّﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻮﺱ :ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻤّﺎ
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮّﺭﻩ ،ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ،ﻛﻞّ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ﻫﻮ ﻣﺠﺮّﺩ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻭﻛﻞّ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺑﺪﻟًﺎ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻄﻴّﺔ ﺗُﻘَﺪَّﺭ ،ﻭﻟﻪ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﻨﻰ ﺑﻪ ،ﻳﺼﻴﺮ ﻋﺒﺪًﺍ ،ﻭﺿﺤﻴّﺔ ﻷﻱّ ﻧﺰﻭﺓ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱّ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺎﺗﻪ.
.23ﺇﻧّﻪ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ ،ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺨِّﻤُﻬﺎ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺗﻤﻨﺢ "ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،ﻭﻻﺳﻴّﻤﺎ ﺍﻟﻘﻮّﺓ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ،ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ .ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺃﻧّﻬﺎ ﺳﺘﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ،ﺧﺎﺻّﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ .[...]ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﻣَﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱّ ﺣﺪّ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ؟ ﺇﻧّﻬﺎ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﻫﻲ
ﻓﻲ ﻳﺪ ﺟﺰﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ" .[16]
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﻗُﺪُﺭﺍﺗﻨﺎ
.24ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞّ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘُﺪﺭﺓ ﺗﻘﺪّﻣًﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳّﺔ .ﻟﻨﻔﻜِّﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺘّﻘﻨﻴّﺎﺕ ”ﺍﻟﻤﺪﻫﺸﺔ“ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻹﺑﺎﺩﺓ ﺷﻌﻮﺏ
ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ،ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﺬّﺭﻳّﺔ ،ﻭﺇﺑﺎﺩﺓ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻋﺮﻗﻴّﺔ .ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ ،ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﻟﺘّﻘﺪّﻡ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ
ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺍﻟﻤﺮﻋﺒﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻗﺎﺋﻢ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ،ﻷﻥّ "ﺍﻟﻨّﻤﻮ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲّ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﺗﻄﻮّﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺣﺲّ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴَﻢ ﻭﺍﻟﻀّﻤﻴﺮ .[...]ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﺭٍ ﻭﻣﻜﺸﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻤﻮ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺴّﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺁﻻﺕ ﺳﻄﺤﻴّﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧّﻪ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮّﺍﺳﺨﺔ ﻭﺍﻟﺜّﻘﺎﻓﺔ
ﻭﺍﻟﺮّﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺗﺜﺒِّﺘﻪ ﻓﻲ ﺯﻫﺪ ﺻﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻨّﻔﺲ" .[17]ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒًﺎ ﺃﻥّ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥّ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺟﻴّﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﺗﻌﻤﻴﻨﺎ ﻭﻻ
ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴّﺔ.
.25ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ،ّﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋًﺎ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼﻝ ،ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻄّﻤﻮﺡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ .ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﺘّﻰ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ ﻣﺠﺮّﺩ ”ﺇﻃﺎﺭ“ ﻧﻄﻮّﺭ ﻓﻴﻪ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻨﺎ ،ﻷﻧّﻨﺎ
"ﻣﻨﺪﻣﺠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻧﺤﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺘﺪﺍﺧﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ" ،[18]"ﻓﻼ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺍﺧﻞ" .[19]
.26ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻭﺃﻧّﻪ ﻋﺎﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻲّ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳﻀﺮّ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ .ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺟﺰﺀًﺍ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ .ﺇﻥّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻭﺣﺮّﻳّﺘﻪ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﺗُﺜﺮﻱ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﺪّﺍﺧﻠﻴّﺔ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﻪ.
.27ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴّﻠﻴﻤﺔ ﻫﻲ ﺛﻤﺮﺓ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴّﻴﻦ ﻭﻛﻤﺎ
ﺣﺪﺙ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ .ﻟﻘﺪ ”ﺧﻠﻘﺖ“ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ،
[20]ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻳﻀﻬﺎ ﻟﻠﺨﻄﺮ .ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ
ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﺩﻣّﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴّﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻏﻤﺔ .ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻳّﺔ ﺣﺎﻝ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺘّﻐﻠّﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ
ﺍﻟﻀّﺎﺭّ ﻭﺍﻟﻤﺪﻣّﺮ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻨّﻈﻢ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﻴّﺔ "ﻣﻊ ﺍﻟﻨّﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ" .[21]
.28ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴّﺔ ﻗُﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ :ﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ؟ ﻷﻥّ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﻤﻮﻡ
ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻓﻘﻂ .ﻟﻘﺪ ﺣﻘّﻘﻨﺎ ﺗﻘﺪّﻣًﺎ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴًّﺎ ﺑﺎﻫﺮًﺍ ﻭﻣﺬﻫﻠًﺎ ،ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻧّﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ
ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ،ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺮّﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺗﻬﺪِّﺩ ﺑﻘﺎﺀﻧﺎ ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻧﻜﺮّﺭ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﻮﻝ ﺳﻮﻟﻮﻓﻴﻴﻒ (Soloviev)ﺍﻟﺴّﺎﺧﺮ :"ﺇﻧّﻪ ﻗﺮﻥ ﻣﺘﻘﺪّﻡ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈّﻪ ﺃﻧّﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮ" .[22]ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ

1.6 Page 6

▲back to top
6
ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻭﺃﻥ ﻧﻌﺘﺮﻑ ،ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ،ﺃﻥّ ﻣﻘﺪﺭﺗﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘّﻘﺪّﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻘّﻘﻪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ[23] .
ﺍﻟﻤﻨﺒِّﻪ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲّ
.29ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺍﻻﻧﺤﺪﺍﺭ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲّ ﻟﻠﺴّﻠﻄﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴّﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺘّﺴﻮﻳﻖ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺁﻟﻴّﺎﺕ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻠﺘّﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴّﺎﺕ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺨﻄَّﻂ ﻟﺒﺪﺀ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺗﻠﻮّﺙ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،ﻳﻮﻫِﻤﻮﻥ ﺳﻜّﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻧّﻪ ﺳﻴﺘﺤﻘّﻖ ﺗﻘﺪّﻡ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ،ﻭﺳﺘﺘﻮﻓّﺮ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ
ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ،ﻭﺗﻘﺪّﻡ ﺑﺸﺮﻱ ،ّﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ .ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻷﻧّﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺳﻴﺘﺮﻙ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺭﺿًﺎ ﻣﺪﻣّﺮﺓ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ
ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ،ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻘﻔﺮﺓ ،ﺃﻗﻞّ ﺻﻼﺣﻴّﺔ ﻟﻠﺴّﻜﻦ ،ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻌًﺎ ﻭﺍﻷﻣﻞ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ.
.30ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻔﻜّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﺍﻟﺰّﺍﺋﻞ ﻟﻸﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻄَﻰ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛَﺐّ ﺍﻟﻨّﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴّﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ .ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﻤﻜﻦ ﺷﺮﺍﺅﻩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﻨﺎ ﻗﺒﺮًﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺸّﺖ ﻓﻴﻪ .ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻓﺎﺋﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ،ﺑﻞ ﻋﻦ
ﺷﻲﺀ ﺍﺧﺘﺒﺮﻧﺎﻩ .ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﻣﺜﺎﻝ ﻣﺒﺎﻟَﻎ ﻓﻴﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭ ”ﺑﺴﻴﻄﺔ ،“ﻷﻥّ ﻣﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺘﺒَﺮ ﺃﻧّﻪ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩّﻯ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﻥ.
.31ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﺑﻞ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﻮّﺭﻧﺎ ﻟﻪ .ﺇﻥّ ﻣﻨﻄﻖ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻗﺼﻰ
ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺑﺄﻗﻞّ ﺗﻜﻠﻔﺔ ،ﺛﻢّ ﻳُﻘﻨَّﻊ ﺑﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺘّﻘﺪّﻡ ﻭﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴّﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻱّ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ
ﺻﺎﺩﻕ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻭﺃﻱّ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤّﺸﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﺃﻣﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ،ﺑﺬﻫﻮﻝ ﻭﺍﻧﺪﻫﺎﺵ،
ﺃﻣﺎﻡ ﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺬﺑﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺧُﺪِﻋُﻮﺍ ﺑﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳُﺒﻦَ ﻟﻬﻢ.
.32ﺗُﻄَﻮَّﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻰ ”ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﺓ ،“ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻮَّﻝَ ﺇﻟﻰ ﻗﻮّﺓ ﺑﺸﺮﻳّﺔ ”ﺗﺴﺘﺤﻖّ“ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻴّﺰ ،ﻭﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ،ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺇﻧﻤﺎﺋﻴّﺔ ﺃﻓﻀﻞ .ﺇﻥّ ﺍﻟﺨﻄّﺔ ﺍﻟﺴّﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻬﺪ،
ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ،ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ .ﺃﻣّﺎ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ،ﻓﺈﻥّ ”ﺣﻜﻢ
ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﺓ“ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻌﺰّﺯ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠّﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘّﻌﻮﻥ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺃﻛﺒﺮ .ﻭﺿﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻑ ،ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻴّﺔ
ﺍﻟﻀّﺮّﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺒﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ،ﻣﺎ ﺩﺍﻣﻮﺍ ﻫﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻗﻨﺎﻉ ﻣﺰﻳَّﻒ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﻘﺪﺭﺗﻬﻢ ﻭﺟﻬﺪﻫﻢ؟
.33ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ،ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺪﻓﻌﻮﻥ ﺛﻤﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ،ﻳُﻄﺮَﺡ ﺍﻟﺴّﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ :ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻴﺎﺗﻲ،
ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺮﻭﺭﻱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻬﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻲ؟
.3ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻴّﺔ
.34ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥّ "ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺦ ﻳُﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺭﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ،[...]ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺟﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻧﻀﺎﻻﺕ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ
ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴّﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺃﻋﻠﻰ .ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ .ﺍﻟﺨﻴﺮ ،ﻭﺍﻟﺤﺐّ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺘّﻀﺎﻣﻦ ،ﻛﻞّ ﻫﺬﻩ ﻻ
ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﻣﺮّﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ،ﺑﻞ ﺗُﻜﺘَﺴَﺐُ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ" .[24]ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻘﺪّﻡ ﻗﻮﻱّ ﻭﺩﺍﺋﻢ ،ﺇﻧّﻲ ﺃﺅﻛّﺪ ﻋﻠﻰ "ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺘّﻤﺴﻚ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﻴّﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪّﻭﻝ" .[25]
.35ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺗﻌﺪّﺩﻳّﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺑﻴﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺗﺘﺮﻛّﺰ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﺨﺒﺔ ﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ

1.7 Page 7

▲back to top
7
ﻣﻔﺮﻃﺔ :"ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻻّ ﻧﻔﻜِّﺮ
ﺑﺎﻟﻀّﺮﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺷﺨﺎﺹ" .[26]ﻟﻨﺘﻜﻠّﻢ ﺧﺼّﻮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ "ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤّﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﻓﻌّﺎﻟﻴّﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘّﻊ
ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ،ّﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ،ﻭﺍﻟﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻷﻛﻴﺪ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴّﺔ"
.[27]ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ،ﻓﺘﻘﺪﺭ ﺃﻥ ”ﺗﻀﻤﻦ“ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺘّﺼﺮّﻑ .ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻘﺎﻡ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈّﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴّﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﺑﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﻌّﺎﻟﻴّﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮّﺓ.
.36ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥّ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺗﻀﻴﻊ ﺳﺪﻯ ،ﻣﻊ ﺃﻧّﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺳﻠﻴﻤﺔ28] .[ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ
ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴّﺔ ،2008-2007ﻭﺗﻜﺮّﺭ ﻣﺮّﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﻮﻓﻴﺪ .19-ﻷﻧّﻪ "ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢّ
ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻻﺣﻘًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟّﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘّﻔﻜّﻚ ،ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮّﻳّﺔ ﻟﻸﻗﻮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ" .[29]
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘّﻌﺪّﺩﻳّﺔ
.37ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘّﺤﺪﻱ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺘّﻌﺪّﺩﻳّﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺘّﻌﺪّﺩﻳّﺔ ﻭﺇﻧﺸﺎﺅﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻣﻊ
ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲّ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥّ "ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴّﺎﺕ ﻭﻣﻨﻈﻤّﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘّﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﻁ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻲ ،ّﻭﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘّﻨﺴﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﻘّﺪﺓ ،ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺤﻘﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ" .[30]ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼّﺪﺩ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺃﻭﺗﺎﻭﺍ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﻭﺗﺼﻨﻴﻊ ﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩّﺓ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻣﺜﺎﻟًﺎ ﻳﻮﺿﺢ
ﻛﻴﻒ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﻤﻨﻈّﻤﺎﺗﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴّﺎﺕ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘّﺤﺪﺓ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ .ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻘﺔ،
ﻳﺘﻢّ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ”ﺍﻟﺘّﺒﻌﻴّﺔ“ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴّﺔ.
.38ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ،ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﺘّﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺜّﻘﺎﻓﻴّﺔ ﺍﻟﺘّﻠﻘﺎﺋﻴّﺔ ،ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ،ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻟﺪﻣﺞ
ﺍﻟﺸّﻌﻮﺏ ،ﺗﺆﺩّﻱ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺗﻌﺪّﺩﻳّﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ”ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﻞ ،“ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺨﺐ
ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ .ﺇﻥّ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﻳﺮﺍﻓﻘﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩّﻱ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀّﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻘﻮّﺓ .ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻢّ ﻫﺬﺍ
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ﺃﻛﺮّﺭ ﺃﻧّﻪ "ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ -ﺍﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﻳّﺔ
،-ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺴّﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀّﺮّﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲّ ﺃﻳﻀًﺎ" .[31]
.39ﻭﻟّﺪﺕ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺣﺴﺎﺳﻴّﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺿﻌﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭﻱ ﻓﻲ
ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ”ﻛﻠّﻨﺎ ﺇﺧﻮﺓ “Fratelli tutti -ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﻮﻳّﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪّﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ،ﺃﻳًّﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈّﺮﻭﻑ .ﺇﻧّﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘّﻌﺪّﺩﻳّﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻞّ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ،ﻭﺍﻟﺴّﻌﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻸﺧﻼﻕ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮّﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴّﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻈّﺮﻓﻴّﺔ.
.40ﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺔ ،ﻷﻧّﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨّﺎﺷﺌﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻤّﻴّﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ،ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤّﺔ ﻓﻲ ﺣﻞّ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺤﺪّﺩﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﺋﺤﺔ .ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ
ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺑﻠﺪ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ،ﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻬﺎﻳﺔ ﻳﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘّﻌﺪّﺩﻳّﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﺴﺎﺭ ﻻ
ﻣﻔﺮَّ ﻣﻨﻪ.
.41ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﺪّﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮّ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻫﻤّﻴّﺘﻬﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺗﻬﺎ .ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻧﻤﻮﺫﺝ
ﻟﻠﺪّﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻴﺪ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻓﻼﺑﺪّ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻞ ،ّﻷﻧّﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧُﻠﻘِﻲ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ.
.42ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺘﻌﺪّﺩ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻘَّﺪًﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺘّﻰ ﺻﺎﺭ ﻳﺘﻄﻠَّﺐ ﺇﻃﺎﺭًﺍ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ ﻟﻠﺘّﻌﺎﻭﻥ

1.8 Page 8

▲back to top
8
ﺍﻟﻔﻌَّﺎﻝ .ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ،ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘّﺤﺪﻳّﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺮّﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﺂﻟﻴّﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴّﺔ ،ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘّﺤﺪﻳّﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺼّﺤﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺜّﻘﺎﻓﻴّﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﻭﺧﺎﺻّﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ،
ﻭﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ .ﻳﺠﺐ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﺎﻟﻤﻴّﺔ ﻭﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺪِّﻡ ﺿﻤﺎﻧًﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮّﻋﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ.
.43ﻛﻞّ ﻫﺬﺍ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻃﺮﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻻﺗّﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺇﺿﻔﺎﺀ ﺍﻟﺸّﺮﻋﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ،ﻷﻥّ ﺍﻟﻄّﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭُﺿِﻌَﺖ ﻣﻨﺬ
ﻋﺪّﺓ ﻋﻘﻮﺩ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻭﻻ ﻓﻌّﺎﻟﺔ .ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ،ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺎﻟﻀّﺮﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘّﺸﺎﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘّﺤﻜﻴﻢ
ﻭﺣﻞّ ﺍﻟﻨّﺰﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ،ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ”ﺍﻟﺪّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴّﺔ“ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴّﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻭﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻟﻦ ﻳﻔﻴﺪﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳّﺴﺎﺕ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻊ.
.4ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ :ﺍﻟﺘّﻘﺪّﻡ ﻭﺍﻹﺧﻔﺎﻗﺎﺕ
.44ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰّﻣﻦ ،ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻤﺜّﻠﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 190ﺑﻠﺪًﺍ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻗﻀﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ .ﺃﺩّﻯ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺭﻳﻮ ﺩﻱ
ﺟﺎﻧﻴﺮﻭ ﺳﻨﺔ 1992ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴّﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘّﺤﺪﺓ ﺍﻹﻃﺎﺭﻳّﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ،(UNFCCC)ﻭﻫﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺩﺧﻠﺖ ﺣﻴّﺰ
ﺍﻟﺘّﻨﻔﻴﺬ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢّ ﺍﻟﺘّﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗّﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ .1994ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪّﻭﻝ ﻛﻞّ ﺳﻨﺔ
ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،(COP)ﻭﻫﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﺎﺷﻠًﺎ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﻨﻬﺎﺟﻦ ،(2009)
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻣﻜّﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﺗّﺨﺎﺫ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻬﻤّﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺜّﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﻛﻴﻮﺗﻮ .(1997)ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻫﻮ ﺧﻔﺾ ﺍﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘّﺮﺍﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺒّﺒﺔ ﻟﻼﻧﺤﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱّ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ
ﺑﻨﺴﺒﺔ %5ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺴﻨﺔ .1990ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻨّﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ،2012ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢّ ﺫﻟﻚ.
.45ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘّﻜﻴّﻒ ﻟﻠﺤﺪّ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .ﻛﻤﺎ ﺗﻢّ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘّﺪﺍﺑﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨّﺎﻣﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺣﻴّﺰ ﺍﻟﺘّﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ .2005
.46ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ،ﺗﻢّ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺁﻟﻴّﺔ ﻟﻬﺎ ﺻﻠَﺔ ﺑﺎﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨّﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥّ ﺃﻏﻨﻰ
ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ﺍﻟﺮّﺋﻴﺴﻲ ،ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺩﻓﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘّﺪﻣﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻼ ﺗُﻤﻮَّﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ
ﻟﺘﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ،ﺑﻞ ﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﺎ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴّﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻫﺎﻣّﺔ ﻓﻲ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ.
.47ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ (2015)ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻬﻤّﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻷﻧّﻪ ﺃﺩّﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺗّﻔﺎﻕ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﺪﻡ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺤﺪّﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴّﺎﺑﻘﺔ.
ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴّﺔ ﺣﻴّﺰ ﺍﻟﺘّﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ 4ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ .2016ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧّﻬﺎ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴّﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ،ﺇﻻّ ﺃﻥّ ﻛﻞّ ﺍﻟﻤﺘﻄﻠّﺒﺎﺕ
ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺰﻣﺔ ،ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪّﻗﻴﻖ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺘﺮﻙ ﻣﺠﺎﻟًﺎ ﻟﺤﺮّﻳّﺔ ﺃﻛﺒﺮ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺣﺘّﻰ ﺑﺎﻟﻨّﺴﺒﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴّﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑُﻨَﻰ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘّﻨﻔﻴﺬ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻮﻓّﺮ ﺃﺷﻜﺎﻟًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ
ﺍﻟﻨّﺎﻣﻴﺔ.
.48ﻳﻤﺜّﻞ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻫﺪﻓًﺎ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﻯ :ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺰّﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺘﻮﺳّﻂ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺘﻴﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺑﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼّﻨﺎﻋﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ 1.5ﺩﺭﺟﺔ .ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﺎﺭﻳًﺎ ﻟﺘﻤﺘﻴﻦ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ،ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻋﺎﻣّﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼّﻌﺐ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴّﺔ )ﻛﻤﻴًﺎ( ﻟﻠﻨّﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴّﺔ.
.49ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﻘّﻖ ﺳﻮﻯ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﻭﻓﺸﻞ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﻳﺪ

1.9 Page 9

▲back to top
9
،(2019)ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗّﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻢّ ﻋﻜﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴّﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻏﻼﺳﻜﻮ .(2021)
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﺗّﻔﺎﻕ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜّﻜﺖ ﻓﻴﻪ ﻇﺮﻭﻑ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﺋﺤﺔ .ﻭﺃﺿﻴﻔﺖ ”ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ“ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼّﻌﺐ ﺍﻟﺘّﻨﺒّﺆ ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴّﺔ .ﻭﺃﺧﻔﻘﺖ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺮّﺍﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘّﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺴّﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻔﻌّﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ
ﺑﺪﻳﻠﺔ ﺗﺴﺒّﺐ ﺗﻠﻮُّﺛًﺎ ﺃﻗﻞّ ﻟﻠﻄّﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺮﺍﺯ ﺃﻱّ ﺗﻘﺪّﻡ.
.50ﺗﻌﺮّﺽ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺷﺮﻡ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺍﻟﺴّﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ (COP27)ﺳﻨﺔ 2022ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺿﻊ
ﺍﻟﻨّﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻏﺰﻭ ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒّﺐ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ .ﺯﺍﺩ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻔﺤﻢ ،ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ
ﻳﻀﻤﻨﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻬﻢ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ .ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨّﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺘّﻨﻤﻴﺔ ﺃﻭﻟﻮﻳّﺔ ﻣُﻠِﺤّﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻷﺣﻔﻮﺭﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻮﻓّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ %80ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﺃﻥّ
ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮ
.51ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱّ ﻣﺜﺎﻟًﺎ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧّﻪ ﺃﻧﺘﺞ ﺗﻘﺪُّﻣًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞّ ﻓﻲ ﺗﺜﺒﻴﺖ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘّﻤﻮﻳﻞ ”ﻟﻠﺨﺴﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﺿﺮﺍﺭ“ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮّﺭﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴّﺔ .ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺃﺳﻤﻊ
ﺻﻮﺗًﺎ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨّﺎﻣﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺘّﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘّﺼﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴّﺔ ،ﻇﻠّﺖ ﻧﻘﺎﻁ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﻭﺧﺎﺻّﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴَّﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ.
.52ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺆﻛّﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﻥّ "ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﺗّﻔﺎﻗﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺨﻔﻀًﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺁﻟﻴّﺎﺕ ﻟﻠﺮّﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺪّﻭﺭﻳّﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ .ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﺗﺘﻄﻠّﺐ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻭﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﺘّﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻲّ" .[32]ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ "ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻴّﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺪّﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺪّﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳّﺔ
ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺇﺧﻔﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻴﺘﺬﻛّﺮﻭﻥ ﻏﻴﺎﺏ
ﺍﻟﻀّﻤﻴﺮ ﻭﺣﺲّ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ" .[33]
.5ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗّﻊ ﻣﻦ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺜّﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ (COP28)ﻓﻲ ﺩﺑﻲ؟
.53ﺳﺘﺴﺘﻀﻴﻒ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺘّﺤﺪﺓ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ .(COP 28)ﺇﻧّﻬﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻭﺗﺘﻤﻴّﺰ ﺑﺄﻧّﻬﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻠﻮﻗﻮﺩ ﺍﻷﺣﻔﻮﺭﻱ ،ّﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧّﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪّﺩﺓ .ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﺘﻄﻠّﻊ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨّﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺳُّﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ .ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥّ ﻻ ﺷﻲﺀ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻗﻌﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀّﺮﺭ ﺑﺎﻟﺬّﺍﺕ ،ﻷﻧّﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ ،ﻭﺧﺎﺻّﺔ ﺃﻓﻘﺮ
ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﺘّﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗّﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ.
.54ﺇﻥ ﻛﻨّﺎ ﻧﺜﻖ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺼّﻐﻴﺮﺓ ﻭﺃﻥ ﻳﻔﻜّﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻّ ﺃﻥ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺆﺩّﻱ
ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺜّﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﺮﻳﻊ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﺘّﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ﻭﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ
ﺍﻟﺪّﺍﺋﻤﺔ .ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮّﻝ ،ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥّ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﺗﻢّ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 1992ﻛﺎﻥ ﺟﺪِّﻳًّﺎ ﻭﻳﺴﺘﺤﻖّ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ،ﻭﺇﻻّ ﻓﺈﻧّﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺗُﻌَﺮِّﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻛﻞِّ ﺧﻴﺮٍ ﺃﻣﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺣﺘّﻰ ﺍﻵﻥ.
.55ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗّﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﺳﺘﻤﺮّﺕ ﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ .ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﺇﻧّﻪ ﻟﻮﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴّﺎﺕ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺃﻛﺜﺮ .ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻓّﺮﺕ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ،ﺗﻢّ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤّﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻊ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻷﻭﺯﻭﻥ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺘّﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺎﺕ
ﺍﻟﻨّﻈﻴﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮّﻳﺎﺡ ﻭﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ ﺍﻟﺸّﻤﺴﻴّﺔ ،ﻭﺍﻟﺘّﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻷﺣﻔﻮﺭﻱ ،ّﻻ ﻳﺘﻢّ ﺑﺎﻟﺴّﺮﻋﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ .ﻭﺑﺎﻟﺘّﺎﻟﻲ ،ﻓﺈﻥّ ﻣﺎ ﻳﺘﻢّ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻔﺴَّﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﻣﺠﺮّﺩ ﻟﻌﺒﺔ ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ.

1.10 Page 10

▲back to top
10
.56ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘّﻐﻠّﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻈّﻬﻮﺭ ﺑﺄﻧّﻨﺎ ﺣﺴَّﺎﺳﻮﻥ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸّﺠﺎﻋﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ
ﺑﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺟﻮﻫﺮﻳّﺔ .ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠَﻢ ﺃﻧّﻨﺎ ،ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺪّﻝ ،ﺳﻨﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺪّ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﺡ ،ﻭﻫﻮ 1.5
ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳّﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ 3ﺩﺭﺟﺎﺕ ،ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻼﻋﻮﺩﺓ .ﻭﺣﺘّﻰ
ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻢّ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻼﻋﻮﺩﺓ ﻫﺬﻩ ،ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻛﺎﺭﺛﻴّﺔ ﻭﺳﻴﺘﻌﻴّﻦ ﺍﺗّﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘّﺪﺍﺑﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ،ﻭﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻭﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﻻ ﺗﻄﺎﻕ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘّﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘّﺨﺬﻫﺎ ﺍﻵﻥ
ﻟﻬﺎ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ،ﻓﺈﻧّﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﺛﻘﻞ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻛﻠّﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻧﺎ.
.57ﺃﺭﻯ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﺍﻹﻟﺤﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥّ "ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻼﺝ ﺗﻘﻨﻲّ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﻞّ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﻴﺌﻴّﺔ ﺗﻨﺸﺄ ﻫﻮ ﻋﺰﻝ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﻖ ﻟﻠﻨّﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲّ" .[34]ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥّ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘّﻜﻴّﻒ ﺿﺮﻭﺭﻳّﺔ ﻓﻲ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘّﺪﺧّﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘّﻘﺪّﻡ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺠﺎﺯﻫﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴّﺔ ﺃﻳﻀًﺎ .ﻭﻟﻜﻨّﻨﺎ ﻧﺨﺎﻃﺮ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﺃﺳﺮﻯ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘّﺮﻣﻴﻢ ،ﺃﻭ
ﺍﻟﺘّﺮﻗﻴﻊ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺮّﺑﻂ ﺑﺎﻷﺳﻼﻙ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧّﻨﺎ ﻧﺴﺘﻤﺮّ ﻓﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺘّﺪﻫﻮﺭ .ﺇﻥّ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺑﺄﻥّ ﺃﻱّ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻠّﻬﺎ ﺑﺘﺪﺧّﻼﺕ ﻓﻨّﻴّﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴّﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ،ﺗﺘﺴﺎﺭﻉ ﻣﺜﻞ ﺗﻬﺎﻭﻱ ﻛﺮﺓ
ﺍﻟﺜّﻠﺞ.
.58ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻣﺮّﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﻜﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪّﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﺷﻲﺀ ﺑﻴﺌﻲّ ﻓﻘﻂ،
”ﺃﺧﻀﺮ ،“ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻲ ،ّﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﺗﺴﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ .ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ
ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ،ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻫﻮ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻳَﻠﻔِﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻣﺮﺍﺭًﺍ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻋﻦ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻧّﻬﺎ ”ﻣﺘﻄﺮّﻓﺔ .“ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻓﺮﺍﻏًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠّﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺿﻐﻄًﺎ ﺻﺤّﻴًّﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴّﺔ ،ﻷﻧّﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﻀﻴّﺔ ﻫﻲ ﻗﻀﻴّﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ.
.59ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺻﺎﺩﻕ ﺑﺠﻌﻞ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺜّﺎﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴًّﺎ ،ﻳﻜﺮِّﻣﻨﺎ ﻭﻳﺸﺮِّﻓُﻨﺎ ﻛﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺑﺸﺮﻳّﺔ ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ
ﻧﺘﻮﻗّﻊ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻕ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻮّﻝ ﺍﻟﻄّﺎﻗﺔ ﺗﺘﻤﻴّﺰ ﺑﺜﻼﺙ ﺧﺼﺎﺋﺺ :ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻌّﺎﻟﺔ ،ﻭﺇﻟﺰﺍﻣﻴّﺔ ،ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ
ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ .ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺬﺭﻳّﺔ ،ﻭﻣﻜﺜّﻔﺔ ،ﻭﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻄﻌﻨﺎﻩ ﺣﺘّﻰ ﺍﻵﻥ ،ﻣﻊ ﺃﻧّﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴّﺔ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻴّﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻘﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺒﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻘﻂ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺧﻔﺾ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﻨﻊ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ.
.60ﻭﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴّﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﻇﺮﻓﻴّﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺸّﺮﻛﺎﺕ .ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳُﻈﻬِﺮﻭﺍ ﻧُﺒﻞَ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ
ﻣﺨﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ .ﺃﺟﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺆﺍﻝ ﻟﻸﻗﻮﻳﺎﺀ :"ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻗﻮّﺓ ﺳﻴَﺬﻛﺮُﻫﺎ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺦ ﻟﻌﺠﺰﻫﺎ
ﻋﻦ ﺍﻟﺘّﺪﺧﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣُﻠِﺤًّﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳًّﺎ؟" .[35]
.6ﺍﻟﺪّﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺮّﻭﺣﻴّﺔ
.61ﻟﻦ ﺃﻧﻔﻚّ ﻋﻦ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﺑﺎﻟﺪّﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ .ﻭﺃﺷﺠّﻊ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻳﺎﻧﺎﺕ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺸّﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻷﻧّﻨﺎ ﻧﻌﻠَﻢ ﺃﻥّ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻻ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﻘﻮّﺓ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺑﻞ ﻳﻐﻴّﺮ ﺃﻳﻀًﺎ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﻳﻐﻴّﺮ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺔ ،ﻭﻳﻨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮّﻭﺍﺑﻂ ﻣﻊ ﻛﻞّ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ.

2 Pages 11-20

▲back to top

2.1 Page 11

▲back to top
11
ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
.62ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺱ ﺇﻥّ ﺍﻟﻠﻪ "ﺭﺃَﻯ ﺟﻤﻴﻊَ ﻣﺎ ﺻَﻨَﻌَﻪ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﺣَﺴَﻦٌ ﺟِﺪًّﺍ" )ﺗﻜﻮﻳﻦ .(31 ،1ﻭﺃﻳﻀًﺎ :"ﻟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﻞّ ﻣﺎ
ﻓﻴﻬﺎ" )ﺗﺜﻨﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻉ .(14 ،10ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴّﺒّﺐ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ :"ﻭﺃَﻣَّﺎ ﺍﻷَﺭﺽ ،ﻓﻼ ﺗُﺒَﻊْ ﺑَﺘﺎﺗًﺎ ﻷَﻧَّﻬﺎ ﻟِﻲَ ﺍﻷَﺭﺽ ،ﻭﺇِﻧَّﻤﺎ ﺃَﻧﺘُﻢ ﻧُﺰَﻻﺀُ ﻭﺿُﻴﻮﻑٌ
ﻋِﻨﺪﻱ" )ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ .(23 ،25ﻭﻟﻬﺬﺍ "ﻓﺈﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ،ﻳﺤﺘﺮﻡ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺘّﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪّﻗﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ" .[36]
.63ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،"ﺇﻥّ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻜﻞ ،ّﺑﻌﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩﺓ ،ﻳُﻈﻬِﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻀﺐ ،"ﻭﻟﺬﻟﻚ ،ﻧﺤﻦ
ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻋﺎﻗﻠﺔ ،"ﻭﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢ ﺗﻨﻮُّﻉ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪّﺩﺓ" .[37]ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻫﺬﺍ ،ﻳﻬﻤّﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺇﺫﺍ
ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻋﺮَّﺿَﺖْ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﻠﺨﻄﺮ.
.64ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺳﻊ ﻳﺴﻮﻉ "ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻷﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺗّﺼﺎﻝ ﺩﺍﺋﻢ
ﺑﺎﻟﻄّﺒﻴﻌﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗّﻒ ﻟﻴﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺮﺳﻪ ﺃﺑﻮﻩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ" .[38]
.65ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ ،"ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺒﺪﻭ ﻟﻨﺎ ﻣﺠﺮّﺩ ﻭﺍﻗﻊ ﻃﺒﻴﻌﻲ ،ّﻷﻥّ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﺣﺘﻀﻨﻬﺎ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺮّﻳّﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .ﺯﻫﻮﺭ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻄّﻴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﻣّﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻧﺪﻫﺎﺵ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺍﻵﻥ ﺑﺤﻀﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ" .[39]ﺇﺫﺍ "ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﺠﺪ ﺗﻄﻮّﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻸ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ
ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺸّﺠﺮ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄّﺮﻳﻖ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨّﺪﻯ ،ﻭﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ" .[40]ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﻐﻨّﻰ ﺑﺎﻟﺤﺐّ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ.
ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻧﻌﺘﻨﻲ ﺑﻪ؟
ﺍﻟﺴّﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻡ
.66ﻟﻘﺪ ﻭﺣَّﺪَﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘّﻜﻨﻮﻗﺮﺍﻃﻲّ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺰﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ،
ﻭﻳﺨﺪﻋﻨﺎ ﻟﻨﻨﺴﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠّﻪ ﻫﻮ ”ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﺗّﺼﺎﻝ[41] .“
.67ﺇﻥّ ﺍﻟﻨّﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳّﺔ-ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴّﺔ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳّﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺘّﻨﺎﻏﻢ ﺍﻟﺮّﺍﺋﻊ ﺑﻴﻦ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﻭﻟﻜﻨّﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺠﺒﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ”ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳّﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ“ ﺇﻻّ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻰ ”ﻣﺮﻛﺰﻳّﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .“ﺃﻱ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﺑﻘﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ .ﻷﻥّ "ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﺘّﺤﺪﺓ ﺑﺮﻭﺍﺑﻂ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴّﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺸﻜّﻞ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ،ﺷﺮﻛﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ
ﻣﻘﺪّﺱ ﻭﻣُﺤِﺐّ ﻭﻣﺘﻮﺍﺿﻊ" .[42]
.68ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻧﺘﺎﺝ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ،ﺑﻞ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ،ﻷﻥّ "ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﺣَّﺪَﻧﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺛﻴﻖ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ،
ﺣﺘّﻰ ﺃﻥّ ﺗﺼَﺤُّﺮَ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻮ ﻣﺮﺽ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨّﺎ ،ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺄﻟّﻢ ﻻﻧﻘﺮﺍﺽ ﺃﻱّ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﺑﺘﺮ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ
ﻟﻨﺎ" .[43]ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ،ّﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ،ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ،ﻭﻧﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘّﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻨﻔﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘّﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻟﺜّﺮﺍﺀ.
.69ﺃﺩﻋﻮ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴّﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻫﺬﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺣّﺐ ﺑﻨﺎ ،ﻭﺇﻟﻰ ﺗﺠﻤﻴﻠﻪ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪ
ﺑﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ،ﻷﻥّ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻜﻢ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻘِﻴَﻢ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻧﻜﺮ ﺃﻧّﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀّﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻭﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻌّﺎﻟﻴّﺔ ﻟﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳّﺔ ،ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭّﻝ،
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺪّﻭﻟﻴّﺔ.
.70ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥّ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﺮﺍﻛﻢ ،ﻭﺗﺠﻨّﺐ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴّﺔ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﻋُﺸﺮ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻌًﺎ ،ﻛﺎﻑٍ ﻟﻤﻨﻊ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻢّ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻤّﻴّﺎﺕ :ﻟﻨﺘﺬﻛّﺮ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴّﺔ،

2.2 Page 12

▲back to top
12
ﺩﻭﻥ ﻧﻀﺞ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﻲ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴّﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﺎﺱ.
.71ﺇﻥّ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬﻟﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮ ﻟﻠﺤﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﺘّﻠﻮّﺙ ،ﻭﺍﻟﺤﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﻔﺎﻳﺎﺕ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺑﺤﻜﻤﺔ ،ﺗَﺨﻠﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ .ﻭﺇﻥّ
ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸّﺨﺼﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴّﺔ ﺗﻨﺒِّﻪ ﻗﻠﻘﻨﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴّﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗَﻒِ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ ،ﻭﺗﺜﻴﺮ
ﺍﻟﺴّﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ .ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺇﺫًﺍ ﺃﻧّﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﺗﺄﺛﻴﺮًﺍ ﻣﻠﺤﻮﻇًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻣﻦ
ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﺍﻟﻜﻤّﻴّﺔ ،ﺇﻻّ ﺃﻧّﻪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
.72ﻭﺇﺫﺍ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥّ ﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎﺕ ﺑﺎﻟﻨّﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳّﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘّﺤﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻀّﻌﻒ ﺑﺎﻟﻨّﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼّﻴﻦ ،ﻭﺳﺒﻊ ﻣﺮّﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻨّﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺪَّﻝ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳّﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ [44] ،ﻓﺈﻧّﻨﺎ ﻧﺆﻛّﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘّﻐﻴّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ
ﻓﻲ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨّﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ،ّﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ،ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﻴّﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴّﺔ ،ﺳﻨﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮّﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ.
.73"ﺳﺒِّﺤﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ" ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮّﺳﺎﻟﺔ .ﻷﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪَّﻋِﻲ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﺤﻞّ ﻣﺤﻞّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﻪ.
ﺻَﺪَﺭَ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ ،ﻓﻲ ﺑﺎﺯﻳﻠﻴﻜﺎ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﺗﺮﺍﻥ ،ﻓﻲ 4ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭّﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ،ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ
ﺍﻷﺳﻴﺰﻱ ،ﺳﻨﺔ ،2023ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺣﺒﺮﻳّﺘﻨﺎ.
ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ
************
©ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ – ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ 2023
[1]ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘّﺤﺪﺓ.Global Climate Change Background,، 2019 ،
[2]ﺍﻟﺠﻤﻌﻴّﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻّﺔ ﻟﺴﻴﻨﻮﺩﺱ ﺍﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻷﻣﺎﺯﻭﻥ ،ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ،ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭّﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 10 ،2019؛
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .1744 ،(2019) 111
Assemblea Speciale del Sinodo dei Vescovi per la Regione Pan-Amazzonica, Documento finale,
ottobre 2019, 10: AAS 111 (2019), 1744.
[3]ﻟﻘﺎﺀ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺃﺳﺎﻗﻔﺔﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻣﺪﻏﺸﻘﺮ ،(Sceam)ﺑﻴﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻧﺎﻳﺮﻭﺑﻲ 17 ،ﺗﺸﺮﻳﻦ
ﺍﻷﻭّﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ .2022
Simposio delle Conferenze Episcopali di Africa e Madagascar (Sceam), African Climate Dialogues
Communiqué, Nairobi, 17 ottobre 2022.

2.3 Page 13

▲back to top
13
ﻛﺎﻣﺒﺮﻳﺪﺝ، ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴّﺔ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴّﺔ،2021 ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ،(IPCC) [ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻟﺘﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ4]
.2 .2 .،2021 ﻭﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ
Cfr Intergovernmental Panel on Climate Change (IPCC), Climate Change 2021, The Physical
Science Basis, Cambridge and New York 2021, B.2.2.
،2023 ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺳﻨﺔ.2 .3 .، ﻣﻠﺨﺺ ﻟﺼﺎﻧﻌﻲّ ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺎﺕ، ﺍﻟﺘّﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ،2023 ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ، ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ[5]
https://www.ipcc.ch/report/ar6/syr/downloads/report/IPCC_AR6_SYR_SPM.pdf :ﻳﺮﺟﻰ ﺍﻟﺮّﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ
Cfr Id., Climate Change 2023, Synthesis Report, Summary for Policymakers, B.3.2. Per il
Rapporto 2023 si fa riferimento a
https://www.ipcc.ch/report/ar6/syr/downloads/report/IPCC_AR6_SYR_SPM.pdf.
[6]Cfr United Nations Environment Program, The Emissions Gap Report 2022:
https://www.unep.org/resources/emissions-gap-report-2022.
[7]Cfr. National Oceanic and Atmospheric Administration, Earth System Research Laboratories,
Global Monitoring Laboratory, “Trends in Atmospheric Carbon Dioxide”:
https://www.gml.noaa.gov/ccgg/trends/
ﻣﻠﺨﺺ ﻟﺼﺎﻧﻌﻲّ، ﺍﻟﺘّﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ،2023 ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ،(IPCC) [ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻟﺘﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ8]
.3 .1 .،ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺎﺕ
Cfr IPCC, Climate Change 2023, Synthesis Report, Summary for Policymakers, A.1.3.
.3 .5 .،[ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ9]
[10]Questi dati dell’Intergovernmental Panel on Climate Change (IPCC) sonobasati su circa
34.000 studi: cfr IPCC, Synthesis Report of the Sixth Assessment Report (20/03/2023): AR6
Synthesis Report: Climate Change 2023(ipcc.ch)
ﻣﻠﺨﺺ ﻟﺼﺎﻧﻌﻲّ، ﺍﻟﺘّﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ،2023 ﺗﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ،(IPCC) [ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪّﻭﻟﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻟﺘﻐﻴّﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ11]
.2 .1 .،ﺍﻟﺴّﻴﺎﺳﺎﺕ
Cfr IPCC, Climate Change 2023, Synthesis Report, Summary for Policymakers, A.1.2.
. ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ[12]
.887 ،(2015) 107 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:101 ،(2015 ﻣﺎﻳﻮ/ ﺃﻳّﺎﺭ24) ﻛُﻦْ ﻣُﺴَﺒَّﺤًﺎ، ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﺑﻮﻳﺔ[13]
.889 ،(2015) 107 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:105 ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ[14]
.890 ،(2015) 107 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:106 ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ[15]
.889-888 ،(2015) 107 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:104 ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ[16]
.889 ،(2015) 107 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:105 ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ[17]
.903 ،(2015) 107 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:139 ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ[18]

2.4 Page 14

▲back to top
14
[19]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :220 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .934 ،(2015) 107
[20]Cfr. S. Sörlin – P. Warde, “Making the Environment Historical. An Introduction”, in Iidem,
Nature’s End: History and the Environment, Basingstoke – New York 2009, 1-23.
[21]ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﺑﻮﻳﺔ ،ﻛُﻦْ ﻣُﺴَﺒَّﺤًﺎ 24)ﺃﻳّﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ :139 ،(2015ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .903 ،(2015) 107
[22] V. Soloviev, I tre dialoghi e il racconto dell’Anticristo, Bologna 2021, 256.
[23]ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺲ ﺑﻮﻟﺲ ﺍﻟﺴّﺎﺩﺱ ،ﺧﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ FAOﻓﻲ ﺍﻟﺬّﻛﺮﻯ 25ﺳﻨﺔ 16)ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ :4 ،(1970
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .833 ،(1970) 62
[24]ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﺎﺑﻮﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻠّﻨﺎ ﺇﺧﻮﺓ Fratelli tutti (3 -ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭّﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ :11 ،(2020ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ 112
.972 ،(2020)
[25]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :174 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .1030 ،(2020) 112
[26]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :172 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .1029 ،(2020) 112
[27]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ.
[28]ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :170 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .1029 ،(2020) 112
[29]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ.
[30]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :175 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .1031 ،(2020) 112
[31]ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﺑﻮﻳﺔ ،ﻛُﻦْ ﻣُﺴَﺒَّﺤًﺎ 24)ﺃﻳّﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ :179 ،(2015ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .918 ،(2015) 107
[32]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :167 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .914 ،(2015) 107
[33]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :169 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .915 ،(2015) 107
[34]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :111 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .982 ،(2015) 107
[35]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :57 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .870 ،(2015) 107
[36]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :68 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .874 ،(2015) 107
[37]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :86 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .881 ،(2015) 107
[38]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :97 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .886 ،(2015) 107
[39]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :100 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .887 ،(2015) 107
[40]ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ :233 ،ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ .938 ،(2015) 107
[41]ﺭﺍﺟﻊ ﺩﻭﻧﺎ ﻫﺎﺭﺍﻭﻱ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ،ﻣﻴﻨﻴﺎﺑﻮﻟﻴﺲ .249-205 ،2008

2.5 Page 15

▲back to top
15
Cfr D.J. Haraway, When Species Meet, Minneapolis 2008, 205-249.
.883 ،(2015) 107 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:89 ،(2015 ﻣﺎﻳﻮ/ ﺃﻳّﺎﺭ24) ﻛُﻦْ ﻣُﺴَﺒَّﺤًﺎ، ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﺑﻮﻳﺔ[42]
،(2013) 105 ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ:215 ،(2013 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ/ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ24) ﻓﺮﺡ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ، ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻟﻲ[43]
.1109
[44] Cfr United Nations Environment Program, The Emissions Gap Report 2022:
ttps://www.unep.org/resources/emissions-gap-report-2022.
Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana